محللون سوريون يحذرون من "ألغام سياسية" قد يخفيها تقرير براميرتز


قبلان: براميرتز بنا ثقة ومصداقية قد يصعب التشكيك فيها لاحقا وهذا خطير


يعقوب قدوري

– سيريانيوز 21/3/2006


 


يشير محللون سوريون إلى أن تقرير المحقق الدولي سيرج براميرتز قد يحوي بين طياته فخا دبلوماسياً وألغاماً سياسية ستنفجر لاحقاً, وحذرت من الخطأ في قراءة التقرير واعتباره قد أبعد التهمة عن سوريا، كما أن ليس دقيقاً النظر إليه على انه نصر للسياسة السورية.
وكانت مصادر صحفية قد نقلت في وقت سابقإن التحقيق الفعلي سيبدأ بعد أن يلتقي براميرتز الرئيس بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع، و"على أساس هذين اللقاءين ولقاءات أخرى مع شخصيات سورية، إضافة إلى الكم الهائل من المعلومات المتوافرة لدى اللجنة من مصادرها المختلفة سي صدر براميرتز حكمه النهائي في القضية", ورأت المصادر أن من السابق لأوانه القول بأن التقرير أسقط المحاولات الأميركية التي أدت إلى عزل سوريا ومحاصرتها.
الكاتب الصحفي فايز سارة اعتبر في حديث لـ"سيريانيوز" أن هذا الكلام يندرج ضمن نظرية المؤامرة وقال: "إذا وضع أحد ما تقريرا لم يعجبنا نقول أنه تقرير غير مهني, وإذا وضع آخر تقريرا فيه ما يعجبنا نقول أن هناك أفخاخ" مشيرا إلى أنه وبناء على تأكيد سورية بألا علاقة لها باغتيال الحريري "لا يجب أن يخيفنا أي مضمون لأي تقرير", فيما طالب بنبذ فكرة المؤامرة ووضع سياسة معقولة ورزينة.
وتعليقا على احتمال أن تكون السرية الكبيرة في التحقيق وسيلة لطمأنة سورية ريثما "ينضج الاتهام" ضدها لفت سارة إلى أن سرية التحقيقات هي من مطالب حكومتنا والتقرير يندرج ضمن هذه المطالب معتبرا أن الهدف من هذه المقولات (الطمأنة) هو توريط السوريين بالصِّدام مع المجتمع الدولي ولجنة التحقيق الدولية.
من جهة أخرى أبدى المحلل السياسي مروان قبلان اتفاقه مع هذه المخاوف معتبرا أن أخطر ما ورد في تقرير براميرتز هو أنه لم ينف ما أورده المحقق السابق ديتليف ميليس في تقريريه, وشدد على عدم الاطمئنان إلى ما يمكن أن يفجره براميرتز في المستقبل.
وقال قبلان إن براميرتز تمكن بشكل ما من بناء الثقة والمصداقية التي قد يصعب لاحقا التشكيك فيها فيما لو جاء تقريره مسايرا لتقرير سلفه ميليس, وأضاف: "يهمنا أن يكون لديه مصداقية لكن عدم تشكيكه في تقارير ميليس هو أمر يدعو للحذر" معبرا عن خشيته من أن يكون هذا "نوع من الاستدراج الذي قد يؤدي إلى نتائج خطيرة".
يذكر أن تقرير براميرتز أكد أن سورية تعاونت مع لجنة التحقيق الدولية وتجاوبت مع كل مطالبها "تقريبا" إلا أنه اعتبر الأشهر المقبلة هي التي ستتيح الحكم على التعاون السوري بعد أن تم التوقيع على مذكرة التفاهم بين اللجنة الدولية واللجنة القضائية السورية, ولم يشر التقرير إلى أي أسماء أو متهمين على عكس تقرير ميليس الذي نشر بنسختين تضمنت إحداهما أسماء مسؤولين سوريين قال إنهم مشتبهين في قضية اغتيال الحريري.