وطننا العربي المنكوب أصبح في قلب الإعصار
واستمرارالصراع المحتدم، بين محاولات النهوض، والمخططات الإمبريالية-الصهيونية المتواصلة
افتتاحية الديمقراطي -العدد 192
دراسة أولية لأهم بؤر الصراع المتفجر حاليا في وطننا العربي
*لعلّ ما نقوله،مجددا، أصبح مكررا ومعروفا، بالنسبة لكل المهتمين بأوضاع الوطن والأمة... حيث أصبحت المخططات الإمبريالية-الصهيونية، وأتباعها من الأنظمة العربية العميلة علنية واضحة ومتواصلة، أكثر من أي وقت مضى... لكن المشكلة، أن كل تلك المخاطر الشاخصة الماحقة، وتكرار فضحها من قبل شرف هذه الأمة، لم تصل بعد إلى عملية الاستنهاض الشعبي المطلوبة والبالغة الإلحاح، لمواجهتها ودحرها.. إذ نخشى في حالة استمرار الأوضاع القمعية الحالية الفاسدة.. أن تتحول إلى مجرد (روتين) يومي، قد تتعود عليه الجماهير وهو يواصل استباحته الوحشية للوطن والأمة... الأمر الذي يستوجب النضال لتشكيل جبهات وطنية ديمقراطية عريضة في كافة الأقطار العربية المعنية، وجبهة عربية قومية ديمقراطية موحدة، لتنظيم وقيادة نضال الجماهير الشعبية، واستنهاضه وتصعيده، وشموليته حتى النصر.
*ولعلّ من المفيد أن نذكر ببعض محاولات النهوض العربي من عصور الانحطاط المديدة، لا بغية الغرق في الماضي بل للاستفادة من دروسه في خدمة الحاضر والمستقبل:
- محاولة محمد علي الكبير في مصر.. وإجهاضها من قبل تحالف الدول الغربية الاستعمارية...
- الثورة العربية الكبرى، بقيادة الشريف حسين (شريف مكة) ومشاركة القوى القومية في الجزيرة العربية وبلاد الشام عامة، وخديعة التحالف البريطاني-الفرنسي، التي انتهت بإجهاض تلك الثورة، وتصفية قائدها الشريف حسين، وتآمر بعض أبنائه عليه، وقيام مؤامرة (سايكس بيكو) التي قسمت بلاد الشام (الموعودة بالوحدة) بيين بريطانيا وفرنسا، وأعطت وعد "بلفور" في فلسطين للصهيونية العالمية..
وأقامت تحالف قبيلة العائلة السعودية-مع الوهابية الجديدة-في الجزيرة العربية.. للهيمنة على ثرواتها النفطية الهائلة... والتي لازالت تلعب دورها التخريبي حتى الآن...
كما اصطنعت (إمارة شرق الأردن) التي تحولت إلى مملكة، لتساهم في تصفية قضية فلسطين، ودعم (إسرائيل) وحمايتها من العمق العربي.. الأمر أصبح معروفا ومعلنا ومتواصلا حتى الآن...
- وبعد نضالات وطنية مريرة وطويلة، حتى الحرب العالمية الثانية، وتمكن بعض الأقطار العربية المستعمرة من الحصول على الاستقلال الوطني... وصولا بالمد القومي المتعاظم إلى قيام الوحدة الأولى في عصرنا(بين سوريا ومصر) عام1958... وانتصار ثورة التحرير الكبرى في الجزائر، ثم انتكاس ذلك المد القومي الهائل بقيام خيانة الانفصال عام1961... ثم عودة المد القومي مجددا في العراق وسوريا عام1963/ وصولا إلى قيام (ميثاق نيسان 1963)للوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق، الذي كان كفيلا لو قدمت له الحياة، أن يشكل قاعدة وحدوية راسخة فعالة ، كفيلة بتحرير فلسطين، واستكمال تحرير وتوحيد الوطن العربي...
ولكن ذلك "الميثاق" ما لبث أن أصيب بالانتكاس، قبل أن يتجسد في الواقع لأسباب معروفة، لا مجال لإعادة ذكرها هنا...
- ثم لتقوم الردة التشرينية الأولى في العراق في العام ذاته، التي أجهضت قرار الوحدة الثنائية بين سورية والعراق، اللتين كان يحكمهما الحزب (نظريا على الأقل)...الذي اتخذه المؤتمر القومي السادس قبل شهر واحد من تلك الردة...
- وصولا إلى إنقاذ سوريا من المؤامرات المماثلة المتواصلة (المفصلة في وثائق الحزب).. باضطرار الحزب للقيام بحركة (23 شباط1966) المعروفة.. باستراتيجيتها الثورية الشاملة... ومنها استعادة العلاقات الأخوية الصادقة مع الرئيس عبد الناصر، وقيام "اتفاقية الدفاع المشترك" كخطوة على طريق استعادة الوحدة... التي جاء عدوان حزيران 1967/ ليجهضها... ويستهدف ضرب النظامين التقدميين في سوريا ومصر، ومحاصرة الثورة الفلسطينية، ومحاولة تصفية قضية فلسطين، وملاحقة الجزائر الثورية، وسائر القوى التقدمية البارزة في المغرب والسودان..الخ..الخ..
ورغم المحاولات الجدية المتواصلة، إعادة الوحدة مع مصر أساسا، بمضامينها الشعبية الديمقراطية، وتقديم الحزب لمشاريع وحدوية خطية ثلاثية ورباعية معروفة... فقد واجهتها المؤامرات الداخلية والخارجية المكثفة، من مجازر أيلول الأسود/ عام1970/ وتدخلنا لإنقاذ المقاومة... ثم رحيل الرئيس عبد الناصر الفاجع المفاجئ في 28/سبتمبر-أيلول/1970/ وقيام الردة الساداتية الكارثية في مصر، التي أخرجتها من قلب أمتها العربية حتى الآن.. وقيام الردة على حزبنا ونظامه التقدمي في سوريا/في 13 تشرين الثاني 1970/ وقلبت استراتيجية الحزب الثورية لمواجهة العدوان الصهيوني وتحرير فلسطين.. إلى وفاة الأخ الرئيس بومدين (الملتبسة)... وتصفية بعض الأخوة من خيرة قادة الثورة الفلسطينية، وفي مقدمتهم الأخين العزيزين أبو جهاد وأبو إياد... وصولا إلى اغتيال الأخ قائد الثورة أبو عمار... ومن ثم العدوان على العراق واحتلاله... ليواصل انتشار الردة بشكل أو بآخر في الوطن العربي بأسره... بحيث لم تتمكن القوى القومية المقموعة، من استعادة زمام المبادرة حتى الآن...
إذ تواصل الهجوم الإمبريالي الصهيوني العاصف على وطننا العربي، ونهب ثرواته الطبيعية، وتفتيته واستخدامه كقاعدة لفرض الهيمنة الأمريكية على العالم بأسره...
حيث تم احتلال العراق، وتزايد التركيز على تصفية قضية فلسطين، والعدوان الحالي على لبنان، والعمل على تقسيم السودان، وإعادة استعماره*(1) بالإضافة إلى مواصلة التآمر على الصومال، وكل مناطق (القرن الإفريقي) العربية الاستراتيجية.
* الاحتلال الأمريكي-البريطاني للعراق: بعد المسلسل العدواني قبل ذلك (عام1990-1991) بمشاركة الأنظمة العربية المعروفة (التي عرّبت العدوان العالمي) على العراق عبر مؤتمر القمة في القاهرة، إذ ذاك، حيث تولّت أنظمة الخليج البترولية تمويل ذلك العدوان بما أسميناه في حينه، وحتى الآن (بالاحتلال المأجور) أي تدفع هذه الأنظمة العميلة مئات الملايير من الدولارات، لتكاليف العدوان ، على الدول العربية (المفروض أنها أخوة) في العراق، ولبنان، وفلسطين... الخ0 كما نشير إلى المشاركة العسكرية المباشرة البارزة لكل من النظامين: المصري والسوري، إذ ذاك، بينما لم يذكر أي نظام عربي "اتفاقية الدفاع العربي المشترك" التي تعفنت في أدراج الجامعة العربية، للمشاركة في الدفاع عن الاجتياحات الأجنبية، والصهيونية المتتالية للبنان منذ (احتلال بيروت) وحتى الآن.. وكذلك الحال لم يتحرك أحد لحماية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة بشكل يومي متواصل من قبل العدو الصهيوني... بل الأنكى من كل ذلك أن بعض هذه الأنظمة الرئيسية تتآمر مع أمريكا و(إسرائيل) على لبنان وفلسطين أيضا...
ومن المعروف أن ذلك العدوان على العراق، وفرض ما سمي (المنطقتين المحرمتين) في الشمال والجنوب.. مهّد لاحتلال العراق الحالي.. كما مكن للحركات الانفصالية المتزايدة في المنطقتين: الكردية والجنوبية(الطائفية)-كما سنرى- علما، أيضا وأيضا، أن أحدا من الأنظمة العربية لم يتحرك-وفقا لاتفاقية الدفاع العربي المشترك..إياها للدفاع عن العراق بل ساهم معظمهم في التشجيع على ذلك الاحتلال وتسهيله، إذ من المعروف أنه لولا وضع الدول الخليجية لنفسها: مالا وجوا وأرضا وبحرا تحت تصرف القوات الغازية (خاصة بعد رفض تركيا السماح للقوات الأمريكية الغازية أن تتدخّل في الشمال عن طريق الأراضي التركية... بالإضافة إلى ما سمي (التسهيلات اللوجستية) من قبل معظم الدول العربية الأخرى، مرورا بالمغرب وتونس ومصر- على الخصوص... كان من المستحيل لتلك القوات أن تحتل العراق... إذ لم يكن قصف الطيران- مهما بلغ من الوحشية والكثافة- أو قصف الصواريخ البعيدة المدى... الذي يمكن أن يدمر الكثير من بنى العراق، قادرا على تأمين الاحتلال الأرضي الحالي.. بدون انطلاق القوات الغازية بين الأراضي العربية المجاورة للعراق، كما هو الواقع المعروف للعالم بأسره...
- ولابد أن نذكّر رهنا، بالفضائح المتلاحقة التي تصدر عن الدوائر الأمريكية العليا المسؤولة بالذات، حول كذب ادعاءات الرئيس بوش وعصابته اليمينية المتصهينة، حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، وعلاقته بالقاعدة...*(2)ونظرية المؤامرة..الخ.
- وحسب بعض الدراسات الهامة أن (إسرائيل) أكثر المستفيدين من الحرب على الإرهاب.
- وإن الحرب الأمريكية على العراق وتفتيته لأربع دويلات هو هدف إسرائيلي قديم أشارت إليه ورشة عقدت في تل أبيب عام1998/ بمشاركة (250) خبير وباحث يهودي من مختلف أنحاء العالم، حضروا للكيان الصهيوني لوضع تصور حول كيفية تحقيق الأهداف التوراتية المزعومة في خلال (20) عاما، وتضمن المشروع النهائي الذي أنتجته تلك الورشة عن أهمية تقسيم الدول العربية الكبرى والإسلامية، وركّز المشروع الصهيوني على تقسيم العراق والسودان..الخ..
*ومنذ الاحتلال، وقيادة "بريمر" للعراق المحتل، و" مجلس الحكم" الذي ركبه*(3) على أسس عرقية وطائفية، ومذهبية... تواصلت كل التشكيلات المتلاحقة حتى الآن، على هذا الأساس، من (انتخابات) شكلية مزيفة، وحكومات مصطنعة عميلة..الخ، وحلّه للجيش العراقي وكل مؤسسات الدولة الأمنية وغيرها لتسهيل مخطط التقسيم والتفتيت... ومحاولة تكريس كل ذلك في (الدستور) المفروض تحت شعار الفدرالية الملتبس...
· وفي زحمة العدوان الصهيوني على لبنان، وتصعيد عملية إبادة وتدمير غزة والضفة الغربية في فلسطين المحتلة... تبادر (الهيأة العامة للإئتلاف العراقي الموحد (الشيعية) بقيادة العميل عبد العزيز الحكيم... إلى تقديم (مشروع قانون) لتقسيم البلاد وإلى أقاليم بأسرع وقت خشية انتهاء المدة المقررة التي حددها (الدستور) بإنشاء الأقاليم (كما يقولون)...
ليواجهوا، بالأطراف الأخرى المنخرطة معهم في ما يسمى (العملية السياسية) من (السنة وتيار الصدر) التي ترفض رفضا قاطعا (الفدرالية) التي نص عليها (الدستور) وتعتبرها تكريسا للتقسيم...
"ومن هنا جاء تحفظ هذه الأطراف عند التوقيع على (مسودة الدستور) إلاّ بعد أخذ ضمانات مؤكدة –كما قالت في وقتها-في تشكيل (لجنة) من قبل البرلمان العراقي تضم كافة الكتل لمراجعة وإعادة صياغة بعض بنود (الدستور) الذي تمت المصادقة عليه..
وهذه اللجنة لم يتم تشكيلها حتى الآن، وهي الخطوة التي كان من المفترض أن تتم بعد أربعة أشهر من تشكيل الحكومة؟.. علما أن (السيستاني) الذي يستخدم كغطاء، مازال صامتا ولا يعرف إن كان مازال على قيد الحياة؟!
ويبدو أنهم توصلوا لتشكيل اللجنة أخيرا في (البرلمان)... وأجلوا تطبيق (مشروع الفدرالية) لمدة (18شهرا) وسوف نرى نتائج كل هذه المناورات... في المستقبل غير البعيد، إذا لم تتمكن المقاومة الوطنية-الإسلامية البطلة من تصفية الاحتلال وعملائه من الجذور...
*وهنا نتساءل عن "الدور الإيراني في العراق"، وموقف إيران الحقيقي من الاحتلال الأمريكي.. ومن تقسيم العراق؟ الأمر الذي يتوقف عليه، التحالف التاريخي المنشود بين الأمة العربية وبين إيران.. كمحك كاشف لكل ذلك..
- إذ نلاحظ، اعتمادا على تصريحات أحمدي نجاد (رئيس الجمهورية، والمرجع الأعلى الإمام علي خامنئي، موقفا إيرانيا واضحا متميزا ضد العدو الصهيوني وأمريكا وبريطانيا، ودعوة لانسحاب القوات المحتلة من العراق، وضرورة المحافظة على وحدته وأمنه..الخ.
هذا بالإضافة إلى الموقف النوعي الداعم للمقاومة الإسلامية وحزب الله فيي لبنان، في تصديه للعدوان الصهيوني ..الخ..الخ..
بينما نذكّر بتصريحات الرئيس السابق خاتمي إبان رئاسته للجمهورية: "بأنه لولا مساعدة إيران ما كان بإمكان أمريكا أن تحتل أفغانستان والعراق"؟!!!.
وما اعترافنا بحق إيران في الدفاع عن مصالحها القومية.. فمما يلفت النظر زيارة خاتمي (إياه) (الزعيم الإصلاحي المشهور)، المفاجئة لأمريكا، بموافقة الرئيس بوش، الأمر الذي يحصل لأول مرةلأي مسؤول إيراني منذ قيام (الثورة الإسلامية) عام1979/ وحتى الآن... ليحاضر-كما قيل-مع الرئيس السابق كارتر وغيره حول حوار الحضارات.زالخ، وتصريحاته التي توحي بموافقة إيران على حل الصراع العربي-الإسرائيلي، على أسس القبول بدولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.. ثم أنها تطالب ببقاء القوات الأمريكية في العراق إلى حين سيطرة الحكومة على الوضع هناك..الخ..
(الأمر الذي ينسجم مع مواقف عملاء أمريكا في العراق.. والأنظمة العربية من (الصراع العربي الصهيوني) ومع الأهمية القصوى لتصريحات الرئيس نجاد البالغة الشجاعة/ حول وجود الكيان الصهيوني من الأساس، وأمريكا وبريطانيا.. فإن تصريحاته إبان زيارة رئيس وزراء الحكومة العراقية الأخيرة (جواد المالكي) إلى إيران، بدعم هذه الحكومة، والتكفل بمساعدتها لضمان أمن العراق، دون الإشارة إلى الاحتلال الأمريكي ومشروع التقسيم..الخ (رغم نصيحة الإمام خامنئي لأمريكا بالانسحاب من العراق.. /تحتاج لتدقيق ومتابعة في المستقبل/...
...كل هذا، وما سمعناه من أوساط عراقية وطنية مطلعة ومتابعة، عن التواجد المخابراتي الإيراني المكثف في العراق ، وخاصة في مدينة البصرة، ومناطق الجنوب الأخرى، ودعمها لميليشيات بدر (الطائفية وغيرها... التي تتولى القيام بعمليات القتل الطائفية على الهوية...بحيث يتساقط كل يوم في شوارع بغداد بفعل هذه الميليشيات، وغيرها من العصابات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، و(الجماعات التكفيرية) المشبوهة، من الطرف الآخر حوالي (مائة قتيل) يوميا، من المواطنين الأبرياء، الأمر الذي يؤجج الصراع الطائفي، ويضع العراق في أتون حرب أهلية مدمرة... الأمر الذي يدعم الاحتلال، ويساعد على استمراره، ويدعو البعض للتساؤل عن حقيقة المواجهة بين إيران وأمريكا...
كل ذلك في غياب أي دور قومي (للدول العربية) التي ستطالها عواصف التقسيم والفتن الطائفية اللاحقة (وفق الخرائط الأمريكية المعلنة عن الشرق الأوسط الكبير).. إذا ظلت مسترخية، تتفرج على مأساة العراق المدمرة، بغباء لا مثيل له في التاريخ –مهما كانت درجة عمالتها الفاضحة للإمبريالية الأمريكية.. لأن ضياع العراق يعني ضياع الأمة العربية بأسرها لاحقا..
· ومع ثقتنا بالمقاومة الوطنية-الإسلامية العراقية الجبارة المبشرة، ومدى وعيها الوطني القومي الإسلامي العميق، وتتبعها الدقيق لكل أطراف المؤامرة.. وقناعتنا بانتصارها المحتم على العدو المحتل وعملائه الخونة.. فنرجو أن تتجنب مخاطر (التعميم) في موقفها من إيران... وأن تحاول مع الأخوة العراقيين (من الشيعة) العرب المناضلين ضد الاحتلال.. والذين كانوا-باستمرار عبر التاريخ ولا زالوا-يناضلون من أجل المحافظة على عروبة واستقلال ووحدة العراق، والأمة العربية بأسرها.. أن تحاول معهم العمل على ضرورة توعية وإقناع الجناح الوطني الإسلامي الحقيقي في إيران إلى أهمية التحالف (العربي-الفارسي) الإسلامي في إطار الحضارة الإسلامية الإنسانية الموحدة العظيمة التي بنيناها معا، وبمشاركة كل الشعوب الإسلامية الأخرى- عبر التاريخ-
كما لابد أن تبادر كل القوى العربية المؤهلة -وفي مقدمتها الجزائر بالذات- للاتصال بالقيادة الإيرانية هذه، بأسرع وقت ممكن، وتنبيهها إلى مخاطر الاحتلال الأمريكي-البريطاني للعراق، وعملائه (الذين يتاجر بعضهم بالعلاقة مع إيران، وكوارث مخططات التقسيم المرسومة والحرب الأهلية المدمرة على الجميع..
فالعراق العربي الديمقراطي الموحد، موجود عبر التاريخ، وكذلك إيران والمفروض (تجاوز تصرفات هذا الحاكم أو ذاك) والتعايش الأخوي في كنف الجوار الحسن والتعاون على كل ما فيه الخير للجميع، وهذه قضية استراتيجية مركزية بالغة الأهمية والخطورة، يتوقف على وعيها والتعامل معها بمنتهى المسؤولية التاريخية.. العلاقات الأخوية المنشودة... بين العرب عامة وإيران..*(4)
· أما مسعود البرزاني العميل وسليل العائلة العميلة-الذي أصبح يتصرف بعنجهية واستفزاز واحتقار للعراق العربي، وينزل علمه الوطني، بمنتهى النذالة والاستهتار.. ويواصل إطلاق تهديداته الوقحة، وشتائمه لكل العراقيين الشرفاء الذين استنكروا تصرفاته اللاوطنية واللاأخلاقية إزاء العلم الوطني.. مستقويا بأمريكا وإسرائيل، ومستغلا الوضع العربي العام المتخاذل.*(5) متناسيا أنه استنجد سابقا بصدام بالذات الذي أنقذه من هزيمة كاملة من قبل الطالباني، قبل العدوان الأمريكي على العراق...
كما أعطى النظام السابق-رغم كل ما يقال عنه- الحكم الذاتي الكامل للأكراد لأول مرة في تاريخهم.. الأمر الذي لم يحصل عليه الأكراد في تركيا وإيران-حتى الآن-..
ومع ذلك.. شكلت المنطقة الكردية أحد المداخل الأساسية للقوات الأجنبية الغازية، كما يعتمد الأكراد على (إسرائيل) في تدريب (الباشماركة) وتسليحها*(6)
كما يحاولون الاستيلاء على كركوك، ومناطق عراقية عديدة، لضمها إلى منطقتهم التي تسير في طريق الانفصال الذي أصبح (واقعا) لكنه لم يعلن رسميا بسبب موقف تركيا المعارض أساسا، وكذلك إيران...
ومع كل هذا الطعن الغادر للعراق، وهو في محنته التاريخية، واحتكارهم لكل شيء في منطقة الشمال المغلقة لهم ولأمريكا ولإسرائيل.. فهم (يقتسمون) بقية العراق، من احتكارهم لرئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية وغيرها، وصولا إلى وجود ملحقين أكراد تابعين لهم في السفارات العراقية.. حيث كان الطالباني، (الذي يغتصب تمثيل العراق المنكوب) يصول ويجول في أمريكا مؤخرا ويطلب من الرئيس بوش بقاء القوات الأمريكية لمدة طويلة في العراق.. ويصرح في الصحافة الأمريكية، أنه اقترح وجود /عشرة آلاف جندي أمريكي/ باستمرار مع قاعدتين جويتين في جبال كردستان، لحمايتها من أي عدوان.. كما يهدد (جيران) العراق بنفاذ صبره أمام تدخلهم في الشؤون الداخلية للعراق.. الذي بإمكانه تحريك المشاكل والمتاعب داخل هذه الدول المجاورة.. وكأن العراق مجرد مزرعة لإقطاعيته الكردية فقط.. الأمر الذي يصب في أتون الفتنة التس تستعر في العراق..
· وانطلاقا من المسؤولية التاريخية يجب بذل كل الجهود الممكنة من جميع شرفاء هذه الأمة، لتوعية الجماهير الكردية وسائر جماهير الأقليات الأخرى في الوطن العربي، التي تعايشت معنا عبر التاريخ.. وساهمت في الدفاع عن حرية وتقدم الوطن العربي المشترك.. للمخاطر التي يتعرضون لها، بفعل خيانة بعض قادتهم العملاء واستخدامهم لطعن الأمة العربية المنكوبة الجريحة في أصعب مراحلها الراهنة، وردود الفعال السلبية والبالغة الخطورة عليهم لاحقا.. من جراء ذلك، عندما تنتصر هذه الأمة حتما في المستقبل غير البعيد، على التحالف الإمبريالي-الصهيوني وعملائه.
