جريس
الهامس
عندما يعبّر الفكر عن الواقع المعاش للشعب
ويرسم معالم الطريق الصحيح لتبديل هذا الواقع المرير مهما كانت نسبة الخطأ والصواب
في توجيه البوصلة نحو امتلاط حرية الرأي لبناء الوحدة الوطنية الديمقراطية للتحرير
من أسر نظام الجلاّدين واللصوص المحليين والأجانب . يتحول الفكر إلى قوة مادية لاتقهر تحملها السواعد الوطنية الصادقة لتحرير الإنسان والوطن ووضع الإصبع على (
الدمّل ) والبثور السامة على جسد الأمة كلها .. عندها يصبح صاحب الفكر والقلم
مطلوبا رأسه من القوى الظلامية الفاشية عدوة الحرية والتقدم . لأن الكلمة الحرة
استعادت حريتها بعد اعتقال طويل في زنازين النظام الأسدي السفّاح . وأضحت ترعب نظام
البغي المدجج بكل الأسلحة .. ولن يبحث رصاص النذالة وديناميت الغدر عن الروْوس
الفارغة التي تملاْ الجو صراخا وشعارات فارغة .. متفجرات القتلة تبحث عن المدافعين
الأمناء عن الحقيقة يقدمونها ناصعة لشعبهم لاستنهاض وطنيته وعشقه المكبوت للحرية
وكسر قيوط العبودية والذل التي طال عدة عقود
كان سمير قصير وجورج حاوي ورفاقهم
الكلمة التي أرعبت النظام الأسدي الهمجي وأزلامه وطواقم احتلاله لسورية ولبنان التي
تلفظ أنفاسها يوما بعد يوم..والحقيقة التي وضعت هذا النظام في قفص الإتهام بأدلّة
دامغة حملها المناضل الثوري الديمقراطي جورج حاوي عبر نضاله المسلح ضد العدو
الصهيوني أو نضاله السلمي ضد الإحتلال الأسدي للبنان . وعبر شبكة اتصالاته العربية
والدولية ... لقد أرادو باغتياله اغتيال التجربة الثورية للحزب الشيوعي اللبناني
رغم كل إخطاء الماضي واغتيال الأرشيف الوطني الديمقراطي الذي حمله الشهيد جورج خلال
نصف قرن ونيف إلى جانب اغتيال استقلال لبنان من جديد اغتيال وحدته الوطنية الديمقراطيةالتي كرّس مئات الشهداء حياتهم لتحقيقها . رغم كل الحملات الظالمة التي
تعرض لها من الأصدقاء والأعداء بما فيها العقول المتحجرة التي حملت رواسب المدرسة البكداشية التحريفية واللا أخلاقية التي هيمنت على الحزبين في سورية ولبنان عقودا
طويلة
ويكفي الشهيد حاوي فخرا وخلودا سواء اختلف البعض معه أو اتفقوا أنه حقق مايلي : ؟
-1
قاد الكفاح المسلح مع رفاقه ضد الغزو الصهيوني للبنان . وبفكر
نيّر وإرادة فولاذية شكل جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية مع الشهيدين طمال جنبلاط وياسر عرفات . وأول قائد شيوعي عربي يقود الكفاح المسلح لتحرير وطنه
وشعبه .. قبل ولادة حرطتي أمل وحزب الله بسنوات وتاّمر نظامي الأسد وطهران على
المقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية العلمانية المتحررة من الطائفية والخارجة
على بيت الطاعة الطائفي الأسدي - الخميني
-2
حرر حزبه بقيادته الجريئة من
هيمنة القيادة البكداشية التي باعت كل نضال الحركة الشيوعية على أعتاب النظام الأسدي العميل وارتضت لنفسها أن تكون شاهد زور لحساب نظام القتلة واللصوص وخادمة له
-3
حرر حزبه من التبعية للمحرفين السوفييت ولو جاء هذا الموقف متأخرا جدا
ولكن قبل سقوط رأسمالية الدولة السوفياتية .. وأدرك أن التبعية نقيض الأممية برز
ذلك في اّخر لقاء له على شاشة الجزيرة سأفصله في المقطع التالي ...؟
اللقاء
الأخير على شاشة الجزيرة
-----------------------
في برنامج ( لقاء اليوم )
رد شهيدنا على أسئلة مقدم البرنامج السيد سامي كليب قبل استشهاده بثلاثة أيام فقط
بصراحته المعتادة وشجاعته المعهودة كما يلي ..؟
ردا على سوْال حول اغتيال كمال جنبلاط واعتراف كيسنجر بأن الأسد وراء اغتياله : ؟
أكد الشهيد صحة ذاك وأن رفعت
الأسد هو الذي نفّذ الجريمة والكل يعلم ذلك في لبنان
وردا على سْوال من أعطى
الضوء الأخضر للنظام الأسدي لاحتلال لبنان ...؟ وهل صحيح أن أمريكا أعطته الموافقة
كما ذكر كيسنجر أيضا ..؟
أجاب الشهيد بكل صراحة : ليس هذا وحسب بل طلب الأسد
موافقة اسرائيل أيضا ... سأله مقدم البرنامج وكيف عرفت ذلك ...؟
أجاب الشهيد :
طلب الأسد من الملك حسين أن يحمل له رأي أصدقائه الإسرائيليين بعزمه على احتلال
لبنان بموافقة أمريكية فالتقى الملك مع مناحيم بيغن في لندن ونال موافقة اسرائيل
وأخبر الملك حسين الأسد بموافقة إسرائيل بعد تحديد خطوط حمراء لايستطيع تجاوزها في
الجنوب
و تابع الشهيد جورج قائلا : وفي سبيل التأكد من صحة ذلك سألت أحد
أصدقائي في الأردن وكان رئيسا سابقا للوزراء وهوالسيد ( الكباريتي ) فأجابني القصة
صحيحة مئة بالمئة وأنا شخصيا الذي حمل الرسالة من جلالة الملك إلى حافز
الأسد...
وهكذا وضع شهيدنا البطل إصبعه في عيون عملاء النظام الأسدي وأسقط كل
مزاعمهم بأنهم احتلو لبنان بدعوة من اللبنانيين لإنقاذ لبنان من الحرب الأهلية .
والجميع يعلم أن مخابرا ت النظام هي التي أشعلت تلك الحرب وكانت تنقل من طرف لاّخر
..ظ
طوبى لك ياشهيدنا جورج يا معلم الجميع الإقدام والجرأة وفصاحة الحقيقة
ووضوحها دون ديبلوماسية مصطنعة ومواربة وما أحوجنا في هذا الزمن الرديْ لمدرستك
وأمثالك يا قائد الثوار والشهداء ... لك الخلود والذكرى العطرة التي لاتموت
ولرفاقك جميعا وخصوصا للرفاق الأعزاء : كريم مروة وجورج بطل والياس عطالله
التعزية الرفاقية من أحرار سورية الذين يشاطرونك الحزن والأسى على شهيدنا الغالي
جورج
المحامى : جريس الهامس - لاهاي -