مسؤول امريكي للمعارضة السورية:المعلومات التي لدينا أن الجيش السوري متماسك ولا توجد خلايا للمعارضة تعمل بداخله
*-مصطفى بكري
غزة- دنيا الوطن
خلال الأيام القليلة الماضية بدأت
الولايات المتحدة خطواتها العملية لقلب نظام الحكم في سوريا، حيث أشارت
المعلومات إلي وجود نوايا حقيقية لدي الإدارة الأمريكية للتصعيد في
مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد والسعي لتشكيل محور عربي للمشاركة في
تنفيذ خطة واشنطن القادمة.
وتهدف الخطة الأمريكية الجديدة إلي
التمهيد لانقلاب داخلي ضد الأسد بعد أن قررت التخلي عن نظام العملية
العسكرية المباشرة ضد سوريا في الوقت الراهن.
ومؤخرا جري اختيار
خلية عمل سورية معارضة في أمريكا للتنسيق معها في إطار التخطيط للإطاحة
بنظام الأسد، حيث تكونت هذه الخلية من عشرة أعضاء في مقدمتهم فريد الغادري رئيس ما يسمي بحزب الإصلاح السوري وثيق الصلة بالاستخبارات
الأمريكية.
وقد جرت وقائع الاجتماع في مبني الخارجية الأمريكية
الأسبوع قبل الماضي وشارك فيه مسئولون أمريكيون رفيعو المستوي من بينهم اليزابيث تشيني نائب مساعد وزيرة الخارجية .. وكريمة ديك تشيني نائب
الرئيس الأمريكي .. وسكوت كارنيتز نائب مساعدة وزير الخارجية لشئون
الشرق الأوسط، وجون هانا مساعد نائب الرئيس، وأربعة من كبار المسئولين
بمجلس الأمن القومي الأمريكي .. وثلاثة مستشارين بوزارة الدفاع
'البنتاجون' .. وقد أشارت المعلومات إلي ان الرئيس بوش اتخذ قرار
الإطاحة بالرئيس بشار منذ أربعة أشهر، وان هذا الحشد من كبار المسئولين
يؤكد هذه المعلومة، وان قرار الإطاحة لم يكن متعلقا من قريب أو بعيد
بالوجود السوري في لبنان، وإنما أراد بوش أن يضغط علي السوريين من خلال
لبنان وليس أكثر.
تشير المعلومات التي تنفرد 'الأسبوع' بنشرها
إلي ان الإدارة الأمريكية كانت قد أعدت سيناريو لتنفيذ المؤامرة
الأمريكية الجديدة علي عدة خطوات هي:
أولا عندما تطلب واشنطن وباريس
وعدد آخر من الدول المعنية من سوريا تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1559
بالانسحاب الفوري من لبنان فإن سوريا سترفض ذلك.
ثانيا يلي هذه
الخطوة علي الفور تشكيل محور دولي عربي ضد سوريا ليس فقط من أجل
إجبارها علي الانسحاب من لبنان وإنما من أجل الإطاحة بنظام الرئيس بشار
الأسد.
ويبدو ان استجابة الأسد غير المتوقعة بالنسبة للأمريكيين هي
التي دفعت لإعداد خطط ولقاءات أخري تستند إلي مبررات جديدة تدفع إلي
التصعيد في مواجهة النظام الحاكم في سوريا خلال الفترة المقبلة .. وكان
قرار الإطاحة بالأسد الصادر منذ أربعة أشهر قد استند في جوهره إلي
دعامتين أساسيتين:
الأولي .. هي أن نظام الأسد يمثل تهديدا فعليا
للوجود العسكري الأمريكي في العراق، وان الأسد يشجع كل 'المتطرفين
والإرهابيين' علي الدخول إلي العراق من أجل زعزعة الاستقرار، وأن هناك
اتفاقات سرية بين الأسد وأجهزته مع قيادات التنظيمات 'الإرهابية' في
العالم الإسلامي علي القيام بعمليات إرهابية ضد القوات الأمريكية في
العراق، لأن الأسد وفقا للمذكرة الأمريكية لا يريد قيام تجربة
ديمقراطية ناجحة في العراق يمكن ان تنتقل عدواها إلي سوريا.