· ونعود إلى مكابرات "بوش" الغارق في "المستنقع العراقي" الخانق، حيث قال: إن انسحاب جيشه من العراق سيمثل كارثة، معتبرا أن الانتصار على الإرهاب يتوقف على الانتصار في العراق، والمعركة التي يخوضها الجيش الأمريكي في العراق ضد من وصفهم بالإرهابيين تبقي الأمريكيين في أمان... وإذا انسحبت أمريكا قبل أن يصبح العراق قادرا على الدفاع عن نفسه، فإن العواقب ستكون كارثية بتسليم العراق لأسوأ أعداء الولايات المتحدة...
واعتبر أنه إذا تخلى الجيش الأمريكي عن المعركة في شوارع بغداد، فسنواجه الإرهابيين في شوارع مدننا.. وقال "بوش" علنا: أن خروجهم من العراق يعني نهاية التواجد الأمريكي في المنطقة، كما سيهدد بقاء دولة إسرائيل".. الأحرار /2/ أيلول/2006..
* * *
* معركة التحرير البطولية الخالدة في لبنان...
والمؤامرة الداخلية والعربية-والإمبريالية-الصهيونية الشاملة لإجهاضها
لقد تعرضنا مرارا لفضح المخطط الإمبريالي-الصهيوني-الرجعي في لبنان، الذي يقضي بفصله عن محيطه العربي، واستخدامه كغرفة عمليات أمامية... لمواصلة تطبيق بقية بنود (مخطط الشرق الأوسط الكبير... الجديد.. الخ) الأمر الذي يستهدف تصفية المقاومة الإسلامية وحزب الله، بالإضافة إلى تصفية قضية فلسطين، والقضاء على المقاومة الوطنية-الإسلامية البطلة في العراق ومواصلة الضغوط على النظام السوري، لضمان مساهمته في كل ذلك، بسياسة (العصا والجزرة) ومحاولة فك الارتباط بينه وبين إيران...*(7).
- ومن المعروف أن الدول الغربية الاستعمارية كانت- ولازالت-منذ القرن التاسع عشر، مرورا باتفاقية "سايكس بيكو" بعد الحرب العالمية الأولى، وحتى الآن... تحاول جاهدة تقسيم لبنان وتفتيته وفصله عن وطنه العربي، والهيمنة عليه.. واستخدامه كقاعدة.. لمواصلة استباحتها للمنطقة...
وفي هذا الإطار، جرى العدوان (الأمريكي-الصهيوني) الحالي، الذي هزمته المقاومة الوطنية الإسلامية لحزب الله، وردته مدحورا، محققة نصرا استراتيجيا وتاريخيا-كما قال السيد حسن نصر الله بحق- لأول مرة في تاريخ الصراع العربي –الصهيوني... بعد أن حررت المقاومة ذاتها جنوب لبنان عام2000، من الاحتلال الإسرائيلي دون قيد أو شرط، لأول مرة أيضا في هذا الصراع...
"هذا النصر الذي دعا نصر الله أن يساعد على تجنب الفتنة التي تهدد العالمين العربي والإسلامي، والتي تعمل أمريكا على زرعها (بين الأديان والمذاهب والطوائف والأقليات في الوطن العربي".. في إطار "الفوضى الخلاقة" المزعومة.. لنسف هذا الوطن وتدميره...
ورغم أن هذا العدوان الصهيوني-الأمريكي، المدعم علنا لأول مرة (عربيا) من الثالوث التابع إياه: (الأنظمة المصرية-والأردنية-والسعودية).. يحتاج إلى مجلدات.. وتتبع متواصل.. لكنه مع ذلك أصبح واضحا ومفضوحا، حتى للمواطن العربي العادي، وللعالم أجمع.. حيث عبّرت الجماهير العربية-رغم قمع هذه الأنظمة التابعة-عن دعمها لمقاومة حزب الله الأسطورية، وإدانتها المطلقة لمواقف حكوماتها العميلة*(8)... ولم يحظ أي قائد عربي بمثل هذا الدعم الشعبي الكاسح- منذ صعود الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وحتى الآن-حيث تجلّت ظاهرة وحدة الأمة العربية بكل مذاهبها وطوائفها،مسقطة كل الدعوات الخبيثة لزرع الفتنة (بين هذه المذاهب والطوائف)... التي كانت تدعو لها (فتاوى مرتزقة السلطان الساقطة)... كما هبت الجماهير أيضا في البلدان الإسلامية، لدعم هذه المقاومة، التي حظيت-رغم الاستغلال الأمريكي-الغربي-الصهيوني، وآلته الدعائية البالغة الضخامة- بتعاطف معظم القوى الديمقراطية، والمحبة للحرية والعدالة في العالم أجمع...
- وحتى لا نقتصر على ذكر أعظم حربي تحرير في النصف الثاني من القرن العشرين (في الجزائر والفيتنام) اللتين يحاول (خصيان) الأنظمة العربية تجاهلهما تماما... نشير إلى النموذج الجديد الشاخص في لبنان، الذي هزم (إسرائيل) وجيشها (الذي لا يقهر).. وشكل فاتحة حية لحرب التحرير الشعبية لمن أراد ذلك جديا في الوطن العربي...
ذلك أن الذي يتابع، ما أحدثته هذه المقاومة، من هزة عميقة وشاملة في الكيان الصهيوني: عسكريا ومدنيا، لم تعرفها من قبل... يدرك أن تعميم المقاومة في بقية الحدود (السورية والأردنية والمصرية) مع إسرائيل-كما كان يخطط حزبنا-بعد عدوان 1967/ وقبل الردة الانقلابية في (13تشرين الثاني 1970) لدعم المقاومة الفلسطينية الطليعية، هو الطريق الوحيد الممكن، لزوال الكيان الصهيوني في فلسطين، وإقامة الدولة العربية الديمقراطية، التي تضم كل سكانها السابقين للعدوان من مسلمين ومسيحيين ويهود...
إذ يجب لاستفادة من دراسة تجربة حزب الله، ومقاومته البطولية المذهلة... والتذكر كيف تمكنت (إسرائيل) بقيادة "شارون" من اكتساح جنوب لبنان واحتلال "بيروت" (زهرة العواصم العربية) خلال بضعة أيام فقط .. رغم وجود كل قوى منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية في الجنوب.. مع سائر فصائل الحركة الوطنية اللبنانية المقاتلة الموحدة-إذ ذاك-بالإضافة إلى مجموعات هامة من الجيش السوري التي كانت في بيروت وخارجها...
ولكنها لم تستطع صد ذلك العدوان-كما هو معروف- بل تمكن من إخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان لتشرد في بقاع الأرض... وفرض علنا عملاءه من آل الجميل وأتباعهم من (القوات اللبنانية العميلة) في السلطة... حتى بدأت المقاومة الوطنية في جميع الأحزاب التقدمية، وفي طليعتها الحزب الشيوعي اللبناني-إذ ذاك- الذي كان بالإضافة إلى الحزب الشيوعي السوداني، بقيادة الرفيق عبد الخالق محجوب ومجموعته، أول من تخلص من تلك (المفاهيم الخاطئة القديمة) وتبنى قضية فلسطين وتحرير وتوحيد الأمة العربية.. حيث تمكنت بنفس ثوري جديد من إخراج العدو الصهيوني من بيروت لتلاحقه هي والمقاومة الإسلامية الوليدة لحزب الله... مطرودا مدحورا حتى الآن...
· ونقول للنظام السوري الحالي-الذي يحافظ على الهدوء المطلق في الجولان منذ 1973 وحتى الآن، باعتراف قادة العدو بالذات..
والذي يتحدث عن (السلام كخيار استراتيجي) تارة.. واحتمالات اللجوء إلى الحرب كما صرح لأول مرة مؤخرا... وهكذا.
نقول له: أن عليه أن يبادر إذا كان صادقا، بممارسة حقه الشرعي المعترف به دولياـ وبكل شرائع الأرض والسماء-إلى البدء بعملية تحرير الجولان، وإذ يقول بأن لديه /مليونا عضو في حزبه/ الله يبارك/ بتجنيد (50) ألفا منهم على الأقل.. ليجري إعدادهم على ضوء تجربة حزب الله المتميزة الفريدة، ويباشر طرد العدو الصهيوني ومستوطنيه من الجولان المحتل، وتشكل قواته النظامية سدا ودرعا في وجه هجمات العدو الانتقامية المنتظرة-كما حدث في لبنان-حيث لا يملك أي منصف في هذا العالم أن يلومه على ذلك... مستذكرا-ما تجاهله بانقلابه على حزبنا- قرار الحزب بعد عدوان حزيران 1967/ بعدم السماح للعدو/قوات أو مستوطنات، بأي استقرار في الجولان، وكيف أجهض ذلك الانقلاب.. قرار الحزب التاريخي المذكور..
وكذلك فعليه أن يدعم الشعب الفلسطيني (الميتم) ومقاومته المحاصرة في فلسطين المحتلة.. وعندها ستتحرك الساحة الأردنية-مهما بلغ من طغيان النظام العميل.. كما ستنطلق المجموعات المقاومة من مصر.. مهما بلغت عوائق النظام.. ولتفتح صفحة تحرير جديدة ووحدوية مبشرة في المنطقة والوطن العربي بأسره
وبالتعاون الكفاحي أيضا، مع المقاومة الوطنية-الإسلامية البطلة في العراق...
- ولكن صمود سوريا، وتحولها إلى قلعة موحدة جبارة، في وجه المخطط (الأمريكي-الصهيوني) المعروف يستوجب، وبأقصى سرعة ممكنة، خروج النظام من قوقعته الاحتكارية المزمنة الخانقة، والاستجابة الصادقة المتفتحة، لمطالب"التجمع الوطني الديمقراطي المطروحة، في ضرورة التغيير الديمقراطي السلمي، الذي تضمن حرية ومشاركة كل الجماهير وقواها الوطنية الديمقراطية في شؤون القطر، وتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية المطلوبة.
*ونذكر، بدون إطالة، بما أصبح مفضوحا ومعروفا للجماهير العربية، من مواقف بعض الأنظمة العربية المخزية والداعمة (لإسرائيل) وأمريكا في بدايات العدوان وتصوراتها الوهمية، بانسحاق حزب الله بسرعة... وكذلك مواقف بعض أطراف ما سمي (14 شباط) اللبنانية المشبوهة، أيضا، واتصالات بعضهم مع (إسرائيل)-كما ذكرت وسائل الإعلام- وهجوم الجميع على حزب الله... حتى إذا بدأت تلوح تباشير النصر... وتتجلى أصالة الشعب اللبناني العظيم... التي تجاوزت كل الأمراض الطائفية والمذهبية وغيرها ليحتضن المواطنون المقاومة والنازحين في بيوتهم... بالإضافة إلى تتابع أمواج المد الجماهيري العاصف في معظم أرجاء الوطن العربي.. والبلدان الإسلامية، الداعمة للمقاومة والرافضة لمواقف تلك الأطراف العربية العميلة...
عندها فقط، حاولت تدارك الأمر والعمل على إنقاذ نفسها من ذلك الطوفان، بتعديل بعض تصريحاتها، وفتاوى فقهائها المرتزقة القذرة، وإرسال وزراء الخارجية العرب، الذين فشلوا في اجتماعهم المأساوي البالغ الإسفاف في القاهرة.. الذي نسفته ، التصريحات السعودية الاستفزازية المشبوهة.. وغيرها... ليحضروا إلى بيروت (طبعا بإذن من (إسرائيل) ويوافقوا –تحت (دموع الرئيس السنيورة) المؤثرة، على ما سمي (بالنقاط السبع) التي أجمعت عليها الحكومة اللبنانية (مع بعض التحفظات).. ثم ليرسلوا وفدا (ثلاثيا) منهم إلى مجلس الأمن.. حيث جرى تعديل مشروع القرار الأمريكي-الفرنسي الاحتلالي-حسب البند السابع- والاتفاق على القرار الحالي (1701) الملتبس أيضا- علما أن بعض هؤلاء الوزراء العرب، كان أقرب إلى (إسرائيل) منه إلى لبنان والأمة العربية...
وذلك-بعد رفض أمريكا –اتخاذ أي قرار لإيقاف إطلاق النار، وإعطاء الفرصة تلو الأخرى (لإسرائيل)-المتعثرة- كي تنفذ المخطط الأمريكي المرسوم الذي أرادته لتحقيق أهدافها في إطار ما سمته "الشرق الأوسط الجديد"..
الأمر الذي جسد –ربما كما لم يحدث من قبل- (إلاّ عندما يتعلق الأمر بالعدوان على وطننا العربي فقط) عجز ما يسمى (بالمجتمع الدولي) المتعفن، ومؤسسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالذات، الذي تحول إلى مطية ذلول، وأداة طيعة لأمريكا.. مع تزايد تراجع الدورين الروسي والصيني المؤسف.
-ونذكر في تلك الفترة، التي كانت لا تزال القوى الإمبريالية وعملاؤها، يتوقعون انتصار (إسرائيل)... زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية (كوندوليزارايس) الأولى للبنان بعد بدء العدوان.. حيث دعت ضيوفها (الأتباع) من جماعة (14 شباط) إلى مائدة (غداء) في السفارة الأمريكية ببيروت... لتعلن بمنتهى الوقاحة، وهي تضحك بكل شدقيها الكريهين... أن ما يحدث في لبنان (من دمار شامل) هو بمثابة "آلام المخاض" لميلاد الشرق الأوسط الجديد..."!!! الذي أجهضه صمود المقاومة الباسلة.. لترفض الحكومة زيارتها بعد ذلك إثر تصاعد العدوان وافتضاح الموقف الأمريكي الداعم بمواقفه السياسية المعلنة، وقنابله (الذكية) والمحرمة دوليا.. (الأمر الذي يحسب (لتلك الحكومة) كونها اضطرت للاستجابة –في حينه لضغط الجماهير...*(9)
· ومما جاء في الحوار المطول الذي أجرته صحيفة "دي تسايت الألمانية" مع تسيبي ليفني "وزيرة خارجية الكيان الصهيوني في تلك الفترة ما يلي:
"لقد جرى التحضير لإعداد القرار (1701) في وزارتي بعد يومين فقط من بدء العمليات العسكرية، وتضيف: بالطبع كان في كقدورنا أن نظل في لبنان إلى الأبد، ولكن هذه الأمر لم يكن هدفا لنا..."
ويبدو أن هذا المشروع (الذي طرح متأخرا بعد 33 يوما من القتال) كان محضرا كمشروع احتياطي للمشروع (الأمريكي-الفرنسي) الأساسي (على أساس البند السابع-وقوات الحلف الأطلسي) بانتظار إعطاء المزيد من الوقت المتجدد (لإسرائيل) لتحقيق أهداف العدوان... وهو المشروع الذي جرت العودة إليه بعد فشل العدوان... والحاجة إلى (إنقاذ) (إسرائيل) من المزيد من الهزائم.. و(الضحك) على وزراء الخارجية العرب والحكومة اللبنانية، بدعوى موافقتهم على تعديل (مشروعهم) الأساسي.. بهذه المشروع (الملتبس) الذي تقول "تسيبي" أنه كان محضرا مسبقا، في مكتبها بعد يومين فقط من العدوان!!!...
وهي تكذب بشكل فاضح، عندما تتشدق بقولها: بأنه كان بمقدورنا (أي إسرائيل) أن تبقى في لبنان إلى الأبد.." ولكن هذه لم يكن من هدفنا.." لنذكر بأهداف (إسرائيل) المعروفة (المنقوشة على باب الكنيست) "حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل"..
وتواصل، دجلها الفاضح بالقول: "إن إسرائيل كانت متحفظة في ردها على الهجوم الاستفزازي عليها، وبهذا وجدت دعما لها.." حيث عبر بوش وأتباعه الانتهازيين العنصريين في أوروبا، بدون ذرة من الحياء، أن كل ذلك حق لإسرائيل ومجرد دفاع عن النفس.."!!
أجل، تقول بمنتهى الوقاحة والاستهتار "أن إسرائيل كانت متحفظة، بعد كل ذلك الدمار الشامل، بغارات الطيران المكثفة المتواصلة، التي لم تحدث حتى في العدوان على العراق، وعشرات آلاف الأطنان من (القنابل الأمريكية الذكية).. التي طالت كل معالم الحياة والعمران والبنى التحتية والفوقية في لبنان وترك /2.400.000/مليونين وأربعمائة أللف قنبلة عنقودية، ومتفجرات محرمة دوليا.. تزرع كل أرض الجنوب اللبناني خاصة.. لتواصل قتل المدنيين يوميا.. الأمر الذي لم يحدث مثله-نسبيا-في العالم بأسره حتى الآن...*(10)
كما تقول في (تنظيراتها لذلك العدوان) "إن التهديدات الجديدة لم تعد تستهدف إسرائيل فحسب، يوجد صدام في الإيديولوجيات، وإسرائيل تعتبر جزءا من الغرب، فإسرائيل وأوروبا تتقاسمان نفس القيم والكثير من الاهتمامات.."..الخ..
· لقد توهمت بعض الأطراف اللبنانية المتآمرة، أن تتم بدعم أمريكا وفرنسا و(إسرائيل) تصفية حزب الله، وضرب بقية القوى الوطنية في لبنان، وتحويله إلى مرتع خاص لهم ولأسيادهم، وهذا وهم كبير، وخطير جدا... قد يؤدي إلى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر...
- ومما يلفت النظر، ورغم الهزيمة الكبرى التي هزّت إسرائيل ولا تزال... فإن "بوش" قال علنا في إحدى ندواته الصحفية: "أن إسرائيل قد انتصرت وأن الطريق أصبح مفتوحا لفرض شرق أوسط جديد..." الأمر الذي يشير إلى استمرار المخطط الأمريكي-الصهيوني-الغربي، ومحاولة الوصول عبر القرار (1701) الملتبس (كالعادة) وبالوسائل التآمرية الدولية واللبنانية والعربية العميلة، على ما لم يحصلوا عليه بالحرب...*(11).
وهذا ما نشاهده يوميا عبر توافد القوات الدولية (من دول الحلف الأطلسي-على الخصوص) وزحفها المتواصل (لاحتلال) لبنان عمليا بمحاصرته وتطويقه تماما برا وبحرا وجوا، بالتواطؤ مع (جماعة 14 شباط) في الحكومة اللبنانية التي شجعت قوات "اليونيفل" على تجاوز صلاحياتها المحددة، بمساعدة الجيش اللبناني في الجنوب لحماية الحدود اللبنانية من العدوان الإسرائيلي المتكرر يوميا، وحتى الآن، مع استمرار تواجد القوات الإسرائيلية المحتلة في العديد من الأراضي اللبنانية الحدودية... أمام أعين هذه القوات الدولية، التي لم تتدخل على الإطلاق... وتخلت لها عن
سيادة لبنان، للتحول إلى قوة (احتلال) كي تعتمد عليها في مخططها
لمواجهة المقاومة والقوى الوطنية اللبنانية، وجر البلد إلى حرب أهلية مدمرة، لا تستطيع الصمود فيها لعدة أيام، دون الاعتماد على هذه القوات الدولية... ولعل زيارة وزيرة الدفاع الفرنسية العنصرية التي كانت تتصرف بغطرسة، عبر تنقلها في بيروت وغيرها، وكأنها في إحدى مستعمراتها السابقة وتعلن أن القوات الفرنسية يجب أن تكون ذات مصداقية والتصرف بقوة إزاء الأحداث.. هذه الوزيرة، التي عادت بعد ذلك /لتكرم (عناصر الحركة) المفرنسة، الذين قاتلوا مع الاستعمار الفرنسي، ضد شعبهم-إبان حرب التحرير الجزائرية... وتعلق لهم أوسمة الكرامة المثالية..بينما تمت ملاحقة وإعدام كل الفرنسيين الذين تعاونوا مع الغزو النازي لفرنسا إبان الحرب العالمية الثانية...
-كما أرسلت ألمانيا أخيرا (ألفي) مقاتل من جيشها وبحارتها وطياريها وذلك لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية (لحماية إسرائيل) كما أعلنت رئيسة وزراء ألمانيا "أنجيلا ميركل"..(الشيوعية السابقة المرتدة، حيث يجسد المرتدون أشرس الأعداء الحاقدين على أصولهم عبر التاريخ)... محاولة التكفير-على حسابنا-عن اضطهاد النازية لليهود.. ومحاصرة لبنان بحريا، وكذلك الإشراف المباشر والكامل على كل شيء في مطار بيروت، والتنقل على المواقع الحدودية مع سوريا.. وإعلانها عن استخدام القوة في كل ذلك، وذلك بدلا من التمركز على الحدود الجنوبية فقط، لمساعدة الجيش اللبناني وحماية لبنان من العدوان الإسرائيلي...
- وإذ نشير إلى تسابق الدول الأوروبية الأطلسية للانتشار في لبنان والعراق ودارفور... يعجز الحلف الأطلسي-حتى الآن-خلال اجتماعاته المتواصلة، أن يرسل القوات المطلوبة بإلحاح إلى أفغانستان... حيث تتصاعد المقاومة الأفغانية بقوة..
-علما أن هذه الحكومة اللبنانية لا تقوم بواجبها بالنسبة لتوزيع المساعدات على المستحقين، وإعادة إعمار المناطق المدمرة في الضاحية الجنوبية والبقاع عامة... بل تواصل تآمرها وتوزيع المساعدات التي تصل من الدول العربية والأجنبية-حسب الانتماء- بما يخدم أنصارها من زعماء (14شباط)... حيث صرّح بعض مسؤوليها، في البداية، أنهم غير مسؤولين عن الدمار الذي حصل بفعل العدوان الصهيوني، بسبب (مغامرة) حزب الله الذي تصرف من نفسه-بمعزل عن الدولة-ويتحمل وحده مسؤولية كل الخراب، وذلك بهدف تحريض الشعب اللبناني عليه..
ثم عادوا (للحس) تلك التصريحات اللاوطنية، بعد أن أظهر حزب الله عبقريته التنظيمية المذهلة في ميدان (جهاد الإعمار) التي فاقت عبقريته في الحرب ذاتها.. وذلك بالمبادرة الفورية المنظمة لدراسة وإحصاء كل البنايات المتضررة كليا أو جزئيا، وإزالة آثار الردم الرهيبة من الشوارع والتعويض النقدي المباشر على الذين فقدوا بيوتهم، بما يكفيهم لكراء مساكن جديدة، وفرشها لعام كامل... ريثما تكون اللجان المختصة قد أعادت إعمار بيوتهم-كأفضل مما كانت-حسب تصريحات الأخوة المكلفين بذلك.. وهذا لعمرنا، معجزة تنظيمية دقيقة وعملية جديدة، لم يعرفها الوطن العربي-الغارق في البيروقراطية-من قبل... الأمر الذي أثار بالمقابل غيرة بعض الأنظمة العربية (المأمورة، وعملائها في لبنان.. إذ يرون في هذه العملية الإعمارية الإسعافية الهائلة.. شعبية كبرى إضافية لحزب الله..
