فشل " مؤتمر القمة العربية" في تونس… ولماذا؟…
*
بينما كنا نتابع باهتمام خاص-عبر وسائل الإعلام المتاحة- (التحضيرات) الجارية لانعقاد تلك "القمة"… بانتظار انعقادها وصدور بيانها الختامي، وما قد يرافقه من قرارات… حتى تكون افتتاحية "الديمقراطي" حول ذلك… فوجئ (الجميع) باستثناء (القلة) المتصلة بمصادر القرار في "واشنطن" المشرفة عمليا على ذلك المؤتمر.. بإعلان الجانب التونسي في مساء 27 آذار (مارس) لقرار الرئيس زين العابدين بن علي، بتأجيل المؤتمر الذي كان سينعقد يومي /29 و 30 آذار (مارس)/ لأجل غير مسمى؟!!!… الأمر الذي يحدث لأول مرة منذ تأسيس جامعة الدول العربية في عام 1945.. إذ لا يحق لأحد بمفرده، أن يقرر تأجيل القمة، كما فعل بن علي باستهتار كامل بجماهير الأمة وازدراء شنيع لبقية الحكام العرب!!!
وقبل تحليلنا لخلفيات هذا القرار (المسرحي) وتوضيح خلفياته الحقيقية.. سوف نستعرض الأسباب المعلنة التي تحجج بها النظام لإعلان ذلك.
حيث أبدى معظم وزراء الخارجية العرب، الذين كانوا مجتمعين في تونس دهشتهم الشديدة، وهم الذين طالما رددوا مع أمين الجامعة عمرو موسى ، أن كل (الأوراق) المقدمة لجدول أعمال المؤتمر قد أقرت بالإجماع، وأن المؤتمر سيكون مرحلة حاسمة في تاريخ الأمة. وقد رفض ابن علي استقبالهم لتوضيح الموقف، وإنقاذهم من حيرتهم الفظيعة…
وكان وزير الدولة التونسي للشؤون الخارجية "حاتم بن سالم" قد أعلن مساء السبت /27/مارس/ في بيان رسمي،إرجاء القمة، معربا عن أسف تونس الشديد، وأضاف: نظر وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التحضيري لقمة تونس يومي /26 و27/ مارس الجاري في مشروع جدول أعمال هذه القمة، ومشاريع الوثائق التي ستعرض عليها، والتي من بينها، بالخصوص، "وثيقة العهد والوفاء والتضامن"*(1) وقدر برز عند مناقشة وثائق القمة تباين في المواقف حول بعض التعديلات والاقتراحات التي كان قد تقدم بها الجانب التونسي، حول مسائل رآها جوهرية، وبالغة الأهمية بالنسبة إلى التطوير والتحديث والإصلاح في بلداننا العربية، بما يعزز الخطى لتحقيق التقدم الديمقراطي، وحماية حقوق الإنسان وتدعيم مكانة المرأة، ودور المجتمع المدني.. وغيرها…الخ.
واتهم البيان الرسمي دولا عربية بالعمل على استبعاد مسائل جوهرية مثل رفض العنف والإرهاب…
-
كما
نشرت وكالة الأنباء الفرنسية الرسمية تعليقا ليلة (السبت
–
الأحد) كررت فيه نفس المزاعم، مما دفع الحكومة التونسية إلى إرجاء القمة…
*(1) صورة مرفقة للإطلاع
وجاء في التعليق : "أن تونس في مشروعها حول "الإصلاحات العربية" أكدت على تمسك العرب بقيم التسامح والتفاهم، وبمبدأ الحوار بين الحضارات ، وتأكيد رفضهم المطلق للتطرف والتعصب، والعنف والإرهاب، وحرصهم على التصدي لهذه الظواهر في إطار التعاون والتضامن الدوليين للقضاء على أسبابها"…
وأضاف التعليق: أن "هذه المقترحات التونسية، إذا كانت قد حازت على مساندة عدد من الدول العربية، فإننا نستغرب إصرار البعض على استبعاد مثل هذه المسائل الجوهرية والمصيرية الهامة كعملية التطوير والتحديث والإصلاح داخل مجتمعاتنا العربية* (1)
ومن جهتها سارعت مصر إلى محاولة احتواء تبعات إرجاء "قمة تونس" وأبدت استعدادها لاستضافة قمة عربية في أسرع وقت لبحث القضايا المطروحة.
وأعرب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية في مصر عن دهشة القاهرة وأسفها لقرار تأجيل "قمة تونس" المفاجئ واعتبرته "خروجا على القاعدة التي تم اعتمادها".
ِِِوبدأت تحركات مبارك، وبعض القادة العرب (السعودية والبحرين والأردن وسوريا والسودان…) لامتصاص نقمة الجماهير العربية والمظاهرات الطلابية والشعبية الغاضبة في مصر، وفلسطين على الخصوص..(التي أدانت /فشل القمة/ وعبّرت عن عدم ثقتها بها، وبالقمة التالية، من الأساس…) وذلك في اتصالات و (قمم مصغرة) في "شرم الشيخ" وغيرها… لمحاولة تدارك الأمور.. والبحث في عقد "القمة "مجددا…
والمثير للسخرية، ترحيب بعض القادة العرب بمبادرة مبارك(كالسعودية والبحرين وبعض الدول الخليجية الأخرى)…الخ. وهم من الذين كانوا من أسباب (تأجيل) القمة في تونس..(وامتناعهم غير المبرر عن المشاركة بمستوى الرؤساء) والهروب من مواجهة المواقف المستجدة… التي سنذكرها لاحقا…
…وأمام إصرار القيادة التونسية على تمسكها (بحقها)الغريب والمفاجئ أيضا، بعقد القمة في تونس مجددا؟!!! ودعوة وزراء الخارجية العرب للاجتماع، لتحضير جدول الأعمال بصورة جيدة… لتأمين ذلك…
ورغم مسارعة الرئيس مبارك لتلقف المسألة ورغبته في البرهنة لأمريكاِِ أنه الأكثر تأهيلا (لتسويق) طلباتها ومشاريعها في الوطن العربي… فقد بادر – وهو العالم بالأسباب الحقيقية لتأجيل القمة- إلى القول: "أن مصر لا تمانع في عقد القمة في تونس، إذا أراد الزعماء العرب ذلك…"*(2)
ونعود لمواصلة استعراض بعض الوقائع والمعطيات التي سبقت ذلك التأجيل
* (1)الأهرام الدولي 29 / مارس 2004-/
* (2)الأحرار الجزائرية / 30 مارس 2—4/.
(الدراماتيكي) المفاجئ ، في إطار عملية التحضير لذلك المؤتمر (بإشراف الإدارة الأمريكية) كالعادة، منذ قمة 1991، المعروفة – على الأقل- ذلك أن ابن علي كان غير متحمس لعقد القمة في تونس، خوفا من فشلها، وعدم حضور كل الحكام العرب* (1)… وبالتالي كان يشترط ضمان نجاحها مسبقا – كما قال – حتى تم الاتفاق على عقدها في تونس بعد زيارته لواشنطن…
… ويرى بعض الملاحظون (في واشنطن) *(2) أن زيارة زين العابدين للولايات المتحدة، تأتي في سياق الدور الذي ترغبه واشنطن من تونس للمساهمة في "مبادرة الشرق الأوسط الكبير" باعتبار تونس قد احتضنت في نهاية السنة الماضية قمة (5- + 5) التي شكلت محور تحالف أمني، بين دول جنوب غرب أوروبا، ومنطقة المغرب العربي ، فيما ستكون تونس عاصمة للقمة العربية المقبلة، التي تعّول عليها واشنطن لاستصدار موقف عربي موحد يندد بالإرهاب الدولي، ويفتح أبوابا جديدة لتفعيل مسار السلام في الشرق الأوسط، ووضع آلية جديدة لتطبيق التطبيع العربي مع إسرائيل.