الثانية
.. ان نظام الأسد لا يريد سلاما حقيقيا وفعالا مع إسرائيل، وان سوريا
هي المراوغ الأكبر في عملية السلام، وأن هذا الوضع لا يمكن أن يدوم
طويلا في ظل المستجدات العملية في الشرق الأوسط.
وإزاء ذلك صدرت
التعليمات من الرئيس بوش بعقد اجتماعات مع المعارضين السوريين في
الولايات المتحدة للتعرف منهم علي الأوضاع داخل سوريا تمهيدا لاتخاذ
الخطوات المناسبة لتنفيذ سيناريو إسقاط النظام خلال الفترة
القادمة.
وقد عقد لهذا الغرض اجتماع هام مؤخرا مع المعارضين
السوريين، حيث تسربت تفاصيل هذا اللقاء إلي واحدة من كبريات الصحف
الأمريكية، إلا أن الأجهزة الأمنية الأمريكية تدخلت وهددت الصحيفة
بإجراءات عنيفة في حال نشر هذه التفاصيل تحت زعم الإضرار بالأمن القومي
الأمريكي، مما اضطر الصحيفة إلي الرضوخ للتعليمات الأمريكية وتوقفت عن
النشر.
وقد حصلت 'الأسبوع' علي ملخص لمحضر اللقاء الهام الذي سيشكل
أساسا للتحرك القادم ضد سوريا.
في البداية افتتحت اليزابيث تشيني
اللقاء بالثناء علي المعارضة السورية، وتحدثت عن أهمية التغيير الذي
يهدف إليه الرئيس بوش داخل سوريا والعالم العربي.
وأكدت تشيني انه
لم يعد ممكنا أن تستمر الإجراءات التي تعوق نشر الديمقراطية، وان الأسد والقذافي يعدان من أسوأ أنظمة الحكم في هذه المنطقة، وأن المصريين
والسعوديين اتخذوا خطوات متواضعة لا ترضي عنها واشنطن، وسوف تمارس
المزيد من الضغط علي حكومتي البلدين في الفترة القادمة.
وقالت
تشيني: لقد دعونا لهذا الاجتماع من أجل الاتفاق علي معالم خطة واضحة
ومحددة نستطيع ان نقوم بها خلال الفترة القادمة لأنه ثبت لنا من خلال
دول هذه المنطقة، ان أحدا لن يتحرك ولن يكون هناك أي نوع من
الديمقراطية إلا إذا أخذت الإدارة الأمريكية بزمام المبادأة والضغط،
وأضافت: أستطيع أن أقول لكم إننا من الآن فصاعدا لن تكون لنا صداقات مع
أي حكومات أو رؤساء أو ملوك في هذه المنطقة إلا بالقدر الذي سنكون فيه
راضين عن التطبيق الديمقراطي، لأن هذا لن يحقق أمن واستقرار أمريكا
فقط، بل أمن واستقرار دول المنطقة أيضا.
وقالت تشيني: إن حديثنا في
هذا الاجتماع قد يكون مقصورا علي السوريين فقط، ولكنه إلي جانب ذلك
فرصة للمزيد من الدراسات وتبادل الرأي في شئون المنطقة العربية
أيضا.
بعدها تحدث 'سكوت كارنيتز' وقال: أود أن اعرف رأيكم عن مصادر
قوة الرئيس السوري بشار الأسد، وهل هو قوي إلي الحد الذي 'يهين' فيه
الشعب السوري ويرفض مطالبه؟
أحد المعارضين السوريين: سوريا تحكم
بالحديد والنار، وليست هناك أي قوة داخلية للنظام السوري سوي انه يحكم
قبضته علي رجال الأمن، وأن عددا كبيرا من العسكريين يبدي تذمرا واضحا
من الحكم في سوريا، وهناك خلايا سرية داخل الجيش السوري، وهذه الخلايا
تتمني ان تعمل، ولكنها ستظل سرية إلي أن تأتي أطراف أخري وتقدم لها
العون والمساعدة.
