عملية " الوعد الصادق " ...والعدوان الإسرائيلي الغادر
الأهداف والدوافع : 1/2
محمود جديد
نشرت جريدة الديار اللبنانية بتاريخ 9-7-2006 مقالاً للكاتب / ياسر الحريري / ، ذكر فيه أنّ / كوناليزا رايس في زيارتها الأخيرة للبنان قبل العدوان الإسرائيلي النازي المستمر بأنّها :" صارحت بعض قيادات 14 آذار التي التقتهم ، وقالت لهم : إنّ الفترة الكافية التي طلبتموها للتغيير لم تستفيدوا منها ، إذ أخرجنا لكم السوريين بقوّة القرار 1559 ، وتكفّلتم بإسقاط إميل لحّود ثمّ الضغط وسحب سلاح حزب الله ، ثمّ سحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ، وبدأتم تطلبون تمديد الفرص إلى أن وصلنا معكم في لبنان إلى الحائط المسدود ، فلم تُسقٍطوا لحّود ، ولم تسحبوا سلاح حزب الله وكذلك السلاح الفلسطيني ، ونحن مضطرون لدخول مفاوضات مع إيران قد تفضي إلى تسوية محدّدة ، وستشمل العراق وسورية ولبنان ، وإذا ما حصل هذا الأمر فإنّ متغيّرات شتّى ستحصل ..." هذا وقد اعتمدت الفهم المباشرلهذه المعلومة وقتذاك ....ولكن بعد بدء العدوان الإسرائيلي الوحشي على لبنان ، وهمجيته ونازيته ، واتساع وتعدّد أهدافه ، وابتعاده عن ذرائعه المباشرة تبيّن لي بوضوح بعد تفحّص كلام /رايس / ثانية ً أنّ مخطط العدوان وقراره كانا جاهزين قبل بدء عملية " الوعد الصادق " لحزب الله التي أسر فيها جنديّين إسرائليين ، باعتبار أنّ قوى 14 آذار أثبتت عجزها في تنفيذ القرار 1559 ، هذا القرار الذي يستهدف تطبيقه إنجاز الخطوة الأساسية التي لاغنى عنها لإعادة صياغة المنطقة وترتيبها ضمن شرق أوسطي جديد بدءاً ببوّابته الرئيسية في سورية ولبنان ، وإزالة ركن أساسي من أركان المقاومة والممانعة للمخطط الإمبريالي – الصهيوني ، وإزالة عقبة كأداء من أمام الكيان الإسرائيلي الذي وقف بقوة وراء إصدار القرار 1559 بهدف إعادة ترتيب لبنان بأيدٍ لبنانية ، وبغطاء ( الشرعية الدولية )، ممّا يسهّل إطلاق يد هذا الكيان في المنطقة ، ليستأنف دوره المعهود الذي أُنشٍئ من أجله ، بعد أن اختلّ هذا الدور نتيجة الضربات الاستنزافية التي تلقّاها من المقاومة اللبنانية خلال حقبة التسعينات من القرن الماضي على الخصوص ، وتُوّجَت بتحرير الجنوب عام 2000 دون قيد أو شرط ، كسابقة لم يشهدلها تاريخ الصراع العربي – الصهيوني مثيلاً ، ولاستنزافه بانتفاضة الأقصى لفترة طويلة ،وبعبارة أخرى ، فإنّ الكيان الإسرائيلي يريد تغيير قواعد اللعبة في لبنان بعد التطورات الداخلية بعد جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري ، وإعادة إحياء حلفاء وأتباع ، وعملاء ( إسرائيل ) في لبنان ، وخروج بعض القوى اللبنانية من جلدها المعروف ، والقفز عمليّاً إلى خندق التحالف الأمريكي – الصهيوني سواء شاؤوا أم أبوا القبول بهذا التوصيف ، غير أن الأكثرية النيابية المزيّفة بقيت عاجزة على الصعيد الشعبي القيام بعملية التغيير المطلوبة أمريكيّاً وإسرائيليّاً ، ولذلك كان كلام / رايس / الذي أشرت إليه سابقاً عبارة عن تجميد الوكالة لحلفائها في لبنان بانتظار تعليمات جديدة لما بعد قيام القوات الإسرائيلية بتنفيذ القرار 1559 ، وتصفية حساب قديم مع حزب الله ... أمّا الشقّ المتعلّق بالحديث عن وجود صفقة مع إيران فكان الهدف منه التمويه على المخطط الأمريكي – الإسرائيلي لتنفيذ العدوان الراهن على لبنان ، وتخويف تكتل 14 آذارمن أيّ دور جديد للنظام السوري في لبنان لإبقائهم تحت المظلة الأمريكية ....