هل النظام السوري في الخندق المعادي للمشروع الأمريكي؟
يلعب على الأمريكان و الأيرانيين!!
فراس سعد
موقع شفاف الشرق الأوسط
منذ تأسيسه في السبعينات وحتى اليوم عمل النظام السوري على الجمع بين المتناقضات
بحيث كان يمسك العصا من وسطها , يد مع السوفييت و أخرى مع الأمريكان , يد مع
الأيرانيين و أخرى مع السعوديين , و لاشك أن مهندس هذه السياسة أثنان : الرئيس حافظ
الأسد و وزير خارجيته آنذاك عبد الحليم خدام .
و يتساءل الكثيرون هذه الأيام حول ما إذا كانت السياسة السورية اليوم تستطيع
الأستمرار باللعب على التناقضات الدولية و الأقليمية و المرور بين الأخاديد و
الزواريب ؟ سالكةً في أماكن لا يستطيع و لا يرتضي أحد من العرب سلوكها, لتصبح وظيفة
رسمية للنظام السوري مستفيداً من الخلافات العربية ليلعب دور المقرّب بين وجهات
النظر و يقدّم نفسه عرّاب المصالحات العربية ؟
لقد انتقلت السياسة السورية من التعامل السري مع الأمريكان و حلفاءهم إلى التعامل
العلني فهل تستطيع السياسة السورية الأستمرار في اللعب على الحبال و لعب دور
العرّاب و تاجر الشنطة الشاطر؟
الجواب الوحيد هو :لا تستطيع ,لأن أحد القطبين غادر إلى عالم الغيب و الشهادة , و
لأن الجمع بين أيران و السعودية اليوم هو أصعب بما لا يقاس من السابق , و لأن
السياسة السورية الخارجية ضعيفة مقارنة بالثمانينات و التسعينات فالشرع ليس
عبدالحليم خدام كما أن بشار الأسد ليس حافظ الأسد... و إذا ما خيّر السوريون بين
أيران و السعودية فهم بلا شك سيختارون السعودية في النهاية , لأسباب عديدة منها :
أن النظام الأيراني في مهب العاصفة الدولية و الأقليمية بعد نجاحه بتخصيب
اليورانيوم و هو بنظر دول الخليج مصدر خطر متنام عليها ظهر ذلك جلياً في الجولة
الصينية الآسيوية للعاهل السعودي .
أن تنامي السياسة الدينية للنظام السوري و استنجاده بالشارع الأسلامي السوري سوف
يملأ الفراغ السياسي السوري الداخلي و الخارجي بالأسلام السياسي السني المتوافق مع
السعودية و المختلف عن أو مع أيران .
أن الموقف المصري الأخير بدى واضحاً حاداً تجاه أيران باتهامه الشيعة العرب الولاء
لأيران , و إشارته إلى دور أيراني تصعيدي في العراق .
و الإقرار بأولوية السعودية على أيران يعني بإقرار علاقة علنية واضحة مع الأمريكان
ليس من موقف الند أو الحوار و لكن من م وقع التبعية المعلنة و الواضحة ...فالأصطفاف
العربي ضد أيران و كذلك الأصطفاف الدولي المتنامي بسبب سياسة نجّاد الصدّامية لن
تسمح لسورية الأستمرار بالتورط مع أيران طويلاً إلا إذا أراد السوريون الأنتحار , و
لا بد من الإشارة أن المعركة بين أيران و الولايات المتحدة مختلفة عن معركة سورية و
الولايات المتحدة , فأيران قوة أقليمية عسكرية كبرى و هاهي تدخل نادي الدول النووية
بينما سورية عسكرياً لا تساوي شيئاً في المنطقة مقارنة بأيران أو تركيا أو اسرائيل
و حتى بالنسبة لمصر و السعودية , فليس الخلاف بين سورية و امريكا لأسباب عسكرية أو
أمنية أو اقتصادية أو ثقافية , إن الخلاف الوحيد بين سورية و امريكا سببه تدخل
النظام السوري في العراق و لبنان و دعمه للمنظمات الأرهابية و تورطه بعدد من
القضايا الأخرى , و هو لا هم له و لا قضية سوى أن يبقى مستمراً في الحكم , فلم يعد
الهم السياسي الرسمي السوري همّاً قومياً أو حتى همّاً داخلياً بل كل الهم منصبّ
على كيفية الأستمرار في السلطة , و لا شك أن النظام السوري كما النظام العراقي
السابق سيقدم كل التنازلات الممكنة و غير الممكنة في سبيل ذلك , فهو لا يستطيع
التخلي عن مافي ات البترول و المال و قوى الضغط من أجل عيون أيران أو الشعب السوري
, فلقد حرم الفرنسيين من حق التنقيب عن البترول السوري و هم المحسوبين كأصدقاء
لسورية و قدمه للأمريكان على طبق من ذهب في عزّ الخلاف السوري الأمريكي لم لا و
الشركة الأمريكية التي سمح لها بالتنقيب يمثلها في سورية أحد أركان النظام ؟ في
الوقت الذي " مدد الرئيس الاميركي جورج بوش امس الاثنين الحظر على تصدير المواد
العسكرية او الحساسة الى سوريا وكذلك مدد تجميد اصول السوريين الذين يساهمون
بالتدخل في شؤون لبنان او يدعمون منظمات ارهابية. وامر الرئيس بوش بتمديد العقوبات
التي فرضتها الولايات المتحدة على سوريا في 11 ايار/مايو 2004، حسب ما اعلن البيت
الابيض " بحسب نشرة (كلنا شركاء ) السورية , النشرة نفسها و في نفس العدد و في خبر
جاء بعد الخبر السابق مباشرة تنقل كلنا الشركاء الخبر التالي " وقعت الشركة السورية
للنفط والشركة السورية للغاز وشركة "مارثون للنفط" الاميركية عقداً لتنمية النفط
وانتاجه في مدينة حمص.... وانشاء التسهيلات السطحية اللازمة لتجميع النفط ومعالجته
ونقله..... بموجب العقد ستمول شركة "مارثون" وتنفذ كل الاعمال بتكاليف تقديرية في
حدود 127 مليون دولار، وحددت فترة التنقيب بـ25 سنة اعتباراً من تاريخ الانتاج
التجاري ال? §ول، قابلة للتجديد خمس سنوات.
" وفي خبر آخر من نفس النشرة و نفس العدد أن " المؤسسة العامة للتجارة الداخلية
للمعادن ومواد البناء في سوريا وقعت مع شركة "بوتماك انرجي انجز" الاميركية عقدا
لتوريد مليون طن متري من الاسمنت البورتلاندي الى سوريا لسد حاجة السوق المحلية.
وان توريد الاسمنت "سيتم بمعدل شهري يقدر بـ90- الف طن متري بمعدل باخرتين شهريا،
من معامل المجموعة في آسيا وأوروبا اعتبارا من بداية شهر حزيران المقبل وهو قابل
للتجديد لثلاث سنوات ويتزامن توقيع الاتفاق مع تدهور كبير للعلاقة الثنائية على
هل النظام السوري في الخندق المعادي للمشروع الأمريكي؟
|