جون هانا .. مساعد نائب الرئيس: المعلومات التي
لدينا أن الجيش السوري متماسك ولا توجد خلايا تعمل بداخله.
معارض
سوري: أنا علي استعداد أن أعطيك قائمة بأسماء تزيد علي 250 ضابطا وهم
ينتظرون بالفعل الشرارة من أمريكا
جون هانا: ارجو إعطاءنا هذه
القائمة.
اليزابيت تشيني: إنني اسأل عن رأيكم في كيف يمكن أن نقيم
ديمقراطية في سوريا.
أحد المعارضين: بإزالة نظام الحكم
أولا
تشارلز من الأمن القومي: ولكن قد تنشأ جماعات 'إرهاب' ويكون
الوضع في سوريا مثل العراق.
أحد المعارضين: سوريا غير العراق،
والشعب السوري مسالم بطبعه، والسؤال الأهم: كيف نجعل الشعب السوري يحب
أمريكا؟ أنا أعتقد أن ما تتعرضون له في العراق ناتج عن أن الجنود
الأمريكيين قدموا صورة سيئة للحرية والديمقراطية التي يمكن نشرها في
العراق.
كارنيتز: هل تعتقد أن الشعب السوري يمكن أن يحب أمريكا
ويتعاون معها ضد النظام؟.
أحد المعارضين: 'أعتقد أن ذلك يمكن ان
يحدث، ولكن لابد أن تكون هناك مبررات قوية ضد النظام'.
أحد
المعارضين: إن هذا هو جوهر المشكلة، كيف يمكن اقناع الشعب السوري بأن
إزالة نظام الأسد هي لصالح الدولة والشعب السوري، وأن الدول العربية
يجب أن تقتنع بذلك أيضا، وأن الخطوة التي يمكن مواجهتها هي كيف يمكن
إقناع العرب بالوقوف إلي جانبكم لإزالة نظام الأسد.
÷يكتورز هارديز
من وزارة الدفاع: هناك حوالي 7 خطط للتعامل مع النظام السوري، وأنتم قد
تكونون أحد الموجهين الاساسيين لنا في التعامل مع هذه الخطط لذلك
النظام.
اليزابيث تشيني: أرجو أن يكون واضحا أن هدفنا في سوريا هو
نشر الديمقراطية بالإصلاح، وأن ذلك لا ينطبق فقط علي سوريا ولكن ايضا
علي كل الدول العربية.
أحد المعارضين: لاحظوا أن نظام الأسد لديه
تنسيق جيد مع المصريين والسعوديين وانه يستمد قوته من هذين
النظامين.
جون هانا: إن هاتين الدولتين تحديدا، نحن نعلم تأثيرهما
في العالم العربي، وسنظل نعمل معهما وبشكل أكثر حسما من أجل أن ننشر
الديمقراطية والإصلاح علي أرضهما، وخططنا جاهزة للتعامل معهما، ولن
نترك اية فرصة إلا ونبحث معهما متطلبات الإصلاح في الفترة القادمة،
ولكن الوضع في سوريا يدعونا إلي أن نتعامل سريعا.
أحد السوريين: هل
هناك فعلا خطط للتعامل مع النظام السوري جري إعدادها؟.
هاينز فيراتس
الأمن القومي: لقد درسنا عدة بدائل ولابد أن نناقشها وهذه البدائل
هي:
البديل الأولي: الإبقاء علي النظام السوري مع حصره وعزله دوليا
والعمل علي إضعافه وهذا ما نجحنا فيه في العراق ولكن وجدنا أن النظام
السوري هو أضعف من أن يدفعنا للجوء إلي هذا الاسلوب.