وتأكيداً لهذا الفهم فإنّ مصادر إعلامية أفادت بأنّ قرار العدوان قد اُتخٍذ في اللقاء الذي تمّ بين بوش وأولمرت عند زيارة الأخير لواشنطن بعد تشكيل حكومته ، كما أنّ الصحافة الإسرائلية أشارت إلى أنّ خطة العدوان كان مُعَدّة منذ عام 2002 ومصادق عليها من قبل وزير الدفاع السابق /موفاز / ، وبناء على ذلك استدعي ليكون مستشاراً عسكريّاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي عند بدء العدوان ...وقد ذكرت بعض المصادر أن رئيس الأركان السابق أجرى عليها تمرين قيادة وأركان داخل القاعة في عام 2004 ، وقد تضمّن ما جرى ، ويجري في هذه الأيام ...
كما أشارت الصحافة الإسرائيلية إلى أنّ بوش هو الذي طلب من أولمرت القيام بهذا العدوان الواسع خدمة لأهداف إدارته ، وقد اعتبرها بعض الصحفيين والسياسيين الإسرائيليين حرباً بالوكالة لمصلحة الأمريكيين بعد أن اكتوى مستوطنو القاطنين في شمال فلسطين بنيرانها الموجعة ...
وبالتالي فإنّ عملية حزب الله " الوعد الصادق " في 12/7/2006 ليست هي السبب الحقيقي للعدوان ، وإنّما كانت ذريعة إسرائيلية مضلّلة ، حيث كان بإمكان القيادة الإسرائيلية استغلال أيّة حادثة أخرى أو أن تختلق أيّ سبب آخر كعادتها المعروفة ...
وحتى نحيط ونفهم الجوانب الأساسية للعدوان الإسرائيلي النازي الواسع على لبنان لابدّ من إلقاء الضوء أوّلاً على أهداف أطراف الصراع المتفجّر القائم ...
ا – الأهداف المحتملة لحزب الله من عملية "الوعد الصادق ":
- لم يُخفِ حزب الله استهدافه لجنود إسرائيليين وأسرهم لتأمين مبادلتهم مع الأسرى اللبنانيين الذين امتنعت الحكومة الإسرائيلية عن إطلاق سراحهم ، وخاصة بعد أن عجز رئيس الوزراء اللبناني من تحريرهم من سجون الاحتلال عن الطريق الأمريكي ، بالرغم من إلحاحه على هذا الموضوع عند زيارته لواشنطن ، وزيادة الضغط المعنوي والإنساني من قبل ذوي هؤلاء الأسرى على قيادة حزب الله ، والآمال العريضة التي علّقوها على السيّدالمناضل : حسن نصر الله الذي أعلنها صراحة ، وعلى رؤوس الأشهاد ، وفي أكثر من مناسبة عن قرار حزب الله بأسر جنود إسرائيليين لهذه الغاية ، كما جاهر بذلك على طاولة الحوار الوطني ولم يعترض أحد على ذلك ، وللشعور بالمسؤولية الإنسانية والنضالية من قبل حزب الله تجاه الأسرى اللبنانيين من الأساس ...
- دعم نضال وصمود الشعب الفلسطيني العظيم في تصدّيه وحيداً للاحتلال ، وخاصة بعد همجية آلة الحرب الإسرائيلية في غزّة عقب أسر جندي إسرائيلي بعملية بطولية رائعة ، وتصعيد إرهاب الكيان الصهيوني ضدّ الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ، وضدّ حكومة حماس الوطنية والشرعية وأعضاء المجلس التشريعي الفلسطينيي من حركة حماس ... وتجسيد الإحساس الثابت والدائم لقيادة حزب الله بالواجب القومي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية ، واستجابتها لصرخات العشرات من نساء وشيوخ الشعب الفلسطيني التي استنجدت بالعرب عامة ، وبالسيّدحسن نصر الله خاصة ... وهنا أزعم أنّ توقيت العملية كان له ارتباط مباشر وأكيد بما يجري في فلسطين المحتلة من جرائم ومآسٍ ، ولكنّ نصر الله لم يعلن عن ذلك صراحة لاعتبارات داخلية لبنانية ضاغطة ...