*وأخيرا-وليس آخرا-جاء "مهرجان الانتصار" الذي دعا إليه السيد حسن نصر الله، واستجابت له مئات الآلاف من جماهير لبنان-بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخه-يوم الجمعة/22/أيلول/2006/ في الوقت والمكان المناسبين..فيحسم الموقف الوطني الشعبي الساحق (الذي يحتضن المقاومة) ويعزل القلة التي لا نزال تراهن على أمريكا وفرنسا وبعض الأنظمة العربية العميلة.. حيث جاء خطاب السيد حسن نصر الله الواضح "الشامل الصريح-كعادته-الحازم في وجه الأعداء، والمحذر من مؤامراتهم، والداعي بمرونة وحرص إلى ضرورة الإقلاع عن المراهنة على الخارج، وإلى الوحدة الوطنية، وثقافة الحوار الديمقراطي، وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الجامعة، بدون إقصاء، وصولا إلى بناء الدولة اللبنانية العادلة القومية الديمقراطية المؤهلة، للحفاظ على وحدة وحرية وسيادة لبنان ودوره القومي في إطاره العربي التاريخي..
-وهنا نناشد الأخ وليد جنبلاط، الذي نقدر ونتفهم حقده على الذين اغتالوا والده الشهيد كمال جنبلاط، القائد الوطني القومي التاريخي، الذي أدان حزبنا عملية اغتياله الغادرة الخسيسة في حينه، ولازال يكرر ذلك حتى الآن... الأمر الذي لا يجوز أن يدفعه إلى خلط الأمور والتخلي عن تراثه النضالي الشخصي والعائلي المشرّف.. فكما يقول الشاعر:
إذا استشفيت من داء بداء فأقتل ما أعلّك ما شفاكا...
مذكرين، بأن النظام السوري اغتال عددا كبيرا من خيرة أبناء الأمة، من قيادات حزبنا، والقوى القومية التاريخية الأخرى المعروفة، ولكن كل ذلك.. ومع استمرار قمعه وتشريده لرفاقنا.. منذ الردة وحتى الآن... لا يمكن أن يدفعنا بأي حال إلى التخلي عن مبادئنا الثورية الخالدة، ومواقفنا القومية الراسخة... والانتقال على (موجات آلامنا) إلى الاستقواء بالقوى الخارجية، التي تقف أصلا، وراء كل الأنظمة العربية الاستبدادية الفاسدة، وكل كوارث أمتنا العربية.. منذ بداية البدايات وحتى الآن..
ومع إصرارنا الراسخ على إدانة أي استقواء بالخارج، واستعدادنا للنضال حتى الاستشهاد، لدحر المخطط الأمريكي-الصهيوني المطروح-تحت اسم الشرق الأوسط الكبير أو الجديد... لتفتيت وتدمير وطننا العربي، ونهب ثرواته الطبيعية، وتحويل شعبه إلى مجرد خدم وعبيد.. فإننا، وفي الوقت ذاته، وقبله وبعده، نواصل نضالنا، بكل ما لدينا من قوة وإيمان بجماهير شعبنا لإحداث التغيير الوطني الديمقراطي السلمي المنشود في القطر السوري المنكوب، واستعادة دوره القومي التاريخي الطبيعي المعروف.*(12)
*وختاما فإننا ندعو شعبنا في لبنان إلى التوحد، وإدراك المؤامرة الكبرى على لبنان والوطن العربي بأسره-تكرارا أكثر سوءا "لسايكس-بيكو"-بمشاركة أمريكا وإسرائيل هذه المرة..
وتحويله إلى مركز إشعاع ديمقراطي حضاري للأمة العربية بأسرها... يتمثل دور أخوتنا المسيحيين، الذين حافظوا على عروبتهم-عبر التاريخ الطويل منذ الاحتلال العثماني وحتى الآن ودورهم الخالد في حفظ اللغة العربية في أديرتهم الحصينة في جبال لبنان الشامخة.. وحماية وتطوير ونشر الثقافة العربية في العالم أجمع..
* * *
* فلسطين:
-لابد من التأكيد مجددا لأمتنا العربية أولا، ولكل أحرار العالم ثانيا، أنه ما من شعب في هذا العصر، عانى طيلة معظم القرن الماضي، وحتى الآن، كشعبنا العربي الفلسطيني على الإطلاق... الذي أصبح الشعب الوحيد، الذي لازال يرزح تحت هيمنة الاستعمار الصهيوني الاستيطاني الزاحف (المدعم من جميع القوى الإمبريالية في العالم).. ومواصلة التشرد والإبادة...
ولكن تضحيات هذا الشعب المتنوعة الهائلة المتواصلة، عبر العقود... لم تحقق أهدافها الوطنية حتى الآن.. بل تواجه المزيد من الانتكاسات والتراجع، بفعل حجم المؤامرة الصهيونية-الأمريكية-الغربية... وتخاذل بل وتواطؤ، بعض الأنظمة العربية التصفوية العميلة المعروفة..وعجز، وفشل، وتقصير، بل وتنازل بعض القيادات الفلسطينية، المنضوية في مسيرة الحلول السياسية التصفوية..
-وإذ نسمح لأنفسنا-كشركاء مصير واحد- بالقول لإخواننا ورفاقنا الأعزاء في فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة، بمنتهى التواضع والمحبة والحرص والتقدير-ورغم الإضافة النوعية للنضال الإنساني بأسره، عبر التاريخ-التي ابتكروها، وجسدوها بدمائهم وأرواحهم الطاهرة، عبر العمليات الاستشهادية الفريدة.. أنهم بحاجة إلى مراجعة نقدية ذاتية معمقة وشاملة ملحة-كما قال بحق (الأخ المناضل جميل مجدلاني القيادي البارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- في مقابلته الرائعة مؤخرا مع جريدة الشروق السبت 12/آب/2006/)... وضرورة الاستفادة من تجربة "حزب الله" الثورية المبشرة... بالمبادرة إلى تحقيق وحدة المقاومة أولا وقبل كل شيء في (جبهة تحرير موحدة) على أساس استراتيجية وبرنامج حرب التحرير..
حيث أثبتت تجربة الحياة-كما لا يخفاكم أيها الأخوة الأحباء-عدم نجاح أية ثورة تحررية معروفة في العالم كالثورة الجزائرية، والثورة الفيتنامية... بدون تحقيق وحدة القوى الثورية في جبهة تحرير واحدة، تقود تلك الثورات حتى النصر... المر الذي لم يتحقق-حتى الآن-مع الأسف الشديد بالنسبة للثورة الفلسطينية.. المتعددة الفصائل والنظريات والزعامات بشكل لا مثيل له من قبل!!!.
واسمحوا لنا أيضا، أن نقول، أنه رغم تضحيات شعبنا الفلسطيني الباهظة الفريدة، داخل الوطن وفي مخيمات الشتات القاسية.. ومع الاعتراف بوجود عدد كبير من القادة المخلصين الشرفاء الأبطال.. الذين استشهد معظمهم خلال مراحل الصراع.. فإن الثورة الفلسطينية-ومع كل التقدير-لم تفرز-حتى الآن-النواة القيادية الثورية المؤهلة الموحدة المطلوبة.. التي أفرزتها ثورات التحرير الشعبية الأخرى الظافرة عبر العالم.. وهو النقص الذي ينطبق على جميع أحزابنا السياسية أيضا-مع الأسف الشديد-
والمطلوب ، وبإلحاح شديد، أن تبادر القوى الحية الشريفة في المقاومة، إلى مراجعة تجاربها، ودراسة تجربة (حزب الله ومقاومته الإسلامية في لبنان)-كما ذكرنا-وصولا الوحدة الفولاذية، والانضباط التنظيمي السري الكامل، والتثقيف العقائدي الثوري المعمق، والتدريب القتالي الشاق المتواصل، المناسب لحرب العصابات في فلسطين المحتلة، البالغة الدقة، والبعد المطلق عن التظاهرات الفارغة المعتادة لدى البعض: بالسلاح أو دونه، في شوارع المدن والبلدات وكشف أسماء كافة القيادات-على جميع المستويات-علنا، الأمر الذي سهّل-ويسهّل اغتيالهم أو اعتقالهم من قبل العدو الصهيوني، والتباري بالتصريحات الاستفزازية والفارغة، وغير المسؤولة، هنا وهناك، الأمر الذي لم تعرفه المقاومة الإسلامية اللبنانية على الإطلاق..
والحرص على الاندماج المطلق بالجماهير الفلسطينية والعربية في الساحات التي يتواجدون بها، والتخلص من الزمر الانتهازية (المبتورة الجذور) التي تعودت المتاجرة بقضية فلسطين والتعايش على التنظيرات المضللة الفارغة، التي تخدم العدو عمليا...
والبحث مع الأصدقاء-حيثما وجدوا-عن توفير السلاح المناسب القادر على التصدي للعدو الصهيوني ودحره-كما حصل في لبنان-.
ونعتقد أن الأخوة المناضلين في مختلف الفصائل الفلسطينية، يدركون التجارب السابقة المريرة في الأردن، ولبنان، وفلسطين حاليا... والتآمر لإجهاض انتفاضات الشعب الفلسطيني العظيم المتواصلة... وصولا بعد كل هذا النضال الشاق الطويل، إلى الانحدار، من (قرار التقسيم-السيئ الذكر).. الذي رفضناه جميعا-مع شعبنا الفلسطيني-إلى الوقوف عند/20% عشرين بالمائة/فقط من أرض فلسطين التاريخية المحتلة.. الذي يواجه المزيد من الاستيطان والقرض والتآكل باستمرار ولا يزال محتلا-رغم ذلك حتى الآن...
· وإذ بدأ البعض يفكر (بما يسمى الحل السياسي) منذ عام 1986)-كما ذكرنا في الافتتاحية السابقة-وصولا بالانزلاق إلى مطبات (اتفاقية أوسلو المعروفة)... التي تتجسد يوميا شرورها وبلاويها... المدمرة على شعبنا الفلسطيني المنكوب، وقضيته المقدسة... التي يجري التآمر لدفنها-عبر (خارطة الطريق) والمشاريع التصفوية المتواصلة القادمة...
الأمر الذي رفضناه ونبهنا إلى خطورته في حينه، وعدم حق أي إنسان فلسطيني، أو عربي عامة، أن يتصرف هكذا، بمصير فلسطين وشعب فلسطين...
إذ لم يعرف-في التاريخ النضالي- حسب علمنا، وجود أية (سلطة وطنية) مهيكلة تحت كابوس الاحتلال الأجنبي الهمجي، كما حصل في أجزاء الضفة الغربية وقطاع غزة (المحتلين) بموجب (اتفاقية أوسلو) المشؤومة...
ولعل المأزق الخانق والبالغ التعقيد والخطورة، التي أوصلتنا إليه هذه (الاتفاقية) بوجود ما يسمي (السلطة الفلسطينية) والحكومات الفلسطينية المتتالية المتصارعة على السلطة الفارغة.. والوضع الراهن والمرعب.. الذي نرجو أن لا تسمح حكمة ووطنية الأخوة المناضلين الشرفاء من جميع الفصائل بانحداره إلى مستنقع الحرب الأهلية الكارثية المحرّمة.
إذ كيف يضحك البعض على نفسه، ويتصوّر وجود رئاسة حقيقية مستقلة، وبروتوكولات فارغة، ومؤسسات (سلطوية) حرة وغيرها... والاحتلال مازال جاثما في الضفة والقطاع، المفروض-نظريا-أن يكونا محرّرين على طريق الدولة الفلسطينية المستقلة التي لم تر النور.. في الوقت الذي تتصارع هذه (السلطة) الوطنية الحالية الموهومة على حساب شعب فلسطين المنكوب وقضيته المهددة... حيث لا يستطيع أي (مسؤول) أن يدخل ويخرج منها.. إلاّ بإذن مسبق من العدو الصهيوني، الذي يواصل استباحتها بشكل مهين، ليل نهار، وصولا إلى اعتقال (أعداد كبيرة) جدا من أعضاء المجلس التشريعي-حتى رئيسه- المنتخبين ديمقراطيا.. ومن أعضاء الوزارة الحالية-تحت سمع وبصر هذه السلطة، وبالقرب من مقر (رئاستها) بالذات في مدينة رام الله التي (تمتلك) أكثر من عشرة آلاف شرطي ورجل أمن دون أي تحرك لحماية هؤلاء المسؤولين... بينما سرعان ما يتحركون لقمع أي مناضل شعبي فلسطيني، لا ترتاح هذه السلطة إليه، و(يعتبر إرهابيا من وجهة نظر (إسرائيل)...
والغريب، أيضا، عدم تحرك أحد من حماس (ومقاومتها المسلحة الكبيرة) لحماية هؤلاء الأخوة النواب والوزراء.. والدفاع عنهم.. بل كان (الكل) يكتفي بالتفرج على تلك (المهزلة-المأساة) ويا للعجب؟!!..
علما أن (حماس) في (هدنتها) الوحيدة الجانب منذ نجاحها في الانتخابات وحتى الآن، تترك الدبابات والجرافات والقوات الإسرائيلية المتوحشة، تجتاح قطاع غزة، يوميا (بعد انسحابه منه نظريا) لتدمر البيوت، بمدافعها وطيرانها.. فوق سكانها المدنيين، وتجرف الأرض، وتدمر حتى بعض المقار الوزارية.. وتقتل من تشاء، وتعتقل من تشاء... دون إطلاق قنبلة (مضادة للدروع) عليها.. أو لغم متفجر. أو حتى /قنبلة مولوتوف بسيطة/.. الأمر الذي كان-ولا يزال-ممكنا ومتاحا، إذ يكفي تدمير عدة دبابات أو آليات، حتى تبادر (إسرائيل) إلى الانسحاب-كما حدث في لبنان.. كذلك، رغم كل إرهاب، الدولة الإبادي اليومي، فلا أحد يتحرك من الأنظمة العربية، و(مكونات المجتمع الدولي الحقيرة)..
لتقوم الدنيا ولا تقعد، وتتجند الأنظمة: المصرية والأردنية والسعودية..وغيرها.. من زعماء السلطة.. ناهيكم عن كوفي أنان (بجلالة قدره) وأمريكا وأوروبا.. من أجل جندي إسرائيلي أسير واحد.. في الوقت الذي اعتقلت فيه (إسرائيل) ما يعادل /ربع الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع بعد حرب 1967/ مازال منهم في سجونها ما يزيد عن عشرة آلاف سجين، بينهم الأطفال والنساء والشيوخ، وسط صمت جميع شياطين العالم .*(13).
· ودون أن نعود إلى تجربة الانتخابات الديمقراطية (التي جرت بموافقة إسرائيل المحتلة) وأشرفت عليها لجان مراقبة دولية برئاسة الرئيس السابق كارتر بالذات، وشهدت بنزاهتها المطلقة... ونجاح حماس بالأكثرية.. التي ووجهت، بهبة عربية (رسمية) وأمريكية وأوروبية وإسرائيلية.. لرفض تلك النتيجة وعدم الاعتراف بحماس.. ومحاصرة الشعب الفلسطيني، وتجويعه، ومصادرة أمواله عند إسرائيل.. وإحجام الأنظمة العربية، التي مولت كل الحروب الأمريكية على أفغانستان والعراق، وتدفع المليارات لشراء الأسلحة (الخردة) من الدول الأوروبية وأمريكا.. والتي تبرعت لها بالمليارات في حادثة تسونامي.. إحجام هذه الدول المتواطئة مع أمريكا وإسرائيل: لتركيع حماس واحتوائها في مستنقع التسوية التصفوية.. أو تحريض الشعب الجائع والمحاصر عليها.. وتقديم الذرائع لدفع أبو مازن /وحاشيته، للانقلاب عليها.. وتعريض الضفة والقطاع، لفتنة أهلية مدمرة.. كون هذه السلطة قد أصبحت منخرطة كليا مع الأنظمة العربية التصفوية التابعة لأمريكا وإسرائيل...
-وكان الشيء الطبيعي، بعد اعتراف العالم بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني وقبول عضويتها في منظمة الأمم المتحدة.. أن تعمد-كما حصل بالنسبة للثورة الجزائرية-إلى تشكيل حكومة ثورية مؤقتة في الخارج.. تتولى قيادة الثورة الفلسطينية وخدمة أهداف ومصالح الشعب الفلسطيني، حتى التحرير وقيام الدولة الفلسطينية المنتصرة وفقا لقرار المنظمة المرحلي المعروف.. بدلا من تشكيل (السلطة) تحت راية الاحتلال وجنازير دباباته وقصف طيرانه..
الأمر الذي ندعو إليه-حتى الآن-على ضوء التجربة المريرة، التي أوشكت أن تغرق الشعب الفلسطيني في الحرب الأهلية الكارثية، وتدويخه: يوم الاتفاق على حكومة وحدة وطنية، وآخر عودة إلى الصفر، ما لم تعلن حماس اعترافها بإسرائيل، ونبذ العنف والموافقة على القرارات والاتفاقات السابقة...الخ.
ذلك أن مسلسل المناورات والصراعات المتواصل، الذي يدفع ثمنه شعبنا الشهيد وقضيته المقدسة، يجب أن يتوقف: من التهديد بطرح "وثيقة الأسرى" للاستفتاء الشعبي في الوقت الذي لم يهتموا برأي الشعب أصلا عندما وقعوا "اتفاقية أوسلو" وغيرها مع العدو الصهيوني.. ليصلوا إلى اتفاق حول "وثيقة الوفاق الوطني" الموحدة، الأمر الذي أدخل الارتياح والأمل في نفوس الشعب الفلسطيني، وكل شرفاء الأمة العربية..
على أساس.. انتخاب مجلس وطني فلسطيني ديمقراطي جديد، ليعيد تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية الكاملة، بمشاركة جميع الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية وفقا "لاتفاقية القاهرة" القديمة التي لم تنفذ حتى الآن!.. يكون برنامجها منبثق من هذه الوثيقة"...
وكان يبدو أن انتصار "حزب الله"، كبح اندفاع بعض الدول العربية للارتباط العلني بالحلف الإمبريالي-الصهيوني الذي يعد سرا.. وأن قيام هذا الحلف وديمومته يجب أن يمر عبر تحقيق حلّ مرحلي بين إسرائيل والفلسطينيين.. لتحييد الساحة الفلسطينية وشرعنة انخراط الدول العربية (التابعة) في الحلف الجديد، وتعهدات إسرائيلية بإنجاز تسوية نهائية مع الجانب الفلسطيني متى حسم الصراع ضد المحور المضاد (محور الشر).. كمناورات أمريكا و(إسرائيل) قبل العدوان على العراق. ولكن ما تبين-حتى الآن0مجرد شرك خادع للدول العربية كالعادة...
إذ بينما يعلن الأخ أبو مازن فجأة، بعد قمة التأزم والاضرابات والهجمات المسلحة المتبادلة، بالوصول إلى اتفاق مع (هنية) على تشكيل تلك الحكومة... نفاجأ.. بقرار (تجميدها) حتى يعود من رحلته إلى أمريكا ومقابلة الرئيس بوش، وكوندوليزارايس، ووزيرة خارجية (إسرائيل)... ليستمع-مجددا-إلى آرائهم وشروطهم التصفوية المطلوبة، بضرورة (تركيع حماس وتطويعها وإعلان قبولها بهذه الشروط) أو المضي في عملية التأزيم الخطيرة.. حيث يتبارى (بعض مستشاريه) المعروفين بإعلان (قرار التجميد) وتحميل تصريحات قادة حماس المسؤولية عن ذلك.. وليكتشف-من لم يكتشف بعد، أو يكابر= حقيقة الموقف الأمريكي-الصهيوني الثابت.. ليضحك على نفسه وشعبه أن هذا الموقف لم يتغير... حيث يسمع من تصريحات "بوش" التي كانت قد أعلنتها واشنطن، قبل سفره، وبمجرد حديثه عن تشكيل "حكومة وحدة وطنية" عدم قبول أمريكا بأية حكومة وحدة وطنية جديدة، تشارك فيها حماس، ولن تتعامل معها إلاّ إذا أوفت بالشروط الثلاثة التي حددها رباعي الوساطة، والمتمثلة بـ:
1) الاعتراف بدولة إسرائيل.
2) نبذ العنف. (أي التخلي عن المقاومة وإلقاء السلاح مسبقا قبل زوال الاحتلال، الأمر الذي رفضه المرحوم الشهيد أبو عمار، ولم يسبق له مثيل في تاريخ الثورات التحررية في العالم أجمع.
3) والتقيد بالاتفاقيات السابقة بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وليكرر الرئيس بوش كل ذلك مجددا في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة*(14).
-وليبادر الأخ محمد عباس، إلى إعلان تجديد موافقته المعروفة الثابتة على كل (تلك الشروط) في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي أكد فيه أن أي حكومة جديدة سوف تعترف بإسرائيل، قائلا: أريد أن أؤكد أن الحكومة المقبلة ستلتزم بالاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل والاتفاقات الموقعة بين الجانبين، وتنبذ العنف، وأشار عباس خصوصا إلى رسالتي الاعتراف المتبادل المؤرختين بالتاسع من سبتمبر 1993 بين (الزعيمين الكبيرين ياسر عرفات واسحاق رابين) على حد قوله.
وأوضح أن هاتين الرسالتين تحتويان على اعتراف متبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير، وعلى نبذ العنف، واعتماد المفاوضات طريقا للوصول إلى حل دائم يقود إلى قيام دولة فلسطين المستقلة إلى جانب إسرائيل، وبشأن المفاوضات الجارية لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قال عباس: إنه إذا استؤنفت مباحثات السلام فإن المفاوضات ستكون من اختصاص منظمة التحرير مشيرا إلى أن أي نتائج ستعرض على المجلس الوطني أو في استفتاء عام، وأضاف في كلمته : أريد أن أذكر أن كل حكومة فلسطينية قادمة سوف تلتزم بما التزمت به منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية في الماضي (...) وسوف تلتزم كل حكومة قادمة بضرورة فرض الأمن والنظام وإنهاء ظاهرة الفوضى والالتزام بسيادة القانون...الخ"(الأحرار والشروق/ السبت23-أيلول-2006).
كل هذا في الوقت الذي أكدت "تسيبي ليفني"وزيرة الخارجية الصهيونية باسم الحكومة الصهيونية رسميا، وأمام زعماء و ملوك العالم أجمع، أنها لن تنسحب من الأراضي التي احتلتها عام 1967، وذلك خلافا لجميع الاتفاقات التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع الكيان الصهيوني...