البديل الثاني:
إضعاف النظام السوري من الداخل وقد وجدنا أن هناك قطاعا لا بأس به من
السوريين يمكن أن يساعدونا في ذلك، لكن في الوقت نفسه هناك قطاع كبير
سيكون ضد إضعاف النظام السوري من الداخل، إلا أن هذا البديل مطروح
للنقاش.
البديل الثالث: تشجيع إسرائيل علي القيام بعملية عسكرية
محدودة لإرباك النظام السوري، في الوقت نفسه تكون إسرائيل خطت خطوات
مهمة ومؤيدة لوجهة نظر الدول العربية بشأن الفلسطينيين وفائدة هذه
الضربة هي ان النظام السوري سيشعر أن هناك أيادي طويلة يمكن أن تطوله
في أي وقت، فيتراجع عن دعم 'الارهابيين' ويصبح جزءا من منظومة
المنطقة.
البديل الرابع: إننا نحن انفسنا نقوم بتوجيه تلك الضربة
بادعاء السيطرة علي معاقل الارهابيين في دمشق، إلا أن خطورة ذلك أنه
سيزيد من تطرف 'الارهابيين' ضد المصالح والقوات الأمريكية.
البديل
الخامس: السعي إلي إسقاط النظام السوري من خلال الداخل والترتيب
لانقلاب عسكري كبير في داخل الاراضي السورية، وهذا يستوجب تجنيد عناصر
من داخل المؤسسة العسكرية، وأنتم قد تساعدوننا في تنفيذ هذا
البديل.
البديل السادس: إسقاط النظام السوري من خلال قواتنا في
المنطقة، إلا أن ذلك سيترتب عليه الكثير من التداعيات والمسائل المهمة
التي يجب أن نأخذها في الاعتبار، أهمها أننا قد نواجه بمقاومة في داخل
سوريا مثل ما يحدث في العراق وفي هذه الحالة قد تكون خسائرنا اكبر من
المتوقع، وكذلك لا نعرف حتي الآن خريطة محددة لمدي تأييد الجيش السوري
لهذه الخطوة، لأن العناصر التقليدية مازالت تسيطر عليه بشكل كبير
ومؤثر.
البديل السابع: أن ننفتح علي النظام السوري الحالي ونقنعه
بوجهة نظرنا سواء في الإصلاح او الديمقراطية أو القضاء علي
'الارهابيين' في داخل سوريا، وخاصة ان ذلك قد نجح إلي حد ما في دول
أخري مثل مصر والسعودية.
البديل الثامن: أن نثير قلاقل في داخل
سوريا من خلال عمليات احترافية مؤثرة، بحيث يظهر أن النظام السوري غير
مسيطر علي الأوضاع الأمنية ونكسب ابعادا جديدة في داخل الشارع
السوري.
البديل التاسع: أن نعقد صفقة مع النظام السوري عن طريق
توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل والاستجابة لعدد من المطالب
الامريكية.
البديل العاشر: هو أن نغلق الملف السوري نهائيا ونتعامل
مع إيران مباشرة باعتبار أن التعامل الأصعب سيكون مع إيران، وإذا سقطت
إيران ستسقط سوريا تدريجيا.
هذه هي الخيارات العشرة التي يجب أن
نبحث فيها
أحد المعارضين: يجب أن تكون هناك دراسة جادة حول طبيعة
المعطيات والعلاقات القائمة في داخل سوريا، فسوريا تبدو ظاهريا أنها
مجتمع متماسك، إلا أن نظام الحكم السوري يعاني مصاعب داخلية متعددة،
وهو ضعيف، وأن قوته لا تكمن في سيطرته علي المؤسسة العسكرية، ولكن في
النظام الأمني الصارم علي جميع المواطنين الذين لا يجوز لهم انتقاد
حكوماتهم، كما أن بشار لا يتمتع بثقل والده، وخبرته السياسية قليلة،
ولذلك يجب أن نضع في اعتبارنا عدة حقائق:
أن بشار الأسد سيستجيب لأي
ضغوط أمريكية لأنه ليس لديه بديل آخر يمكن أن يفعله.
