سورية.. أمام التحديات والأخطار

ملاحظات حول أداء النظام والمعارضة

نجم

 


يواجه القطر العربي السوري في هذه المرحلة تحديات كبرى تستدعي الاستجابة المناسبة والقادرة على حسمها لصالح القطر وطنا وشعبا.. وفي حال عدم حصول ذلك فإن أخطارا جسيمة تهدد مصيره وقضاياه الأساسية.. وأهم هذه التحديات ثلاث:

وفي كل يوم تجسد ممارسات قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية هذه المخططات وتبين مخاطرها الحقيقية، ولا تخفي الإدارة الأمريكية أن مشاريعها تشمل الوطن العربي بأسره.. من العراق شرقا إلى موريتانيا غربا.. ومن سورية شمالا إلى اليمن والسودان والصومال جنوبا.. وكل جهل أو تجاهل لهذا التحدي يخدم أصحاب هذه المخططات ويعرض الوطن لمخاطره.. أما الالتقاء معه والسير في طريقه-مهما كانت الحجج والمبررات- فإنه يشكل خيانة عظمى للوطن والشعب، وهذا بالنسبة للجميع.. للأنظمة والقوى المعارضة في القطر السوري والأقطار العربية الأخرى

كيف يواجــه النظــام هــذه التحـديات

بداية لابد من القول أن القوى الحاكمة والتي تششارك في الحكم أو المؤيدة له يتحمل القسم الأكبر من المسؤولية في مواجهة هذه التحديات.. فهي تقف في مواقع اتخاذ القرار.. وتتحمل مسؤولية توجيه قدرات وطاقات الوطن والشعب وتحدد البرامج والمهام وتوزعها على قوى الشعب وأفراده.. فهل أحسنت السلطة في عملها؟ وهل تمكن النظام معتمدا على طاقات وقدرات وقوى الشعب، من مواجهة التحديات المذكورة أعلاه؟ إن النظام القائم في القطر السوري فرض سيطرته الكاملة غداة انقلاب حافظ أسد وزمرته عام 1970.. والسلطة الحالية هي استمرار لسلطة حافظ أسد ووريثتها.. وتواصل السير على نهجها.. هذا هو الواقع.. وهذا ما تؤكده السلطة الحالية.. فسلطة الأسد الأب وسلطة الأسد الابن من نفس الطبيعة ولهما نفس الممارسات والأساليب.. والاختلاف بيين السلطتين يعود للتفاوت بينهما في التجربة والخبرة ولبعض الاختلاف في الظروف المحيطة بهما.. وربما أضاف البعض سببا ثالثا يتمثل بتبديل بعض الأدوات والأتباع والخدم..

إن نظاما قائما منذ أكثر من 35 سنة.. وبسلطة واحدة وحيدة لثلاثين سنة تلتها سلطة وريثة تسير في نفس الخط عليها أن تبين ماذا أنجزت في مواجهة التحديات الأساسية التي تواجه الوطن.. ويحق للمواطنين أن يطالبوها بكشف حساب.. فماذا يمكن أن يقول أهل النظام؟ ويبقى الواقع الحي الملموس أبلغ وأدق وأصدق من البيانات و خطب الاحتفالات و الكرنفالات ..يقول الواقع :

إن الوعي بالمخاطر المحدقة بالقطر السوري والوطن العربي عموما يفرض على النظام السير في نهج يقوي مقدرات وطاقات القطر وقواه ويضعها في مواجهة هذا التهديد الفعلي.. أما قمع القوى الوطنية ومصادرة الحريات العامة وتفتيت الوحدة الوطنية وترسيخ نهج الاستبداد والفساد.. إن هذا لا يمكن أن يساهم في مواجهة التحديات بل على العكس تماما يضعف قدرة المواجهة ويسهل للعدو المتربص بالوطن فرص الانقضاض والتمكن من الوطن والشعب.

-وإزاء التحدي الثالث.. التنمية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.. وعلى الرغم من الثروات والخيرات التي يزخر بها القطر السوري.. وعلى الرغم من الكفاءات والقدرات الخلاقة لشعبنا فإن بلدنا ما زال وبجميع المقاييس بلدا متخلفا يعجز عن تلبية حاجاته الأساسية ويضيق بشعبه العامل مما يدفع بنصف سكانه إلى الهجرة حسب اعتراف المسؤولين.

وعلى الرغم من تحميل الطبقات الشعبية الفقيرة من عمال وفلاحين وبرجوازية صغيرة أعباء البناء الداخلي.. فإن هذه الطبقات لم ينلها من ناتج العمل والجهد والتضحيات سوى الإفقار وتدهور معيشتها.. ولم يقتصر الأمر على هذه الطبقات بل وصل إلى الطبقة الوسطى التي أخذ وضعها بالتدهور وأخذت تنقرض ليصبح الشعب مقسما إلى قسمين.. أكثرية ساحقة من الفقراء الذين يكدون ويجرون وراء لقمة العيش وقلة قليلة ازدادت ثراء وغنى.. وأصبحت ثرواتها تقدر بمليارات الدولارات.. مليارات لم تأت من نشاط صناعي أو علمي أو من اكتشاف كنوز مخبأة.. بل جاءت من سرقة جهود وتضحيات الملايين من أبناء شعبنا… فالقائمين على النظام تصرفوا في البلد وكأنه إقطاعية ورثوها عن آبائهم وأجدادهم.. فاستغلوها ونشروا الفساد فيها وعمت السرقات ووضعوا سورية في رأس قائمة البلدان التي ينتشر فيها الفساد.. وهم لا يستطيعون نفي ذلك بل يعترفون به ويشكلون اللجان لمحاربته بل ويستدعون الخبرة الأجنبية لدراسته ووضع الخطط لمحاربته!! تمثيلا ودجلا.. فهم يعرفون أنفسهم جيدا ولو أرادوا محاربة الفساد فعلا لتابوا إلى الله وأعادوا ما سرقوه لخزينة الدولة.. أين هم من أغنياء العالم من أمثال بيل غيتس، أغنى أغنياء العالم، الذي جمع ثروات هائلة بعمله وعبقريته.. ومع ذلك أدرك أنه من غير المعقول أن يكدس الأموال وشعوب العالم وفقراءه يجوعون ويقاسون المرض.. فأقدم على المساهمة في تمويل مشاريع خيرية في دول العالم الثالث.. وأوصى لولده بما يقارب واد بالألف من ثرواته والباقي أي 99,9% خصصه لمشاريع خيرية على مستوى العالم.. أين أثرياء بلدنا من هذا الإنسان؟!!

دور المعارضة في مواجهة التحديات