ودعت الوزيرة التي ألقت كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، العالم إلى إقناع الفلسطينيين بأن حل مشكلة اللاجئين يكمن في إقامة دولة فلسطينية، لكنها عبرت أن أحد مبادئ ما يسمى "حل الدولتين" هي الاتفاق على حدود ليست هي نفسها حدود 1967. و قالت ليفني: "إذا كان الزعماء الفلسطينيون غير مستعدين لأن يقولوا هذا، فإن العالم يجب أن يقوله لهم، وبدلا من بث آمال كاذبة، فإن الوقت حان للكف عن استغلال قضية اللاجئين"
... كما زعمت الوزيرة الصهيونية أن السلطة الفلسطينية التي تقود حكومتها حركة حماس "تعلّم الأطفال أن يكرهوا ، وتسعى إلى تحويل الصراع من نزاع سياسي يمكن حلّه إلى مواجهة دينية لا نهاية لها به... وفق كلمتها التي لم تتطرق فيها إلى التعبئة الصهيونية للأطفال، وهم يبعثون برسائلهم عبر الصواريخ إلى أطفال لبنان (الشروق 23 سبتمبر 2006)(التي رآها المتابعون عبر شاشات التلفزة)
-ومع ذلك كله... وبعده... وقبله... أجرى الأخ محمود عباس سلسلة من المشاورات مع بعض الزعماء العرب، ممن أعلنوا رفضهم تكليف اسماعيل هنية بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية... وحول نيته بإعلان حالة الطوارئ، بعد عودته، مشيرة تلك المصادر العربية الرسمية إلى أنه نال تأييدهم في هذه الخطوة.
وكان عباس قد التقى الثلاثاء الماضي بوزيرة خارجية )إسرائيل) "تسيبي ليفني" ففي مقر الأمم المتحدة، وذلك للمرة الأولى منذ خمسة أشهر، ووصف عباس هذا اللقاء بأنه "إيجابي جدا جدا، مضيفا أننا تحدثنا في كل شيء، بينما قالت "ليفني" "أن الاجتماع كان جيدا جدا ومهما وبناء"... كما التقى أيضا في نيويورك بوزيرة الخارجية الأمريكية "كوندوليزا رايس"..الخ.
· وبعد ساعات من خطاب السيد محمود عباس (المعروف) أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.. فاجأنا السيد أحمد يوسف المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية، (أمس الجمعة) بتصريحاته الملتبسة المتناقضة التالية:
أن حكومة الوحدة الوطنية المزمع تشكيلها لن تعترف بإسرائيل، وعرض إحلال هدنة لعشر سنوات مع الدولة العبرية (؟!!!)(علامات الاستفهام والتعجب من عندنا)
وأضاف يوسف أن حكومة الوحدة الوطنية ليس في برنامجها السياسي "اعتراف بإسرائيل"...
موضحا أن حكومة حماس، وحركة حماس ستبقى ضد قضية الاعتراف بإسرائيل.
وتابع يقول، لكن لدينا في حماس تصورا للتسوية يعتمد على هدنة لعشر سنوات يمكن أن تشهد المنطقة خلالها الازدهار والاستقرار.. إلى حين والأجيال القادمة التي تقرر هي في (المحرم الكبير) (مسألة الاعتراف بإسرائيل)
وأوضح أن الإسلاميين لا يمكن أن يكونوا جزءا، أو على رأس حكومة تعترف بإسرائيل....
وأكد أن التهدئة ووقف العنف واحترام الاتفاقيات الموجودة وهدنة لعشر سنوات من خلال اتفاق فلسطيني-إسرائيلي، وبضمانات طرف ثالث(؟) هي تصورنا لوضع حد للعنف والتوتر ولاستقرار المنطقة، بشرط أن تنسحب إسرائيل من الأراضي التي احتلت العام 1967"...
· ورغم أن (إسرائيل) قد رفضت على الفور اقتراح المستشار المذكور... فإننا نعتقد أنه اقتراح خطير جدا... فهو بتجاهله لكثير من القضايا الأساسية (لمسألة عودة اللاجئين... والمستوطنات.. والجدار العازل..الخ) يصيب استراتيجية حماس، التي قامت عليها أساسا بمقتل لا سابق له في تاريخ حركات التحرير الثورية... بأن يتوهم (البعض) بإمكانية الاستمتاع بالسلطة بهدوء كامل لمدة عشر سنوات... ويترك للأجيال اللاحقة مهمة الاعتراف بإسرائيل لاحقا.. الأمر الذي يتناقض مع وجود حماس بالذات... ويجب على قيادتها أن تدينه، وتتراجع عنه فورا حتى لا تفقد مصداقيتها وثقة الجماهير بها نهائيا..
خاصة، وأن أمريكا-حسب تصريحات كوندوليزارايس-تراهن على انشقاق داخل حماس بين (المعتدلين) في الداخل، والمتطرفين في الخارج... (بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والأنظمة العربية العميلة).
وقد تلجأ (إسرائيل وأمريكا، وعملائها الفلسطينيين والعرب) لتصفية قيادات حماس المبدئية الرافضة لمخطط التسوية.. ومحاولة ترويض البعض الآخر لإدماجهم في التسوية.. بتخريجة: الموافقة على الشرعية العربية والدولية،بما لا يضر بمصالح الشعب الفلسطيني، ويحافظ على حقوقه الوطنية الثابتة المشروعة...الخ
أما (الإرهاب) فبتوقف المقاومة (تحت شعار الهدنة).. ولكن إلى متى؟ تمييع ومفاوضات.. الخ حتى تتعفن الأمور نهائيا.. وذلك بضغط متواصل من الدول العربية العميلة والتابعة.. وصولا إلى تصفية قضية فلسطين و(دمج إسرائيل) رسميا في المنطقة (حسب المبادرة (الأمريكية-الصهيونية-السعودية) المعرّبة).
· وفي الوقت الذي كانت أطراف معروفة في السلطة، تحمل حماس مسؤولية الحصار، والتدمير الصهيوني اليومي المتلاحق للشعب الفلسطيني... وتشجع (الإضرابات) والمظاهرات المسلحة، وغيرها لإسقاط حماس، وصولا إلى محاصرة هنية، ومحاولة منعه من دخول المجلس التشريعي في غزة، وتخريب ذلك الاجتماع المقرر.. حيث يلاحظ انزعاجها-كما هو الحال بالنسبة للأنظمة الأردنية والمصرية والسعودية-من انتصار المقاومة الإسلامية في لبنان... إلى حد إعلان (السلطة الفلسطينية) فصل (أسرارها) عن (الأسرى اللبنانيين)... وبمعزل عن كل شيء.. لتفادي امتداد إشعاع تجربة حزب الله إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة بأي حال... المر الذي كاد يصل إلى حدود الحرب الأهلية، أكثر من أي وقت مضى.. ما لم (تركع) حماس وتعترف (بإسرائيل) وباتفاقية أوسلو و(خارطة طريق) اللجنة الرباعية، وبرنامجها التصفوي...
ولكن لعل التحالف الأمريكي-الصهيوني-العربي الرجعي.. أدرك ضرورة (تبريد) الساحة الفلسطينية-مؤقتا-قبل نقل تجربة حزب الله... فإذا برئيس السلطة يأمر بوقف (الإضراب) ويجتمع بهنية ويعلن الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال (24ساعة) وأنه سيكلف هنية برئاستها باعتباره يمثل الأكثرية في المجلس التشريعي... وذلك بعد إنجاز بعض الترتيبات القانونية...
ليعلن فجأة (تجميد) كل ذلك، بعد اعتراض أمريكا وشروطها المفروضة.. رغم ترحيب بعض الدول الأوروبية النسبي..-كما ذكرنا-سابقا...
وبين إعلان قرب تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، والتراجع عنها.. والتلاعب بمصائر وعواطف الجماهير الفلسطينية المنكوبة... يبرز التوجه/لدى جماعات السلطة/ للانقلاب على الوضع الراهن، والدفع باتجاه مخالفة الدستور، وحل المجلس التشريعي الفلسطيني، وإسقاط حكومة حماس.. والدعوة لانتخابات تشريعية ورئاسية جديدة-كما يقولون-ويتبارون للتنظير لذلك.. ليتأمن لهم استمرار الغرق في الفساد واستغلال السلطة..إذ يبدو استحالة لقاء (خط هذه الطغمة، الذي لا يختلف عن قطر أنظمةالتسوية العربية، وممارساتها المعروفة) وخط حماس وبرنامجها الذي نجحت على أساسه..
ولذلك فلعله من الأفضل لحماس أن لا تشارك في الانتخابات المفتعلة المطروحة/ إذا وقعت فعلا/ وأن تتحالف مع الجبهة الشعبية، والجهاد، وكل القوى الفلسطينية المؤمنة بالمقاومة، لمتابعة كفاحها الثوري ضد العدو الصهيوني المحتل... مستفيدة-كما كررنا مرارا-من تجربة حزب الله بالذات..
ووسط تهديدات (بعض) قادة فتح من (حاشية السلطة) بالويل والثبور وعظائم الأمور التي تدفع بالوضع باتجاه الحرب الأهلية.. وأمام هذا الجحيم الذي يفتح أبوابه ليحرق كل شيء الأمر الذي لا يحق لأي فلسطيني-أيا كان-أن يدفع ‘ليه بأي حال...
نناشد شرفاء حركة (فتح) التاريخية التي تعاون معها حزبنا أخويا، ونضاليا، وبمنتهى المحبة منذ انطلاق رصاصتها الأولى، فجر الأول من كانون الثاني 1965/ من الحدود العربية مع فلسطين المحتلة.. ولازالت ثقتنا المطلقة بأكثرية مناضليها راسخة لا تهتز كونها أول من فجّر الثورة الفلسطينية وحمل رايتها وقدم في طريقها أشرف وأنبل الشهداء الخالدين..
نناشدهم بالذات، وفي مقدمتهم الأخ المناضل مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح الأسير في سجون الاحتلال الذي دعا حركة (حماس) إلى عدم الاستجابة لكافة اشتراطات (إسرائيل) بضرورة اعتراف الحركة بها*(15). لأنهم الأحرص على الثورة وعلى فلسطين-بغض النظر عن تصريحات بعض عناصر حماس، أن يبادروا إلى تجاوز كل الصراعات الجانبية المدمرة التي يدعو إليها خاصة، بعض المرتزقة الفاسدين من الذين استغلوا حركة فتح، وتعيشوا مرفهين على حساب قضية فلسطين.. وإبعاد تلك العناصر الغارقة في الفساد والإفساد التي تحاول حتى بالتواطؤ مع العدو (وهم معروفون لديكم) المتاجرة بتاريخ فتح الثوري الخالد، وتخريب العلاقات الأخوية مع (حماس) وبقية الفصائل الوطنية الفلسطينية...
لأن شرفاء "فتح" الحريصين" على تاريخها النضالي المشرف، الأمناء على الوفاء لأرواح شهدائها الأبطال، هم وحدهم المؤهلون-أكثر من الجميع-لتحقيق المصالحة الوطنية الملحة، وخنق الفتنة في المهد...
ومن جهة أخرى فإن حماس التي تواجه مأزقا شديدا بين الوفاء لبرنامجها، والتزاماتها العقائدية المبدئية المعروفة، المناقضة للاعتراف (بإسرائيل).. أو استمرارها في السلطة.. حيث استحالة تشكيل حكومة وحدة وطنية-كما يبدو-واضحة للجميع، إلاّ على أساس الشروط الأمريكية-الإسرائيلية، الاستسلامية المعروفة التي تتبناها (السلطة الفلسطينية) منذ قيامها وحتى الآن.. وكذلك المجموعة الأوروبية والأنظمة العربية التصفوية... بما يعني القبول بها، نهاية حركة حماس كمقاومة وطنية إسلامية مبدئية.. الأمر الذي يستوجب العودة إلى قواعدها المقاومة، والتخلي عن هذه السلطة الشكلية المدمرة.. لتشكل مع شرفاء فتح وبقية الفصائل المقاومة، وحدة تحريرية لمواصلة المقاومة على طريق (إحياء منظمة التحرير الديمقراطية الجديدة المطلوبة)...
والخلاص من هذه المهزلة الحالية الخطيرة واللعب بالنار التي ستحرق الجميع، وتحقق أهداف العدو الصهيوني الأمريكي و(العربي التصفوي) العميل..
فلتتقوا الله، بفلسطين، وشعبكم الفلسطيني المنكوب... أيها المناضلون الشرفاء أينما كنتم في فصائل المقاومة، داخل الوطن، أو مخيمات الشتات... ولتتقوا الله أيضا بأمتكم العربية المستهدفة. فقضية فلسطين-كانت ولا تزال-محور حياة ومصير هذه الأمة...
ودون استهانة، لا مسؤولة، بقوة العدو الصهيوني الإمبريالي، لكنه ليس قدرا إلهيا لا يرد، وهزيمته ممكنة وحتمية، إذ سلكنا طريق النضال الثوري المقدس، كما أكدت تجربة حزب الله الشاخصة بالذات أمام الجميع.*(16).
*وختاما، لعلّه من المفيد أن يتذكر الجميع /تجربة أوسلو/ ورسالتي الاعتراف المتبادل بين أبو عمار ورابين، التي يتحدثون عنها بصورة (مجتزأة).. إذ برهنت على استحالة الجمع بين (السلام الموهوم) مع الكيان الصهيوني المحتل، وبين استمرار المقاومة الوطنية الشرعية والضرورية حتى التحرير...
وأن يتذكروا جيدا جدا، بأنه نظرا لإصرار الأخ الشهيد أبو عمار-بعد كامب دافيد الثانية- على قضية القدس، واللاجئين والمستعمرات، واستمراره-على الخصوص- في احتضان المقاومة، وانتفاضة الأقصى، والدفاع عنها وحمايتها ودعمها-بأسلوبه الذكي- كيف حاصروه، ودمروا مقراته، وقرروا علنا اغتياله، بأية وسيلة... وقاطعوه نهائيا، رغم أنه الرمز اللتاريخي القائد للثورة الفلسطينية، والمنتخب ديمقراطيا من قبل الشعب الفلسطيني-بعد "أوسلو" ذاتها- ورفضوا الاعتراف برئاسته، والتعاطي معه بأي حال، كونه حسب تصريحات التحالف الأمريكي-الأوروبي-الصهيوني البالغة الوقاحة، والاستهتار بكل القوانين والأعراف الدولية، وقيم الأرض والسماء... لا يصلح (كشريك) فلسطيني، لمواصلات محادثات (التسوية السياسية وإحلال السلام) مع (إسرائيل) الأمر الذي لم يعرف له التاريخ مثيلا-كالعديد من التصرفات العدوانية مع أمتنا العربية من قبل هذا التحالف الاستعماري (القديم-الجديد).. وذلك وسط صمت وتخاذل وتواطؤ الأنظمة العربية العميلة والتابعة، وبعض (الجهات الفلسطينية المندمجة في التسوية التصفوية)... وصولا إلى اغتياله المأساوي الفاجع، ومحاولة تناسيه، وتجاهل عملية اغتياله وعدم إصرار السلطة الفلسطينية الحالية، وحتى قيادة (حركة فتح) بالذات على متابعة التحقيق الجدي والمسؤول بجريمة اغتياله... مع الأسف الشديد..
* * *
ملاحظة هامة: بعد إنجاز هذا الموضوع أذاعت وسائل الإعلام مساء السبت /30/سبتمبر.. عن تظاهرات مسلحة للشرطة وأجهزة الأمن، في شوارع غزة.. /بحجة الرواتب/ ويخشى من تطورها إلى صدامات مسلحة.. لا يمكن تقدير مداها حتى الآن، علما أن هذه الأجهزة لم تتحرك عندما جرى اعتقال نواب ووزراء حركة حماس-ولا أثناء اقتحام القوات الصهيونية لرام الله.. ومواجهتها بالحجارة فقط من قبل المواطنين... ولا من الاقتحامات الإرهابية اليومية المتواصلة في مدن وقرى الضفة والقطاع-قتلا، واعتقالا للمواطنين.. وتدميرا لكل شيء في طريقها... فنرجو من الله، أن يحفظ فلسطين وشعبها من الحرب الأهلية.. التي تدفع لها-كما يبدو-بعض جماعات السلطة الذين يحضرون انقلابا على حماس
علما، كما أذاع مسؤولو حماس (أنه يوجد مليار وثلاثمائة مليون دولار في خزينة الرئاسة الفلسطينية، المفروض أن تستخدم لتسديد رواتب الموظفين المتظاهرين وغيرهم؟...
وفعلا، وبكل أسف وتمزق نفسي رهيب.. تجددت الاشتباكات المسلحة في قطاع غزة، وهاجم /بعض أزلام السلطة.. مقر رئاسة الوزارة وحرقوه.. ووقع عدد من القتلى والعديد من الجرحى.. واتهمت (حماس) محمد عباس بذلك/ بإطلاق جهازه الأمني المسلح للتظاهر لأول مرة في العالم-كما نعلم.. بينما اتهمت (السلطة) حماس بإطلاق /جهازها التنفيذي.
وفي صباح الاثنين، وأثناء مراجعة هذه الدراسة، أعلن الطرفان، توقف القتال، وانسحاب العناصر المسلحة من الشوارع..وهكذا... الأمر الإجرامي الذي لا يجوز الإقدام عليه بأي حال.
*الأنظمة العربية العاجزة ومجلس الأمن*
*وأخيرا تمخض الجبل فولد فأرا، فبعد فشل اجتماع وزراء الخارجية العرب، في بداية العدوان الصهيوني على لبنان-كما هو معروف-وإعلان عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية: "أن عملية السلام قد ماتت".. وتكلموا عن ضرورة نقل (الجثمان) من (أيدي أمريكا) إلى الأمم المتحدة..
وهكذا،(وبعد هياص ومياص وشفاعة من قريش وددنا أنها لم تكن" تقدمت الدول العربية (بمبادرة مصرية-سعودية-وأردنية) بطلب عقد مجلس الأمن الدولي، وطرحت المسألة عليه، حيث كلف بعض وزراء الخارجية بالتكلم باسم المجموعة العربية، ومنهم من هو أقرب إلى إسرائيل وأمريكا-بدون ذروة من الحياء-واقتصرت طلباتهم المتخاذلة الاستسلامية، على ما أسموه "تفعيل" اللجنة الرباعية- وخارطة الطريق- إلى جهنم التصفية، وفي الذروة من كل ذلك التزام وتطبيق ما سمي "بالمبادرة العربية" التي قدمها ولي العهد السعودي إلى مؤتمر القمة في بيروت عام(2002) وأقرت بالإجماع.. لتصبح بعد ذلك (مبادرة الملك عبد الله).. والتي صاغها له-كما ذكرنا سابقا-الصحفي الأمريكي-اليهودي-الصهيوني (توماس فريدمان) ..."والتي لا يتردد الأمريكيون أنفسهم في التأكيد على أن مخطط السلام العربي الذي صادقت عليه القمة العربية في بيروت، إنما هو في الأساس مخطط أمريكي بكل ما فيه من تفاصيل.." (الخبر الأسبوعي -19-25/سبتمبر/2006-محمد خير الدين.
-وحيث كشفت صحيفة "الأهرام الأسبوعي" نقلا عن صحيفة "نيويورك تايمز" أن تلك المبادرة بشأن السلام في الشرق الأوسط هي في الأصل اقتراح أمريكي تبلور عندما بعث الرئيس بوش إلى أعضاء جامعة الدول العربية رسالة تضمنت رغبة أمريكية في أن تتخذ قمة بيروت قرارا جماعيا بالاعتراف بإسرائيل، وإقامة علاقات دبلوماسية وتجارية معها، والتي تحولت إلى (مبادرة سعودية) للسلام مقابل ضمانات أمريكية بالتوصل إلى اتفاق شامل مع الدول العربية، ومقابل دعم مطلق للحرب التي تحضر ضد العراق..."(جريدة الأحرار الجزائرية-الأحد-24 مارس2002.).
تلك المبادرة التي عالجناها في حينه مفصلا، في افتتاحية "الديمقراطي" العدد 174/ الربع الأول عام 2002/ بعنوان: "قمة العار والتخاذل وتعريب "المبادرة" الأمريكية-السعودية-الاستسلامية التصفوية الخيانية" التي نورد /بنودها الأساسية في الملحق (22) والتي رفضها شارون في حينه، ولم تقبلها (إسرائيل) حتى الآن-من حسن الحظ....
ومع كل ذلك التهافت الاستسلامي والانبطاح التصفوي الذليل، جدد مندوب إسرائيل الشروط القديمة برفض طرح المسألة على مجلس الأمن أصلا... كي يبقى كل شيء بأيدي أمريكا وإسرائيل فقط... وانفض الاجتماع إلى لا شيء... لعدم رضى أمريكا وإسرائيل عن ذلك.. لتتلقى "الدبلوماسية العربية، صفعة مهينة في مجلس الأمن، حسب تعبير الأخ الدكتور عميمور في مقاله الأسبوعي الرائع (السبت 30 سبتمبر 2006- جريدة الأحرار)..
بالإضافة إلى فشل الوفود العربية، في جعل الوكالة الدولية للطاقة الذرية تطبق أيا من قوانينها على (إسرائيل) الطليقة من أي قيد، والتي تعتبر الدولة النووية الخامسة في العالم والتي تمتلك-حتى الآن-حسب إعلان مسؤوليها أكثر من (200) رأس نووي وهيدروجيني.. وبذلك تكفي (كبسة زر واحدة) لتدمير كل العواصم العربية، والمؤسسات الاستراتيجية في الوطن العربي بأسره... في الوقت الذي تقوم الدنيا ولا تقعد، وتتكالب أمريكا والدول الأوروبية (وإسرائيل بالذات) على إيران... التي تؤكد أنها تود استخدام الذرة للاستعمال السلمي فقط... وتهدد بحصارها، بل وبضربها عسكريا عند اللزوم (خدمة لأمن إسرائيل أساسا)-كما تقول
رغم رسالة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي ذكرناها سابقا، ضد التقرير الأمريكي حول برنامج إيران النووي الذي يحتوي على معلومات مضللة.. واحتجت الوكالة بشدة على الكونغرس والحكومة الأمريكيتين بسبب نشرها تقريرا حول برنامج إيران النووي يحتوي معلومات خاطئة ومضللة ولا أساس لها من الصحة..(السبت 16أيلول/2006- جريدة الأحرار).
وهكذا تبقى الدول العربية عارية... في الوطن العربي المستباح.. الذي أصبح يشكل نقطة الضعف الأولى في العالم...
الأمر الذي يجسد هو وغيره، مواقف (ما سمي مؤسسات المجتمع الدولي) الخاضعة لأمريكا.. ذروة التناقض الكلي المطلق، البالغ الوقاحة والاستهتار.. بكل قوانين الأرض والسماء في هذا العالم (الذي أصبح غارقا بما سمي "الفوضى الخلاقة" الأمريكية.. مما يستوجب إعادة ‘حياء واستخدام منظمات أخرى (تقدمية).. وأن تنسحب الدول العربية وكل دول العالم الثالث من هذه المؤسسات الحالية الخاضعة الحقيرة..
· ولكننا وكي لا يقع أحد فريسة الأوهام، وتعليق أية آمال قومية على هذه الدول العربية التي ينطبق عليها قول الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
نشير هنا إلى ما كشفته صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن اتصالات سرية جرت بين إسرائيل والسعودية.. بدأت خلال حرب لبنان.. التي أثنى خلالها "أولمرت" –وحاليا- على موقف السعودية الداعم لإسرائيل و"الاتفاق الحاصل بين أمريكا وإسرائيل والسعودية للخلاص من حزب الله وسلاحه"...