- شعور وتقدير حزب الله بأنّ الحوار الوطني قد وصل إلى طريق مسدود ، وأنّ المخطط الأمريكي الصهيوني مستمرّ في استهدافه ، وقد ينزلق بعض اللبنانيين بعيداً في هذا المخطط ، ويوصلوا لبنان إلى حرب أهلية جديدة وقد يكون لديه معلومات حول المدى الخطير الذي وصلوا إليه على هذا الطريق ....
ب : دوافع وأهداف الحكومة الإسرائلية :
- استغلال الأوضاع الدولية المؤاتية لها داخل مجلس الأمن وخارجه نتيجة الهيمنة الأمريكية على السياسة الدولية إلى حدّ كبير ، وذلك من أجل تصفية الحساب القديم مع حزب الله في عام 2000 عندما أجبرها على الانسحاب المذلّ من جنوب لبنان ، واسترجاع بعضاً من الحقوق اللبنانية المائية ، ودخوله كورقة ردع في حساباتها الاستراتيجية تجاه التعامل مع سورية وإيران ...
- استغلال الأوضاع العربية المتردية ، واستلاب إرادة معظم الأنظمة العربية ،وارتهانها للولايات المتحدة ، سواء عن طريق التحالف أم التبعية ، أو وصول بعضها إلى درجة العمالة .... والاستخفاف الإسرائيلي بردّ فعل الجماهير العربية التي أصبحت مخدّرة ومشلولة نتيجة القهر الداخلي الذي تعانيه من هذه الأنظمة ، وتأثير الحرب النفسية التي يشنّها المركّب الإعلامي الضخم للأنظمة الخليجية ، والنظام المصري ، إضافة إلى وسائل الإعلام الغربية والإسرائلية ...ونشرها ثقافة الهزيمة والاستسلام للتحالف الامبريالي – الصهيوني ( القدرالذي لايُردّ) ولايمكن مقاومته ، وفقاً لرؤاهم وسمومهم التي ينشرونها ....
- استغلال التحالفات والاصطفافات داخل الساحة اللبنانية لصالح أمريكا و( إسرائيل ) بعد صدور القرار 1559 ، والانسحاب السوري منها ، وبعد جريمة اغتيال الشهيد الحريري ( التي تعتبر إسرائيل المتهم الأول بتنفيذها) ، وغدر قوى 14 آذار بالتفاهمات الانتخابية مع حزب الله ، والتي قطفت من ورائها 14 نائباً في دائرة بعبدا، والبقاع الغربي وأعطاها هذه الأكثرية المزيّفة ... وبعد ذلك أدارت ظهرها للوعود المقطوعة له بحماية المقاومة وسلاحها في لبنان ، ووضعها خارج دائرة القرار 1559 ، وبمعنى آخر إنّ شبه الإجماع الشعبي حول المقاومة قد تضرّر بخروج الحزب التقدمي الاشتراكي بوضوح وجلاء منه ، وانصياع القوى النافذة في تيّار الحريري للرغبات الأمريكية – الفرنسية المتفاعلة مع التأثيرات السعودية عليه ...
إنّ هذا كلّه شجّع الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ قرار العدوان ، والردّ غير المتناسب مع حجم وأهداف عملية "الوعد الصادق " بهدف تحقيق الأهداف المباشرة التالية :
1 – استعادة هيبة الجيش الإسرائيلي لكرامته المهدورة على أيدي المقاومة الفلسطينية التي أسرت جندياً اسرائيلياً بعملية دقيقة وناجحة ، وعلى أيدي المقاومة اللبنانية في عملية " الوعد الصادق " وأسرها جنديين إسرائيليين .
