(بيان المجلس الوطني ( الكتلة الوطنية

إن حداثة المجتمعات العربية وبناها الاقتصادية و الاجتماعية الضعيفة وبالتالي السياسية الضعيفة جداً أفسح المجال لنمو وتعاظم دور المؤسسة العسكرية  التي استقطبت معظم المتعلمين وأصبحت القوة الأكثر تنظيماً وبالتالي الأكثر فاعلية فكانت مدعوة لملء الفراغ السياسي مما جعل الطابع العسكري للسلطة في الوطن هوة الطابع السائد رغم وجود فترات قصيرة من الحكم المدني كانت تثبت فشل الطبقة السياسية بالاحتفاظ بالسلطة وهذه الظاهرة لم تكن في منطقتنا العربية وحسب بل في العالم الثالث كله .

إن تحرير الوطن والمواطن لابد أن يبدأ بالاعتراف بالواقع القائم على بنى اجتماعية ومنحها حرية التعبير عن نفسها لتتطور باختيارها وليس بفرض المفاهيم التي نرغبها عليها , فالقبلية مثلاً ستبقى مادامت تشكل حاجة مادية ومعنوية للفرد وعندما تنتفي هذه الحاجة تنتهي هذه الظاهرة من تلقاء نفسها وبأيدي أبنائها " إذ أن معظمنا بالأصل ينتمي لقبيلة ما " .

أما الطائفية و المذهبية في اعتقادنا فهي تحدد علاقة الفرد بخالقه وتعبيراً عن شكل إيمانه ولأن حرية الاعتقاد بالنسبة لنا مقدسة مهما كان رأينا في هذا الاعتقاد ولإدراكنا العميق أن لا خطر على المجتمع من هذا التنوع الطائفي والمذهبي إلا إذا تم تسييسه  .

واستجابة لحركة التغيير التي تمر بها بلادنا العربية وتلبية لمطالب فئة من الشباب السوري دخلت الحياة السياسية مؤخراً والتي ترى ضرورة في إيجاد صبغة سياسية وطنية تكون رديفة لما هو موجود من قوى سياسية معارضة وشخصيات وطنية مستقلة بعيدة عن الإيديولوجيات وتشارك في الحراك الشعبي الحالي وتؤسس لمرحلة انتقالية تقود إلى تحول ديمقراطي .

لذلك نحن ندعو لتشكيل مجلس وطني ( كتلة وطنية ) كمسمى مؤقت يستند إلى مجموعة من المواقف الوطنية المتفق عليها من قبل جميع اتجاهات فعاليات الرأي في سوريا , وينحصر عملنا في هذه المرحلة كما يلي :

         •        رفض العنف كأسلوب عمل من أجل الوصول إلى السلطة وفرض الآراء على المجتمع والتمسك بسلمية الحركة حتى تغيير النظام مهما كانت كلفة هذا التغيير .

         •        الاعتراف بأن الشعب هو مصدر السلطات وهو المرجعية الشرعية الأولى والأخيرة .

         •        الدعوة إلى وضع دستور جديد لدولة مدنية يؤسس لنظام ( جمهوري برلماني ) يتم فيه فصل السلطات التشريعية و التنفيذية و القضائية واحترام مواثيق الشرعية الدولية ومبادئ حقوق الإنسان .

         •        إطلاق الحريات الأساسية للأفراد والجماعات وإطلاق حرية العمل السياسي .

         •        المساواة في الحقوق و الواجبات لكافة أفراد الوطن بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس .

         •        إن إدراكنا للبعد العربي لحركة الاحتجاج في سورية يجعلنا نسعى من أجل تفهم المجتمع الدولي لنضالنا مع الرفض النهائي لأي تدخل خارجي تحت أي حجة كانت .

         •        لما كان الشعب السوري هو الداعم للمقاومة و الحامي لها وليس النظام فإننا نؤكد وقوفنا إلى جانب كل مقاومة وطنية ضد الاحتلال , بدءاً من تحرير أرضنا المحتلة وانتهاءً بدعم كل قوى التحرر العربية والعالمية .

 

         •        إن العمل داخل هذا المجلس يتم وفق الآلية التالية :

 

         •        يحق لكافة فئات الشعب ولجميع الأفراد ومن كافة التوجهات الذين يؤمنون بأهداف المجلس أن ينضموا له شريطة أن يُبقوا توجهاتهم وأهدافهم التي تزيد عن توجهات المجلس خارجه إلى حين تحقيق الأهداف الأساسية للمجلس .

         •        من حق جميع أفراد المجلس في كل منطقة اختيار ممثليهم أو تغييرهم سواء لقيادة المرحلة الراهنة أو للتمثيل في المؤتمر الوطني العام حين يصبح ذلك ممكناً .

         •        نظراً لتنوع الظروف واختلافها في كل محافظة أو منطقة يترك لأعضاء المجلس حرية التلاؤم مع هذه الظروف وتحديد أشكال النضال بما لا يتعارض مع خط المجلس العام .

         •        ينتخب المؤتمر الوطني قيادة سياسية ونظام داخلي يحدده ذلك المؤتمر العام .

         •        إننا نتوجه برسالة واضحة إلى جميع القوى الاجتماعية التي ساندت النظام الحاكم  بأنهم جزء من هذا الشعب فلا ثأر ولا اجتثاث , وإنما المسؤولية تبقى فردية يتحمل مسؤوليتها القضائية أفرادها المرتكبون لها تماما كما يتحملها أي مواطن , سواء كان منتمياً للكتلة أو لغيرها دون أن تستثنى إمكانية مصالحة وطنية كبرى بعد كشف الحقائق والتعويض على الذين تضرروا من أبناء الوطن .

 

إن هذه الوثيقة تعتبر مؤقتة وورقة للحوار لجميع الأفراد المنضمين أو الذين سينضمون إليها ولا يوجد أي فقرة فيها إلا قابلة للتعديل وستبقى كذلك حتى تتيح لنا الظروف عقد مؤتمر وطني لوضع وثيقة وطنية نهائية لإنجاز رؤيتنا للتحول الديمقراطي في سوريا .

ونحن إذ نعلن أننا جزء من الحراك في سوريا ولسنا بديلاً عن أحد فإننا ندعو جميع القوى المعارضة و التي لها مصلحة في التغيير للتكاتف من أجل تحقيق هذا الهدف .