بين خدام الخائن ومخلوف الحرامي 

نوال السباعي ، في 15 مايو 2011 

 

تتكاثر الطحالب السامة يوما بعد يوم في أعماق مستنقعات الوضع القائم في بلادنا ، ويصيد صغار الآدميين في الماء العكر الذي خلفته الأنظمة التي حكمتنا نصف قرن في هذه المنطقة العربية الحزينة ، يقفز اللصوص إلى قطار الأحرار ، ليسرقوا منهم دماءهم …الشيء الوحيد الذي بقي للأحرار في مواجهة الاغوال .

ويخرج علينا مخلوق اسمه "خدام" ..متحدثا لقناة إسرائيلية ….إسرائيلية!!!!!، مدعيا ان ثورة شباب سورية هي ثورته وأن الشباب في الداخل هم أتباعه ، وأنه مشارك في مخططات عالمية ومحلية للقضاء على النظام في سورية!!! ، بالضبط كما خرج علينا من قبل مخلوق آخر اسمه "مخلوف" متحدثا في إحدى الصحف الأمريكية عن ولاء نظامه لإسرائيل ، وأن أمن هذه الأخيرة مرتبط ومباشرة باستقرار النظام في سورية !!!!!! شنشنات الخونة على طرفي نزاعهم على الكراسي ، خدم إسرائيل الذين حافظوا على أمنها نصف قرن ، وهم يُعَبّدّون الناس ويستعبدونهم ، يلغون الشعوب لمصالح جيوبهم ، يخونون الأمة عبادة للكرسي ، قبلتهم ووجهتهم ، وأمل حياتهم ومبتغاها.

بين "خدام" الذي خان الشعب السوري ثلاثين عاما ، وكان شريكا ل"حافظ" في قتله وذبحه وسحله واعتقالاته ونفيه الناس وإخراجهم من ديارهم وأطانهم ، وتدمير حماة فوق رؤوس أهلها !!!،كان شريكا على الأقل  بالصمت والمحاباة والمراآة والخنوع والتذلل والسرقة في الوقت الضائع على هامش عذابات الشعب ومعاناته  ، وبين "مخلوف" الشريك اليوم في نهب سورية وتركيعها واستمرار استعباد شبابها وامتصاص دمائهم ومستقبلهم وحياتهم وكرامتهم وحريتهم ، بالمشاركة الفعالة في السرقة الكبرى التي تعرض لها الشعب السوري للمرة الثانية خلال خمسين عاما ، بين خدام ومخلوف ….تبدو الثورة يتيمة مكلومة جريحة .

أغوال ذئبية تسلطت علينا من كل حدب وصوب تريد استغلال دماء الشهداء ، وجراح الأبرياء ، وعذابات المعتقلين ، وآلاام المعذبين ، وأحزان الأمهات والآباء الصابرين ، وقهر الشباب والشابات المرابطين على عتبات الحارات والأزقة والقرى والمدن ينتظرون المستقبل هناك في صبر وأناة .

بين خيانة وخيانة …نكتشف الكذبة الكبرى لقضية الطائفية التي حكمونا بالخوف منها أربعة عقود ، القضية برمتها هي الكرسي ، والكرسي فقط ، هذه هي القضية في ليبيا حيث القبيلة، وهذه هي القضية في اليمن حيث العشائرية ، وهذه هي القضية في سورية حيث استعمل النظام هذه الشماعة ليكسر بها رقاب الاحرار ،

يريدون ان يطفئوا نور الأمل في عيون شبابنا بخياناتهم التي ماعادوا يستحون منها.

يذهب خدام الساقط الذي شارك في سحق شعبه دهرا إلى صحيفة إسرائيلية ليتحدث منها عن مشروعات غربية لدك سورية والتدخل فيها ، ويذهب مخلوف الساقط الى صحيفة أمريكية ليهدد الغرب بأمن اسرائيل 

وبين خدام ومخلوف تنبت شجرة السقوط من ذؤام وسَموم طلعها رؤوس الشياطين التي تحاول وأد الثورة الإنسانية السلمية الشريفة لمصلحة هذا أو ذاك من مصاصي الدماء المتربصين بالكراسي في غفلة من الشعوب 

لكن الزمان قد تغير والشعوب قد تغيرت والكراسي قد تغيرت

وعلى أكتاف شباب سوري الحرّ المثقف الواعي الصابر المرابط وحده ، يقع عبء المرحلة ، على أعتاقهم هم بجراحهم وآلامهم ودموعهم وعذاباتهم يقع عبء استمرار هذه الثورة بما هي عليه من نظافة وطهر ونقاء بعيدا عن "الخدّادمة" و" والمخالفة" …بعيدا عن هؤلاء الضباع الذين ينتظرون دورهم في الانقضاض على بقايا أجساد شهدائنا التي نهشتها وحوش الغاب

يجب أن تبقى هذه الثورة سلمية إنسانية لاطائفية ولاقومية مستقلة لاتتبع أحدا ولاتقبض أموالا من أحد ولاتتكيء إلا على تعويلها على مواقف إنسانية دولية حازمة ، من المنظمات الدولية ، والحقوقية والإنسانية


 

على عاتق الشعب السوري وحده وبعيدا عن خدام وأمثاله ،بعيدا عن مخلوف وامثاله ، تقع مسؤولية خياراته للمضي بأولاده نحو

الانعتاق من ربقة هذه العبودية ليس لآل الأسد وفئتهم وشبيحتهم وعسكرهم فحسب ، بل للماضي الثقيل بكل مايعنيه من تخلف وارتكاس وشقاق ونفاق وأقذار 
 

الشعب السوري عليه أن يختار بين النور والظلام ، بين الحرية والعبودية ، بين الكرامة والذل ، بين الماضي والمستقبل 

وعليه أن يعرف قدر التضحيات التي يمكن أن يقدمها شعب لينال حريته ، وهو لم يقدم بعد مايساوي حرية شعبة مثله!

فمعركته كمعركة إخوانه في تونس ومصر وليبيا واليمن ..معركة حق مع باطل ، معركة أمة استبيحت وانتهكت وأهينت ، وقد آن الأوان لتخرجمن نفق الذل إلى صباحات العزة.

بين خدام ومخلوف تتضح الصورة ، وتتسع رقعة الفضيحة ، ويصبح الحق أبلجا ، لارجوع إلى الوراء ، لارجوع إلا بالاستعداد ليوم قريب آخر ، بكثير من الصبر والوعي والكرامة ، الكرامة التي استردها شهداء سورية ، الذين غسلوا بدمائهم ذلنا وعارنا ، فماذا نحن فاعلون بهذه الدماء 

شرف سورية استعاده الأحرار بإراقة دمائهم …فهل نحن مستعدون لتدنيسه من جديد 

دم الشهداء لاينبغي أن يضيع هباءا 

حتى لو تكاثرةت الضباع مابين خدم ومخاليف …مكشرة عن أنيابها تنتظر حصتها من الغنيمة

غنيمة…..ستكون حراما على القتلة والشبيحة ومصاصي الدماء …لأنها حلالا خالصة من دونهم للشعب الذي دفع ثمنها….دماء ولحوم أبنائه 

في سبيل غد أكثر إشراقا لأطفالهم ، كيلا تسرق البعابع حفنة منهم ذات يوم لتقتلع أظافرهم وعيونهم وتغتصب براءتهم …لأنهم مارسوا لعبة الحرية على الجدران ذات يوم بالطباشير