2 – تدمير البنية التحتية والخدماتيةلحزب الله ، وشبكة صواريخه ، وتكبيد قياداته و مقاتليه أفدح الخسائر ، ومعاقبة الشعب اللبناني على تأييد معظمه للمقاومة ، وخلق الظروف والذرائع الملائمة للتخلي عنه وسحب سلاحه من قبل الحكومة اللبنانية مستقبلاً ، وعزله ، ومحاصرته وشلّه عن العمل المقاوم ، وذلك عن طريق تدير البنية التحتية اللبنانية دون اعتبار لطائفة أو مذهب أوفئة .
3 –ترميم قدرة الردع الإسرائلية في لبنان ، وتحديد قواعد لعب جديدة عن طريق إضعاف حزب الله ، وإبعاده عن الحدود الإسرائلية وتكليف الجيش اللبناني أو قوات دولية بأعداد كبيرة ، ومسلّحة تسليحاً جيّداً لحماية أمن (إسرائيل) ، ومراقبة وضبط الحدود السورية اللبنانية لمنع وصول الإمدادات إلى حزب الله ...
4 – تجريد إيران وسورية من قوة ردع مهمة ذات جاهزية وفعالية عالية في ساحة الصراع في المنطقة .
5 شطب الإنجاز التارخي لحزب الله بتحرير الحنوب عام 2000 من ذاكرة الأجيال اللبنانية والعربية القادمة ...
6 – توسيع دائرة المؤيدين لقوى 14 آذار ، وخلق المبررات مستقبلاً لمزيد من الضغوط على حزب الله لنزع سلاحه ، ومحاولة الوصول إلى حرب أهلية جديدة تستنزف قدرات المقاومة وتحرف الصراع عن وجهته الحقيقية ..
ج – الأهداف الأمريكية :
- إنّ السير الجدّي ببناء شرق أوسط جديد متأمرك يتطلّب ضرب حزب الله كطليعة متقدمة ممانعة للنفوذ الأمريكي – الصهيوني ، كما يضعف القوى الممانعة الأخرى ، ويسهّل استهداف سورية وإيران ويحرمهما من حليف مقاوم يشكّل قوّة ردع لزجّ طاقات إسرائيل أكثر فأكثر بشكل مباشر في أحداث المنطقة ، لأنّ الحاجة الأمريكية لهذا الدور أصبح ملحّاً بعد غرقها في المستنقعين العراقي والأفغاني ، والتحدّيات الهامة لها في إيران وكوريا الشمالية ...
- إنّ اقتراب موعد انتخابات تجديد الكونغرس الأمريكي في 7/11/2006 يجعل الإدارة الأمريكية بحاجة إلى إنجاز ما لتقليل أضرار انعكاسات احتلال العراق وخسائرها ، وما جرى فيه من فضائح وجرائم ومآسٍ على شعبية بوش وفريقه من المحافظين الجدد ، لأنّ خسارة الحزب الجمهوري للأكثرية سيعقّد عمل البيت الأبيض كثيراً في المستقبل ، وستكون مقدّمة لخسارة الرئاسة الأمريكية بعد عامين ...
- إزالة شاهد عربي عبّر عن شهادته ، وسمعها القاصي والداني بأنّ فصيلاً مقاوماً منسجماً مع أقواله وأفعاله استطاع أن يحرّر الأرض ، ويخلق ( توازن رعب )مع الكيان الإسرائيلي ، ولذلك فإنّ تصفية هذا الشاهد يعجّل في عملية استكمال التطويع والتركيع العربي ، وتصفية القضية الفلسطينية ،( لما يمثّله هذا الشاهد من احترام وتقدير في نفوس المناضلين الفلسطينيين ) ويسرّع في إعادة صياغة الوطن العربي بما يتلاءم مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية ...
- أصبح واضحا للعيان أنّ قوّة المحافظين الجدد ، ونفوذهم في الإدارة الأمريكية ، وهيمنتهم عليها ، وتوجيهها لخدمة الكيان الصهيوني أصبحت في شوطها الأخير ، وبالتالي فإنّهم سيحاولون دفع الأمور باتجاه تصفية الحساب مع كل قوى الممانعة العربية والإسلامية قبل انتهاء ولاية بوش ، واستغلال النفوذ الأمريكي الراهن في العالم ، وهيمنته على مجلس الأمن إلى أبعد الحدود في خدمة الأهداف والمشاريع الصهيونية المعروفة ...