- وفي هذا السياق … تتحدث مصادر دبلوماسية في واشنطن عن تحضير "مبادرة يتولى الإشراف عليها وزير خارجية الأردن "مروان المعشر" لإصدار بيان عربي مشترك في قمة تونس المقبلة، يندد بالعمليات "الفدائية" أو "الانتحارية" لعناصر المقاومة الفلسطينية ضد المدنيين الإسرائيليين، وهو موقف تراهن عليه واشنطن لعزل حركات المقاومة"…
وهذا الرهان على تونس بعد نجاح ابن علي في تقريب وجهات النظر بين ليبيا وأمريكا ، واحتضان تونس للقاءات السرية في نهاية 2003 بين رئيس المخابرات الأمريكية (سي.آي.إي) "جورج تينت"و"العقيد معمر القذافي" …الخ وثناء "كولن باول" على ذلك الدور الذي لعبه ابن علي في تفعيل وتحريك ملف الخلافات بين واشنطن وطرابلس كما تراهن واشنطن على تمرير "مشروع الشرق الأوسط الكبير".
وقد وضعت خطة هذا "المشروع" لتغيير الوضع في المنطقة وخريطتها – مستخدمة شعار الديمقراطية- بالتعاون بين وزارة الخارجية الأمريكية، وجهاز الأمن القومي الأمريكي، بهدف إحداث تغييرات شاملة في المنطقة* (3)
ونتيجة الاتفاق الذي تم إبان زيارة زين العابدين بن علي لواشنطن… وتصريحاته بأن الإصلاح العربي يجب أن يكون من الداخل… كلّف أن تعرض تونس المبادرة الأمريكية، بدلا من عرضها مباشر من قبل أمريكا* (4)والعمل على
* (1) صرح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن خمس دول عربية (كبرى) لن تحضر القمة.
* (2) الأحرار /25 شباط/ من واشنطن – ابراهيم
* (3) الشروق – الجزائرية /17 شباط 2004/…
* (4) الأحرار- /1 نيسان 2004/.الأحرار /30 مارس/ للكاتب نفسه.
(تسويقها) (…)… وإذا استندنا إلى التبرير الرسمي التونسي لقرار التأجيل(…) فإن نقطة الخلاف الرئيسي تكمن في التوجه الرئيسي الذي أريد أن يصبغ به"بيان قمة تونس" والذي كانت تونس تراهن عليه لتأكيد خيار "رفض العنف" و"الإرهاب" وإسقاطه على المقاومة الفلسطينية… وتمرير مشروع "الشرق الأوسط الكبير" بشكل كامل – كما ذكرنا آنفا – وبالتالي استكمال إدانة المقاومة الفلسطينية...(بعد قمتي شرم الشيخ والعقبة) وصولا إلى تبني الموقف الأمريكي – الصهيوني، الذي كان محضرا، لاعتبارها إرهابية، يتوجب محاربتها من قبل (الجميع)(وكحق وواجب) لشارون بالذات الأمر الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ الشعوب المحتلة، حتى الآن!!! *(1)
* "الورقة الألمانية – الفرنسية: إن نص المشروع الفرنسي – الألماني، "من أجل مستقبل مشترك مع الشرق الأوسط" الذي يشمل "الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك المجتمع المدني..." (...)... ويشمل كل الدول في الشرق الأوسط (...) "ينص على تنظيم اجتماع بين وزراء الخارجية الأوروبيين ونظرائهم العرب، لشرح المبادرة الأوروبية، وحث القمة العربي على إصدار بيان يؤكد فيه القادة العرب التمسك بالمبادئ الأساسية (الإصلاح والديمقراطية والتحديث) التي تحكم هذه العملية، والتزامهم بتنفيذها...
وتوفر "قمة مجموعة الثماني" التي ستجتمع في (أمريكا من 8-10 حزيران القادم) فرصة لإعطاء دفع سياسي يتبنى "إعلان من أجل مستقبل مشترك" وأن يأتي ، إذا أمكن ، كرد على إعلان يصدر عن قمة تونس العربية..الخ. (...) ويشير ، إذا أمكن، إلى قمة الجامعة العربية، ويعرب عن تقدير إيجابي للجهود الإصلاحية التي بدأت في المؤسسة ... (...) كما تحبذ عقد لقاء بين قادة هذه المنطقة، وزعماء مجموعة الثمانية"...
وهذا ما دشّنه مبارك في جولته الأوروبية، وكذلك الملك عبد الله وغيره.. وسيواصلونه بزيارة أمريكا خلال هذا الشهر... (...) "كما تستعيد الخطوط الأساسية للمبادرة الأمريكية (الشرق الأوسط الكبير) وإمكانية الجمع بينها وبين (المبادرة الأوروبية... الخ... وتختم بالفقرة التالية:"يمكن وفق رؤيتنا المشتركة لحلف شمال الأطلسي أن يطلق في (اسطنبول) سلسلة مبادرات تهدف إلى تعزيز حواره مع منطقة الشرق الأوسط ، وأن يقدم إلى دولها اقتراحات في مجال الأمن."...
ولا يختلف "المشروع الفرنسي – الألماني" في جوهره، في السيطرة على المنطقة ، واحتلالها _اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، في إطار الحلف الأطلسي الزاحف، سوى بتركيزه على ضرورة التشاور والتنسيق والتفاهم مع بلدان المنطقة" التي عبّرت
*
(1) وهكذا لم
يتورع أحمد قريع رئيس وزراء السلطة الفلسطينية عن رفض وإدانة المقاومة الفلسطينية
داخل (إسرائيل) بعد فشل مؤتمر القمة في خطابه أمام المجلس التشريعي الفلسطيني
(ليعوّض عن ذلك) ويمهد لهذا الموقف المخزي بعد عودة القمة لاحقا، الأمر الذي قابله
الشعب الفلسطيني ، وفصائل المقاومة الوطنية والإسلامية ، بالغضب والرفض والاستنكار
الشديد.
عن " حوار جماعي قوي في وجه أي محاولة لفرض نموذج من الخارج"... والتشديد على خصوصية كل دولة (...) ثم لتعود فتضيف:"على أن يكون التنسيق كاملا بين بلدان المنطقة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والحلف الأطلسي، ويشدد المشروع أيضا على ضرورة " التوازي بين تسوية النزاع العربي – الإسرائيلي، وإنشاء حكومة سيدة ومسؤولة في العراق،من جهة ، ومسيرة الشراكة المقترحة من جهة أخرى.* (1)
- وكما ذكرنا مرارا، فإن الاتحاد الأوروبي – المتململ من الهيمنة الأمريكية الثقيلة – لا يستطيع – مهما كانت نواياه – تشكيل (قطب دولي مستقل) يمكن التعاون معه، عربيا، بمعزل عن أمريكا، ما لم تتحرر الأنظمة العربية بالذات، من (التبعية) المطلقة لأمريكا، تقوم أنظمة وطنية ديمقراطية وحدوية، يمكنها التعاون المتكافئ والمفيد مع أوروبا مباشرة...
* ومع العلم أن (الحكام العرب) كانوا متفقين على (جوهر) المطالب الأمريكية، ويعملون على تخريجها و(تعريبها) بما يحافظ على (مضامينها) الأساسية... مع (ضمان) استمرار تسلطهم على الجماهير، فقد جاءت (الأوامر الأمريكية) بتأجيل القمة، نظرا للمستجدات، التي سنذكرها، ولا تساعد على تمرير تلك المطالب حاليا.
- ومهما يكن من أمر، فكما قالت المعارضة الوطنية الديمقراطية التونسية، فإن النظام (البوليسي) القمعي (المتخصص) الذي حوّل تونس إلى سجن كبير، ويطلق كلابه المتوحشة لنهش لحوم المعتقلين السياسيين (الإسلاميين) على الخصوص... هو آخر من يحق له (حمل لواء الديمقراطية) في الوطن العربي... وأعجز من أن (يمّرر) "المشروع الأمريكي".. لذلك كان لا بد من التأجيل...
