توضيحات حول (مؤتمر أصدقاء الشعب السوري )

                                                           

 في تونس

 

 

 

 

يهم هيئة التنسيق الوطنية أن توضح بعض القضايا حول (مؤتمر أصدقاء الشعب السوري )الذي عقد في تونس بتاريخ 24/2/2012.

دعيت الهيئة للمشاركة في المؤتمر من قبل الدولة التونسية بصفة مراقب كما دعي بالصفة نفسها المجلس الوطني السوري، وقد شكلت الهيئة وفدا لهذه الغاية برئاسة الدكتور هيثم مناع نائب المنسق العام ورئيس فرع أوربا، بمشاركة الأستاذ صالح مسلم نائب المنسق العام والأستاذ ين عبد المجيد منجونة ورجاء الناصر عضوي المكتب التنفيذي  والأستاذ مأمون خليفة  والدكتورة هدى الزين والأستاذ عبد الرحيم خليفة  من قيادة فرع أوربا والأستاذ فاضل على مدير مكتب تونس والأستاذ محمد حجازي مدير مكتب القاهرة .

وقد عبرت الهيئة عن قلقها بشأن التسرع في التحضيرات للمؤتمر والتعجل في عقده قبل استكمالها، وهو ما أكدته مصادر من الدول المشاركة. لكن بعض الدول التي لعبت دورا رئيسيا في الإعداد والتحضير أصرت على عقده في التاريخ المعلن بحجة ضغط الظروف  الإنسانية والسياسية.

سعت الهيئة إلى حث الجهات المعنية على توجيه دعوات للمشاركة إلى كل من روسيا والصين وإيران انسجاما مع قناعتها بضرورة تجنيب سوريا مخاطر الانقسام والصراع الدولي والإقليمي ومخاطر نقله إلى الداخل السوري ، وتحاشيا لأن يكون للمؤتمر تركيب سياسي يكسبه طابع محور ضد محور، الأمر الذي ترى فيه مصدرا كبيرا لتأجيج الصراع على سورية وتعقيده ، وربما زيادة استعصائه، الأمر الذي ينعكس مزيدا من سفك الدماء ومزيدا من التهديد لمستقبل نضال الشعب من أجل الحرية والديمقراطية . وقد استجابت الجهات المعنية بتوجيه الدعوات إلى روسيا والصين فقط  نتيجة ضغط قوى معينة، واللتين بدورهما رفضتا المشاركة لقناعة لديهما فحواها أن الجهات المسؤولة عن تحضير المؤتمر وإعداد مشاريع وثائقه تريد وضع بقية الأطراف أمام نتائج معدة مسبقا دون أن تتيح لها إمكانية المشاركة الفاعلة في إعداد تلك الوثائق.

وفد تبين أن ثمة قوى في المؤتمر تعمل لفرض رؤيتها الخاصة على كافة الأطراف المشاركة ، وليس لتحقيق الأهداف التي من المفترض أن المؤتمر قد عقد من أجلها ( وهي مساعدة الشعب السوري على وقف شلال الدم اليومي أولا ، وتأمين الدعم الإنساني والطبي الضروري  للمناطق المنكوبة بالسرعة القصوى ،ومساعدة المعارضة على توحيد صفوفها بصورة ديمقراطية مبنية على مبادرة الجامعة العربية لمؤتمر سوري لتوحيد المعارضة ،  وتوفير مزيد من العوامل الضاغطة لنقل مبادرة الجامعة العربية إلى حيز التطبيق بصفتها الخطة الوحيدة المطروحة عمليا لإخراج الوضع من استعصائه، والتي تملك حظا معقولا للنجاح)، وتجلى هذا في مقترحات تدفع أكثر باتجاه عسكرة الثورة و باتجاه تدخل عسكري خارجي بطريقة أو بأخرى، كما تجلى بمحاولات دفع المؤتمر لاعتماد أحد فصائل المعارضة كممثل لها أو للشعب السوري بصرف النظر إرادة  هذا الشعب وعن مشروع الجامعة العربية الذي دعا إلى عقد مؤتمر خاص لتوحيد صفوف المعارضة .

ونظرا لورود أفكار من هذا القبيل في مسودة مشروع البيان الختامي الذي وزع على المؤتمرين، فقد ارتأى وفد الهيئة عدم المشاركة في الجلسات كموقف احتجاجي ضاغط من أجل تصحيح الأوضاع ، واتفق مع المكتب التنفيذي على هذا الأمر وعلى إجراء كل الاتصالات الممكنة مع أصدقاء حقيقيين للشعب السوري ولأهداف ثورته لخدمة هذا الموقف، دون أن يعني هذا مقاطعة المؤتمر سياسيا.

ونتيجة لجهود كبيرة بذلت  من قبل الوفد ، وتجاوب فعال من عدد من الأطراف  الصديقة المشاركة في المؤتمر، فقد تم تطويق العديد من المحاذير المشار إليها، وهو ما تجسد في البيان الختامي الذي يتفق إلى حد جيد مع الرؤية التي تجسد حرصا ملموسا على  مصلحة الشعب السوري . 

إلا أن كل تلك الجهود لم تتمكن من الحيلولة دون خرق  المؤتمر لقرارات الجامعة العربية المتعلقة بكيفية توحيد المعارضة ، بسبب إصرار بعض الجهات على ممارسة وصايتها على الشأن السوري والمعارضة السورية ، بصرف النظر عن حقائق الواقع وعن تعدد قوى المعارضة وتنوعها وعن مبادرة الجامعة العربية لمعالجة هذا الأمر ، و هو ما تجلى في محاولة إبراز طرف من المعارضة مقرب من تلك الجهات  ، و إضفاء شرعية معينة عليه، في مقابل محاولة تهميش هيئة التنسيق وأطراف المعارضة الأخرى ، الأمر الذي لن يخدم الثورة ولا المعارضة السورية  في المحصلة، بل سيضعفهما ويزيد من تعقيد الأوضاع، وبالمقابل فسيخدم النظام بصورة أساسية .

وفي مقابل تركيز جهود المؤتمر على القضايا السابقة ، فقد تراجع اهتمام المشاركين بالهم الرئيسي الراهن للثوار السوريين وهو وقف اعمال القتل والمجازر التي ترتكب بأسرع وقت ، وتركيز الجهود على توفير وإيصال الدعم الطبي والإنساني الذي تشتد الحاجة إليه في مناطق عديدة من البلاد ، ولا سيما في حمص وريف إدلب، الأمر الذي شكل إشارة سلبية إضافية بحق المؤتمر و بحق غايات بعض الأطراف الفاعلة التي سعت لعقده.

يود المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية في سوريا أن يتوجه بالشكر والتقدير إلى كل القوى والشخصيات الصديقة ممن اظهروا  تجاوبا وفعالية تستحق كل التقدير لتطويق المخاطر والأضرار التي كان يمكن أن تلحق بالثورة و الشعب والوطن السوري ، حيث اكدت حصيلة المؤتمر أنه كان للشعب والثورة السورية أصدقاء حقيقيون  ضمن المؤتمر ، كما كان هناك آخرون ممن لا يبالون بشيء سوى مصالحهم الأنانية وحساباتهم الضيقة، حتى ولو كان تحقيقها سيكلف السوريين شلالات إضافية من الدماء والأرواح البريئة. 

النصر للشعب السوري وكفاحه العادل من أجل الحرية والديمقراطية.

دمشق في 26/ 2/ 2012           

   المكتب التنفيذ