لنؤجّل الملاحظات والانتقادات..
جلال / عقاب يحيى
عندما دخل العراق الكويت/ أوت 1990/ وضعنا أيدينا على قلوبنا، وانهمرت التساؤلات عن الخلفية، والممكن،
والحسابات، والآفاق. وكانت كثير ملاحظاتنا تتركّز حول مبررات الخطوة وواقعيتها، ومكانها في جدول الوحدة العربية
الغائب عن التحقيق.. وهل هي الطريق إلى فلسطين التي كنا ننتظر، ونتوقع لعراق منتصر وضع قدمه على بوابة الإنجاز
العسكري المتطور، والبحث العلمي الواعد..أم هي / فرصة اقتنصها/ النظام العراقي لإعادة أرض يعتبرها جزءاً من العراق
؟؟..أم خطوة دفاعية ـ هجومية تستبق عدواناً مبيّتا ينتظر سانحة ؟؟..أم وقوع في فخّ منصوب ؟؟..
كثيرة هي التخوفات التي سيطرت على القلوب ، وأكثر منها تلك الملاحظات التي اقتحمت العقول.. لكن، ومع تكشيرالقرار الأمريكي/ الغربي عن نواياه: المعدّة، والمرتبة لتحطيم العراق، ووضوح البصمة الصهيونية التي وضعت منذ الثمانينات،
خططاً لغزو العراق وتفتيته، أو تقسيمه، ومع نزول طلائع القوات الأمريكية في نجد والحجاز، بإجازة قرار " قمة القاهرة" العجيب، والطائع..ومشاركة مباشرة من عديد النظم العربية في العدوان، لم يبق مجال للدوخان في ذلك الكمّ من التخوفات والملاحظات. فالخطر الأكبر الذي يستهدف العراق والأمة، ودخول الاستراتيجية الأمريكية مجال التطبيق بغطاء عربي، وحشد دولي قلّ توفّره .. وتخاذل، ومشاركة وتواطؤ عديد النظم العربية......جعلنا نقف حيث يجب الوقوف : في الخندق الواحد، معتبرين أن الخطر الماثل يستهدفنا جميعاً، وأن المعركة : بأسسها، وشعاراتها هي معركتنا، وبالتالي : لا مكان للحياد والتفرج، والانتقاد في مواجهة مصيرية ضارية سيكون لها تداعياتها على عموم الوطن العربي، وربما العالم..أو التحجج بطبيعة النظام، وأخطائه، وما إلى ذلك.. آملين أن يجيء وقت يسمح لمناقشة خطوة العراق وموقعها ونتائجها، وأن يقوم النظام العراقي بواجب التوضيح والتبرير لتلك الملايين من الجماهير العربية، والإسلامية، والعالمية التي وقفت معه، وهو الأمر الذي لم يحدث بسبب عوامل متراكبة..تأتي الظروف الاستثنائية التي عرفها العراق في ذلك الحصار الوحشي ـ المجرم، ثم بسبب قرار تدمير الدولة العراقية عبر الغزو الشامل....في جملة موانعها .
المقدمة/ الحالة تعيدنا إلى ما يجري في لبنان منذ نحو عشرين يوماً.. بكل التداعيات، والملاحظات، والتحليلات..التي جرى تداولها من قبل عديد الأطراف ، خاصة في تفسير خطوة" حزب الله" في أسر الجنديين وخلفياتها، وموقعها المحلي والعربي والإقليمي ، باعتبارها تجاوزت معهود عمليات "حزب الله"، ووعوده في تمرير الصيف دون تسخين، ومكانها من الصراع المحتدم في المنطقة، ومن مناوشات الوضع اللبناني، وعلاقته بالخطوط السياسية المختلفة، وبموقع الدولة ومسؤولياتها، والقرارات الدولية التي تدعو إلى " نزع سلاح المليشيات"، خاصة القرار/1559/ وارتباط ذلك باستراتيجية أمريكية واضحة،
وبصمة صهيونية أوضح.. وصولاً إلى ما يعرف ب" ملف إيران النووي" وما شهده من تطورات.. ووقوفاً متأملاً عند الوضع في العراق، والحالة" الشيعية"السياسية، وما وصلت إليه أحوال العراق من شحن طائفي، وقتل على الهوية يصل حواف الحرب الأهلية المدمّرة.. واتهامات وإدانات للموقف الشيعي السياسي ومرجعياته المتخاذلة، المتواطئة مع قوات الاحتلال.. بكل الآثار، ومجالات التعبئة، والاصطياد ..وتعميم الانقسامات الطائفية، وتوتير الأجواء بين الشيعة والسنة.. دون أن ننسى مصالح ومقايضات النظام اسوري، وحرجه من " محكمة دولية" تلوح في الأفق القريب.. وصولاً إلى الاستهداف المبرمج للقضاء على كافة أنواع وتلاوين المقاومة العربية تحت يافطات : الإرهاب، وجزرة " الشرق الأوسط" الجديد، أو الكبير، أو الواسع.. ف" الجديد" !!!....