* حول قضية فلسطين:ملحق (1)
وبغض النظر عن الكلام المنمق الجميل في (البيانات المشتركة) بين الحكام العرب، ومعظم (المشاريع) و(الأوراق) المقدسة، أو الصادرة عن مجلس وزراء الخارجية العرب... لتعرض على "مؤتمر قمة تونس".. التي نشرت في وسائل الإعلام... وتتكلم عن "قضية فلسطين" و"العراق" و"إصلاح جامعة الدول العربية" و"الإصلاحات" بصورة عامة...الخ... التي "تخفي السم في الدسم" وينطبق عليها القول المعروف عن (الحجابات والتمائم) التي يحضرها الدجالون لخداع المواطنين البسطاء،"اقرأ تفرح، جرّب تحزن" "ظاهرها خير.. وباطنها شر..."... وبعد التفكير العميق في كل ذلك ومجمل الأوضاع العربية والدولية الراهنة، المتعلقة بها... فإن الأمور انتهت عمليا - وبغض النظر عن الكلام الإنشائي المعروف، حول القضية الفلسطينية، إلى الصيغ الحقيقية التصفوية المطلوب إقرارها في مؤتمر القمة بمايلي: *
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*يمكن مراجعة نص (المشروع الكامل) في جريدة "الحياة" 7 آذار 2004
-" أكد مجلس جامعة الدول العربية في ختام دورته (121) ضرورة إعادة طرح مبادرة السلام العربية، التي تتضمن حلاً شاملاً لكل القضايا المتعلقة بقضية فلسطين، والصراع العربي الإسرائيلي، والاستفادة من المبادرات الشعبية غير الرسمية المطروحة (المقصود مبادرة جنيف الخيانية) وتوضيح أن المبادرة تتكامل مع مبادرات السلام الرسمية المطروحة وفي مقدمتها "خطة خريطة الطريق" ورؤية الرئيس بوش، والعمل على استصدار قرار بتبني مجلس الأمن للمبادرة (...) ..." .
- أي عملية (تقنين) دولية للخيانة... والمضي في مسلسل التنازلات التصفوية، بالبدء الفوري بالتطبيع مع (إسرائيل)... والتخلي عن عودة اللاجئين، وإدانة المقاومة الفلسطينية.. بصيغ (ملتبسة) تنتهي باعتبارها إرهابية (حسب المفهوم الأمريكي - الصهيوني)... بحيث تصبح ملاحقتها وتصفيتها (واجبا) دوليا مفروضا، ليس على (شارون) فحسب، بل وعلى الدول العربية ذاتها (التي بدأت بتخفيف الدعم المالي للمقاومة والشعب الفلسطيني الشهيد الجائع المحاصر، ناهيكم عن (حراسة) حدود (إسرائيل) من تسرب أية قطعة سلاح بسيطة.. في الوقت الذي "تبلغ فيه تكاليف (الجيوش العربية) 60 مليار دولار سنويا" (لحماية الأنظمة وقمع الجماهير)...
ولعله من المفيد أن ننبه إلى (محاولات أمريكية --صهيونية سرية) باتجاه تكليف مصر (بقطاع غزة) والأردن، (الذي هرع ملكها إلى مزرعة شارون للاطمئنان على حصته) بضم ما تبقى من (الضفة الغربية) ما بعد (جدار العزل).. وتوطين اللاجئين (حيث هم) أو إعادة تشريدهم في بقاع الأرض... بحيث يتم تصفية قضية فلسطين، ويحسم النزاع العربي -الصهيوني المصيري لصالح إسرائيل وأمريكا... مما يسهل اندماج (إسرائيل الكبرى) في المنطقة (كطليعة أمامية) استعمارية محلية (لمشروع الشرق الأوسط الكبير)
*حــول الـعـــراق:
بغض النظر- أيضا-عن الكلام الإنشائي المضلل، الذي جاء في مشروع "البيان الختامي" الذي حضّره مجلس الجامعة العربية في تونس*(2) والبيان (المصري-السعودي) الأفضل بما لا يقاس، مما ورد هنا بالنسبة للعراق*(3) حيث احتوى "بيان الجامعة" البالغ الخطورة الإضافات النوعية الخيانية التالية:
(...)" وعبّر المجلس عن ترحيبه بإعلان مجلس الحكم العراقي الانتقالي، إقرار "قانون الدولة الانتقالي":(الذي وضعه أمريكي يهودي-صهيوني، وفرضه
*(1) يمكن مراجعة بيان مجلس الجامعة في (الأهرام الدولي" 4 مارس 2004/ كنموذج معبر عن الموقف الحقيقي بالنسبة لقضية فلسطين (والمنشور لاحقا)(مصوّر)
*(2) الأحرار 15 آذار 2004.
*(3) الأهرام الدولي / 5 آذار/ 2004/.
"الحاكم المطلق بريمر"*(1) والذي يعني تفجير العراق بحروب أهلية مدمرة.. وطمس هويته القومية العربية-كنموذج مرعب لبقية المخطط الأمريكي-الصهيوني في المنطقة..(في نشر الحرية والديمقراطية المزعومة)...
وهو ما رفضه شعبنا العراقي، وكل قواه الوطنية والإسلامية.. وكان يجب رفضه أيضا من قبل "مجلس الجامعة، وعدم الاعتراف، بمجلس الحكم العميل".. وعدم دعوته لحضور "مؤتمر القمة" بأي حال... الأمر يعني تبني "القمة" لكل إجراءات القوى المحتلة و(تعريبها).. وهو ما يشكل طعنة غادرة لشعبنا في العراق.. وخيانة قومية بالغة الخطورة...
كما أن (البيان المذكور) أدان (الإرهاب) باستغلال (بعض التفجيرات الملتبسة) لمحاولة تحميلها (للمقاومة) الوطنية والإسلامية الباسلة المشروعة، (التي لم تتبناها أصلا) وكان يجب على "القمة العربية" أن تمجّد المقاومة وتقرر دعمها بكل ما يلزم لكنس الاحتلال الإمبريالي من العراق بأسرع وقت ممكن...
- وكذلك الإشارة إلى "تشكيل قوة دولية متعددة الجنسيات"... للتخفيف عن قوات الاحتلال، وإنقاذها وتغطيتها،.. (وتدويل الاحتلال) و(تشريعه)على غرار أفغانستان .. بحيث يتاح لأمريكا جذب الدول الأوروبية المترددة-خاصة بعد التفجيرات الأخيرة التي حصلت في إسبانيا- بقرار جديد من مجلس الأمن، يتيح المجال لتدخل (حلف الناتو) وأية قوة أخرى بما فيها تركيا (وحتى بعض الدول العربية العميلة) تحت هذه المظلة الخطيرة... علما أن الشركات الإسرائيلية أصبحت تتغلغل في العراق.. (حسب الصحافة الإسرائيلية ذاتها).. كما تتواجد قوات إسرائيلية بثياب أمريكية للمشاركة في (وضع تجربتها ضد الشعب الفلسطيني..) تحت تصرفها في التعامل الوحشي مع الشعب العراقي.
...بالإضافة إلى بعض الفقرات الحاقدة اللئيمة لإرضاء حكام الكويت الخونة.. والخلط القذر المتعمد الذي يتجاهل الاحتلال الذي دمّر العراق وضرورة محاكمة المعتدين..الخ.
*(1)راجع المقال التحليلي الجامع-التالي في عدد "الديمقراطي" ذاته- حول ذلك.
*(2)الشرق الأوسط /27/3/ -وكررها مرارا...
والإعلامية والعلمية... وغيرها.. لم تعرف طريقها إلى التطبيق...
غير أن بعض المعلومات المنشورة في بعض وسائل الإعلام*(1) تشير إلى أن الولايات المتحدة، ستستمر في مناوئة أي إجراء اجتماعي عربي يهدف إلى إصلاح المؤسسات الإقليمية العربية، قبل الانتهاء- أو قرب الانتهاء- من ترتيب البيوت، الداخلية العربية (وفقا للمخطط الأمريكي) وقبل أن تتأكد واشنطن وغيرها من الدول الغربية الكبرى، من نيات الدول العربية من مسألة التطبيع الكامل مع إسرائيل، وقبل أن تتحقق درجة مناسبة من النجاح في توسيع الدائرة الإقليمية من دائرة عربية إلى شرق أوسطية. على غرار مشروع "بيريز" الشرق أوسطي- الشمال إفريقي، المطروح سابقا") تمهيدا للانتقال إلى دائرة شرق أوسطية أكبر وأوسع، لأنه في كل مرحلة من هذه المراحل ستحتاج الدائرة إلى تنظيم إقليمي يناسبها �إلى حين الانتقال إلى مرحلة أخرى.