موقف النظام العربي السائد من عملية " الوعد الصادق " ، والعدوان الإسرائيلي :
لقد ذكرت أكثرمن مرّة أنّ النظام المصري الذي يقود أكبر دولة عربية قد أصبحت ارتباطاته وعلاقاته مع الكيان الإسرائيلي بعد التوقيع على /اتفاقية كامب ديفد / أقوى وأمتن بكثير من روابطه مع أمته ، علماً أنّ موقف الشعب المصري العظيم ، ومستوى وعيه الوطني والقومي والإسلامي لم يكن في يوم من الأيام أفضل ممّا هو عليه الآن ، ولو استطاع أن يفرز رئاسة معبّرة عنه تعبيراً حقيقياً لتغيّر الميزان الاستراتيجي في المنطقة بشكل جوهري، ولدخلت الأمة العربية في مرحلة نهوض كبير ، ولكنّ الواقع الراهن الذي أصبح فيه هذا النظام – مع الأسف – يمثّل وكالة سمسرة للإدارة الأمريكية ، وتعريب لقراراتها وأوامرها ، ممّا جعل النظام العربي مشلولا نظراًً لحاجته الماسّة إلى عمود فقري متين صالح لأن يشكّل محوراً صلباً لتجميع والتفاف القوى العربية حوله لمواجهة التحديات الخارجية ... ولهذا فإنّ التحالف الإسرايلي – المصري – الأردني هو شكل مصغّر لصورة الشرق الأوسط الجديد الذي تلعب فيه (إسرائيل) الدور الأبرز والأهمّ ...
كما أنّ نقاط الضعف في بنية النظام السعودي ، واعتماده بشكل أساسي على عائلة واحدة ، وتصاعد معارضة بعض التيارات الإسلامية في المجتمع السعودي ، وارتهان هذه العائلة لمصالح أمريكا ونفوذها تحت تأثير ضغط عاملين أساسيين : الأول : الحرص على استمرار النظام السعودي الراهن بهيكليته المعروفة . والثاني : الخشية على الأموال السعودية في البنوك الغربية والأمريكية على الخصوص من المصادرة في حال تأزّم الموقف مع الإدارة الأمريكية ، وحرصها على وضع الدولار الأمريكي أكثر من حرصها على عملتها الوطنية حتى لاتتآكل مدخراتها الهائلة فيه ...كل هذه العوامل جعلتها مطواعة لرغبات البيت الأبيض ، ومنسجمة مع النظام المصري في توجهاته الاستراتيجية ...
- إنّ الإنجاز التاريخي الذي حققه حزب الله في عام 2000وجّه صفعة على وجوه أطراف النظام العربي الرسمي الخانع ، وكشف عن سوءاته وعوراته ، وفضحه أمام الجماهير العربية ، ودحض توجهاته وخياراته ومشاريعه السياسية على المستوى القومي والإسلامي ، ولذلك فإنّ تصفية هذا الحزب تزيح عن صدورهم صورة أنموذج فصيل مناضل جدير بالاقتداء في الوطن العربي ...ولذلك ، واستناداً إلى مجمل ما تقدّم ذكره نجد تفسيراً للموقف المتخاذل والغادر واللاقومي للثلاثي : المصري – السعودي – الأردني في اجتماعات الجامعة العربية ، وإهداء هذا الموقف المشبوه إلى التحالف الأمريكي – الصهيوني ليكون غطاءً عربياً للعدوان الإسرائيلي الغادر على لبنان ، وورقة إضافية لأمريكا في دعمه وتبريره ، وتسويقه على الصعيد الدولي ...
في 14-7-2006 يتبع في حلقة ثانية
ملاحظة : لقد استخدمت عبارة 14 آذار للإشارة إلى القوى التي تدّعي الأكثرية في مجلس النواب اللبناني بالرغم من علمي بانسحاب التيار الوطني الحرّمنها وإقامته تفاهماً سياسياً مع حزب الله ، وذلك لأنّ هذه العبارة أصبحت أكثر شيوعاً وفهماً في الشارع اللبناني للقوى الحقيقية التي تمثّلها ...