بيان حول العدوان الصهيوني على لبنان الشقيق
لقد اظهر هذا العدوان و الصمود البطولي للمقاومة في وجهه و التماسك الشعبي حول المقاومة محدودية الكيان الصهيوني بالمعنى التاريخي رغم اللامحدود له من قبل الامبريالية الامريكية ، و اظهرت هذه الحرب انسداد افاق المشروع الصهيوني في المنطقة بنفس النسبة التي اظهرت بها عجز النظم العربية في توفير ادنى مقومات المواجهة ، و أظهرت لا فعالية و لا جدوى تجييش الجيوش و مراكمة الاسلحة دون القدرة على استخدامها ضد العدو في ظلّ قوانين الطوارئ و احتجاز المجتمع و شل فعاليته السياسية ، كما اظهرت تعثر المشاريع الامريكية في المنطقة " من الشرق الاوسط الكبير " الى " الشرق الاوسط الجديد " و عدم قابليته للتطبيق لتعارضه التام مع مصالح الامة العربية .
ان عجز النظام العربي الرسمي ، و تواطؤ بعض انظمته ، و الصمت المريب لبعضها الاخر و
الهروب من تحمل المسؤولية القومية شجع على استمرار الحرب العدوانية و اطالة امدها
بضغط من الادارة الامريكية ، لتعطيل أي قرار يصدر عن مجلس الامن بادانة ( اسرائيل )
و المجازر الوحشية و تدمير البنية التحتية اللبنانية ، و بالمشاركة الفعلية في
الادارة السياسية و العسكرية للعدوان ، و ساهمت تلك المواقف العربية الرسمية و
الامريكية في خفض النتائج السياسية لصمود المقاومة خلال شهر ونيف ملحقة خسائر فادحة
و تدمير رادع في الجانب ( الاسرائيلي ) طرحت من جديد مسألة وجود الكيان الصهيوني في
هذه المنطقة .
ان الصمود العظيم الذي حققته المقاومة ما كان من الممكن ان يتحقق لولا تملكها ارادة
المواجهة و التحضير الجدي لها ، في الوقت الذي كانت فيه جميع النظم العربية تهدر
الوقت في ادعاءات فارغة تتراوح بين " خيار السلام الاستراتيجي و الوحيد " و بين
خيار البحث عن " توازن استراتيجيي " و تتجاهل صنع عوامل القوة القادرة على مواجهة
العدوان عبر تحصين الجبهات الداخلية ، و اعداد الجدي لمواجهة أي عدوان مرتقب .
و لولا تماسك الجبهة الداخلية اللبنانية و تجاوز كل مظاهر الاحتقان الطائفي و
المذهبي الذي جرى العمل على تصعيده خلال المرحلة السابقة ، و لولا الالتفاف الشعبي
العربي حول المقاومة ، هذا الالتفاف الذي حاصر النظم و دفعها الى تعديل مواقفها
المعلنة من المقاومة .
ان المعركة السياسية الدائرة اليوم على جبهة الصراع ضد العدوان ليست اقل شأنا من
المعركة فقد قلب عبد الناصر عبر قيادته التاريخية هزيمة حزيران المشينة الى لاءات
الخرطوم و الى بناء الجيش المصري و خوض حرب الاستنزاف وصولا الى حرب تشرين في الوقت
الذي بدد فيه السادات النتائج العسكرية التي حققها هذا الجيش في حرب تشرين .
اننا في التجمع الوطني الديمقراطي نؤكد على اهمية الاستمرار في وحدة الجبهة
الداخلية اللبنانية و استئناف الحوار حول استراتيجية ردع العدوان و تعزيز الصمود و
المقاومة ، و أسس بناء الدولة الوطنية بوصفها دولة جميع المواطنين و القادرة في
الوقت ذاته على حماية الوطن و تحرير الاجزاء المحتلة منه و ردع العدو الصهيوني عن
الاستمرار في اختراقه للسيادة الوطنية .
ان الحميمية و الدفء الذين برزا داخل المجتمع اللبناني عند احتضانه المهجرين تؤكد
انه في حالة تكون رافعة سياسية توحيدية له يمكن ان يصيغ مدخلا لاعادة توحيد لبنان
حول مشروع الدولة ، كما ان احتضان السوريين لاخوتهم المهجرين اللبنانيين يشكل مدخلا
لاعادة صيغة العلاقة السورية اللبنانية على اسس جديدة لتجاوز ازمتها الراهنة .
اننا ندين موقف الادارة الامريكية في تشجيع العدوان و اطالة امد الحرب و تعطيل أي
اجراء او قرار دولي لادانة المجازر و جرائم الحرب التي تقع على الشعب اللبناني او
قوات الامم المتحدة في الجنوب
اننا نساند الاجماع الوطني حول التحفظات التي ابدتها الحكومة اللبنانية على القرار
/1701/ و موافقتها عليه ، و نرى في هذا الاجماع الوطني مدخلا للصمود السياسي ،
والانتصار الذي يوازي الصمود القتالي للمقاومة الباسلة ، تمهيدا لعودة مناخ الوفاق
الوطني في لبنان لتعزيز وحدته و صموده و قدرته على تجاوز نتائج الحرب العدوانية
المدمرة .
ان التجمع الوطني الديمقراطي يرى في تداعيات الحرب على لبنان قد تطال نتائجها سورية
، و ان المدخل لمواجهة هذه النتائج و حاجة سوريا الداخلية هو التغيير الديمقراطي ،
مقدماته : اعادة النظر في الوضع الداخلي و بطريقة ادارة الدولة و المجتمع و ذلك
بالانفتاح عليه و اطلاق الحريات السياسية و بالافراج عن معتقلي الرأي و مساندة
الشعبين اللبناني و الفلسطيني في مواجهة العدوان الاسرائيلي و خروج العراق مما
يعانيه .
عندها يمكن القول ان سوريا الوطن و الشعب تضع نفسها على سكة اطلاق مشروع نهضة و
تقدم و مواجهة ما يخطط لهذه المنطقة ، و قد عبر عن هذا " اعلان دمشق " في16/10/2005
و ايضاحاته
دمشق
15/8/2006
القيادة المركزية للتجمع
الوطني الديمقراطي