وترجح المعلومات المتسربة في وسائل الإعلام أن يكون اللقاء مع العاهل السعودي نفسه أو غالبا مع الأمير بندر بن سلطان، صاحب العلاقات الواسعة والعلنية مع الدولة اليهودية منذ وجوده الطويل كسفير للمملكة في واشنطن..(الشروق/23 سبتمبر+الأحرار 28 سبتمبر 2006).
حيث توجد مبادرة سرية (مصرية أردنية سعودية للسلام مع إسرائيل).. الأمر الذي تحاول (ترتيبه) (كوندي) وزيرة خارجية أمريكا، في جولتها المقبلة على (إسرائيل) و(رام الله) ومصر والأردن والسعودية والدول الخليجية... بما يؤدي إلى تهدئة الأوضاع –مؤقتا- في فلسطين المحتلة- ومحاولة شق حماس واحتوائها- أو الانقلاب عليها- على طريق تصفية المقاومة الفلسطينية- وبالتالي قضية فلسطين- للتفرغ لاستكمال المؤامرة في لبنان، ضد (حزب الله والمقاومة الإسلامية) ومن ثم التفرغ للتركيز على العراق.. كونه مركز الثقل الفاصل في المعركة مع المخططات الأمريكية المطروحة.*(17)
ولكنهم "مكروا ومكر الله، والله خير الماكرين"
*السودان-وبقية البلدان العربية في القرن الإفريقي*
*السودان: هذا البلد العربي الكبير الذي يمتد في أعماق القارة الإفريقية، والكفيل-لو اهتمت الأمة العربية (المنكوبة) بالعناية به ودعمه، أن يشكل الرافعة الغذائية لتأمين الاكتفاء الذاتي للدول العربية المحتاجة... بالإضافة إلى المساهمة في استكمال تحرير الدول الإفريقية المجاورة من النفوذ الأجنبي للاستعمار (القديم والجديد).. ومساعدة هذه البلدان لتصبح صديقة للأمة العربية، ومواصلة تحرير وإنهاض بقية القارة (كما كان الحال أيام الرئيسين الخالدين: عبد الناصر وبومدين) رحمهما الله وطيب ثراهما.
- ولكن التركيز الإمبريالي-الصهيوني-الرجعي المتواصل ، وخاصة في ظروف الردات العربية الشاملة، الذي طالما حرك ودعم التمرد الجنوبي طويلا، وصولا إلى اتفاقية "نيباشا" المعلنة والسرية؟.. لتقاسم السلطة والثروة.. مع الاستفتاء بعد ستة سنوات حول الوحدة أو الانفصال-(حسب مقتضيات المصلحة الأمريكية-الصهيونية.. والقوى الجنوبية العميلة) سيبقى سيفا مصلتا، بوجود عشرة آلاف جندي أجنبي (تابعين للأمم المتحدة) التي تساعد على ذلك.. لابتزاز السودان وتقوية (الميول الانفصالية)... بحيث يكون الاستفتاء لصالح الانفصال الكارثي.. ما لم تتحسن أوضاع السودان ومصر على الخصوص.
حيث يتوالى بروز الحركات الانفصتلية في شرق السودان وغربه، وخاصة في "دارفور" التي تقارب مساحتها من مساحة فرنسا، والغنية بالثروات الطبيعية من بترول وغاز ويورانيوم، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي الهام... حيث "هناك مقولة استعمارية بريطانية قديمة تقول: "الحركة تكون حيث يكمن النفط" ويقول دوجلاس جونسون مؤلف كتاب "الأسباب الجذرية للحرب الأهلية السودانية" أن لدى السودان على الأقل ملياري برميل من النفط القابل للاستخراج بالإضافة إلى الموارد المائية والزراعية الهائلة والثروات الطبيعية الأخرى المتنوعة، التي إذا تلاقت مع ثروة النفط تضع السودان كأكبر قطر عربي مساحة على أعتاب الدول العملاقة، وذلك خط أحمر لدى الاستعمار على دولة إسلامية.
علما أن تحركات "بلير" المسعورة حاليا، ومعلمه "بوش" حول "دارفور" ومحاولة العودة –عمليا- إلى استعمار السودان مجددا، عبر القوات الدولية الملغومة" التي يصرون على فرضها في "دارفور" تشير إلى دور بريطانيا (التاريخي) المدمر في تلغيم معظم بؤر التوتر في العالم-حتى الآن-رغم زوال إمبراطوريتها الاستعمارية المباشرة... حيث عبر الرئيس كارتر عن شعوره بخيبة الأمل بسبب خنوع الحكومة البريطانية لأمريكا*(18)
دون أن ننسى الدور الأساسي الخطير والمباشر للكيان الصهيوني، الذي يتولى تدريب وتسليح هذه الزمر المتمردة الانفصالية العميلة، بالتعاون مع النظام العميل في أرتيريا ن حيث تتهافت الدول الأطلسية على المساهمة في هذه القوات (المحضرة) لاحتلال "دارفور" كما سارعت في دفع قواتها إلى لبنان، والعراق، قبل ذلك، بينما يتلكأ "الحلف الأطلسي-كما ذكرنا سابقا-في تعزيز قواته المتقهقرة في أفغانستان، لأن البلد فقير وليس فيه الثروات والأرباح... التي تريدها هذه الدول... بينما تتسابق على نهب ثروات وطننا العربي الطبيعية: من بترول وغاز وغيره، بالإضافة إلى موقعه (الجغرافي-السياسي) المتميز.. وفي القلب من ذلك على حماية (إسرائيل).. قاعدتها الأمامية في المنطقة.. حيث يواصل "بوش" إلحاحه الشديد على تحريك القوات الدولية إلى "دارفور" رغم نص القرار الخاص بذلك، على شرط موافقة الحكومة السودانية المسبقة، معتبرا هو ووزيرة خارجيته المسعورة (كوندي) أن بوسع الأمم المتحدة تجاوز رفض الحكومة السودانية لنشر القوات الدولية، بإصدار قرار جديد تقول فيه: "إننا قادمون لإنقاذ أرواح بشرية... أو بدون أي قرار جديد.. تكرارا لحروبها (الاستباقية) (الإنقاذية) الوحشية في أفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين..الخ.
بينما تكتفي روسيا والصين-بالامتناع عن التصويت في أحسن الأحوال.. مع تصويتها غالبا مع الأمريكان!!.
· ويستمر هذا (النفير) الذي تساهم في تأجيجه كل الجهات الدولية، والمنظمات المصطنعة العميلة، حيث (تقود) الوزيرة الصهيونية السابقة "مادلين أولبرايت" عملية تحريك ما يسمى "المنظمات الإنسانية" التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان والشعوب (التابعة لأمريكا وإسرائيل).. وصولا إلى مشاركة ما يسمى (مركز دراسة حقوق الإنسان) في القاهرة الذي تموله أمريكا دون ذرة من الحياء... هذه المنظمات (الدولية) المختصة.. التي لم تتحرك أو نسمع لها صوت في كل النكبات والمجازر التي حدثت في العراق وفلسطين ولبنان ومعتقلات "غوانتنامو" و"أبو غريب" وغيرها من السجون السرية العديدة المنتشرة في أوروبا والبلدان العربية والإسلامية (المتخصصة بفنون التعذيب الوحشي)
كما لم نسمع-رغم مناشداتنا وبياناتنا المتواصلة-صوت أية منظمة (إنسانية) عربية أو عالمية للتضامن مع رفاقنا، وقادة حزبنا، الذين قضوا حوالي ربع قرن في سجون النظام السوري المرتد، الذي انقلب على حزبنا، دون أي اتهام أو محاكمة... حيث تمت تصفية عدد من خيرة قادة الحزب والأمة... الأمر الذي يشير إلى استخدام معظم هذه المنظمات، كأدوات ضاغطة بأيدي الإمبريالية الأمريكية والعدو الصهيوني، لخدمة مصالحهم، الخاصة فقط..
· وأمام الموقف المبدئي الحازم الجريء للرئيس السوداني البشير، وحكومته، وتهافت بعض أحزاب المعارضة السودانية التقليدية المعروفة بعمالتها التاريخية /للإنجليز/.. لتدعيم المطالب الأمريكية-البريطانية بتدخل القوات الدولية، وكذلك الحال بالنسبة للحركة الشعبية لتحرير السودان (المشاركة في الحكم).. التي قد تهدد بالانشقاق والمزيد من الابتزاز مجددا...
وذلك بعد أن ضعف الحزب الشيوعي التاريخي الوطني العظيم، إثر إقدام النميري العميل على تصفية قائده المناضل الشهيد الرفيق عبد الخالق محجوب ورفاقه في قيادة الحزب والحركة العمالية السودانية..,
- علما أن وجود القوات الإفريقية في "دارفور" التي يمكن أن تدعّم وفقا لاتفاقية "أبوجا" تكفي للاستفتاء عن أية قوات دولية استعمارية...(19)
وهنا لابد أن نشير إلى تقاعس (بل تواطؤ) ليس الدول الإفريقية الرجعية التابعة لأمريكا فحسب، بل الأنكى من ذلك كله، تقاعس وعمالة، بعض الأنظمة العربية المعروفة في الشمال الإفريقي، التي بإمكانها، تأمين كل القوات العسكرية اللازمة في "دارفور" فورا وبمنتهى السهولة وقطع الطريق على التدخلات الأجنبية الاستعمارية الصهيونية البالغة الوقاحة والخطورة.. حيث لا تقوم جيوشها بأي عمل نضالي سوى حماية كراسي وعروش هؤلاء الحكام فقط...
-ولابد- ومن منطلق الحرص القومي البالغ- أن نشير إلى دور النظام المصري الكارثي بالذات.. الذي بلغ به الغباء حدا أصبح يهدد مصر ومستقبلها بأعظم المخاطر.. فحتى لو انعدم الحس القومي عند قادة هذا النظام-كما يبدو فعلا-منذ بداية حكمه وحتى الآن... فيكفي أن يتذكر أن ما يحدث في السودان، من جنوبه إلى شرقه، إلى "دارفور" بالإضافة إلى ما يجري في الصومال، والقرن الإفريقي عامة، سوف يمكن (إسرائيل) بالتحالف مع النظام الإثيوبي العميل والأوغندي المشابه، من التحكم بمنابع النيل الأساسية، وخنق مصر (هبة النيل) والمطالبة باقتسامه معها=مع التذكير بمطالبتها بذلك بعد "اتفاقية كامب ديفد" الخيانية..
فمتى تتجاوز هذه الأنظمة العربية المترهلة المتعفنة، حدود (قوقعاتها) المصلحية الذاتية الضيقة الحقيرة المدمرة.. إلى مساحات وحدود الوطن ككل...
*وهنا نناشد القوى الحية في مصر بالذات، وبقية أقطار المغرب العربي، والنظام الجزائري أساسا، ومن لا زال حيا، من مجاهدي الثورة التحريرية العظيمة، الذي لابد أن يراقب ما يحدث في (الصحراء الكبرى) التي يحاول (القذافي-أمين القومية العربي) سابقا.. تقسيم الدول الإفريقية والعربية المشرفة عليها، لتحويلها إلى قاعدة (أمريكية( استراتيجية.. تهيمن من خلالها على القارة الإفريقية بأسرها..
حيث يستطيع النظام الجزائري أكثر من غيره إحباط هذا المخطط المعروف لديه.. ودعم السودان والقرن الإفريقي عامة، بالتعاون مع كل القوى الحية في المغرب العربي...
كما تستطيع الجزائر-أكثر من غيرها- كونها ساهمت في تحرير العديد من البلدان الإفريقية، أن تحاول توعية، واستنهاض الدول العربية الإفريقية المجاورة لإنقاذ السودان والصومال وبقية مناطق القرن الإفريقي العربية المهددة..
*ولابد من المبادرة لدعم الصومال المنكوب، والمهددة بالتدخلات الأجنبية، والإفريقية المجاورة العميلة.. لتحقيق وحدته وسيادته واستقلاله وأمنه، بعد سنوات طويلة من المحن والتدخلات الأجنبية، والحروب الداخلية والخارجية، التي تغذيها أمريكا و(إسرائيل) ودول الجوار الإفريقية العميلة..
وضرورة التصدي الحازم لتدخلات هذه الدول المعادية (كإثيوبيا وكينيا) واستعادة دور الصومال الاستراتيجي، الحاسم في منطقة القرن الإفريقي البالغة الأهمية، لأمن ومستقبل الوطن العربي..
*حيث احتكر "أسياس أفورفي" "أرتيريا" التي ساهمنا جميعا (في سورية ومصر والجزائر) في تحريرها (إبان مرحلة النهوض القومي المعروفة)... وحولها إلى قاعدة (لإسرائيل) بعد أن قام بتصفية بقية فصائل الثورة التحررية العربية والإسلامية السياسية التي سبقته، تحت شعاراته الماركسية الكاذبة ليرتد بعد ذلك، كبعض الشيوعيين في المعسكر الاشتراكي، الذين انقلبوا إلى أحضان أمريكا.. وليفصل (أرتيريا) العربية عن وطنها العربي، ويرفض انضمامها لجامعة الدول العربية، ويستبدل لغتها العربية باللغة الإنجليزية*(20)... حيث حولها إلى مركز تآمر على السودان، ومدخل لدعم المتمردين في "دارفور"/حسب تأكيدات القيادة السودانية بالذات.
*كما أن "جيبوتي" المنضمة-نظريا-إلى جامعة الدول العربية، مازالت قاعدة فرنسية، وزادت عليها قاعدة أمريكية أيضا..
*وكذلك "جزر القمر" التي انضمت أيضا لجامعة الدول العربية، مازالت قاعدة فرنسية، وبذلك يصبح القرن الإفريقي ومضيق باب المندب، وقسم من شواطئ البحر الأحمر، تحت تصرف أمريكا وإسرائيل، ويهدد أمن اليمن والسعودية اللتين لا تهتمان بذلك؟!!.
دون أن تحظى هذه البلدان الإفريقية الفقيرة العزيزة والمحتاجة للدعم والمساعدات العربية الشاملة، والبالغة الإلحاح في جميع المجالات... للمساهمة في بنائها وإنهاضها، وتحويلها إلى مناطق استراتيجية مشعة، وبالغة الأهمية في إطار الوطن العربي الواحد.. دون أن تحظى بأي اهتمام من الدول العربية المعنية التي تبذر ما تبقى من أموال البترول والغاز في أيديها بعد نهب معظمها من قبل الشركات الأمريكية، في المباذل والسفاهات، وخدمة مخططات الإمبريالية في تدمير الوطن العربي.. بدلا من وضعها في خدمة تنمية وازدهار وتحويل الوطن العربي وتحويله إلى (جنة) على الأرض..
* * *
الأوضاع العربية عامة...
والتحركات العالمية التقدمية المبشرة والمنتظرة في بعض الساحات
لعلّ من حسن حظ البلدان المستهدفة.. أن المخططات الإمبريالية الصهيونية الهمجية الزاحفة الموضوعة، لمحاولة استباحة هذه البلدان.. بل والهيمنة على العالم بأسره.. لم تعد سرية، بل معلنة وبوقاحة متغطرسة من قبل العدو، وواضحة لكل من لديه عقل وحس وطني وإنساني... بينما تتجاهلها=رسميا الأنظمة العربية التابعة، وأمثالها في البلدان الأخرى...
كما أن ما يسمى بـ"المجتمع الدولي" ومؤسساته كالأمم المتحدة ومجلس الأمن.. وغيرها.. قد أصبحت مفضوحة كمجرد أدوات طيعة للإمبريالية الأمريكية، تستخدمها، عندما تشاء، وكيفما تشاء في تنفيذ أهدافها العدوانية على بقية شعوب العالم.
الأمر الذي وصل أخيرا لاستنكار العديد من دول العالم، بلغ حد (تحذير) الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، مؤخرا، في الجلسة الالافتتاحية للقمة الرابعة عشر لحركة عدم الانحياز في هافانا (17سبتمبر2006) من انقراض الأمم المتحدة، وتقليص دورها، داعيا إلى إصلاح مجلس الأمن لمصلحة الدول النامية، والعالم بأسره، ليس لقوة معينة، وأكد أنان في كلمته أنه لا يجوز أن تبقى خمس دول (أي الدول الدائمة العضوية) تستأثر بالسلطة من خلال حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن مشددا على تعزيز التنمية في العالم وتصحيح الديمقراطية في الدول النامية..".
علما أن هذا الكلام الصحيح والجامع المائع، الذي يقوله السيد أنان (الإفريقي) لأول مرة بهذا الوضوح والصراحة (بعد أن أصبح في آخر عهدته الثابتة النهائية)... لم يقله في حينه خلال عهدتيه السابقتين، بل كثيرا ما مارس دور (الخادم المطيع) لأمريكا... بحيث يدعو لنزع سلاح حزب الله، وإطلاق سراح الأسيرين الإسرائيليين في لبنان والأسير الواحد في فلسطين المحتلة، دون أن يذرف دمعة واحدة على شعب فلسطين والآلاف من أسراه.. والذي يدمر ليل نهار من قبل العدو الصهيوني، ولا على الدمار الشامل الذي اجتاح لبنان، ولا على احتلال وتدمير وتفتيت العراق الدولة العضوة المؤسسة في الأمم المتحدة..الخ... والذي يواصل إلحاحه العجيب على ضرورة إرسال القوات الدولية إلى دارفور.. وغيرها..وغيرها...
وكذلك فقد قال رئيس جنوب إفريقيا "ثابومبيكي" أن الأمم المتحدة قد تواجه تحديا إذا لم تنفذ إصلاحات تعطي تمثيلا أكبر لشعوب العالم.. وقال أن الأعضاء الخمس دائمي العضوية في مجلس الأمن الدولي يسيئون استخدام سلطاتهم ويفشلون في تفعيل الإصلاحات التي تحترم إرادة العالم... وقال "مبيكي" في هافانا، حيث يحضر قمة عدم الانحياز "أنا واثق تماما إن ذلك سيولد في مرحلة ما نوعا من روح التحدي، وأضاف، نحن غير ممثلين بشكل جيد في هذه المنظمات، لماذا يعتقدون أن لديهم ما يؤهلهم لاتخاذ القرارات لنا جميعا .
-ومن تحليل المشاكل التي تفتعلها الإدارة الأمريكية الجديدة، وتغرق فيها، عبر العالم... وبغض النظر عن قوتها القاهرة اليوم.. فإن منظرا أمريكيا شهيرا مثل "بول كينيدي" اعتبر على ضوء كل هذا أن الولايات المتحدة كوارثة للحضارة الغربية ستنهار في أجل قدره (40) سنة أي جيل لكنه اطرد قائلا أنه مع إدارة كهذه، فإن السياق يتسارع".(الشروق-10 أيلول-2006).
-وأصبح الحديث يتعالى عن بوادر تشكل قوة تقدمية مناهضة للإمبريالية، ومتعاطفة مع قضايانا العربية في العراق ولبنان وفلسطين والسودان.. وغيرها... في أمريكا اللاتينية على الخصوص (التي كانت تعتبر الحديقة الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية).. ولعل في مثال الأخ المناضل الشريف شافيز، الذي سحب سفيره من (إسرائيل) وانتقد غياب مبارك عن اجتماع مجموعة (الـ15) في كوبا، واعتبر في خطابه من على منبر الأمم المتحدة أن "بوش-شيطان"... لأكبر دليل مشرف على ذلك.
وكذلك الحال في ماليزيا، وإيران، وقطاعات شعبية متزايدة في إندونيسيا، وباكستان (ذاتها) وغيرها كما يلاحظ تدني شعبية "بوش" ورهطه اليميني المتصهين في أمريكا بالذات، إلى أدنى رئيس في تاريخ الولايات المتحدة... الأمر الذي بدأ ينتشر ويتعاظم في العالم أجمع، بفعل تصرفات الإدارة الأمريكية، المتغطرسة والعدوانية، التي تسعى للهيمنة على العالم بأسره..
وكذلك تدني شعبية تابعه/المطيع بلير/ الذي يلفظ أنفاسه السياسية الأخيرة أمام غضب الجماهير ومظاهراتها الحاشدة، بمناسبة انعقاد مؤتمر حزب العمال، لتطالب باستقالته، وسحب القوات البريطانية من أفغانستان والعراق، وتدين العدوان الصهيوني في فلسطين ولبنان...
وكذلك المظاهرات الشعبية الكبيرة في باريس، التي تطالب بعدم تبعية فرنسا لأمريكا وترفع نفس الشعارات المبشرة بالنسبة لقضايانا، ولإدانة (إسرائيل)-وذلك رغم النفوذ الصهيوني الكبيرة في فرنسا، وغيبة وزير الداخلية (اليهودي) ذي الأصل المجري..
وهناك أمثلة عديدة.. يدركها كل من يتابع الأحداث، على الكره المتزايد لأمريكا في وطننا العربي، والبلدان الإسلامية عامة. الأمر الذي يعني أن أمريكا ليست قدرا أبديا... لكن مع ذلك وطننا العربي يشكل نقطة الضعف الكبرى في العالم، وهدف التركيز الإمبريالي الصهيوني ومشاريعه التفتيتية المعروفة، واستخدامه للهيمنة على العالم..(ملحقات مفيدة حول ذلك*).
وما لم تنهض الجماهير العربية، بشكل متصاعد ومتواصل.. عبر جبهاتها القطرية، وجبهتها القومية الموحدة لإسقاط هذه الأنظمة الاستبدادية الفاسدة العميلة.. وإقامة أنظمة وطنية ديمقراطية وحدوية فإن الأوضاع البائسة في وطننا العربي لن تتغير بمعجزة سحرية.
