بيان اللجنة العربية لدعم فلسطين والعراق

بمناسبة

الذكرى الأولى المشؤومة للعدوان الأمريكي على العراق واحتلاله

 

            عام يمرّعلى العدوان والاحتلال، وقد حمل معه عبرا وحقائق ودروسا تثبت لكل ذي بصيرة حرّ شريف الكذب والتضليل والتزوير للأسس والتبريرات التي استندت إليها الإدارة الأمريكية المتطرّفة الحمقاء ،وتابعها /بلير/ ، فلا أسلحة تدمير شامل وجدت ، ولاصلة أورابطة بين النظام العراقي و/القاعدة / تأكّدت ، بالرغم من عمل آلاف المفتشين والمخبرين فوق الأرض العراقية كل هذه المدّة الطويلة ، والتحقيقات المطوّلة مع علماء العراق وقادته ومقاوميه الذين يقعون أسرى بيد القوات الأمريكية الغازية ،وقد أكّد رئيس فرق التفتيش الأمريكية / ديفد كاي / هذه الحقائق ، واستقال ، واتّهم تلك الإدارة بعدم صدقها في توجيه تلك التهم ، كما اتّهمها الكثيرون ، وعلى رأسهم / هانس بليكس / الرئيس السابق لفرق التفتيش الدولية ... كما انتحر أو نحر أكبر العلماء البريطانيين المفتشين بظروف غامضة عندما عبّر عن قناعته حول الموضوع.

    - عام يمرّ والوقائع تثبت للعالم أنّ العراق لم يكن لقمة سائغة يسهل ابتلاعها ، فشعبها الرافض للإحتلال بأكثريته الساحقة ، والمقاوم ببطولة خارقة من قبل ما يزيد عن سبعة وعشرين فصيلا قد خلط أوراق الغزاة ، وأفشل الكثير من مخططاتهم ، وأدخلهم في مستنقع لايعرفون كيف سيخرجون منه ، فعشرات الجنود الأمريكيين انتحروا ، ومئات كثيرة هربوا عن طريق تركيا بواسطة مهرّبين أكراد ، أو امتنعوا عن العودة الى العراق بعد انقضاء إجازاتهم ، وآلاف أخرى أصيبوا بأمراض نفسية ، وهناك العشرات يسقطون صرعى اسبوعيا بنيران المقاومة العراقية البطلة ، بالرغم من الاستنجاد بقوات من /34/ دولة توافدت بهدف دعم الاحتلال للحصول على كسرة من كعكة العراق التي لن تكون إلاّ سمّا زعافا .....

   عام يمرليثبت كذب الوعود الأمريكية بعراق ديمقراطي مزدهر ، فلا الأمن تحقّق ، ولا ما دمّروه وخرّبوه ، وحرقوه أعيد بناؤه ، وأثاره وتحفه سرقت ، ونفطه نهب ، والقانون المؤقّت لمجلس المحكومين فضح زيف الديمقراطية الأمريكية المستورة ، والذي صادر إرادة الشعبالعراقي ، وفرض بنودا تجعل من قانون مؤّقت صاغته أقلام أمريكية صهيونية ، وأخرجته أفواه عراقية تابعة ، أو مأجورة معيّنة من قبل إدارة الاحتلال ، ليصبح بمثابة أسّ الدساتير الذي يسير على راسه ، فأقليّة عشرة بالمائة تمتلك بموجبه / فيتو / على إرادة الأكثرية الساحقة للشعب العراقي الأبي ، ولا أحد قادر على تغيير بعض بنوده ، أو أن يمسّ الاتفاقات الأمريكية ( العراقية ) التي ستنفّذ بين المحتل ومجلس المحكومين بناء عليه ، والتي تصبح بموجبه ثابتة ودائمة ومحصّنة من أيّ تعديل ، أو إلغاء في المستقبل كما يتوهّمون ويخطّطون ......               

  - عام يمر والانعكاسات ضدّ العدوان والاحتلال تعمّ وتنتشر داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها , فأكثر من 250 مدينة أمريكية تظاهرت في هذه المناسبة المشؤومة ،ومعظم عواصم أهمّ دول العالم شهدت مظاهرات حاشدة ، والرأي العام الدولي يضغط بقوّة على الحكومات المؤيدة أو المشاركة في احتلال العراق ،فاسبانيا خلعت رئيس حكومتها القطب الثالث في العدوان والاحتلال , وتبدّل موقفها الرسمي 180 درجة ، والقيادة البولندية تعترف بأنّها ضللت بتبريرات الحرب على العراق ،ورئيس الحكومة الايطالية يعترف بأنّ قرار غزو العراق ربّما كان خاطئا ،ورئيس الحكومة البريطانية مرشّح للسقوط ، وحتى بوش أصبح مستقبله السياسي في مهبّ الريح اذا لم تحدث مفاجآت جديدة لصالحه قبيل الانتخابات الرئاسية ...كما أنّ كره العرب والمسلمين والعالم يتصاعد ضدّ الادارة الأمريكية ، والفئات العراقية التي رحّبت بالعدوان أخذت تتململ وتتناقص .....

  -  عام يمرّ والوضع الاقتصادي والأمني والاجتماعي للشعب العراقي يزداد تردّيا في كلّ يوم ،ومأساته الجديدة أنسته معاناته في ظل الحصار الظالم السابق ،ورائحة الفساد والمحسوبية تزكم الأنوف ،ومحاولات أعداء العراق لزرع الفتنة وإشعالها في صفوف الشعب العراقي باءت بالفشل ،بالرغم من كل محاولات الاغتيالات وحرق المساجد ، لابل تتجه الأمور نحو المزيد من التنسيق وتوحيد الجهود بين معظم مكوّنات الشعب من أجل رسم استراتيجية جديدة لمقاومة الاحتلال ، وإنهاء وجوده من العراق ...

وأخيرا نستطيع القول :إنّ العام الثاني سيكون عام التحرير بإذن الله ، وبفضل تضحيات المخلصين المناضلين من أبناء الشعب العراقي ،ودعم كل الشرفاء في العالم ، ولكن هذا يتطلّب انتشار المقاومة المسلّحة لتشمل كافة أرجاء العراق ، وخلق جبهة وطنية عريضة تعتمد الكفاح المسلّح وسيلة رئيسية للتحربر ،وتلتزم بالديمقراطية منهجا وأسلوبالممارسة الحكم ، وتقف بحزم ضدّ زارعي الفتنة والمروّجين لها، ومتابعة ومحاسبة مشعليها وأدواتها ... وصيانة الوحدة الوطنية العراقية كحدقات العيون ،لأنها الضمانة الوحيدة لتحقيق أهداف الشعب العراقي البطل في التحرير والتوحيد ، وبناء عراق مزدهر قويّ  .

      المجد والخلود لشهداء فلسطين والعراق ، والنصر سيبقى دائما حليف الشعوب المكافحة الصابرة

                  

  الجزائر في   29-3-2004                                       الهيئة المنسقة

                                                                          للجنة العربية لدعم فلسطين والعراق