أم وقد بدأ التوسع فعلا من الدائرة العربية الضيقة إلى دائرة إقليمية أوسع، فقد ترى واشنطن أن المرحلة الانتقالية لم تعد بحاجة إلى المؤسسة الإقليمية القائمة (أي الجامعة العربية)...على أساس أن وجود هذه المؤسسة قد يعطل هذه الدائرة التالية (أي الدائرة الشرق أوسطية القادمة...
ولعل تصرف زين العابدين بن علي قد جاء في هذا الإطار-لدفع الجامعة العربية إلى الانهيار ..." = مع أن المخطط الأمريكي الكبير-حسب رأينا-لا زال بحاجة (لجامعة الدول العربية.. والقمة العربية) مؤقتا على الأقل... (لتعريب) مراحل ذلك المخطط المتلاحقة...
ولعله مما يلفت الانتباه أن "إبراهيم نافع" رئيس مجلس إدارة وتحرير الأهرام (الذي يمكن اعتباره بمثابة الناطق الإعلامي (الرسمي) باسم النظام المصري الحالي.. على غرار هيكل سابقا بالنسبة للرئيس عبد الناصر، رحمه الله)...
كتب في "افتتاحية الأهرام الدولي" /28/ مارس (...)..."أن "قمة تونس" لن تقر أيا من المشاريع المطروحة-التي أشرنا إليها أعلاه-في تطوير الجامعة العربية أو (العمل العربي المشترك)... بحجة "تعقدها وصعوبة ذلك حاليا... حيث يوجد حسب زعمه سبعة مشروعات عربية متباينة.. (رغم ادعاءات الأمين العام وأحمد ماهر وابن عيسى المغربي-على وجود الإجماع على كل شيء-كما ذكرنا سابقا-.. والتركيز حسب "إبراهيم نافع" على "إخراج لتعامل الأنظمة مع مشروع الشرق الأوسط الكبير".. وإرجاء مشاريع إصلاح الجامعة العربية إلى (قمة الجزائر التالية في عام 2005"... رغم التصريحات المصرية وغيرها (الرافضة) للمشروع.. وتقديم "المشروع العربي البديل"-بما يؤدي للمضمون المطلوب وتصريح "أحمد ماهر": "إننا لا نعرف شيئا اسمه الشرق الأوسط الكبير".. ما نعرفه هو الوطـن العــربي
*(1)الأهرام
الدولي/27/مارس 2004/. + الحياة/30/ مارس/ (للكاتب المصري جميل مطر) منشورة في
الأحرار(31/مارس/2004).
ونحن نعمل على إصلاحه، ولا شأن لنا بالطرح الأمريكي، فالولايات المتحدة تطرح آراء لسنا ملزمين بها، ولم نبحثها ولا نعرفها أصلا"!!!*(1)علامات التعجب من عندنا..
* "وثيقة عهد بين قادة الدول العربية"*(2)(...) "وعقدنا العزم على مواصلة خطوات الإصلاح التي بدأتها الدول العربية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة، وتحصين تضامننا، عن طريق تعزيز روح المواطنة والمساواة، وتوسيع مجال المشاركة، ودعم سبيل حرية التعبير المسؤول، ورعاية حقوق الإنسان، وفقا للميثاق العربي لحقوق الإنسان، والعمل على زيادة مشاركة المرأة العربية في بناء المجتمع، وهو ما يتوافق مع عقيدتنا وقيمنا وتقاليدنا، وإقامة الهياكل اللازمة، وتهيئة الظروف الضرورية لإرساء التكامل الاقتصادي في ما بيننا، على نحو يمكننا من المشاركة الفاعلة في الاقتصاد العالمي، وبناء الحضارة الإنسانية واستجابة متطلبات العمل المعاصرة... الخ"*(3)
- ونكرر القول –أن هذا الكلام (جيّد) بشكل عام... رغم أنه يظل إنشائيا، ولتضليل الجماهير، وذلك لعدم أهلية الأنظمة العربية الاستبدادية الفاسدة، لأي إصلاح حقيقي –كما يعرف الجميع- مع الإشارة أيضا إلى ما فيه من (ألغام) أمريكية مبطّنة، كما سنوضح لاحقا...
- وكما ذكرنا مرارا، عن تأكيدات الأمين العام والوزراء العرب.. في (اجتماع تونس) على (إجماعهم) على سائر القرارات التي ستقدم للقمة، و"خاصة وثيقة الإصلاح" المذكورة بالذات... ومع ذلك يفاجئ ابن علي، (الجميع) بإعلانه المنفرد، بتأجيل القمة إلى أجل غير مسمى، بدعوى (عدم أخذ المشروع الذي قدمته تونس بعين الاعتبار (كما رأينا سابقا)؟!!!..
- وقبل الحديث عن الأسباب الحقيقية للتأجيل، نشير إلى أن جولة مبارك الأوروبية كانت في سياق الوصول إلى (صيغة توفيقية) بمساعدة أوروبا، بحيث تخرج (المبادرة الأمريكية) بما يراعي الحكام العرب ويطمئنهم على كراسيهم مقابل المساومة على النقاط الأخرى الأساسية (التي تشكل جوهر المبادرة) في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والثقافية والتعليمية والالتزام بذلك..الخ.
- مع التذكير (بمؤتمر الإصلاح العربي في مكتبة الإسكندرية) الذي أراد
*(1): الأهرام الدولي 28 مارس(آذار) 2004/ +*(2):الحياة /11 آذار= الوثيقة منشورة كاملة رفقا- ونكتفي هنا (بالفترة المتعلقة بالإصلاح فقط). (خطوط التشديد من عندنا) +*(3): وهي المأخوذة أصلا عن "المشروع المصري" "خطة الإصلاحات العربية" التي تنطلق من تقرير "التنمية البشرية في العالم العربي" الصادر عن الأمم المتحدة عام 2002/ الذي يشير إلى انهيار الأوضاع في الوطن العربي، الذي أصبح في أدنى الدرجات العالمية في جميع مجالات الحياة... ولهم –حسب المشروع المصري- الاتفاق على المبادئ وترك الحرية لكل بلد في تطبيق ما يناسبه، وحسب الوتيرة التي يراها ... الخ.
من خلاله مبارك إعطاء (صيغة مشاركة المجتمع المدني المزيف في ذلك).. عبر التفتيش عن (صياغات وسطية) تحاول خداع الجماهير، حول الأصالة والهوية القومية والإسلامية...الخ.. وأخذ مضمون "المشروع الأمريكي" واعتماد التدرج بحيث يتم ضمان التنفيذ، مع بقاء الأنظمة الحالية من الأساس... ربما مع بعض التغيرات الشكلية المضللة أيضا... حتى أن الملك عبد الله *(1) أكّد: "الشيء الإيجابي أن الولايات المتحدة باتت تشاطرنا الرأي بأن عملية الإصلاح يجب أن تنبع من الداخل(...) وهو ما ورد في "الورقة الألمانية- الفرنسية" حول هذا الموضوع"
- كما علمت "الشرق الأوسط"*(2) من مصادر عربية مسؤولة أن الولايات المتحدة أبلغت عددا من الدول العربية، في خطوة لترطيب الأجواء، قبل انعقاد القمة العربية في تونس، أنها ستسحب مبادرتها بموضوع "الشرق الأوسط الكبير"، وأنها لن تطرحها على "قمة الدول الثماني" التي ستعقد في حزيران المقبل... وقد تمّ إبلاغ ذلك لوزير الخارجية الأردني "مروان المعشر" خلال زيارته الأخيرة لواشنطن...الخ.. بعد أن أبلغها أنه سيجري طرح "مشروع عربي للإصلاح" على القمة..." (يلبي الطلب ويستر عورات الأنظمة في آن واحد)... وبعد رفض مصر والسعودية للخطة... الخ(كما رأينا في البيان المشترك بينهما)... قال:"كولن باول" حول رده على ذلك:*(3)
"إن ما نحاول القيام به هو مساعدة كل منهم بالطريقة التي يختارونها على التقدم"... وأكد "أن بلاده لن تقترح أبدا خطة إصلاح قادمة من الخارج"*(4)
ومن هنا جاءت تأكيدات الملك عبد الله ووزيره المعشّر..
