الحرب على لبنان

المقاومة من أجل لبنان


 طراد حمادة 1


الحرب على لبنان والمقاومة من أجل لبنان. محصلة سياسية مستفادة من مقابلة الأمين العام ل<حزب الله>، وقائد المقاومة السيد حسن نصر الله مع قناة <الجزيرة>. وهذه المحصلة السياسية، صادقة المنطق لأنها في غاية الوضوح والبداهة والبساطة لتكون مقبولة لدى العقل قوية البرهان والإفصاح لتصل رسالتها الى الناس وإفادة من تلزم إفادته في الأمور التالية:
أ ما هو التوصيف الذي يمكن إسناده الى الوقائع والأحداث، في لبنان؟ حرب على لبنان، وليس أي وصف آخر. وإذا كان الأمر على صورته ومصداقه، فإن المقاومة هي الفعل الطبيعي، والقانوني المشروع لمواجهة الحرب ورد العدوان. وكل كلام آخر يدخل في باب خداع العقل، وخلال النفس، ومغالطة الواقع، ومجافاة الحقيقة، وهو مع حسن الظن سفسطة سياسية لا تقبل عند العقل ولا تجد مناصرين بين الناس.
ب ان الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان، ليست ردة فعل، على عملية <الوعد الصادق>لتحرير الأسرى. بل تدخل في مشروع استكمال حلقة السيطرة على فلسطين ومحيطها العربي، وهي في قلب الأهداف الجيو استراتيجية للكيان الصهيوني، وكذلك للإدارة الأميركية الراهنة. وإلا فكيف يمكن تبرير حرب شاملة تهدد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، كردة فعل على عملية مقاومة، محددة في المكان والزمان والأهداف، غايتها ذات بُعد وطني وإنساني، لتحرير مواطنين لبنانيين أسرى في سجون العدو، بعضهم أمضى وراء قضبان الأسر الظالم أكثر من ربع قرن.
ج وإذا كانت المقاومة اللبنانية قد أعلنت عن الأهداف المباشرة لعملية <الوعد الصادق>، بعد تنفيذها، مصدقة ما كانت قد نبهت إليه، وصرّحت عنه، ووعدت وتوعدت به، ولعل الاسم الرمزي للعملية يكشف عن أسبابها وغايتها، فإن حكومة حرب العدو الصهيوني وجدتها <سانحة>لتنفيذ أهدافها العدوانية في الحرب على لبنان على ما يذهب بعض الساسة عندنا من الناظرين بعين واحدة. ولكن، إذا دقق الناظر في طبيعة الوضع القائم على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة وما شهده من مواجهات متبادلة ما بعد عام ,2000 لوجد أن عملية <الوعد الصادق>، تدخل في هذا النطاق، ولا ينطبق عليها معنى الذريعة، والسانحة، والفرصة، بل لعلها كانت واحدة من العمليات التي أجبرت العدو، لأسباب عدة، على أن يخسر عنصر المفاجأة في حربه المعدة سلفاً على لبنان، والمرصودة في قائمة أهدافه ذات الطبيعة الاستراتيجية.
يبقى أن أوج القول المفيد في خطاب السيد هو أن الحرب على لبنان والمقاومة من أجل لبنان. خلاصة صادقة، أظهر فيها السيد حسن نصر الله المعنى الحقيقي للهوية الوطنية اللبنانية، والبيان الجلي للمواطنة اللبنانية، وغلبة هوية المواطنة اللبنانية على كل العصبيات الأخرى.
وفي هذا المعنى تكون في مقاومة الحرب العدوانية على لبنان قيامة الوطن...
(
1) وزير العمل اللبناني