*وفي ختام هذه الدراسة الأولية المتواضعة، لابد أن نشير إلى أن عملية النهوض القومي التحرري الجديد المنشودة.. تتوقف إلى حد كبير على نتائج المعرك الدائرة في المناطق العربية المتفجرة التي تحدثنا عنها في العراق ولبنان وفلسطين والسودان والصومال والقرن الإفريقي عامة..*(21)
ومع ثقتنا بحتمية انتصار المقاومة الوطنية-الإسلامية في العراق-حسب كل المعلومات المتوفرة وانتصار المقاومة الإسلامية في لبنان.. وكون التحالف الوطني اللبناني العريض، الذي يشمل معظم القوى الأساسية (من جميع الطوائف والمذاهب) كفيل بإفشال المؤامرات المستعرة لبعض أطراف ما يسمى (14 شباط) بالتعاون مع (القوى الدولية) والتحالف الأمريكي-الفرنسي-الصهيوني أساسا.. فإن تركيز التحالف الصهيوني-الأمريكي (العربي والفلسطيني) التصفوي على فلسطين، يشكل الخطر الأكبر بحكم مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة العربية بأسرها، واستماتة هذه الأطراف (كما ذكرنا في الهامش17) المتحالفة المستميتة (التي تبادر (كوندي) حاليا للطواف عليهم، ودفعهم ودعمهم في مهمتهم الخيانية) على احتواء المقاومة وترويضها.. أو إسقاط حكومة حماس والدفع بالبلد الجريح إلى أتون حرب أهلية مدمرة، بدأت بالأمس في غزة.. الأمر الذي يمزق النفوس ويفجر الغيظ، على هؤلاء الخونة المدفوعين/ من أوساط معينة في (السلطة) ، يشار-حسب وسائل الإعلام- عن دور محمد دحلان و(ميليشياته) المسلحة في ذلك، بحكم علاقاته الوثيقة، مع الدوائر الإسرائيلية والأمريكية.. بالإضافة لأولئك السفلة الفاسدين من الحاشية (المنظرة) التي لا علاقة لها بالثورة بأي حال... الأمر الذي نرجو أن يدفع حماس وشرفاء فتح، وبقية فصائل الثورة الفلسطينية إلى تجاوزه والتخلي عن (هذه السلطة) الشكلية المحاصرة، والعودة الفورية إلى مواصلة الكفاح المسلح عبر (جبهة موحدة) وبأسلوب منظم دقيق، على ضوء تجربة حزب الله الرائدة في لبنان.. –كما كررنا مرارا-
· أما السودان، فنرجو أن ينتصر، وعبر الحل السلمي لمشكلة "دارفور" عن طريق تعاون الدول العربية (التي لازال لديها الحد الأدنى من الحس القومي) ونتوجه بذلك إلى الجزائر العزيزة بالذات وقدرتها المؤثرة على الدول الإفريقية الوطنية، التي يمكن أن تساهم بقوات إضافية إلى القوات الإفريقية الحالية الموجودة في "دارفور" مع "القوات العربية" الضرورية لتأمين هذا الدعم، وقطع الطريق على الوحش الأمريكي-البريطاني-الفرنسي-الصهيوني.. المتحضر لاحتلال (دارفور) وتدمير السودان-على غرار ما حدث في العراق.
*ومن الجدير بالذكر أن الجماهير العربية تحركت إبان العدوان الصهيوني-الأمريكي على لبنان، وافتضاح (ثلاثي الأنظمة العربية العميلة المعروفة، إلاّ أن تحركها كان أضعف من تحرك الجماهير في البلدان الإسلامية..
ذلك أن بعض (الأحزاب) المرتدة، والمصطنعة، التي تحولت إلى واجهات شكلية مضللة لأنظمة الاستبداد والفساد، (ومماسح لأحذية الحاكمين).. تجسد الانتهازية المنحطة، وتساهم في احتواء وتضليل المنظمات الشعبية كالعمال والفلاحين والطلاب وغيرها، وتحولها إلى معتقلات محروسة...
أما بقايا الأحزاب الوطنية والقومية الديمقراطية، المعارضة، التي عانت من القمع (المركب) طيلة حوالي ثلث قرن... فقد أصبحت ضعيفة، ولم تستطع تجاوز (شيخوختها) باستقطاب الأجيال الشابة الجديدة، التي لا غنى عنها بفعل ضغط الأنظمة الفاشية القائمة.
ومع ذلك تحاول التحرك، بقدر الامكان،حيث تتعاون في مصر مثلا مع المنظمات المهنية النشيطة،كمنظمات المحامين،والصحفيين،والقضاة،وبعض التشكيلات السياسية الجديدة، ونذكر كمثال على ذلك مشاركتها في العديد من المظاهرات، سواء للتضامن مع القضايا القومية في الأقطار العربية الأخرى، أو من أجل المطالبة الديمقراطية في مصر ذاتها.
*أما في القطر السوري، فإننا لن نتكلم عن (المعارضة المتأمركة) المعروفة التي (تستنسخ) (تجربة العراق) الكارثية، دون ذرة من الوعي الوطني، الذي يجب أن يدفعها إلى الاتعاظ بهذه التجربة الاستعمارية، الدامية الوحشية المدمرة.. التي تقود إلى حرب أهلية، وإلى تفتيت العراق الجزء الأساسي الحاسم والذي لا غنى عنه في حياة ومستقبل الوطن العربي الحر..
* أما المعارضة الوطنية الديمقراطية، ونواتها الأساسية المشكلة من (التجمع الوطني الديمقراطي) الذي ساهم حزبنا طيلة سنوات، في العمل الجاد الصادق الدؤوب لإنهاضه في أواخر 1979/... ولازال النظام الاستبدادي يركز على حزبنا بالذات، حيث مازال التجمع يتعثر، بفعل بعض الالتباسات في مواقف البعض غير الحاسمة من المخطط الأمريكي المعروف.. واستمرار غرق (نفر) قليل من البعض الآخر في مرض العصبويات الذاتية المزمنة المقيتة، التي تتناقض كليا وجذريا مع المهام الإنقاذية الحالية البالغة الإلحاح المطروحة على التجمع.. إذ تستهدف رفاقهم في التجمع، وخاصة حزبنا بالذات، أكثر مما تستهدف النظام ذاته علما أن بعض المتساقطين، هنا وهناك، الذين كان (البعض) يحاول (لملمتهم).. قد تحول معظمهم سرا إلى حيث البازار السياسي (الأكثر ربحا.. في جبهة الخلاص)..
وهكذا.. بينما المطلوب-كما أكدنا مرارا وتكرارا-أن يشكل "التجمع"-عبر تجسيد النموذج الأخوي الديمقراطي النضالي المشع، بين أطرافه، فيكون مثالا حيا لعلاقته مع الآخرين من بقية القوى والتشكيلات المعارضة الديمقراطية... والجماهير الشعبية بصورة عامة. ريثما تتمكن هذه المعارضة الشعبية أن تشكل جبهة واحدة عريضة، وأن تساعد الجماهير على فرز قوى شابة جديدة لابد منها ولا غنى عنها في النضال الفعال من أجل إحداث التغيير الديمقراطي السلمي المنشود..
ونذكر هنا، بأزاهير "ربيع دمشق" التي أرعبت النظام.. عندما انبعثت في معظم مدن القطر السوري، بعد أن تصور هذا النظام أنه حوّل البلد بأسره إلى جليد صحراوي قاحل.. حيث بادر (عبد الحليم خدام) المعارض الدجّال إياه-كما يذكر الجميع- إلى استنفار عصاباته والهجوم الوحشي الحاقد، على تلك (التجمعات المدنية) المبشرة، وسحقها.. واعتقال مؤسسيها-حيث مازال الرفيق عارف دليلة معتقلا حتى الآن.(*22 راجع افتتاحية الديمقراطي حول ذلك)-وضرورة العمل لاستعادة تلك "المنتديات" ما أمكن ذلك.. كإطار شعبي منعش للجميع.
· ونعود هنا-مجددا-لمناشدة رفاقنا المناضلين الأبطال-الشهداء الأحياء- الذين تحملوا ربع قرن في سجون الطغاة.. وعانى الآخرون من مواصلة الاضطهاد والقمع المركب، والملاحقة والتشريد... نناشدهم-رغم أوضاعهم الخاصة الصعبة، التي نقدرها-..أن يبادروا إلى التوحد، وفق ما يرونه مناسبا.. وأن يعملوا على تمثيلهم في (التجمع) حيث نؤمن بأنهم-بما لهم من تجربة ميدانية غنية-أقدر على التعامل مع الظروف الواقعية في القطر...
*وللأمانة التاريخية، نختم هنا بالتأكيد بأن سوريا، تشكل الاستهداف الأول القادم/ للمخطط الإمبريالي-الصهيوني، الأمر الذي نأمل أن يدفع النظام-إلى الاستجابة العاجلة، لمطالب "التجمع الوطني الديمقراطي" المعروفة-كشرط لابد منه لإنقاذ القطر من جحيم المخطط العدواني المذكور..
كما ندعو جميع القوى الحية من الأخوة المناضلين في مصر، أن يحاولوا إنقاذ مصر العروبة، من وضعها التبعي الراهن، لكي تستعيد دورها الحيوي البالغ الإلحاح والذي لا بديل له في إنقاذ نفسها.. وأمتها العربية ككل..
فعلى إيجاد أوضاع ديمقراطية في كل من مصر وسورية-بالذات.. يتوقف إلى حد بعيد، مصير الوطن والأمة..
فإذا كانت مصر العزيزة، قاعدة الوطن العربي، وعموده الفقري.. فإن سورية العزيزة أيضا، تمثل روح العروبة عبر التاريخ..
ومع انتصار (البؤر الملتهبة التي تحدثنا عنها.. واسترجاع جزائر الثورة لدورها التاريخي الطليعي، وبقية القوى المعارضة التقدمية في المغرب وسائر أقطار الوطن العربي-يصبح بالإمكان تحويل وطننا من (نقطة ضعفه الحالي) إلى منطلق للنهوض التحرري، في المحيط الإسلامي، والعالم الثالث بأسره،
الجمعة: 29 سبتمبر/ أيلول 2006
الدكتور ابراهيم ماخوس
*الهـــوامــش*
(1)-..."ظلت الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس زهاء ثمانية قرون تضيء ليل أوروبا المظلم.. ومر الآن خمسة قرون على غروب شمس هذه الحضارة.. من على أرض الأندلس(...)
وهل الأسباب التي دمرت الأندلس، وشردت الأندلسيين في جميع أصقاع الأرض مازالت قائمة حتى الآن؟... أجل إنها مازالت قائمة... إنها القبيلة وملوك الطوائف، ومادام هناك ملوك طوائف ورؤساء عشائر وشيوخ قبائل، نقل على الحضارة والسير في ركب الشعوب المتقدمة السلام..."(الكاتب الجزائري التقدمي "الطاهر بن عيشة" "مجلة المحقق" -10-17/أيلول/2006)
+(نبوءة) رئيس وزراء إسرائيل الأسبق" ديفيد بن غوريون" التي رددها ودونها عام 1965، في تلك النبوءة يتحدث "بن غوريون" عن أن دولا عربية متداخلة الآن في صراع عنيف مع إسرائيل ستصطف في خندق واحد مع إسرائيل لتقاتل دولا عربية أخرى بعد عقود، وتتحوّل إلى حليف استراتيجي لها..."(الخبر الأسبوعي-9-15/2006) حقي عبد الكريم الزعبي
ملاحظة: وهذا ما وصل في العدوان على العراق، وعلى لبنان مؤخرا.. والتحولات الكارثية التي حدثت بعد اتفاقية "كامب-ديفيد" الخيانية عام 1979، و"اتفاقية وادي عربة" مع الأردن عام1994، و"اتفاقية أوسلو" عام 1993...)
ونضيف أيها: وجود ظاهرة التوريث، والتأبيد التي نسميها (جمهولكية).
(2)-نفى الكونغرس في تقريره الأخير، أي صلة لصدام حسين القاعدة، وأكذوبة أسلحة الدمار الشامل التي اعتمدت المخابرات بها على (المؤتمر الوطني العراقي، بزعامة العميل أحمد الجلبي)... وأشار تقرير الكونغرس الذي ينتقد إدارة بوش في حربها على العراق، والذي كشف عنه (الجمعة 8أيلول/سبتمبر) بأن الأسباب التي ساقتها الإدارة لشن الحرب كانت مضللة، وكان الرئيس بوش قد أقر بأن كثيرا من المعلومات الاستخباراتية التي أشارت إلى أن العراق كان يمتلك أسلحة دمار شامل كانت خاطئة، لكنه دافع عن الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العراق للإطاحة بصدام حسين، وقال: إن الحرب لايزال لها ما يبررها، وقال: كان صدام يشكل تهديدا، وأصبح الشعب الأمريكي أكثر أمنا لأنه لم يعد في السلطة.
وقال "بوش": أنا مسؤول كرئيس عن قرار الذهاب إلى العراق..(الأحرار 9-10/سبتمبر/2006).
واتهم السناتور "جون روكفلر" المسؤولين في الإدارة الأمريكية الذين عمدوا إلى استخدام المعلومات بصورة انتقائية، وبصورة غير موثوقة، وتعمدوا إلى تضخيمها أو (إخفائها) بهدف تبرير القرار الذي كانوا قد اتخذوه مسبقا بشن الخرب على العراق.."الخ (نفس المرجع)
وقال السناتور الديمقراطي "جون روكفلر" أن الرئيس الأمريكي خدع الأمريكيين بشأن العراق، وقال إن العالم كان سيكون أفضل إذا لم يتم غزو العراق، كما أن العراق كان سيكون أفضل بوجود صدام حسين... مضيفا إلى أنه يرى هذا السيناريو أفضل وأكثر أمنا لأن هذه الحرب على الإرهاب وليست على نظام صدام حسين (...) وأعلن على الملأ أن قراره بالتصويت لهذا القرار (أي الحرب على العراق) كان خطأ ..(الشروق 15/سبتمبر/2006)
ويقول تقرير الكونغرس أن الحرب على العراق كلفت الولايات المتحدة (318) مليار دولار منذ 2003 وحتى الآن.ز (المرجع ذاته).
(3)-(الأحرار /10أيلول 2006/ م.ز).
(4)-أشارت وسائل الإعلام إلى وجود ومحاولات أمريكية لفك الارتباط بيين سوريا وإيران..؟ واقتناص كل بلد على حدة وفق سياسة العصا والجزرة.. وتقارير الكونغرس حول (المسألة الإيرانية الذرية) كاذبة-حسب احتجاج الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشديد على الكونغرس والحكومة الأمريكية(...) الأمر الذي يذكرنا بتزوير المعلومات الكاذبة حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل(راجعوا جريدة "الأحرار الجزائرية"/السبت16/أيلول/2006)
(5)-من المفيد أن نذكر أن البرزاني الأب كان يحاول (تغطية عمالته الحقيقية للغرب ) (بالعلم الأحمر) للضحك على بعض الشيوعيين الذين كانوا يزاودون بدعم الأقليات الانفصالية في الوطن العربي (بدعاوى يسارية زائفة) في الوقت الذي كانوا ينادون (بالعدمية القومية).. كون الأمة العربية غير موجودة بل هي (أمة في طور التكوين).. بكل ما جرّته تلك المواقف-التي تخلت عنها الأحزاب الشيوعية العربية الحقيقية-من مخاطر على الوحدة العربية، وقضاياها المصيرية-إذ ذاك-
ومن المفيد أن نذكر بأننا عندما كنا نزور الاتحاد السوفييتي الصديق /بعد حركة 23 شباط 1966/ ونتحدث مع المسؤولين عن الوحدة العربية، بمضامينها الديمقراطية، وأهميتها الحيوية الحاسمة، في كنس الاستعمار من المنطقة-وتشكيل قوة تقدمية بالغة التأثير في مجمل الصراع بين القوى التقدمية العالمية، والمعسكر الإمبريالي- قالوا لنا، لأول مرة يسمعون الحديث عن الوحدة العربية لأن الوفود الحكومية العربية، وكذلك الأحزاب الشيوعية العربية لم تحدثهم عن ذلك، وأنهم مع هذه الوحدة بالمفهوم الذي طرحه حزبنا...
وأذكر أننا كنا نقول لأصدقائنا، لو كان لينين عربيا، لوقف مع الوحدة وكان (بعثيا) فهو بعقله العلمي-عندما حقق الثورة في روسيا- أدرك واقع الإقطاع، فطرح الاشتراكية، وطرح "حق تقرير المصير للشعوب" التي كانت تحتلها روسيا القيصرية.. لأن روسيا موحدة. فلو كان في بلادنا، لطرح الاشتراكية (لمعالجة المسألة الاقتصادية-من إقطاع ورأسمالية(..الخ.. ولطرح الوحدة العربية (لأن الوطن العربي مجزأ).. وهكذا.
(6)-إسرائيل الحليف الرئيسي للأكراد (المحقق- 17-23/سبتمبر/2006)(ملحق)
إسرائيل دربت مقاتلين أكراد في العراق (ملحق)
(7)-تصريح/بيريتس+تصريح أولمرت/:
قال وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس: " من الواضح أن سوريا هي مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط... ولكنه أضاف: "أنها حلقة الوصل في محور التطرف الإسلامي الممتد من إيران إلى لبنان"، ...مشددا على أن إسرائيل يجب أن تكون مستعدة لمواجهة أي تهديد من قبل سوريا، وأن التصعيد يمكن أن يحصل بسرعة جدا في المنطقة... ومع ذلك شدّد بيريتس على ضرورة أن تهيئ إسرائيل الظروف للحوار مع سوريا "الشروق الجزائرية" الأحد24-سبتمبر2006"
بينما صرّح رئيس وزراء الكيان الصهيوني(أولمرت)-بعد ذلك- "طالما بقيت في السلطة ستبقى هضبة الجولان جزءا لا يتجزأ من دولة (إسرائيل)...
كما تهدد رايس بإقناع (أصدقاء واشنطن) بضرورة فرض عقوبات على سوريا... بعد محاولات (الغزل) السابقة، بعد (إنقاذ السفارة الأمريكية من العملية الإرهابية-كما يقولون).. وهكذا (سياسة العصا والجزرة)-كما ذكرنا-
(8)-موقف القوى المصرية المعارضة-من اتفاقية (كامب-ديفيد)، التي اعتبرتها خيانة للعروبة والأسلام... حيث قدمت أول طلب لمجلس الشعب لإسقاط "كامب-ديفيد" وذلك في اجتماع حاشد بنقابة الصحفيين حضره: محمد مهدي عاكف مرشد جماعة الأخوان المسلمين، وجورج اسحق منسق حركة "كفاية" وعزيز صدقي رئيس وزراء مصر السبق، وممثلون عن أحزاب الناصري والتجمع والوفد والكرامة وعدد من الشخصيات العامة وأعضاء مجلس الشعب.. (الأحرار/9/سبتمبر/2006).
(9)-جريدة الشروق الجزائرية /5-أيلول- 2006) .
(10)-شبّه الجنرال الصهيوني المتقاعد (غوردون) (الذي كان قائد سرب طائرات، عمليات جيش (إسرائيل) بعمليات سلاح الجو الألماني النازي إبان الحرب الأهلية في أسبانيا عندما قتل (1600)شخص في بلدة "جيرينيكا" التي خلدها الرسام الأسباني الكبير"بابلو بيكاسو" في لوحته الشهيرة "جيرينيكا".. كتدمير ومحو حي كامل في بيروت...الخ" (الشروق-الاثنين/11/2006)
(11)-معلومات عن تجسس المخابرات السعودية والمصرية والأردنية على حزب الله في مواقع (لتيار المستقبل): كشفت صحيفة "الديار" اللبنانية عن انتشار عناصر أردنية ومصرية وسعودية، من أجهزة المخابرات في معظم المدن والمواقع اللبنانية الهامة بالتعاون مع المخابرات الأمريكية والقوات الدولية (اليونيفيل).(الشروق/الاثنين/11/أيلول/2006).
(12)-لكن يبدو أن الأخ وليد جنبلاط، لم يغير نهجه مع الأسف الشديد، كما عبر عن ذلك في خطبه وتصريحاته، للرد على خطاب السيد حسن نصر الله.
كما أن سمير جعجع الذي لملم (بقايا)قواته اللبنانية، وبعض المجموعات الطائفية المتعصبة، ليحتفل (بقتلى تلك القوات) ويا للعار، التي رآها جميع اللبنانيين والعرب تقاتل تحت علم إسرائيل... التي احتلت بيروت، وجلس شارون ،وقتها، في القصر الجمهوري لينصب رئيس الجمهورية الجديد المعروف...
وصولا إلى /سعد الحريري/ الذي صال وجال في حفلة إفطار رمضانية ليهاجم حزب الله، دون ذكر اسمه.. ويتصرف، وكأن لبنان (من إحدى شركاته التجارية) علما أنه هبط على لبنان بمظلة أمواله ومصادرها المعروفة، دون أي تاريخ نضالي سابق على الإطلاق... متوهما أنه يستطيع /بأمواله/ التي اشترى بها بعض الانتهازيين وتجار السياسة المرتزقة، أن يشتري بيروت وطرابلس وصيدا.. قلاع العروبة التاريخية المستعصية على (بازارات البيع والشراء التي أنجبت ولا تزال تنجب خيرة الرجال وقادة لبنان العربي الأصيل..
ومن الواضح أن استنفار (هذه المجموعات القيادية لـ14 شباط) المبرمج كرد فعل على /مهرجان الانتصار الحاشد... لن يغطي حقيقة هؤلاء الذين يحاولون البرهنة لأسيادهم الأجانب، عن وجودهم-إذ سرعان ما قوبلوا، باستنكار كل الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية/من جميع الطوائف/ لفضحهم وازدرائهم. حيث يعرفون قبل غيرهم-أنهم لا يستطيعون أن يصمدوا لأيام معدودة-إذا حاولوا إشعال نار الفتنة القذرة- في وجه شعب لبنان الموحد.. لذلك فهم يراهنون/على القوات الدولية/... التي جاءت-كما يبدو-لإعادة استعمار لبنان، والتي ستخرج مدحورة، إذا حاولت ذلك.
بالإضافة إلى ملايير الدولارات التي قدمتها الحكومة الأمريكية إلى (إسرائيل) كتعويض عن تكاليف حربهما (المشتركة) على لبنان.. والأسلحة والذخائر الحديثة..
فقد أطلقت بعض الشركات الأمريكية الكبرى حملة تبرعات (لإسرائيل) نشير إليها فيما يلي: "أعلنت شركات عالمية كبيرة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية عن إطلاق حملة تبرعات لدعم الكيان الصهيوني، بعد هزيمته في حربه الأخيرة على لبنان، وقامت شركة (فيليب موريس) المنتجة لسجائر "مالبورو" بإطلاق حملة تبرعات بصفة يومية تحت شعار "ساهم لبقاء إسرائيل" ساهم لإنقاذ لإسرائيل" وتدفع هذه الشركة أيضا ما مقداره/12% من أرباحها للكيان الصهيوني من جانبه قال رئيس شركة "ستار بوكس" العالمية للقهوة، إنه سيضاعف التبرعات لـ(إسرائيل) لقتل "أوغاد لبنان"-على حد تعبيره- وتدفع هذه الشركات أيضا الملايين سنويا لدعم الكيان الصهيوني.. وإلى جانب هاتين الشركتين، هناك الكثير من الشركات الأمريكية التي تساهم في دعم الكيان الصهيوني، منها: "ماكدونالدز" و"برجركينغ" و"كينتاكي" و"بيتزاهوت" و"كوكاكولا" و"بيبسي كولا" و"فردركوز" و"شيلز"..الخ.. وتشير التقارير الاقتصادية إلى أن معظم أرباح هذه الشركات تجنى من الأسواق العربية والإسلامية على الرغم من الدعوات المتعددة إلى مقاطعة هذه الشركات" (الشروق الجزائرية/18/أيلول-سبتمبر/2006/)
وهنا نهيب بالقوى العربية والإسلامية الحية، أن لا تكتفي بالمظاهرات الشعبية العابرة، بل يجب أن تقوم-حيثما وجدت-تنظيم عملية مقاطعة شعبية شاملة لكل هذه الشركات الإمبريالية الصهيونية وتقوم بالضغط على الحكومات المعنية، لإغلاق مكاتبها في الوطن العربي والدول الإسلامية.