- وقد كشف مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية أن الزعماء العرب "ردّوا بشكل إيجابي" على فكرة الإصلاحات التي اقترحتها الولايات المتحدة*(5) خلافا لمواقف الرفض المعلنة.. وخاصة من الثلاثي (مصر-السعودية-سوريا) حيث أعلن الرئيس بوش تأجيل تطبيق العقوبات على سوريا بهدف تدجينها واحتوائها (بالنسبة لما قيل عن الخلافات بينها وبين السعودية حول تفعيل "المبادرة السعودية حاليا، والبحث في (مشروع الإصلاحات).. وضرورة اقتصار القمة على دعم الانتفاضة الفلسطينية، بعد عملية اغتيال الشيخ ياسين...الخ)... ونجاح (مبارك في تسوية الخلاف المذكور)...
*(1) الحياة /28/آذار/... + *(2) الشرق الأوسط /26/ آذار + *(3) الشرق الأوسط /29/3/2004 .
*(4) وهذا خلافا لكلام أمريكا حول "ضرورة وجود قرار واضح وشامل يصدره الزعماء من خلال مؤتمر القمة... فالغرب يريد أن تلتزم القمة التزاما لا لبس فيه ..الخ" الحياة/30/3/2004.
*(5)الشروق الجزائرية /1/مارس/2004.
*(6)الشروق /1/نيسان/2004.
بينما يقال أن الذي فجّر القمة كان إصرار تونس على طرح "المشروع الأمريكي" كما هو، حسب ما اتفق على ذلك خلال زيارته لواشنطن.. وقبول أو رفض الإصلاحات المطلوبة أمريكيا ، كما هي دون مناقشة".
*الأسباب الحقيقية لتأجيل القمة: لمعرفة الأسباب الحقيقية الكامنة وراء ذلك، فإن من المفيد استعراض بعض التوضيحات الهامة التالية:
- إن الأنظمة العربية، المتواطئة مع التحالف الإمبريالي-الصهيوني، كانت تلاحظ أن الأوضاع الشعبية راكدة منذ احتلال العراق، ورغم المظاهرات الشعبية الصاخبة في معظم عواصم العالم، وفي مقدمتها العواصم والمدن الأوروبية والأمريكية التي سبقت الاحتلال، ورافقته، وتلته... فإن الوطن العربي ظلّ في حالة (سبات أهل الكهف)-مع الأسف الشديد-تبعا لقمع الأنظمة المركب المزمن، وضعف ، وتهافت، وغياب القوى الطليعية المطلوبة لتحريك وقيادة هذه الجماهير...
ولذلك فقد رأت الأنظمة أن الأجواء قد أصبحت ملائمة، ولابد من استغلالها لتمرير خطوات أساسية من الملفات المطروحة على القمة-كما رأينا-بما يرضي (التحالف) المذكور... سواء :
- بالنسبة "للمبادرة السعودية-الأمريكية-المغربية" لتصفية القضية الفلسطينية، وحل مجمل الصراع العربي-الصهيوني لصالح (إسرائيل).
- أو بالنسبة لتبني الأمر الواقع الاستعماري المدمر في العراق.
- أو الاستجابة للمطالب الأمريكية في تبني "مشروع الشرق الأوسط الكبير"... ولو بتغطيات لفظية (وطنية وقومية وإسلامية) مضللة...الخ...
●ولكن إقدام شارون السفاح، على جريمة اغتيال شيخ المجاهدين (المقعد) الشيخ أحمد ياسين، فجر الاثنين 22/مارس(آذار)... الذي يجسد إحدى ذرى إرهاب الكيان الصهيوني العصري الأفظع وحشية وحقدا واستهتارا بكل قيم الأرض والسماء... وهبة الجماهير الفلسطينية والعربية والإسلامية الكاسحة... قد فاجأتهم وجاءهم كوقع الصاعقة والزلزال... ليتلوه استعمال الولايات المتحدة الوقح والفاقع "لحق الفيتو-النقض" ضد إدانة إسرائيل في مجلس الأمن... مما فاقم من غضب الجماهير المحتقنة أصلا بأقصى درجات النقمة والغيظ والحقد، ضد ممارسات أمريكا العدوانية، وخاصة في العراق وفلسطين...
الأمر الذي خلط كل الأوراق وأصبح معه من المستحيل تمرير تلك القرارات التنازلية والتصفوية والخيانية، حول القضايا المذكورة، المطروحة التي كان من المؤمل أن يتخذها مؤتمر القمة...
خاصة إذا علمنا –أن الوفد الفلسطيني الرسمي إلى مؤتمر القمة، كان سيضم ممثلين عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين... التي كان المطلوب أمريكيا إدانتها باسم (إدانة العنف واستهداف المدنيين)...كونها تعتبر منظمات إرهابية بالنسبة لأمريكا وأوروبا ، ووجودها يقلب الأمر رأسا على عقب...
الأمر الذي يشير أيضا إلى (فرضية) عدم استعداد القمة للتنديد باغتيال الشيخ ياسين، وبالفيتو الأمريكي... ولأن النظام التونسي ، لا يريد أن تسجل عليه واشنطن، احتضان قمة تخدم رصيد المقاومة الفلسطينية في مواجهة إسرائيل..
بالإضافة إلى عدم إمكانية تمرير بقية الحلقات التي ذكرناها، وخاصة "مشروع الإصلاح الأمريكي" الذي طرحه الوفد التونسي، كاملا ودفعة واحدة، ليتخذه كحجة لتبرير قرار التأجيل..
*والآن، ولمحاولة الخروج من هذا المأزق الذي وضع فيه (الزعماء) العرب أنفسهم... وردّ الفعل الشعبي العاصف، الذي عبّر عن صدمته واستنكاره، لهروب هؤلاء (الزعماء) من تحمل مسؤولياتهم القومية الملزمة الملحة، أمام قضية فلسطين والعراق، وقضايا الأمة العربية عامة... رغم عدم تعليقه أصلا أية آمال على ذلك المؤتمر وغيره... وتعبيره عن خيبة أمله، وفقدان ثقته المطلقة، بالأنظمة العربية المستبدة الفاسدة الحالية، التي أصبح يعتبرها تابعة لواشنطن...والتعبيرات المجسدة لذلك في كل مكان:مصر ولبنان والأردن وخاصة في فلسطين الأسطورية.. التي عبّرت عن ذلك في مظاهراتها الصاخبة الجبارة، ب(حرق تابوت) باسم القمة، و(تابوت)آخر باسم جامعة الدول العربية ... حيث تخلّى الحكام العرب الخانعون الأذلاء عن الشعب العربي الفلسطيني المحاصر، وتركوه وحيدا في مواجهة آلة القمع الصهيونية الإبادية الوحشية...
نقول، لمحاولتهم الخروج من هذا (المأزق).. بدأوا يتحركون في كل الاتجاهات للبحث في كيفية إعادة عقد المؤتمر، وتحديد زمانه ومكانه.. والاتفاق على (ترتيب وإخراج جدول أعماله) على أن يكون-إذا عقد-قبل حزيران القادم /حيث قمة الثماني التي ستعقد في أمريكا...
وهكذا، سيتوجه مبارك إلى واشنطن في /12/نيسان/ وشارون في 14/نيسان/ ومن ثم ملك الأردن في /20/نيسان/.. لتلقي التعليمات من واشنطن...
ومن ثم-وفي الوقت ذاته- كيفية التعامل، بكل الوسائل على إعادة (تبريد) وتجميد وشل حركة الجماهير العربية... وخاصة في الساحات الأكثر تأهيلا لمتابعة النهوض... بحيث تعود الأجواء إلى الهدوء، وتصبح ملائمة لعقد القمة و(تعريب) الإملاءات الأمريكية-الصهيونية المطلوبة...
