الدكتور المحترم كمال الطويل :

د. ثائر دوري

شبكة البصرة

 


 

نتابع باهتمام ما تكتبه من ((صقيع واشنطن)) عن اللجنة العسكرية للبعث و لا ندري إلى أين ستنتهي .

في البدء نشير لك إلى أن شباط في البلاد العربية ذات المناخ المتوسطي لا يشار له بالصقيع، بل تستبشر الناس بقدومه لأنه يسبق الربيع ((شبط و لبط و بانت روائح الصيف به)) . لكن  ربما الأمر في أمريكا مختلف فيشيرون له بالصقيع لأن المناخ هناك بارد ، بل جليدي ، قطبي . ربما الأمر اختلاف بزاوية الرؤيا ، أو الموقع  ...........

وقبل حديث اللجنة العسكرية تحدثت عن الإخوان فسلبتهم كل فضيلة حتى من استشهد  منهم بالكاد أشفقت عليه فذكرت بعض محاسنه .........

وإنها لبادرة إنسانية منك أن تطلب الرحمة لسيد قطب الإخواني رغم أنه يستحق الإعدام جنائياً حسب رأيك ، طلبت الرحمة له فقط لأنه كاتب لا مع فاكتفيت بسجنه (حتى الآن أنا لا أدري ما هي جنايته حتى تطلب له المؤبد . هل  قتل أحداً .......؟؟ )

وأهم من ذلك كله أنك اقترحت حلاً لمعضلة الأمة لم يسبقك إليه أحد بعد ،  و مفاده أنه كان يتوجب على البعث و على الإخوان المسلمين أن يشطبوا أنفسهم من الساحة السياسة و أن ينضووا تحت جناح عبد الناصر . فتقول :

((لولا ابتلاء الإخوان بحسن الهضيبي لربما كان انضواء الإخوان تحت قيادة عبد الناصر أمرا شبه مفروغ منه مع بعض الاستثناءات هنا أم هناك. عامل الهضيبي كان بيقين خميرة التدمير الكفيلة بتقويض هذه الأرجحية وإهدار فرصة كانت أمام الأمة ليكتمل عقد بناتها دون انفراط ولا تبديد. هي واحدة من الفرص الضائعة والتي ما انفكت تتناسل محنا لنصف قرن أو يزيد))

و بالنسبة إلى البعث تقرر :

((وكما هو متوقع في مسألة تأمين الجيش لنظام يوليو فإن الضباط الحزبيين أي بالتحديد الشيوعيين والبعثيين كان يجب أن يخرجوا من الجيش أو على الأقل ينقلوا لإقليم مصر أو لمراكز ثانوية في إقليم سوريا ))

و لا أدري هل هذه الوصفة ما زالت صالحة بنظرك حتى اليوم............... ؟؟ !!!

و بدل أن تحلل بروح نقدية رحت تلقي التهم على ضحايا الطريقة الفردية والشخصنة في الحكم فتعتبرهم مذنبين دون أن تجد لهم إيجابية واحدة حتى عندما يكون فعلهم إيجابياً فأكرم الحوراني عندما  لجم حمدون في عصيان قطنا . تقول عنه :

 ((لكن الحوراني لجمه لا لنبل في السبب وإنما لتقديره الصحيح للقدر ))

و تصبح الرغبة في الحفاظ على الكينونة عند ضباط البعث بنظرك تهمة . بل جريمة ، بالمناسبة لم لم تذكر الشيء الذي يرغب ضباط البعث في الحفاظ على كينونتهم منه . هل هو عبد الناصر ؟ أبداً فهم الذين ساروا إليه بفكرة الوحدة ( البعث نظّر للوحدة عندما كان عبد الناصر يتدرج في أول حياته العسكرية ). كان يجب أن تكمل الحديث . فتقول إنهم يرغبون بالحفاظ على كينونتهم الوطنية و القومية بل و حتى الإنسانية من طغيان الأساليب الإستخباراتية التي تثير في النفوس غرائز دونية و تعمل على إشباعها و بعدها يفقد الإنسان إنسانيته . أنت تعرف أكثر مني أية أساليب إفساد و شراء للذمم كانت تتبع في ذلك الوقت . و إذا لم يكن أحيلك إلى كتاب شخص حيادي هو بشير العظمة ............

أنا سأجيبك أنهم يريدون الحفاظ على كينونتهم من أجل العواصف الآتية و قد رأوا السحب السوداء تجتمع في سماء دمشق بفضل المشير و أجهزة الإستخبارات .........

ثم ما الذي كان يضير عبد الناصر من محافظة هؤلاء الضباط على كينونتهم ؟؟؟

أما إن كان فلان طائفيا أم غير طائفي فهذه أمور تجيب عليها الوقائع على الأرض و هذا يحتاج إلى بحث و تمحيص دقيق لا سيما أن الذين تتحدث عنهم باستهانة بالغة قد قضوا نحبهم في السجون دون أن يكونوا عملاء لإسرائيل أو خائنين أو مجرمين (جنائياً على طريقة وصفك لجرم سيد قطب )، أو أصحاب مشاريع شخصية ...............

 و أما الحكم على النيات فهذا أمر لا يقدر عليه سوى الله و.......  الأمريكان الذين يدعون أنهم يعرفون نيات الدول و البشر لذلك يشنون الحرب الإستباقية . و ها أنت تحلل الوقائع التاريخية  بناءاً على النيات المفترضة عند قادة اللجنة العسكرية و عند قادة الإخوان ........

و أشير لك إلى أن البعث لم يرسب في الانتخابات ، كما تقول أنت  ،  بل رسب ( فعل مبني للمجهول كي لا نشير إلى الفاعل الآن لأننا نحبه و نحترمه و نعتبر خطاياه هي خطايانا على عكس ما يتصرف البعض ) رسب  في انتخابات هي بروفة تمهيدية لما جرى بعدها من انتخابات البيعة الشاملة و الـ 99 %

و للحديث تتمة .........

د. ثائر دوري