أن بشار مازال
يسير علي نفس سياسة والده ولكنه لا يجيد فن المراوغة السياسية، وعلينا
أن نعترف أن النظام الامني الصارم تراجع كثيرا عن فترة والده، فقد كان
من المستحيل أن تنسحب سوريا من لبنان في عهد حافظ الاسد، لأن حافظ كان
ينظر إلي الورقة اللبنانية علي أنها استراتيجية لا تقبل النقاش
.
الجيش السوري يبدو في الظاهر متماسكا إلي حد كبير ولكن هناك
انقسامات لايمكن أن تكون ظاهرة، وأن سبب هذه الانقسامات هو تلك التفرقة
بين العسكريين وبعضهم من الناحية المادية، كما أن التقليديين مازالوا
يسيطرون وبشكل مؤثر علي الأمور داخل المؤسسة العسكرية.
ان المعارضة
السورية في الخارج ضعيفة ومتفرقة، وأن الأمريكيين لم يبدوا أي اهتمام
بهذه الفئة علي مدار العقود الماضية، وأن هذا هو أول اجتماع فعلي بين
مسئولي الادارة الامريكية وعناصر من المعارضة وهذا حدث تاريخي في حد
ذاته.
في العراق اكتسبت امريكا قوتها من معارضة الدول العربية
للنظام العراقي وانتم تعرفون ان وضع النظام السوري عكس ذلك، بل إنه
عندما اثيرت بعض المشاكل في لبنان تدخلت مصر والسعودية علي الفور
ومعهما العديد من الدول الاخري، فلابد أن تنفصم هذه العلاقة ويتم وضع
حدود لها، ولذلك فإن المهمة الاكثر صعوبة من وجهة نظري هي كيفية إقناع
الدول العربية بأن النظام السوري نظام متطرف.
أحد مستشاري وزارة
الدفاع: النظم العربية في مجملها تقدم نموذجا للتطرف في التعامل مع
شعوبها، لقد أصبح الحكام يأخذون كل شيء ولا يعطون شعوبهم شيئا، إننا
نعمل الآن علي تحريك الشوارع في أغلب الدول العربية، وسندعم منظمات
المجتمع المدني والأحزاب والعشائر والهيئات المختلفة، وسنرسل بمراقبين
دوليين لمراقبة الانتخابات، ونحن حاليا بصدد ممارسة أشد أنواع الضغط
علي مصر والسعودية.
اليزابيث تشيني: دعوني أكلمكم بصراحتي
المعروفة نحن قسمنا الدول العربية إلي عدة مناطق مختلفة:
المنطقة
الأولي: هي أن هناك حكاما أكثر سوءا من غيرهم وهؤلاء لابد من التعامل
معهم أولا، ولكن لا نريد في الوقت نفسه أن نفتح جبهات متعددة، والأمثلة
علي هؤلاء نظاما الحكم في سوريا وليبيا.
المنطقة الثانية: هناك
حكام سيئون ولكن يجب التعامل معهم وهم أقل سوءا من الفئة الأولي مثل
مصر والسعودية.
والمنطقة الثالثة: هناك حكام جيدون، ويمكنهم أن
يقدموا المزيد مثل المغرب والأردن.
المنطقة الرابعة: هناك شعوب
عربية تتطلع للحرية بسرعة وبدرجة أكبر من شعوب الدول الأخري مثل الشعب
للبناني.
المنطقة الخامسة: هناك شعوب تريد الحافز وإزالة
الخوف الذي نشر عبر عقود وسنين طويلة مثل الشعب المصري.
المنطقة السادسة: هناك شعوب لن تتحرك إلا ببطء شديد مثل الشعب
الليبي.
المنطقة السابعة: هناك شعوب بها حراك اجتماعي هائل
مثل: السعودية وسوريا وهما مهيآن لاتخاذ خطوات أكثر تقدما في المرحلة
القادمة.