●وبانتظار تشريحنا المفصل "لمشروع الشرق الأوسط الكبير" الكارثي، الذي سنتابعه، بعد إعلانه رسميا، عن (قمة الثماني) في حزيران القادم.. نكتفي حاليا، بالقول: أنه يعني استباحة الوطن العربي، سياسيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وعسكريا.. وتفجيره وتفتيته (حسب النموذج العراقي المشخص) واصطناع أجيال جديدة (آلية مستلبة) ضائعة ولا منتمية وهجينة مخلوعة الجذور من تربة الوطن والأمة، لا تعرف شيئا عن تاريخها العربي الإسلامي الحضاري المجيد، وقيم ومثل الأمة العربية الإنسانية الرفيعة... وذلك بهدف القضاء على هوية الأمة العربية نهائيا (واستغلال بعض القيادات العميلة للأقليات القومية المتواجدة في بعض أقطار الوطن العربي) التي تعايشت تاريخيا بأخوة مع العرب،وساهمت معا في بناء الحضارة العربية الإسلامية العظيمة...
والتخلص من هذه الأمة العظيمة، كأمة حضارية رسالية مؤهلة-عندما تتحرر وتتوحد، وتحقق مشروعها الحضاري الإنساني المعاصر-أن تساهم في تحرير العالم بأسره من هيمنة التحالف الإمبريالي الأمريكي-الصهيوني المسعور... وإقامة عالم الأخوة والسلام العادل على هذه الأرض.
إذ تعمل أمريكا، على المزج المركب بين الاستعمارين: القديم والجديد (عبر مشروعها الشرق أوسطي المذكور) بحيث تضمن هيمنتها على ثروات الوطن العربي الطبيعية الهائلة، وتحويله إلى مجرد سوق استهلاكية لمنتجات الشركات الأمريكية، ومواطنيه إلى مجرد (عبيد) في امبراطوريتها (العالمية-الرأسمالية) المسعورة.
...ولضمان تحقيق كل ذلك، لا تكتفي بالاعتماد على تبعية وعمالة الأنظمة العربية... بل تعمل وفورا، على إلحاق الوطن العربي-تدريجيا وتباعا بحلف (الناتو) الذي (دشّن مؤخرا بإلحاق الكويت، في احتفال جرى في واشنطن) ناهيكم عن إلحاق (باكستان) قبيل ذلك..*
كما صرحت أوساط (الناتو) في أوروبا، مؤخرا، بأن العمل في هذا المجال، لاستيعاب (الدول) العربية المتوسطية السبع (ومعها إسرائيل)... بحيث يتم تقنين الاحتلال العسكري المباشر لدول الخليج العربي أساسا وتعميمه على بقية الأقطار العربية الأخرى.. بحيث تصبح مرافئها البحرية ومطاراتها وأراضيها تحت تصرف حلف الناتو، علما أن بعض هذه الدول /غير الخليجية/ يتعامل/ مع الحلف الأطلسي (سرا) منذ فترة غير قصيرة...
- وهكذا ، يواصل (الحلف) زحفه باتجاه مكونات الاتحاد السوفيتي الآسيوية السابقة.. بعد أن احتفل في البيت الأبيض) مؤخرا بدخول دول أوروبا الشرقية السبع (الشيوعية السابقة) بالحلف*(2) ليتلوه (احتـفال) آخر مماثل فــي أوربا...ليطبّق
*ومما يلفت النظر تصريح بندر بن سلطان السفير السعودي في أمريكا، بأن السعودية لن تسمح بتحديد ضخ النفط (حسب قرار الأوبك مباشرة بذلك لتفادي هبوط الأسعار.. وتصريح وزير خارجية الكويت إبان زيارته لواشنطن-بعده مباشرة- بما يؤكد ذلك، أي ضرب (منظمة الأوبك) عمليا لصالح أمريكا.
*(2) إن ذلك المنظر يحزن النفس، ولا يكاد يصدقه العقل.. ويدعو جميع القوى التقدمية في العالم للمزيد من تأملها وتحليلاتها ،لأسباب هذا الانهيار الشنيع للمعسكر الاشتراكي وكيف يمكن للإنسان الذي عاش حوالي نصف قرن شيوعيا أن يتحول إلى عميل متهافت للرأسمالية الأمريكية النهابة؟!
(الحلف) بذلك (طرفي كماشته الهائلة) على حدود /روسيا الاتحادية/ ومحاصرتها من الجهتين، وكذلك محاصرة الصين والهند والدول الآسيوية المستقلة-بما يحول دون بروز أقطاب عالمية جديدة أو يصعب ذلك، ويؤمن لأمريكا وقاعدتها (إسرائيل الكبرى) استخدام الوطن العربي بثرواته، وموقعه (الجغرافي-السياسي المتميز).. فرصة الهيمنة على العالم أجمع*(1).. وتحويله إلى (إقطاعية-رأسمالية)(للعولمة الأمريكية)…
*وختاما، يجب أن يدرك جميع أبناء هذه الأمة (وأغلبيتهم الساحقة تدرك ولا شك) استحالة تحقيق الديمقراطية الحقيقية عن طريق أمريكا-بأي حال، الأمر الذي يرفضه شعبنا بالتأكيد، وكما قال الشيخ المجاهد القائد عبد الحميد بن باديس (مؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) رحمه الله وطيّب ثراه، كلمته الخالدة المعبرة: "لو طلبت مني فرنسا أن أقول "أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأن محمداً رسول الله" ما قلتها...".
ولعل نموذج العراق المحتل والمدمر والمعرض للتفتيت والضياع، بالإضافة إلى نموذج فلسطين المحتلة لأبلغ دليل (على حقيقة الديمقراطية الأمريكية-الصهيونية)...
- لأن الديمقراطية الحقيقية، تتناقض جذريا مع مصالح أمريكا وإسرائيل، عندما تمسك الجماهير العربية بمصيرها وتناضل لتحرير وتوحيد وطنها، وسيطرته على ثرواته الطبيعية، واستخدامها في خطط التنمية الوطنية والقومية المستقلة التقدمية الحديثة، والتعامل المتكافئ مع دول العالم الأخرى على هذا الأساس.
- هذا مع العلم أن أمريكا ذاتها، لم تنشأ بصورة ديمقراطية، وليست ديمقراطية حاليا، حيث قامت أصلا على الغزو الاستيطاني الإحلالي، بإبادة ملايين الهنود من السكان الأصليين، واغتصاب أملاكهم التاريخية.. كما بنت نفسها على سواعد ملايين الأفارقة السود المهجرين بالقوة والذين استخدموا (كعبيد) أرقاء في أمريكا...
*(1)-كتاب "ما العولمة" اشارل ألبير ميكالي" الذي يستعرضه " جورج طرابيشي".. يقول: هذا الكتاب موجه، كما يقول عنوانه الفرعي:"ليس السؤال مع العولمة أو ضدها، بل في العولمة أو خارجها؟" إلى "أولئك الذين لا يعرفون أن يكونوا مع العولمة أو ضدها" ذلك أن العولمة ليست ظاهرة العصر فحسب، بل كبرى مسائله الخلافية أيضا، فهي عند بعضهم وعد بالسعادة للبشرية قاطبة يصح معه القول بأن التاريخ سيعرف نهايته، وهي عند بعضهم الآخر "الفظاعة الاقتصادية" مجسدة، ومرحلة عليا ومعممة كوكبيا من جحيم الرأسمالية العالمية.(…)(…) وتتسم التشكيلة العولمية بغلبة البعد الحالي، وتداول الرساميل بالزمن الفعلي [وهو ما يعتبر ربما بآخر مراحل الرأسمالية] وحسب رأينا… المال يصبح غاية بحد ذاته، وليس وسيلة لتلبية احتياجات البشر الحياتية المطلوبة]… ونعود للمقال:.. الذي برز تطور الرأسمالية (العولمية) بغلبة البعد المالي.. فخلال الأربعين سنة المنصرمة من (عمر العولمة الحالية)= أو الليبرالية الجديدة= التي تعني حاكمية السوق: استقبل 30 بلدا 93,2% من التوظيفات المباشرة التي صدرت بدورها نسبة 98,9%عن 30 بلدا. وهذه البلدان الثلاثون هي التي ترسل أيضا 91% من الصادرات التكنولوجية: وتتلقى 98,8% من المدفوعات. ولهذا فإن السؤال، كل السؤال ، ليس هل نحن مع العولمة أو ضدها، بل : هل نحن في العولمة أو خارجها..
