هزيمة المقاومة خط احمر ومن المحرمات ولو ادى ذلك الى حرب شاملة
على رايس أن تدرك مع بدء جولتها ان ديبلوماسية الكاوبوي انتهت
شروط الموفدين الدولية تدعو الى الاستسلام وتغيير المعادلة «صبر ساعة»
رضوان الذيب
عظمة الرجال وتاريخهم تكمن في دورهم المباشر مع دور وفعل العوامل والظروف الموضوعية، والسيّد حسن نصرالله سبح عكس التيار لكن عزيمته لم تلن ولن تلن ولن يستسلم لهول الفواجع وعواصف القوة المضادة، وها هو يمسك بقوة بناصية التاريخ وبقلب لا يعرف الخوف، ويد لم ولن ترتجف ابدا.
واطلق العنان لعوامل الذكاء والحقيقة الفلسفية التي يؤدي استخدامها الى النجاح العملي في جميع المجالات التي يؤدي فيها العامل الإنساني وليس الظروف الموضوعية دورا هاما، والمقاومة العنيدة التي تعمل لانهاك العدو بالصواريخ المتواصلة ستحقق المعجزة وستفتح الباب للانتصارات والتحولات التاريخية والاستراتيجية والتي هي ثمرة اكيدة من ثمار استراتيجية السيّد حسن نصرالله الظافرة.
وكذلك كم كان العماد ميشال عون صائبا عندما وصف ما يجري بأنه حرب بين «الآلة والإنسان» والنصر في النهاية للإنسان، وهذا هو السلاح الامضى لدى المقاومين وسيّدهم حسن نصرالله الذي يخوض «حطين» جديدة ستغير كل المسار العربي، وهذا ما يقلق الحكام العرب ويكشف اوراقهم امام شعوبهم، خصوصا ان دول الخليج العربي برمتها تعيش على فوهة بركان حقيقي سيطيح أنظمة وعروش وملوك وقادة. انه «صبر ساعة» كما يقول السيد حسن نصرالله وان «سلاح الصبر هو ما نملكه الى جانب مقاومتنا».
ولذلك تدعو مصادر متابعة لما يجري كل الذين يبشّرون بلعبة جديدة وبشروط جديدة وبمسار مختلف الى قراءة الظروف السياسية بدقة وعليهم ان يدركوا بأن هناك قرارا كبيرا بأن هزيمة «حزب الله» ولي ذراعه خط احمر لا يسمح بتجاوز. مهما كانت النتائج والعواقب على المنطقة برمتها، ولو ادى ذلك الى اشتعال حرب شاملة ستأكل الاخضر واليابس، فلي ذراع «حزب الله» هو هزيمة للمحور الايراني - السوري «وحماس» المدعوم من بعض الدول العربية، وسيشكل ايضا انهيارا للسياسات الروسية والصينية والاوروبية، وهذا ما سيكرّس اطلاق يد الولايات المتحدة واسرائيل على مساحة الكرة الكونية، فالولايات المتحدة تدرك بأن هزيمة «حزب الله» ستؤدي الى وقف العمليات ضد قواتها في العراق نتيجة توازنات جديدة، فيما اسرائيل تعتقد ان «حماس» ستتراجع فورا بعد لي ذراع «حزب الله» فيما السعودية وبعض دول الخليج يعتقدون ان المعارضات الداخلية ستفشل بعد القضاء على تطرف «حزب الله» وقوى 14 آذار يحلمون بمسيرة جديدة على طاولة الحوار وبالتالي، فإن هذه القوى جميعها تحمل شروطا اسرائيلية للحل، لا يمكن القبول بها من جانب «حزب الله» والقوى الداعمة للحزب.
وتقول المصادر ان على وزيرة الخارجية الاميركية ان تدرك مع بدء زيارتها للمنطقة ان ديبلوماسية الكاوبوي الاميركية انتهت الى غير رجعة كليا وان ما كان ساريا قبل 12 تموز لم يعد مسموحا بعده وان شارون الذي طلب فترة 100 يوم للقضاء على الانتفاضة عاد ورضخ لشروط المقاومة كما سيرضخ اولمرت والقضية مسألة وقت فقط.
وتقول المصادر ان الصورة مختلفة كليا عن عام 1982 والذي يقود المواجهة الان هو حسن نصرالله الذي لن يتراجع امام شروط العدو مهما كانت النتائج هذا بالإضافة الى ان مقاتلي حزب الله هم ابناء القرى والمناطق الجنوبية، فمسألة إقامة منطقة عازلة في الجنوب طرحت عام 1982، وقضية ارسال الجيش الى الجنوب مطروحة ايضا منذ 1982 لإبعاد صواريخ المقاومة الفلسطينية لمسافة 40 كلم لكن صواريخ حزب الله مداها يصل الى أبعد من 150 كلم وقادرة على ضرب اسرائيل من اي منطقة لبنانية وليس كما هو حال الثورة الفلسطينية عام 1982، فصواريخ المقاومة قادرة على الوصول الى كل حي في اسرائيل وهذه معادلة جديدة على الاسرائيلي الاعتراف بها وهو غير قادر على تغيير شروط اللعبة مطلقا. فالتهويل الاسرائيلي لن يحقق غايته وان العملية الاسرائيلية ستتوقف عبر وقف لإطلاق النار وتسوية متوازنة وتبادل لإطلاق الاسرى. وموازين القوى الجديدة ستظهر خلال الأيام القادمة.