المنطقة الثامنة: هناك شعوب ستكتسب تدريجيا الخبرة
في الحركة السريعة مثل اليمن وبقية دول الخليج، كما أن السودان
والجزائر وتونس لها تصنيف خاص، وعلينا أن نتعامل مع كل هذه المناطق
باستراتيجية وسياسة محددة، لأن هدفنا الرئيسي هو جعل الشرق الأوسط كله
مجالا للتطبيق الديمقراطي.
أحد المعارضين: أنتم تأخرتم كثيرا
في العراق، إنكم لم تحققوا حتي الآن النموذج الديمقراطي
المستهدف.
سكوت فايتنر: سنسعي إلي ذلك في خلال عام أو عامين
علي الأكثر وسنعمل علي تطبيق هذه التجربة في العديد من الدول العربية
الأخري ومن الأفضل أن نعود إلي الموقف في سوريا.
أحد
المعارضين: أنا أعتقد أن بديل إسقاط النظام السوري هو أكثر ملاءمة
ويمكن أن يتحقق ذلك بعدة وسائل:
أولها: أنا معكم ضد أن تكون هناك
عملية عسكرية أمريكية كبيرة تسقط هذا النظام، لأن هذه العملية ستحتاج
إلي تقديم العديد من المبررات، وأن أي مبررات أمريكية قد لا تكون
مقبولة لدي الأطراف العربية، ولكن يجب أن تكون إسرائيل أحد الأطراف
المهمة والورقة الأساسية التي ستفتح الباب لهذا النظام.
ثانيا: أن
الخطة التي اقترحها قد تكون شاملة للعديد من البدائل التي سمعتها،
فإسقاط النظام السوري قد يبدأ من خلال ضربة عسكرية محدودة توجهها
إسرائيل للقوات السورية، وأن تستهدف هذه الضربة بعض المؤسسات العسكرية
والمعدات حتي تثير الرعب في داخل الجيش السوري، وأن هذه الضربة ستجعل
النظام السوري مشغولا إلي حد كبير بإعادة ترتيب أوراقه والتهيؤ لمرحلة
جديدة أعتقد أن النظام السوري سيقدم خلالها الكثير من التنازلات، ولكن
قبل توجيه هذه الضربة يجب أن يتم حصار سوريا من خلال التشريعات
الأمريكية والتحرك في مجلس الأمن.
اليزابيث تشيني: هناك
بالفعل مشروع مقترح سيناقشه الكونجرس خلال الأسابيع القليلة القادمة،
وهذا المشروع يطلق عليه 'تحرير سوريا ولبنان' أسوة بمشروع تحرير العراق
وهو يتضمن النقاط الآتية:
أن حكومة سوريا تهدد المصالح الأمنية
القومية للولايات المتحدة والسلام العالمي من خلال تأييدها 'للإرهاب'
وتطوير صواريخ باليستية.
أن الحكومة السورية تسعي إلي إنتاج برامج
لأسلحة الدمار الشامل.
تقوم باحتلال لبنان ودعم وتسهيل كل الأنشطة
'الإرهابية' سواء ضد العراق أو ضد 'إسرائيل' أو الشرق الأوسط، وأن
الحكومة السورية تظل في وضع دائم لاختراق حقوق الإنسان، وأن الولايات
المتحدة سيكون من أولويات سياستها علي الصعيد الدولي هو وقف التأييد
الحكومي السوري للأنشطة والمنظمات 'الإرهابية' ووقف الحكومة السورية
لإنتاج أسلحة الدمار الشامل، ووقف الاحتلال للأراضي اللبنانية، وأن
يكون للشعب السوري حقه في أن يعيش في ديمقراطية وحرية.