الأحرار /28/3/2004/.
كما جرى اغتيال عدد من رؤسائها، كان من أبرزهم الرئيس ابراهام لنكولن موحد أمريكا ومحرر العبيد وكذلك الرئيس جون كيندي الديمقراطي التقدمي، الذي كان صديقا للقس "لوثر كينغ" زعيم السود.. الذي اغتالته (المافيا) المالية العنصرية أيضا.. وهكذا..
وحتى (آلية) الانتخابات الرئاسية عامة غير ديمقراطية، إذ لا تتم مباشرة من قبل الشعب وعلى درجة واحدة... بل على (درجات) يتخللها صرف ملايين الدولارات، التي تجمع من قبل (اللوبيات)*والشركات المتعددة الجنسيات.. التي لا يتسع المجال لذكر أسمائها والصفقات الهائلة التي تجنيها من وراء ذلك، وتحكمها المطلق بمراكز القرار والإعلام (الذي يصوغ الرأي العام عامة) في أمريكا ويضلل الجماهير الأمريكية العادية الطيبة، عن الحقائق الوطنية والعالمية، وما تقترفه حكوماتهم وشركاتهم الاحتكارية من كوارث بحق شعوب العالم المظلومة...
ونشير أيضا إلى ملابسات نجاح بوش الابن ، الذي كانت أصواته أقل من المرشح الديمقراطي آل غور.. بالإضافة إلى هيمنة اللوبيات الصهيونية، والمالية الاحتكارية الأخرى على أعضاء الكونغرس (من جمهوريين وديمقراطيين) الذين تتولى تمويل انتخابهم والإمساك برقابهم من خلال ذلك.. حيث فضح مؤخرا المرشح المستقل للرئاسة "رالف نادر" (وهو من أصل عربي لبناني) بدقة بأن أمريكا تريد ديمقراطية شكلية.. تبقي الحكم في أيدي أقلية تابعة لها... كما تخطط لذلك في العراق والوطن العربي ودول أمريكا اللاتينية وغيرها...
أما (إسرائيل) التي يعتبرها بوش (الدولة الحرة الوحيدة في المنطقة).. فقد قامت أيضا على أساس الغزو الاستيطاني الإحلالي المعروف في فلسطين..
فبالإضافة إلى كونها (ثكنة عسكرية) أساسا.. فإن جميع (رؤسائها) كانوا إما من /زعماء/ العصابات الصهيونية الإجرامية الأولى المعروفة (كالهاغاناه، ..الخ) التي دشنت الاستيطان وذبح وتشريد شعب فلسطين.. ابتداء من بن غوريون إلى بيغن وغيرهما... أو من قادة الجيش السفاحين من رابين إلى شارون وغيرهما...الخ.. وأن ما تمارسه من تشريد للشعب العربي الفلسطيني، وتدمير للبشر وحتى للأرض وما عليها.. يجسد أشد أنواع العنصرية والفاشية التي لم يعرف لها التاريخ مثيلا من قبل…
أما ثناء الرئيس بوش على بعض الأنظمة العربية (الديمقراطية جزئيا)-كما قال- كالمغرب والأردن والبحرين!!! فهي أنظمة ملكية (وراثية) عميلة.. وملوكها هم (ظل الله على الأرض) ينحني أمامهم ويقبّل أياديهم (كبار مسؤولي الدولة)... وهي تتلاعب بالأحزاب الوطنية التقليدية، التي كان الشعب يتوسم فيها الخير.. وتعمل على
*ملاحظة : على سبيل المثال فقط تم جمع (200) مليون دولار حتى الآن لصلح الرئيس بوش، لتستخدم في الانتخابات الرئاسية المقبلة/نوفمبر/2004!!! مقابل صفقات لهذه الشركات لنهب العراق وغيره…
تدجينها وترويضها واحتوائها.. ومن ثم تفتيتها وإضعافها واستخدامها في امتصاص أزماتها وتغطية (عوراتها الاستبدادية) كما فعل النظام المغربي (مع حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض سابقا) في الوقت الذي تلاحق فيه القوى الوطنية والإسلامية الديمقراطية والتقدمية الجذرية، وتعمل بكل الوسائل على تهميشها ومنعها من أي تأثير فعّال في أوضاع البلد وحياة الجماهير.. وهكذا.
* بعض الاقتراحات (المكررة) لمواجهة الموقف... على طريق إنقاذ الوطن والأمة:
- بداية، ومع قناعتنا الراسخة، المبنية على طبيعة وواقع ومسيرة وممارسات الأنظمة العربية المستبدة الفاسدة والتابعة الحالية.. من (الملكية) المؤبدة.. إلى (الجمهولكية) المستمرة على طري (التأبيد) باستحالة إقدامها على أية إصلاحات ديمقراطية حقيقية بأي حال، بل وعجزها المطلق عن القيام بذلك أصلا، كونه يتناقض جذريا، مع طبيعتها المذكورة من الأساس...
- وحتى لايتهمنا بعض (المتصيدين) و(المتعبين المتهالكين) (بالعدمية) أو (المثالية الخيالية) نقول: إن القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة في سوريا ومصر –على سبيل المثال- دعت مرارا ولا تزال – بمنتهى المرونة والصدق والإخلاص والحرص الشديد على مصلحة الوطن والشعب.. وفي مواجهة المخططات الإمبريالية-الصهيونية الزاحفة.. دعت إلى (مبادرة) من قد يكون لا زال لديه (بين هذه الأطقم الحاكمة) بعض الإحساس الوطني القومي الصادق… إلى التعاون مع القوى الوطنية والإسلامية الديمقراطية وعقد (مؤتمرات وطنية) جامعة تضم كل مكونات المجتمع الحية.. لتدارس الأوضاع، وتشخيص المشاكل والأمراض، واقتراح الحلول والعلاجات الشافية، بما يحقق المصالحة الوطنية الديمقراطية، ويجسد الوحدة الوطنية الراسخة، المؤهلة-وحدها- لحماية الوطن من المخططات الإمبريالية الصهيونية المطروحة.. وحتى هؤلاء الحكام من مصائر شبيهة بشاه إيران ونورييغا.. بعد استنفاذ حاجة الإمبريالية منهم.. والتي يجب أن تشمل الإجراءات التالية، التي كررناها مرارا، وأصبحت محل إجماع القوى الحية في المنطقة:
- الاعتذار للشعب
- رفع حالة الطوارئ والأحكام العرفية.
- الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين.
- عودة المهجرين دون قيد أو شرط.
- وإعادة الاعتبار للمعتقلين والعائدين..
- مجلس تأسيسي –يضع دستورا ديمقراطيا- يقوم على فصل السلطات، وحماية الحريات العامة والخاصة.. والتعددية السياسية والإعلامية، وحق المعارضة الوطنية الديمقراطية السلمي، والتداول السلمي على السلطة..
- وضع المخططات التربوية والاجتماعية والاقتصادية التي تجذر وترسخ الثوابت الوطنية والقومي وفي علاقة جدلية، مع وضع المجتمع على طريق التقدم والحداثة والوحدة القومية، وحق وواجب الاستفادة من جميع المعطيات العلمية والتقنية الحضارية المعاصرة...
- ربط علاقات التعاون الاستراتيجي الأخوي مع جميع القوى الحية في الوطن العربي بأسره. بما يعزز دعم المقاومة الفلسطينية، ويحافظ على قضية فلسطين المقدسة.
وكذلك بما يدعم المقاومة الوطنية العراقية البطلة ويعجل في تحرير العراق.
- وأخيرا ضرورة الانفتاح على القوى الديمقراطية العالمية المناهضة للإمبريالية والمناضلة في سبيل السلم العالمي العادل والاستفادة من تفهمها وتعاطفها المتزايد مع قضايانا العادلة في فلسطين والعراق والوطن العربي بأسره..