(13)-أحدث تقرير إحصائي حول الأسرى-(إسرائيل) اعتقلت ربع الشعب الفلسطيني منذ عام 1967.:
أظهر تقرير صدر عن وزارة شؤون الأسرى والمحررين أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل منذ عام 1967 حتى اليوم قرابة (700)ألف مواطن، أي ما يقارب (25%) من إجمالي عدد السكان المقيمين في فلسطين، منهم قرابة (50.000) خمسون ألفا خلال انتفاضة الأقصى، ولا يزال (10300) أسير تقريبا يقبعون داخل السجون (...) (...)
وأشار التقرير أن قرابة (5000) طفل فلسطيني اعتقلوا منذ بداية انتفاضة الأقصى بينهم 391 طفل لا يزالون قيد الاعتقال..
ويقول التقرير بأن كافة الأسرى يعانون من أمراض مختلفة نتيجة للظروف القاسية التي تشهدها السجون، وبلغ عدد الأسرى الذين يعانون من أمراض مختلفة قرابة (1000) أسيرا(...) وتلقت وزارة شؤون الأسرى، إلى أن (إسرائيل) هي الدولة الوحيدة في العالم التي جعلت من التعذيب المحظور والمحرم دوليا، بكل أشكاله الجسدية والنفسية قانونا، وشرعة في مؤسساتها (...) ومارست أجهزتها الأمنية ضد الأسرى والمعتقلين، أكثر من سبعين شكلا جسديا ونفسيا، منها: الضرب، الوضع في الثلاجة، الشبح، الهز العنيف، الوقوف فترة طويلة، الحرمان من النوم، الحرمان من الأكل، العزل، الضغط على الخصيتين، تكسير الضلوع، الضرب على الجروح، اعتقال الأقارب وتعذيبهم أمام المعتقل، البصق في الوجه، التكبيل على شكل موزة، الضرب على المعدة، وعلى مؤخرة الرأس...الخ.
ويختتم التقرير بالتطرق إلى وجود العشرات من النواب والوزراء اختطفوا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وزجوا في السجون والمعتقلات منذ عملية أسر الجندي الإسرائيلي، أواخر حزيران، وأن اختطاف واستمرار احتجاز هؤلاء النواب والوزراء يعتبر انتهاك فاضح لأبسط الأعراف والمواثيق الدولية" (الوكالات –الأحرار 20/سبتمبر/2006)
ومع ذلك كله، فالعالم أخرس لا يتكلم!!!.
(14)-الأحرار 20/سبتمبر/2006.
(15)-دعا مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح، الأسير في سجون الاحتلال، حركة "حماس" إلى عدم الاستجابة لكافة اشتراطات (إسرائيل) بضرورة اعتراف الحركة بها، وأوضح البرغوثي من خلال عضو الكنيست الصهيوني "طالب الصائغ" الذي التقاه في سجنه، أن هذه الاشتراطات مجرد ذريعة من قبل الاحتلال لتبرر رفضه لجهود السلام. واعتبر أمين سر حركة فتح قبول "حماس" بوثيقة الأسرى خطوة متقدمة من قبل الحركة لكنها لم تقابل بخطوة مماثلة من قبل (إسرائيل) تجاه الشعب الفلسطيني (...) وفيما يتعلق بمسعى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، طالب البرغوثي كافة الأطراف الفلسطينية بالعمل الجدي من أجل تشكيل هذه الحكومة لأجل كسر العزلة ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني وإبعاد الفتنة عن البيت الداخلي.(الشروق 30/سبتمبر/2006)
(16)- "إسرائيل تواجه خطر الزوال". رأى المحلل الروسي ألكسندر خرامتشمنين "أن (إسرائيل) تواجه اليوم خطر الهزيمة التي ستعني زوال دولتها، وقال أنها تخسر الحرب في لبنان، وأن المشكلة هي أنها "لن تعود قريبا" تجد مكانا تنسحب إليه "وأشار في مقال نشرته وكالة "نوفوستي" الروسية، إلى أن إسرائيل هي القوة العسكرية التي لا يوجد بلد في الشرق الأوسط مستعد لمحاربتها، إلاّ أنها معرضة اليوم لخطر الهزيمة. وقال: إن تجارب العقدين الأخيرين أثبتت أن السلاح الديمقراطي والإعلامي الدعائي هو أقوى من السلاح الناري، معتبرا أن الفلسطينيين بدأوا يتغلبون على إسرائيل بالولادات المرتفعة، وباستعدادهم للتضحية بأنفسهم من أجل النصر، مشيرا إلى أنهم يحظون بتأييد جميع البلدان العربية والإسلامية تقريبا. وأكد أن (إسرائيل) أمام خيارين لا ثالث لهما. إما إبادة عدوها أو الاستسلام، ورأى أنها سلكت طريق الاستسلام بتوقيعها اتفاقيات أوسلو (هنا أخطأ الكاتب) وانسحابها من لبنان عام 2000 واعتبر أن إسرائيل منيت أيضا بالهزيمة في حرب المعلومات، وقال أن الكثير من الإسرائيليين باتوا ينظرون بسلبية إلى ما يفعله جيشهم في لبنان.
وأشار إلى الخسائر المرتفعة التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، وقال إن مقتل عشرة جنود إسرائيليين وأسر اثنين آخرين في معركة واحدة، أوقعت قتيلين في صفوف العدو فقط، شكل عارا على هذا الجيش، كما أن إصابة أحدث سفينة حربية إسرائيلية بصاروخ أطلقه حزب الله، ألحق عارا بهذا الجيش. ورأى أن تدمير إسرائيل للبنية التحتية اللبنانية يجعلها تخسر الحرب على الصعيد الإعلامي أكثر فأكثر. وتساءل عن الهداف التي تسعى إلى تحقيقها عبر هذه الحروب وما إذا كانت تريد احتلال لبنان جزئيا أو كليا لكي تنسحب ثانية؟ وقال: "المشكلة هي أن إسرائيل لن تعود قريبا تجد مكانا تنسحب إليه".
(17)كشفت مصادر عربية عن اجتماع عقد مؤخرا في الأردن حضره مسؤول أردني رفيع جدا ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ورؤساء أجهزة المخابرات في الأردن "محمد الذهب" ومصر "عمر سليمان" ومدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي الشاباك"يوفال ديسكين" ومسؤولان أمنيان كبيران من دولتين خليجيتين لا تقيمان علاقات مع إسرائيل.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن المصادر التي رفضت الإفصاح عن هويتها: أن الاجتماع عقد في مدينة العقبة وركز على الأزمة الفلسطينية، ومواجهة الإرهاب في المنطقة. وعرض الأردن خلال الاجتماع استعداده لاستضافة ورعاية أية لقاءات من شأنها دعم عملية السلام، ومواجهة "الإرهاب". وشدّد المسؤول الردني في الاجتماع على ضرورة التنسيق والتعاون بين هذه الأطراف وتبادل المعلومات لمواجهة ما أسماها بـ"الأعمال الإرهابية" التي تشهدها المنطقة وبعد ذلك قدّم "محمود عباس" عرضا للاتفاق الذي توصل إليه مع "إسماعيل هنية" رئيس الوزراء الفلسطيني بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية برئاسته.
قال عباس إن هنية وبعد يومين من الاتفاق طلب لقاءه وأبلغه أن قيادة حماس تطلب تعديل النص الخاص بالموافقة على مبادرة السلام العربية، وشطب البند المتعلق بتشكيل لجنة مشتركة للتفاوض، وقالت المصادر: إن ممثلي مصر والأردن وإحدى الدول الخليجية، سجلوا تحفظهم على رئاسة هنية لحكومة الوحدة الوطنية، مشيرين إلى أن تحفظهم ليس على شخص هنية، الذي وصفوه بأنه "أكثر قيادات حماس اعتدالا" ولكن لأن هنية سينفذ برنامج حماس، وطرحوا اسمي منيب المصري أو سلام فياض كشخصيتين مستقلتين لرئاسة الحكومة.
كما أبدى المسؤولون الثلاثة تحفظهم على المحددات السياسية التي نم التوافق عليها بين عباس وهنية، وحول البدائل الممكنة في حال رفض حماس، أبدى الأردن استعداده لتشكيل لجنة من الخبراء القانونيين لدراسة كل السبل الممكنة لإسقاط الحكومة الحالية. وتزويد عباس بدراسة قانونية محكمة لمعالجة الأزمة. (الشروق –الأحد01أكتوبر2006)
(18)-قال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أنه يشعر بـ"خيبة أمل" بسبب خنوع الحكومة البريطانية للبيت الأبيض الأمريكي(...) وأشار كارتر إلى موقف بريطانيا المؤيد لواشنطن أثناء الحرب التي وقعت بين إسرائيل ومقاتلي حزب الله في لبنان ومشاركتها في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003. ( الشروق 21/سبتمبر/2006) .
(19)- ومن الجدير بالذكر أن القبائل الإفريقية المسلمة في دارفور، كانت قلعة الإسلام وحاميته في المنطقة، بحماس أشد من القبائل العربية المسلمة.. كما كانت ترعى بعثات الحج والعمرة إلى الأماكن المقدسة، وتساهم في حمايتها وإعادة إعمارها..
واليوم يأتي التحالف الإمبريالي الصهيوني، ليحرك بعض (قادة) هذه القبائل كما يفعل في استقلال الأقليات الأخرى في الوطن العربي.. علما أن هؤلاء من صميم المجتمع الإسلامي في السودان.. والأنظمة العربية (راقدون)، و(فقهاء) السلاطين المرتزقة يسبحون بحمدهم في (وسائل الإعلام).. بدلا من السفر لهذه القبائل مباشرة وتوعيتها كما يفعل (المبشرون) الكنسيون.
(20)-وأذكر بهذه المناسبة، أن الأخ الرئيس عبد الناصر، طلب مني-أثناء إحدى زياراتنا له-أن أخبر الرفيق الدكتور نور الدين الأتاسي الأمين العام للحزب، ورئيس الدولة السورية، برغبة الإمبراطور هيلاسيلاسى بزيارة سوريا..فأجبته فورا، أن هذا الأمر محسوم بالنسبة لحزبنا، ولا يمكن أن نستقبل هذا الامبراظور الذي يستعمر "ارتيريا" ويستغل ويضطهد الشعب الاثيوبي بالذات، حيث يأخذ الذهب المستخرج من المناجم مباشرة إلى سويسرا بشكل جنوني مسعور، ويحرم شعبه الفقير من كل شيء... بينما يكفيه مبلغ معين لرفاهه عندما يزور سويسرا.. فقال لي الأخ عبد الناصر، وهو يطلق ضحكة قلبية لا تنسى... أنتم ترفضون زيارته وهو )يسمى مختار إفريقيا) بينما تتسابق الدولتان الكبيرتان: الاتحاد السوفيتي والصين على دعوته واستقباله...
(21)-اتهم الصحفي الأمريكي الشهير بوب وودورد إدارة الرئيس جورج بوش بإخفاء مستوى العنف في العراق، حيث تتعرض القوات الأمريكية لهجوم كل 15دقيقة. وكشف وودورد الذي أصدر كتابا بعنوان"حالة من الإنكار" أسرار العلاقات المضطربة بين كبار المسؤولين الأمريكيين، وذلك قبل أسابيع من الانتخابات النصفية للكونغرس المقررة في نوفمبر المقبل.
وقال وودورد "وصلنا إلى نقطة حيث يحصل ما بين 800و900 هجوم أسبوعيا.. وهذا يعني أكثر من مائة هجوم يوميا، أي بمعدل أربع هجمات في الساعة ضد قواتنا". وأضاف أن الوضع على الأرض يتفاقم، مشيرا إلى قول محللين أن الوضع يستمر في التدهور، وأوضح أن "خبراء المخابرات يعتبرون أن الوضع في العام 2007 سوف يسوء.. وعندكم رئيس ووزارة دفاع يقولان إن الأشياء تتحسن".
وكانت مقتطفات من تقارير المخابرات الأمريكية، والتي تسربت للصحافة، أكدت زيادة في ما يسمى ب"التشدد الإسلامي" بسبب حرب العراق، فيما كشف تقرير جديد للأمم المتحدة أن الحرب توفر لتنظيم القاعدة منطقة للتدريب وتجنيد الأعضاء الجدد.
وندد الصحفي الذي يعمل بصحيفة "واشنطن بوست" بالغموض الذي يحيط بقيادة هذه الحرب من قبل إدارة بوش، وأكد أن الوحيد الذي لا يعلم بما يجري هو "الرأي العام الأمريكي"، وأوضح أن بوش ونائبه ديك تشيني يتخذان من وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر مستشارا لهما، وأضاف أن "هذا أمر لا يصدق.، كيسنجر يشن حرب فيتنام جديدة ومن وجهة نظره أن المشكلة في فيتنام أننا خسرنا عزمنا". ووصف الكاتب وزير الدفاع دونالد رامسفلد بأنه معاد لكوندوليزا رايس التي كانت مستشارة للأمن القومي، إلى درجة أن بوش اضطر إلى أمره بالرد على اتصالاتها الهاتفية، فيما وصف نائب الرئيس ديك تشيني بأنه "مصمم على العثور على دليل يثبت زعمه بوجود أسلحة دمار شامل في العراق". . وكشف الكاتب في الوقت نفسه أن رامسفيلد كان قبل تفجيرات سبتمبر 2001 يعرقل وضع خطة للخلاص من أسامة بن لادن، وأن كوندوليزا رايس تجاهلت إنذارا في جويلية 2001 عن هجوم وشيك.
ومن الجدير بالذكر أن تقارير وودورد وزميله كارل بيرنستاين، لعبت دورا هاما في كشف فضيحة ووترغيت التي أجبرت الرئيس نيكسون على الاستقالة عام 1974.
(22)-افتتاحية الديمقراطي-العدد 170- الربع الأول عام 2001"منتديات المجتمع المدني في سورية-وذعر كهنة النظام".(ملحق22)
الملاحق
ملحق هامش (6):
إسرائيل.. الحليف الرئيسي للأكراد
علاقة قديمة حديثة التقت فيها مصالح الطرفين.. إنها العلاقة بين إسرائيل والأكراد.. إسرائيل ترى فيهم شوكة مؤلمة في ظهر الأمة العربية.. والأكراد على استعداد للتحالف مع الشيطان من أجل إنشاء دولة كردستان.
وبما لا يدع مجالا للشك، كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية عن قيام جنود إسرائيليين بتدريب أكراد شمال العراق من رجال ونساء على حمل السلاح، ونشرت الصحيفة صورا لعمليات التدريب من بينها صورة امرأة كردية تتدرب على يد إسرائيلي وهي محجبة..!
وما نشرته الصحيفة الإسرائيلية يرد على التصريحات التي أدلى بها مسعود برزاني منذ عدة أشهر من أن الأكراد لا علاقة لهم بإسرائيل. والواقع أن علاقة الأكراد بالإسرائيليين بدأت منذ عام 1943 أي قبل قيام الدولة الإسرائيلية، وتعمقت بعد قيام الدولة العبرية، وقامت إسرائيل بمساعدة الأكراد في معاركهم مع الأنظمة العراقية منذ أيام الملكية وما بعدها، وقد أمدتهم أكثر من مرة بالسلاح والأغذية والمعونات الصحية، والأموال، وإن ممثلين من الموساد زاروا المواقع الكردية في شمال العراق في فترة الستينيات وكانت الاتصالات بينهما تتم عبر طهران في ظل حكم الششاه وعبر العواصم الأوروبية وخاصة في باريس ولندن. وأن زعيم الأكراد الراحل مصطفى البرزاني زار إسرائيل مرتين والتقى هناك بالقيادات الإسرائيلية وقيادة الموساد في فترة الستينيات.
هذه الحقائق وغيرها كشفت عنها الوثائق والصور التي خرجت في السنوات الأخيرة والتي ظهرت في كتب وتقارير من بينها كتاب شلومو نكديمون وهو يهودي أمريكي تابع هذا الملف الكردي الإسرائيلي في كتابه "الموساد في العراق ودول الجوار.. انهيار الآمال الإسرائيلية الكردية".وفي فترة الخمسينيات بدأت العلاقات الكردية مع إسرائيل تأخذ شكلا عمليا خاصة بعد أن وافق عبد الكريم قاسم على قيام الحزب الديمقراطي الكردي بزعامة مصطفى البرزاني واعترف بالحقوق الوطنية للأكراد وصادق على إصدار 14 صحيفة كردية.
وبدأت الاتصالات بين إسرائيل وأمريكا لمعرفة أهداف ونوايا البرزاني وأطلق عليه "أبا إيبان" وزير خارجية إسرائيل وقتها لقب البرزاني الأحمر عام 1959, ورغم ذلك نشطت العلاقات بينه وبين جهاز المخابرات الإسرائيلي عن طريق جهاز السافاك الإيراني، وعلى إثر المعارك التي خاضها مع الجيش العراقي عام 1961 طلب من إسرائيل أسلحة وذخائر وأدوية لمعالجة الجرحى الأكراد وتقديم المساعدة لإنشاء محطة إذاعة كردية جديدة, وفي هذه الفترة كانت الاتصالات مع إسرائيل تتم عن طريق ثلاث قنوات أولها المخابرات الإيرانية، وثانيها نشاط الأكراد في أوروبا مع السفارات الإسرائيلية، وثالثها علاقة البرزاني بصديقه القديم موريس فيتشر سفير إسرائيل في روما.
ويقول نكديمون في كتابه إن البرزاني رأى ضرورة الاتصال بإسرائيل بشكل مباشر منذ عام 1963 لتساعده في تحقيق حلم الأكراد في بناء حكم ذاتي بعد أن فشل مع الحكومات العراقية، ولتحقيق ذلك استعان بالإسرائيليين الذين تربطهم علاقات جيدة مع إسرائيل في ذلك الوقت، وكانت إيران قد اعترفت بإسرائيل عام 1950، فاستعان بشخص يدعى بدير خان من المخابرات الإيرلندية الذي اجتمع مع بن غوريون وغولدا مائير ورئيس الأركان تسفي زماير ومائير عميت رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية.
وفي إحدى زيارات بدير خان إلى إسرائيل، طلب تقديم مساعدات للأكراد لتمكينهم من مواجهة هجمات الجيش العراقي على مواقعهم في الشمال وذلك بإرسال 12 راجمة بازوكا ومدافع ضد الطائرات وجهاز إرسال ومساعدات مالية. واقترح خان إجراء اتصالات مباشرة مع البرزاني. وعلمت المخابرات العراقية بهذه الاتصالات وأذاعت عبر نشراتها الإخبارية أن هناك علاقة بين الملا مصطفى البرزاني وإسرائيل مما أصاب رجال الموساد بالذهول.. في هذا الوقت، راحت إيران تحث الأكراد على مجابهة الجيش العراقي مع حرصها على ألا تحقق النصر الكامل،ن فقد كانت علاقة إيران بالأكراد ليست خالصة فهي تريد استقلال الأكراد لإضعاف العراق وفي نفس الوقت لا تريد للأكراد أن يكونوا أقوياء حتى لا تشجع الأكراد في إيران على ذلك وهو أيضا ما تريده تركيا ونفس ما تريده إسرائيل التي تسعى فقط إلى إضعاف العراق حتى لا تساعد سوريا أو الأردن ضدها.
العلاقة بين الأكراد وإسرائيل يؤكدها أيضا الباحث الأمريكي أموند جاريب في كتابه القضية الكردية في العراق ويقول: "شكل السافاك والموساد جهاز مخابرات كرديا ذكيا للغاية لجمع معلومات عن الحكومة العراقية والأوضاع العراقية والقوات المسلحة ولم يكن يخفي المعلومات التي يحصل عليها عن الجهازين الإسرائيلي والإيراني وبالإمكان الاستدلال على هذه الحقيقة من التصريحات والأقوال التي أدلت بها أوساط عراقية رسمية وشبه رسمية".
وفي عام 1972 كان الأكراد ينقلون معلومات شاملة حول الجيش العراقي إلى كل من المخابرات الإيرانية والإسرائيلية وتم العثور على وثائق تؤكد علاقة الأكراد بالسفارة الإسرائيلية في باريس وجاء اثنان من الأكراد وقدما نفسيهما وطلبا الاجتماع بممثل الموساد ويدعى مناحم نعوت الذي يقول: "جلس ابراهيم أحمد أمامي في أحد الفنادق ويقول: إننا جائعون.. لا يوجد حب ولا سكر ولا شاي.
بعد ذلك أصبح ملف الكراد في إسرائيل له أهمية خاصة وفي 15 أفريل 1965 عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية ليفي أشكول اجتماعا حضرته وزيرة الخارجية جولدا مائير ورئيس الأركان اسحق رابين ومائير عميت رئيس الموساد الذي طرح قضضية الأكراد والأعمال الخاصة التي تقوم بها إسرائيل وخلص الاجتماع إلى قرار نص على ضرورة منح الأولوية للقضية الكردية.
وبعد خمسة أيام من هذا الاجتماع، أبلغ مصطفى البرزاني إسرائيل عن طريق إيران أنه معني بالاجتماع مع مبعوث إسرائيلي رفيع في كردستان، وبعد عدة أشهر وبالتحديد في أوائل عام 1966 التقى البرزاني بالمستشار الإسرائيلي ليشع روني، وبعد هذا الاجتماع تواجد الإسرائيليون في محور رواندوز الحاج عمران شمال العراق بقيادة تسوري ساجي.. وتوالى ضباط إسرائيليون المجيء إلى المنطقة وأقامت إسرائيل للأكراد مستشفى ميدانيا تحت إدارة الدكتور برلسنر، وأصبح الطريق مفتوحا إلى إسرائيل أمام القادة الأكراد عبر إيران، وذكر شلومو نكديمون في كتابه "انهيار الآمال الإسرائيلية الكردية" أن البرزاني احتفل مع الإسرائيليين فوق جبل كردستان بدخولهم القدس عام 1967 بذبح كبش علق في رقبته شريطا من لونين الأزرق والأبيض رمزا للعلم الإسرائيلي وكتب عليه: "هنئوا إسرائيل لاحتلالها بيت المقدس".
ويصف شلومو نكديمون في كتابه زيارة البرزاني لإسرائيل ويقول:هبطت الطائرة التي أقلت البرزاني على مدرج جانبي في مطار اللد, وقد استقبله لبكوب وعميت وعدد من معارفه الإسرائيليين مثل ديفيد جاباني صديقه اليهودي في كردستان الذي كان يتخذ له اسما آخر وهو داود الحاج حانو سأل عنه أول ما وصل في البداية اجتمع مع رئيس الدولة زلمان شوفال وحضر الاجتماع من الموساد عميت وليكون وكردن.