وقالت
اليزابيث تشيني إن الإدارة تلتزم بأن تطرح طلبا في مجلس الأمن لفرض
حصار عالمي إلزامي ضد حكومة سوريا، وأن كل المساعدات الأمريكية أو
برامج التعاون الاقتصادي الأمريكي أو برامج التعاون السياسي
والتكنولوجي يجب أن تخدم هذا المشروع ضد سوريا، وأن أي دولة سواء كانت
في المنطقة العربية أو غيرها من مناطق العالم إذا لم تلتزم بهذا الحصار
الدولي المفروض علي سوريا فإن أمريكا ستوقف معها أي نوع من برامج
التعاون الاقتصادي أو السياسي أو التكنولوجي أو أية برامج تغذي تيار
التطرف.
وأكدت تشيني أن المشروع ينص علي أن كل دولة ستحاول إمداد
سوريا بأي نوع من المساعدات العسكرية أو الاقتصادية ستوقف أمريكا معها
أي تعاون وستسعي إلي تجميد المساعدات الاقتصادية التي تقدمها إليها
وكذلك وقف التصدير والاستيراد معها وأي تعاون بين هذه الدولة وبين
المنظمات الاقتصادية الدولية الأخري.
وقالت إن مشروع القرار يشير
إلي أن وزير الخارجية الأمريكي سيكون عليه التزام رئيسي في القيام
بجهود دبلوماسية هائلة لدي دول العالم من أجل إقناعها بأهمية مشروع
تحرير سوريا ولبنان بحيث يفضي ذلك إلي أحد خيارين:
إما إسقاط
الحكومة السورية الحالية.
أو أن يبلغ الرئيس الأمريكي
الكونجرس الأمريكي بأن الحكومة السورية الحالية التزمت بكل ما ورد في
هذا القرار من:
تحقيق الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية، بحيث
يصبح لبنان حرا وغير خاضع لأي ضغط سوري عسكري أو استخباري.
أن يلتزم
النظام السوري بتطبيق الديمقراطية والاصلاح السياسي واحترام حقوق
الإنسان ودعوة المنظمات الدولية للتأكد من ذلك.
أن تتوقف سوريا عن
إنتاج كافة أنواع أسلحة الدمار الشامل في الأراضي السورية.
أن تقوم
سوريا بخطوات عملية تؤكد خلالها رغبتها الجادة والفعالة في تحقيق
السلام مع إسرائيل.
وقد وعدت اليزابيث تشيني المشاركين في هذا
اللقاء بأن يتم انجاز هذا المشروع وتقديمه إلي مجلس الأمن بعد موافقة
الكونجرس عليه في أقرب وقت.
إذن هذه هي الرؤية الأمريكية للتعامل مع
الوضع في سوريا، انه نفس السيناريو الذي جري التعامل بمقتضاه مع العراق
قبل الاحتلال حتي وان اختلفت الأدوات والآليات، ومن ثم يصبح الحديث عن
أية مبررات من هنا أو هناك هو مجرد أوهام وأكاذيب تسوقها واشنطن لتبرير
مؤامراتها المرتقبة ضد سوريا.
وأخيرا .. يبقي السؤال: أين العرب،
أين الحكام، وأين الشعوب ؟!.. بعد العراق جاء الدور علي سوريا ولبنان
وفي موازاتهما تماما تكتمل أركان المؤامرة علي السودان بقرار مجلس
الأمن الأخير الذي يقضي بإحالة من تسميهم بمرتكبي جرائم الحرب في
دارفور إلي المحكمة الجنائية الدولية!
لقد حذرنا من قبل من أن
العراق لن يكون سوي البداية لمخطط كبير سيطال الجميع، وها هي الأحداث
تؤكد ذلك، فقط نريد أن نسمع هذه الأصوات التي صدعت رؤوسنا مبشرة بالعهد
الأمريكي الجديد، عهد الديمقراطية والإصلاح والقانون.
إنها
ديمقراطية تفكيك الأوطان ونهب الثروات وإقصاء الوطنيين والأحرار وفتح
الطريق أمام عصر الهيمنة .. عصر السيطرة الأمريكية
الصهيونية!!
*الاسبوع المصرية