* أما في حالة استحالة (تجاوب أو عجز هذه الأوساط (الوطنية) التي قد تكون موجودة داخل الأنظمة الحالية) فما على الجماهير، وقواها المعارضة الحية، إلاّ أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية، فتعمل على إنشاء /مؤتمر شعبي عربي موحد/ يتولى وضع استراتيجيته الشاملة المطلوبة، التي ينبثق عنها خطط مرحلية مناسبة في الساحات العربية المعنية.. وأن تخوض النضال السلمي وتطوره بكل السبل المتاحة وصولا إلى مرحلة العصيان المدني.. والانتفاضات الشعبية، عند اللزوم -وحيثما أمكن ذلك- عن طريق التغيير الديمقراطي المنشود...
هيئة التحرير.
*الملحق رقم –1-…(ص7)أرسل الرئيس بوش رسالة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، إلى الرئيس زين العابدين بن علي عبّر فيها عن رضاه على السلطة التونسية، وأكد أنه يتمنى أن يواصل معه المشاورات حول القضايا التي تثير اهتمام الولايات المتحدة وتونس "وفي طليعتها المسائل المتعلقة بالسلام والازدهار واحترام حقوق الإنسان والديمقراطية لكل شعوب المنطقة.."
ودعوة واشنطن للتكامل لاقتصادي بين دول المغرب العربي التي تضم سوقا يزيد فيها عدد المستهلكين عن /60/ مليونا..(لصالح الشركات الأمريكية (المعولمة) طبعا).
…هذا مع العلم أن تونس دعت دوما إلى استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وقد بدت في الفترة الأخيرة مؤشرات على استئناف الاتصالات مع إسرائيل المجمدة منذ 4سنوات (ص ) *الشروق /17/ شباط/2004/.
*الملحق رقم-2- حول (زين العابدين بن علي) أيضا (ص7) علما أن رجل البوليس هذا المتخصص في فرنسا وأمريكا) –انقلب على (ولي نعمته)"المجاهد الأكبر-الرئيس بورقيبة" بحجة (خرفه) واستمراره في الرئاسة مدى الحياة (بما لم يعد مساعدا لضمان المصالح الأمريكية والفرنسية).. وبرر ذلك للجماهير، بأنه جاء كمنقذ و(لن يجدد لنفسه أكثر من مرة) ومع ذلك توالت التجديدات عدة مرات متتالية، منذ ذلك الوقت وحتى الآن... على طريق (التأبيد) مدى الحياة..
*الملحق رقم-3- (ص7)- يرجى مراجعة "افتتاحية الديمقراطي" الربع الأول 2002/ حول "قمة بيروت: قمة العار والتخاذل و"تعريب المبادرة الأمريكية-السعدية"الاستسلامية التصفوية الخيانية...
بحيث تغيّب هنا المسألة الأساسية في الصراع=نعني قضية عودة اللاجئين=(التي تجاهلها "مشروع المبادرة الأصلي عمدا..) ثم أضيفت (لستر العورة) يوم تلك القمة...
والآن يجري المزيد من إضعاف وتنزيل سقف تلك "المبادرة"الهابط أصلا.. وربطها بخطة "خارطة الطريق" مع إضافة شمولها لسوريا ولبنان. وكذلك "بمبادرة جنيف" الخيانية التي يروج لها بعض أدعياء (اليسار) الفلسطيني المزيفين، من البرجوازيين الانتهازيين الخونة.. وينظرون (بكل خبث مفضوح وشطارة سفيهة.. لتصفية (5مليون لاجئ فلسطيني.. بدون أدنى شعور من المسؤولية الفلسطينية، وحتى الإنسانية.. وكأنهم مجرد (عبيد) في ملكيتهم الخاصة.. يعرضونهم للبيع في سوق الرق لمن يشاء!!!.. ليعاد تشريدهم مجددا في أصقاع الأرض، وهم منطلق الثورة، التي طالما تاجر بها هؤلاء.. وتعيشوا على حسابها حتى الآن!!!.. باسم (الواقعية الاستسلامية التصفوية الحقيرة) بينما لا يعرون استقدام مليون روسي، مؤخرا، بعضهم غير يهودي أصلا، وجميعهم كانوا مواطنين في روسيا منذ أقدم العصور.. بل كان اليهود منهم يعيشون في ظروف متميزة أفضل من بقية مواطنيهم: كعلماء أو أكاديميين وقيادات في مفاصل الحزب والدولة.. إبان الاتحاد السوفييتي السابق.. ليتحولوا بعد استقرارهم في فلسطين، فيصبحوا من أشد العناصر الصهيونية العنصرية اللئيمة.. بينما (يتنازل) سماسرة (جنيف) السفلة، الخارجين على الشعب والأمة، عما لا يملكون نعني حقوق اللاجئين الفلسطينيين أصحاب الأرض وحقهم المقدس غير القابل للمساومة في العودة إلى وطن الآباء والأجداد.. دون أن يرف لهم جفن.. وهم ينظرون لذلك على شاشات الفضائيات بما يدفع للحنق والتقيؤ..
فإذا كان هؤلاء "الساقطين عاجزين- هم فعل كذلك- عن المساهمة في نضال الشعب الفلسطيني الأسطوري المقدس... فلينسحبوا على الأقل.. ويبحثوا عن تجارة أخرى في أسواق الدعارة السياسية، يوالون فيها ارتزاقهم... بدل استمرار متاجرتهم الإجرامية المنحطة بقضية فلسطين المقدسة التي ستسحقهم عاجلا أم آجلا…
*الملحق رقم –4- (ص7)... من تصريح "سعود الفيصل" وزير الخارجية السعودية(للشرق الأوسط في 26 شباط 2004/ أي قبل إعداد الوثيقة التي ستقدم لمؤتمر القمة حول الموضوع: (...)" إن لجنة متابعة مبادرة الأمير عبد الله للسلام التي تبنتها قمة بيروت العربية، تعتبر بحد ذاتها آلية لتنفيذ قرار القمة، لأنها ستجتمع في القاهرة الأسبوع المقبل.
وأن الدول الأعضاء فيها أجرت اتصالات كثيرة في المحيط الدولي لإعادة إحياء هذه "المبادرة" المهمة للغاية، إضافة إلى إحياء "خريطة الطريق" والدفع باتجاه السلام، مرتكزة على جهود المجتمع المدني في إسرائيل وفلسطين، مثلما حدث في "اتفاقية جنيف" التي تعتبر مزيدا من الزخم تجاه السلام..."!!!.
*الملحق رقم –5- (ص ) من "مقال الأستاذ حسن نافعة – الكاتب والأكاديمي المصري" بعنوان "هل تنجح قمة تونس في إطلاق نظام عربي جديد، أم تكرس شلل الجامعة" (...) يتحدث عن واقع النظام العربي الحالي الفاسد.. ليصل إلى "أن (الشعوب العربية تنظر إلى قمة تونس باعتبارها الفرصة الأخيرة، وإذا لم ترتفع قرارات القمة إلى مستوى التحدي (...) سوف يستقر في ضمير هذه الشعوب أنه لم يعد هناك أمل يرجى من حكوماتها الراهنة وأن الجامعة العربية التي تمثلهم وتنطلق باسمهم باتت في حال "موت سريري" وأن التغيير المطلوب لن يأتي إلاّ عبر هبّة، أو غضبة، أو انتفاضة عارمة تكتسح أمامها تلال الفساد المتراكمة التي تعوق طريق الشعوب والانطلاق والابتكار.
وأنه من الصعب جدا تحذير الشعوب بنص حماسي فارغ المحتوى، أو نص دبلوماسي خادع، وأنها لن تقبل هذه المرة بأقل من توفير الشروط الموضوعية اللازمة لإطلاق عملية تكاملية حقيقية قادرة على نقل العالم العربي من حالة التشرزم والفوضى الحالية إلى حال من التماسك والانضباط في إطار أهداف عليا متفق عليها تحقق مصلحة مشتركة يستفيد منها الجميع...
ويخلص إلى القول: إما أن تنجح هذه القمة في ابتكار آليات مؤسسية فاعلة لتجربة حقيقية تكاملية [على غرار تجربة الاتحاد الأوروبي (التي وضحها بشكل مفصل)] ... أو تكرس من الناحية الفعلية رفاة الجامعة، دون الحاجة إلى إعلان أو "تصريح دفن"...".
*- الاهرام الدولي في 27/مارس/2004 + الحياة 30/مارس / الكاتب جميل مطر ، منشورة في الأحرار 31مارس2004