في هذا اللقاء قال له الرئيس الإسرائيلي شوفال: تخلى عن فكرة الحكم الذاتي وأعمل من أجل إقامة دولة كردية. وكان كردن يصغي باهتمام كبير لذلك، ابتسم باستخفاف كأنه يقول لنفسه: إن رئيس الدولة غير مطلع على الأوضاع السياسية وإلاّ عرف ما يدور في كردستان، لذا يطرح ما يشاء فهو لم يعرف أن التعاون مع الأكراد يقوم على التنسيق مع الإيرانيين وأن الإيرانيين لن يسمحوا بأي حال من الأحوال بإقامة دولة كردية مستقلة.
تم اجتماع برزاني مع جميع الأشخاص الإسرائيليين الذين زاروا كردستان ورافقوه في لقائه مع آباإيبان وبحضور مدير مكتبه إيتان بن تثور ومع ليفي أشكول بحضور مدير مكتبه د.يعقوب هرسوج ورئيس الموساد عميت وحاييم نيكوب ووعد أشكول بزيادة المساعدات للأكراد وتقديم يد العون لهم في الأمم المتحدة وقد استقبله أيضا موشي ديان وأقام لهم الموساد حفلا كبيرا حضره مناحم بيجين الوزير بلا وزارة وزعيم حزب الليكود وغنت له شوشنه داماري المطربة الإسرائيلية الشهيرة في ذلك الوقت لإحياء الحفل.
إسرائيل دربت مقاتلين أكراد في العراق
بثت شبكة "بي بي سي" البريطانية تقريرا، يشير إلى قيام جنود إسرائيليين بتدريب أكراد العراق قبل عامين من أجل حماية مطار دولي مزمع تشييده في إقليم كردستان المستقل، وفي إطار عمليات مكافحة الإرهاب.
وذكر تقرير الـ"بي بي سي" الذي بث خلال برنامج "نيوزنايت" المسائي، أن قوات خاصة إسرائيلية سابقة دخلت العراق عبر الحدود التركية في العام 2004 من أجل تدريب فرقتين من القوات الكردية. ونقلت الشبكة البريطانية عن أحد الجنود المدربين الإسرائيليين السابقين قوله، أنهم دربوا أكثر من 100 مقاتل من "البشمركة" لأجل مهام خاصة تتضمن كيفية استخدام البنادق وقنص الإرهابيين ضمن الجموع. وقال الجندي الإسرائيلي السابق أن المسؤولين الأكراد كانوا على علم بأنه ورفاقه المدربين إسرائيليون، وبأن التدريبات جاءت في سياق تجهيز قوات كردية لحماية أمن مطار مزمع تشييده في أربيل، بالإضافة إلى عمليات في إطار مكافحة الإرهاب.
وأضاف التقرير أن شركة إسرائيلية للأمن تدعى "أنتروب" كانت مع شركتين تابعتين لها مسجلتين في سويسرا، بين أهم الشركات المتعاقدة لتقديم التجهيزات الأمنية ومعدات الاتصالات في مشروع مطار أربيل.
من جهة أخرى، أنكر المتحدث باسم حكومة كردستان الإقليمية، خالد صالح، اتهامات الجندي الإسرائيلي السابق. وقال إن هذه ليست اتهامات جديدة بالنسبة لنا، ففي الستينيات والسبعينيات أطلق علينا اسم إسرائيل الثانية في المنطقة. (رويترز)
أنباء عن حضور صهيوني في شمال العراق
تحدثت فصائل مقاومة عراقية تنشط في منطقة كركوك وضواحيها، المتنازع عليها، عن تواجد صهيوني ملموس في المدينة تحت مسميات منظمات إنسانية وتجارية، وبغطاء يتم تأمينه من قبل السلطات الكردية التي تتحكم في مجمل شمال العراق. وقالت مصادر مقربة من تلك الفصائل إن هناك ما يقرب من أربعين منظمة متعددة التوجهات، تعمل في كركوك تحت عناوين مختلفة، مضيفة أن بعض هذه المنظمات من الكيان الصهيوني، "وثبت لدى فصائل المقاومة (العراقية) أنها تقوم بأعمال ميدانية منها ما هو ذو طابع تجسسي، وآخر لنشر فكر إباحي والتدخل في الخارطة الديمغرافية في المدينة".
وأضافت المصادر: "لدينا معلومات موثقة عن قيام تلك المنظمات بمحاولات لإثارة نعرات قومية وطائفية في كركوك، من خلال دفع دعم عصابات منظمة وتزويدها بالمال" مشيرة إلى أن هذه المجموعات حاولت قبل فترة زمنية الدفع باتجاه السيطرة على أغلب دوائر ومؤسسات كركوك بدعم من مسؤولين أكراد والدفع باتجاه تهجير العرب والتركمان من المدينة، بالإضافة إلى دعم الأكراد الذين يرغبون بالسكن في كركوك من أجل تغيير ديموغرافية المدينة قبيل البدء بأي تطبيع للأوضاع فيها. كما قامت تلك المنظمات بتقديم عروض مغرية للعر والتركمان في كركوك لدفعهم باتجاه المغادرة, حسب ما ورد.
ويأتي هذا مع عرض تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية قبل أيام، فيلما وثائقيا أوضح أن جنودا صهاينة دربوا جنودا ورد في الفيلم أنهم أكراد.
ــــــــــــــــــــــــــ
حاخام يهودي يطالب بمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين
بتهم ارتكاب جرائم حرب
انتقد حاخام اليهود الأرثوذكس في العاصمة البريطانية لندن، العدوان العسكري الإسرائيلي على لبنان. ورأى أنها تمثل انتهاكا صارخا للقوانين الدولية وتتجاهل الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار من العالم بأسره. بينما يجري نقاش حاد على صدر الصحف النرويجية بين عدد من الكتاب والمثقفين بشأن الحرب الإسرائيلية على لبنان. وقال الحاخام يعقوب وايز "أن إسرائيل لا تبدي أي اكتراث بحياة البشر, ونحن كيهود نشعر بالخزي والعار من ممارساتها اللاإنسانية ونريد أن نخبر العالم أن إسرائيل هي لب المشكلة في الشرق الأوسط ولا تمتلك حق تمثيل الشعب اليهودي وبأي شكل كان". وقال "إننا ندعو يهود العالم إلى أن يصحّوا ويتوجسوا حقيقة أن إسرائيل لا تمثل الديانة اليهودية كما تدّعي ويقفوا دفاعا عن مصالح دينهم وينتقدوا ممارسات ما تسمى إسرائيل ويعلنون الوقوف ضدها بسبب حمامات الدم الكثيرة التي سببتها".
وأدان الحاخام وايز، ما وصفه "الفظاعات التي ترتكبها إسرائيل في غزة ولبنان". واعتبرها جرائم حرب ينبغي أن يحاكم المسؤولون عنها أمام المحكمة الدولية في لاهاي وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزير دفاعه عمير بيريتس". وأضاف وايز "نحن لا ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى وقف الاعتداءات في غزة ولبنان لأننا لا نعترف بها أصلا ونعتبر وجودها غير شرعي وهي تعرف تماما موقفنا منها، لكننا نطالب المجتمع الدولي أن يفعل ذلك وأن يعمل أيضا على محاسبة المسؤولين الإسرائيليين أمام العدالة بتهم ارتكاب جرائم حرب".
ــــــــــــــــــــــــــــ
يهود أمريكيون يطلقون حملة تضامن مع المسلمين
أطلقت جماعة يهودية حملة تضامن مع الشعبيين الفلسطيني واللبناني، حيث أصدرت بيانا يحمل ألف توقيع من أصحاب الضمير الحي من يهود الولايات المتحدة وتم نشره في أوسع صحف الولايات المتحدة. وقد استنكرت الجماعة في بيانها سياسة الولايات المتحدة المناصرة لسياسات إسرائيل العدوانية، بل واعتبرت في خطوة مميزة أن الوجود الإسرائيلي منذ عام 1948 يمثل احتلالا لفلسطين. وجاء في البيان الصادر عن المجموعة: "إننا إذ تفزعنا سياسة الولايات المتحدة المناصرة لإسرائيل منذ58عاما من احتلال فلسطين، فإننا نطالب كل يهود العالم للوقوف في وجه تلك السياسة التي توظف خلالها الولايات المتحدة، كا نفوذها ولا زالت تتغاضى عن المعاناة الجماعية للشعب الفلسطيني تمشيا مع مصالحها السياسية والاقتصادية الخاصة، إن ما يجري في غزة وما جرى في لبنان يعكس وجه إسرائيل الاستعماري والذي ينفي عنها أخلاق وعدالة الديانة اليهودية".
ومن جهة ثانية ترى حملة التضامن الجديدة هذه، أنه لا عدالة حين تقوم إسرائيل بارتكاب جرائم بحق الفلسطينيين تماما كتلك التي ارتكبت بحق اليهود في أوروبا؟ وأنه لا أمان لليهود في التحالف مع المسيحية الصهيونية ضد العالمين الإسلامي والعربي. ولا أمان لليهود إلاّ بتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير وكافة حقوقه الإنسانية.
وقد ورد في بيان حملة التضامن "نحن يهود الولايات المتحدة من ذوي الضمير الإنساني الحي,إذ ندين ما ترتكبه إسرائيل من جرائم باسم يهود العالم,فإننا نقف متضامنين مع الشعبين الفلسطيني واللبناني. نحن يهود الولايات المتحدة المتضامنين مع الشعب الفلسطيني و العرب والمسلمين ندعو ونحث حكومة الولايات المتحدة إلى العمل على رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة و فرض وقف فوري و غير مشروط لإطلاق النار في لبنان وتفكيك ما تم بناؤه من جدار الفصل العنصري و ضمان انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية و تطبيق قرارات هيئة الأمم المتحدة وفقا لقواعد القانون الدولي و إلا فرض عقوبات دولية على إسرائيل و وقف المساعدات الأمريكية الممنوحة لإسرائيل و تعويض الفلسطينيين و اللبنانيين عن كل ما أصابهم من جراء الإسرائيلية.
ــــــــــــــــــــــــ
61أكاديميا أيرلنديا يدعون إلى مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية
وقع 61أكاديميا إرلنديا من جميع أنحاء العالم رسالة يحثون فيها زملاءهم على مقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية, حتى تلتزم إسرائيل بقرارات الأمم المتحدة و تنهي احتلالها للأراضي الفلسطينية. و حيث الرسالة التي نشرتها صحيفة "التايمز" الإرلندية, المؤسسات الأكاديمية في جميع أنحاء العالم , إلى مقاطعة مؤسسات التعليم العالي في إسرائيل. و أضافت" أن هناك إدانة دولية متصاعدة السياسة القمعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة و عدوانها على الشعب اللبناني". و أضافت "نشعر أن الوقت قد حان لكي نستمع للنداءات الفلسطينية, لاتخاذ خطوات عملية الضغط على إسرائيل للانصياع للقانون الدولي و قوانين حقوق الإنسان الأساسية". وهذه هي المرة الثالثة كما ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية التي يحاول فيها الأكاديميون الأوروبيون مقاطعة نظرائهم الإسرائيليين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
قمة هافانا تهاجم السياسات الأمريكية وتدعم الدول المتضررة
دعمت بعض الدول المشاركة في قمة هافانا حق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية، وتحركت بعض الدول التي من بينها إيران وكوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا، لتشكل تحالفا مناهضا للولايات المتحدة وناقش قادة الدول المشاركة بقمة عدم الانحياز بهافانا، وثيقة تدعم حق إيران في الحصول على التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية، ووثيقة أخرى تنتقد بشدة حربا شنتها إسرائيل على لبنان.
وقد أوضح رئيس الوزراء الماليزي عبد الله أحمد بدوي أن القمة التي رفضت "التفرد الأمريكي" ليست موجهة ضد الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى، مشيرا في مؤتمر صحفي عقده بختام أعمال القمة إلى أن حركة عدم الانحياز "لم تؤسس لتعمل ضد أي بلد".
واعترف بدوي بوجود اختلاف بالآراء بين الأعضاء، مؤكدا أن المشاركين يعملون على تقريب وجهات النظر، وتذكر الوثائق التي تمت الموافقة عليها بمبادئ الحركة التي أنشئت عام 1961 بالحرب الباردة. وقد أضاف المشاركون بنودا جديدة مرتبطة بالوضع الدولي الحالي وتستهدف واشنطن ضمنا.
وتنص هذه البنود على "معارضة الإجراءات القمعية ضد أي بلد ومكافحة الإرهاب والعدوان والحروب الوقائية بما في ذلك تلك تستخدم فيها أسلحة نووية والطروحات لتغيير أي نظام.
وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الكوبي فيليب روك إن دول عدم الانحياز ترفض الاحتكار الأمريكي للتكنولوجيا النووية. وأضاف أن الولايات المتحدة ما زالت المورد الرئيسي للأسلحة لإسرائيل، وأنها استخدمت حق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن لمنع مناقشة "الجرائم الإسرائيلية".
وتابع أن واشنطن تريد أن تصف ذلك بالإرهاب ويريدون وصفنا جميعا نحن المدافعين عن حقوقنا بأننا إرهابيون. وما هو السبب في أن توضع كوبا على قائمة الدول الراعية للإرهاب؟ لأنها تدافع عن حقها في أن تكون بلدا مستقلا، ولماذا ليست إسرائيل على القائمة مع أنها تقتل المدنيين وتدمر البنى الأساسية لأحد البلدان؟ لأن إسرائيل متحالفة مع الولايات المتحدة. هذا هو العالم المنافق، وأعمال النفاق للقوة العظمى.
كما أعلن روك أن الحركة قررت تقديم دعمها لفنزويلا وبوليفيا التي وصفها بأنها تواجه محاولات أمريكية لزعزعة استقرارها،و قال في ختام القمة إن إقرار الوثائق المطروحة النقاش على المستوى الوزاري من قبل رؤساء الدول و الحكومات ال56 المجتمعين منذ الجمعة في هافانا, سيكون إجراء شكليا.
و انتقد البيان الختامي مكتب التجسس الأمريكي الذي شكلته إدارة بوش مؤخرا للتجسس على فنزولا و كوبا. كما أعربت الحركة عن دعمها الدائم و تضامنها مع شعب و حكومة بوليفيا التي"تتعرض لمحاولات لتفكيك البلاد و زعزعة مؤسساتها و تعريض الديموقراطية فيها للخطر"
و رفضت الحركة الحظر الذي تفرضه واشنطن على كوبا منذ عام 1962 الذي و بالإضافة إلى أنه أحادي الجانب و يتعارض مع تشريعات الأمم المتحدة,يلحق خسائر اقتصادية بالكوبيين. كما نددت عدم الانحياز بإجراءات اتخذتها واشنطن ضد الشعب الكوبي,بما في ذلك البث الإذاعي و التلفزيوني المعادي. وطالبت الحركة بأن تعاد لكوبا السيادة على قاعدة غوانتانامو.
و ندد البيان الختامي بإسرائيل بسبب هجومها على لبنان و أشاد ب "المقاومة البطولية للعدوان ".كما جددت الحركة مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية. و أدانت خطف و احتجاز وزراء بالحكومة المنتخبة و أعضاء المجلس التشريعي و موظفين حكوميين و شخصيات منتخبة أخرى, و طالبت بالإفراج الفوري و غير المشروط عنهم.
كما أعربت عدم الإنحياز عن قلقها العميق للعزلة الماليية و السياسية التي يفرضها بعض أعضاء الأسرة الدولية على السلطة الفلسطينية بعد الإنتخابات الحرة و النزيهة و الديمقراطية لاختيار أعضاء التشريعي يوم25جوان الماضي و التي حققت فيها حركة المقامة الإسلامية حماس الفوز.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
*ملحق 22 *
تقوم أصلا على أساس الانسحاب الكامل.. مقابل التطبيع الكامل.. والتي جرى (تزبينها) ببعض (التوقيعات) الإضافية ..لمجرد التعمية و الخداع و تسهيل تسويقها فقط..
حيث لم تتعرض أصلا "لحق العودة المقدس" وفقا للقرار (194)بل أهملته عمدا..ليصار الى إخراجه,لاحقا, بشكل (توفيقي) ملتبس, يحتمل كل التلاعبات, و (يفسره) كل طرف,كما يشاء, حسب النص التالي :
"ب –التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، يتفق عليه، وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (194) " مما يحتمل كل التفسيرات التي تنسف هذا الحق من الأساس...
ويرتكز جوهر هذه (المبادرة) الخياني، الذي لم يسبق له مثيل من قبل، على:
أ-"اعتبار النزاع (بدل الصراع) العربي الإسرائيلي منتهيا, والدخول في اتفاقية سلام بينها و بين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة".
أي خيار السلام الكاذب المستحيل, بين الجلاد و الضحية, صاحب البيت واللص المحتل، الأمر الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ.. علما أن (إسرائيل) امتداد عضوي لأمريكا.. نشأة وطبيعة ومصيرا...
ب- "إنشاء علاقات طبيعية (بدل كلمة التطبيع الشامل الساسية-الممجوجة-التي تحمل نفس المعنى) مع (إسرائيل) في إطار هذا السلام الشامل"...
أي بحيث يصبح المجرم شارون، مستقبلا.. (الذي ام تستجب القمة الحالية لطلبه بالمشاركة فيه) بإمكانه أن يصبح عضوا )طبيعيا) في بقية القمم (الشرق أوسطية-الشمال إفريقية) اللاحقة، البديلة-وفق هذه المبادرة-للمشروع العربي الوحدوي الحضاري المعاصر!!!..
-"ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة"... حيث المقصود بهذه (الإضافة المعترضة) لبنان فقط.. وهذا لا ينفي عملية (إعادة التهجير-والتوطين) في بلدان أخرى، داخل وخارج المنطقة.. م استراليا.. إلى كندا.. وأمريكا.. وسائر البلدان العربية والعالمية الأخرى، التي تقبل بذلك.. وفقا (للخطة الإمبريالية الصهيونية) الموضوعة لتصفية قضية فلسطين، واستيطان فلسطين من قبل جميع يهود الأرض القادمين من شتى أنحاء العالم.. كسرطان قاتل.. يساهم في تأبيد التجزئة والتخلف والتبعية في وطننا العربي.. وذلك بدلا من عودة ملايين اللاجئين الفلسطينيين المشردين إلى بيوتهم وأملاكهم في وطنهم الأم فلسطين.. وبالطبع فإن السعودية ودول النفط الخليجية الأخرى جاهزة للتكفل بالجزء الأساسي من دفع التعويضات المطلوبة وتمويل عمليات التهجير والتوطين...
*ويدعو المؤتمر إلى تشكيل "لجنة سباعية" خاصة، على غرار "اللجنة السباعية" التي جرى تشكيلها في (قمة فاس الثانية) 1982/لتسويق/ مشروع الملك فهد (العربي) للسلام الشامل"-كما ذكرنا سابقا-... وذلك لتسويق هذه (المبادرة) الحالية التي شكلت (خاتمة) سلسلة المبادرات التنازلية السابقة.. و(تاج) الخيانة العربية الرسمية.. لتصفية قضية فلسطين والمصير العربي.. التي ما كان يحلم بها، بهذه السهولة حتى أشد قادة الصهيونية والإمبريالية، طمعا وعتوا.. والعمل على تحويلها إلى قرار مرجعي شامل بديل وملزم لجميع الدول العربية، يتخذه مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، لاحقا (يجبّ) كل القرارات الدولية السابقة، التي اتخذت منذ قرار التقسيم 1948 وحتى الآن.. التي يحوي بعضها على عيوبه حقوقا ثابتة ومكاسب هامة عديدة للشعب الفلسطيني.. والذي يتجاوز حتى أسوأ تلك القرارات، التي رفضناها في حينه-كالقرار (242) السيئ الذكر-على سبيل المثال- الذي يقتصر على الدول العربية المعنية، التي احتلت أراضيها خلال عدوان حزيران 1967 فقط، دون أن يشترط الصلح مع (إسرائيل) وإقامة علاقات طبيعية معها، ولا حتى الاعتراف المباشر بها.. بل إنهاء حالة الحرب.. وحق الأطراف المعنية العيش بسلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها...
وبالتالي إبقاء الأمر محصورا في هذا النطاق المحدد فقط.. بحيث تبقى بقية الأقطار العربية الأخرى حرة.. ومن حقها و واجبها أن تواصل النضال لتحرير فلسطين-باسم الأمة العربية-باعتبارها قضية قومية عامة..لا تخضع لهذا القطر أو ذاك...
بينما (تقبر) هذه (المبادرة) الإجرامية.. نضال الأمة العربية، وتصادر حق الأجيال المتلاحقة في مواصلة الكفاح لتحرير فلسطين، وحسم الصراع لصالح الأمة.. الخيانة التي لم تقدم على مثلها أية حركة تحررية من قبل، لا في الوطن العربي، ولا في بقية أنحاء العالم..
ذلك أن عجز وفشل جيل معين، في انتزاع حق الوطن والأمة من المعتدين لا يجيز له إسقاط عجزه على الأجيال القادمة.. فيصادر نضالها، ويضع في وجهها العوائق والسدود، بإقدامه على (تقنين) الاحتلال الأجنبي.. حتى تستجمع أجيال الأمة اللاحقة طاقاتها، وتتغير موازين القوى.. ومجمل الظروف لصالح تحرير الوطن المحتل وانتزاع حقوق الأمة.. كما حصل في مواجهة الاستعمار الصليبي الاستيطاني المديد، من قبل، والذي جاء البطل العظيم صلاح الدين الأيوبي ليوحد جناحي الأمة في سوريا ومصر.. ويكنسه من بيت المقدس والمنطقة بأسرها.
وكذلك الحال بالنسبة لتجربة شعبنا الحديثة في الجزائر-التي واصلت ثوراتها ضد الاستعمار الفرنسي الاستيطاني منذ سنة 1830/ حتى جاءت ثورة نوفمبر التحررية الظافرة/1954/ لتكنس الاستعمار الفرنسي ومستوطنيه وتستعيد حرية واستقلال الجزائر-وهكذا..
*ومن هذا المفهوم القومي المبدئي الراسخ.. رفضت جميع جماهير أمتنا العربية وقواها القومية والإسلامية الديمقراطية، هذه (المبادرة) الخيانية.. ودعت بالإجماع-إلى إسقاط شعار الأنظمة الرسمية العاجز المضلل" بأن السلام مع إسرائيل خيار العرب الاستراتيجي".. وإلى تبني خيار المقاومة الشاملة: الاقتصادية والسياسية والشعبية المسلحة، التي جسدها حزب الله في لبنان، وتجددها انتفاضة شعبنا الفلسطيني الاسطورية الحالية.. وتوفير كل مقومات ومتطلبات استمرار هذا الكفاح الشعبي الاستشهادي الظافر.. الذي بدأ يهزّ كيان العدو الصهيوني العنصري من الأعماق.. كما لم يحدث منذ بداية الصراع وحتى الآن... والكفيل في حال دعمه وضمان شروط استمراره وتصاعده وشموليته أن يحسم الصراع لصالح فلسطين وأمتها العربية.. لأن العدو الصهيوني بطبيعة مجتمعه لا يقوى على مواجهة الحرب الشعبية الطويلة الأمد...