النص الكامل لوثيقة مكة : تحريم التكفير والقتل الطائفي والتهجير وتأييد المصالحة و الاستقلال ..

 

عقد يوم أمس في مكة المكرمة من جوار بيت الله الحرام لقاء ضم كبار القيادات الدينية السنية والشيعية في العراق، وذلك بمبادرة من منظمة المؤتمر الإسلامي ممثلة في مجمع الفقه الإسلامي، حيث تم خلال اللقاء التوقيع على نص وثيقة مكة المكرمة التي تستهدف حقن دماء المسلمين في العراق وما يتبع ذلك من اقتتال طائفي وترويع للآمنين وتدمير وتشريد.
  وقد بدأ الحفل الخطابي الذي اقيم بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى الامين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور اكمل الدين احسان اغلو كلمة اوضح فيها ان هذا اليوم مشهود مبارك من أيام الله تبارت للوصول اليه همم ثلة من المسلمين الخيريين للتوافق على حقن الدماء المراقة ووقف ازهاق الارواح البريئة والقضاء على الفتنة وصد تيار المحن التي ابتلي بها الاخوة في العراق وشكر الله عز وجل ان يسر هذا اللقاء المبارك في هذه البقعة المباركة في هذا الشهر الفضيل بما انجح مسعى المنظمة وسدد خطانا.
 
  وقال لقد رأينا ان علينا في منظمة المؤتمر الإسلامي ونحن نستشعر مسؤوليتنا امام الله وامام الأمة الإسلامية وامام التاريخ ان ننهض بجهد خاص في سبيل مجابهة تيار هذه الفتنة في العراق قبل ان يزيد استفحالها، وذلك عن طريق القيام بعمل خاص لوجه الله تعالى لا نبتغي منه سوى مرضاته وخير العراق وشعبه وخير العالم الإسلامي كله فالفتنة أشد من القتل ساعين إلى حقن الدماء ووقف اسباب الصدام المذهبي أو الطائفي واقتلاع جذوره..
 
  وأضاف: ولما كان احد اسباب الخلل الأمني في العراق مرده إلى ترويج افكار دينية مغلوطة ومدسوسة على الدين الإسلامي الحنيف بتكفير المسلمين الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله كان من الواضح ان علماء الدين هم اولى الناس للتصدي لهذه الافتراءات وتكذيبها وتنبيه من وقعوا في شباكها إلى مغبة اعمالهم وصرفهم عن اقترافها باعتبار ان ذلك فرض عين على علماء الدين للقيام بهذا التنبيه والزجر.
 
  وحمد الله أن سعي منظمة المؤتمر الإسلامي في هذا السبيل قد بلغ غايته وتمكن الاخوة من أفاضل كبار المرجعيات الدينية وعلماء المسلمين والشيعة والسنة من الاجتماع تحت سقف مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع للمنظمة والتوافق على نص وثيقة تبين لكل مسلم عراقي حقيقة موقف الدين وحكم الشرع مما يجري من سفك للدماء واقتراف لآثام ومعاص مستترة بستار الدين وقد حظي هذا المسعى وهذه الوثيقة بقبول كبار علماء المذهبين ومن كبار رجال السياسة في العراق وقد التأم اليوم هذا الجمع المبارك من كبار العلماء والفقهاء الغيورين على دينهم ان تنتهك حرماته وإهانة مقدساته لإيقاف نزيف الدماء وازهاق ارواح بريئة والفساد في الارض وترويع الآمنين وملء العراق بعشرات الآلاف من اليتامى والأيامى والثكالى وللذود عن الدين الإسلامي من العبث والتحريف ولصد ما اخذ يشوه صورة الإسلام في العالم.
 
  وفيما يلي نص الوثيقة التي تم التوقيع عليها يوم امس من 29عالماً من السنة والشيعة بالإضافة إلى 3شهود..
 
  "الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
 
  بناء على ما آلت إليه الأوضاع في العراق وما يجري فيه يومياً من إهدار للدماء وعدوان على الأموال والممتلكات تحت دعاوى تتلبس برداء الإسلام والإسلام منها براء، وتلبية لدعوة الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وتحت مظلة مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع للمنظمة.
 
  نحن علماء العراق من السنة والشيعة، اجتمعنا في مكة المكرمة، في رمضان من عام 1427ه وتداولنا في الشأن العراقي، وما يمر به أهله من محن ويعانونه من كوارث وأصدرنا الوثيقة الآتي نصها:
 
  أولاً: المسلم هو من شهد أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهو بهذه الشهادة يعصم دمه وماله وعرضه إلا بحقها وحسابه على الله. ويدخل في ذلك السنة والشيعة جميعاً، والقواسم المشتركة بين المذهبين أضعاف مواضع الاختلاف وأسبابه. والاختلاف بين المذهبين - أينما وجد - هو اختلاف نظر وتأويل وليس اختلافاً في أصول الإيمان ولا في أركان الإسلام. ولا يجوز شرعاً لأحد من المذهبين أن يكفر أحداً من المذهب الآخر. لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" ولا يجوز شرعاً إدانة مذهب بسبب جرائم بعض أتباعه.
 
  ثانياً