ومع تجلي القرار الأمريكي ـ الصهيوني بإعلان الحرب الشاملة على لبنان : شعباً، وبنية تحتية، وحضارة، واقتصاداً،
وإعماراً، ومقاومة.. وما تقوم به "إسرائيل" من جريمة منظمة، ومجازر جماعية تطال البشر والأطفال خصوصاً، وكافة أشكال الحياة، و تدمير الدولة اللبنانية، والكيان اللبناني.. ووقاحة القرار الأمريكي في مواصلة العدوان وتدعيمه بالأسلحة الفتّاكة/ القنابل الذكية والمنضبة باليورانيوم/، وإفشال المسعى الدولي لوقف إطلاق النار فوراً...
ومع المقاومة البطولية لمقاتلي حزب الله، وهم يقدمون دروساً جديدة في ملحمة المواجهات العربية ضد كيان الاغتصاب
وضد العدو الأمريكي، وهم يسطّرون تاريخاً نوعياً في الشجاعة وحسن الأداء والاستعداد المسبق ، والإقدام على الشهادة..وفي موقع الشعب وحربه من إمكانية إلحاق الهزيمة بكيان الغطرسة والتبجح..
وهم ينسفون أساطير نظام التسول والتوسل والتخاذل العربي، مؤكدين على أن شعبنا يصنع المعجزات فعلاً عندما يمتلك إرادته
وقراره، وعندما تتاح له هوامش من الحرية لإثبات مقدراته ..
أمام المجازر الجماعية المنظمة، ومنظر الدمار المنهج.. وأمام ثبات الشعب اللبناني وهو يعزز وحدته الوطنية، ويتجاوز
عوامل الاختلاف، وكافة الاجتهادات والتلاوين ..مجمعاً على دور الدولة ومؤسساتها الشرعية المنتخبة ..
أمام ذلك فالطبيعي أن يكون الموقف في الخندق الطبيعي : خندق المجابهة والمقاومة، وهو أضعف الإيمان، خصوصاً وأن معظمنا لا يملك من وسيلة أكثر من الموقف المعنوي، وربما إصدار بيان، أو المشاركة في مظاهرة/ على أحسن تقدير/. تاركين
التحليل والتركيب والاستنتاج إلى مرحلة أخرى، وممسكين بما هو مركزي الآن : وهو أن لبنان عبر مقاومته الإسلامية يقاتل
نيابة عن الأمة في معركة مصيرية ستترك أبلغ الأثر عليها، وعلى المنطقة والعالم . وأن الجماهير العربية، والقوى السياسية
مطالبة بإعلان موقفها الواضح مما يجري، وتقديم كل الدعم المتاح للمقاتلين، والصامدين في لبنان ..
إن صمود المقاومة الإسلامية، ومن خلفها عموم الشعب اللبناني..هذا البلد الصغير في مساحته، وإمكاناته، وعدد سكانه،
الكبير بشموخه، ومناراته الثقافية، العلمية، الحضارية، الاقتصادية..يطرح مجموعة من القضايا، نوجزها بالتالي :
1 ـ إن الصراع مع الصهيونية وكيانها الاغتصابي : كان، وما يزال، صراعاً مصيرياً لن ينتهي إلا بهزيمة أحد طرفيه هزيمة شاملة.. حين تملك الأمة قرارها، وحين تفرض الحل الشامل للقضية الفلسطينية : القضية المركز، والمحور، والمآب .
وبالتالي : فالجوهر البارز لهذا الكيان هو ، كما وصّفناه دائماً، العدوان والقتل والتدمير.. بما يتنافى وجميع دعاوى التصالح
والتطبيع معه، والتمسيح له . وبما يبقي الباب مفتوحاً لأشكال الصراع المتاحة حتى إيجاد الحلول النهائية له .
2 ـ إن الولايات المتحدة الأمريكية، بإداراتها المتعاقبة، خاصة إدارتها الحالية : اليمينية المتصهينة.. هي العدو الرئيس للأمة، ليس لكونها تحمي كيان الاغتصاب وتقدّم له الدعم والتغطية وحسب..بل لكونها تحمل استراتيجية عدوانية تستهدف الأمة والوطن . والعراق، وفلسطين، ولبنان شواهد صارخة .
وبالتالي فإن الاستنجاد بأمريكا، وتوسيطها، وطلب رعايتها وتدخلها .. لا يؤدي إلا إلى مزيد من توغل مشروعها، ومن
تأبيد التفتيت والضعف والتخاذل .
3 ـ إن نظام العمالة، والتواطؤ، والتخاذل، والتسول والتوسل العربي، بتلاوينه، ومغصه، وادعاءات الممانعة في بعضه، ووقاحة بعضه الآخر في الانبطاح، والتصريحات التي تتتحدى إرادة ومشاعر الشعب....هو المسؤول الأول عن حال الأمة وما وصلت إليه من ضعف، وتفكك وهوان جعلت أرضها ومقدراتها وكرامتها ودماءها مستباحة ..ووضعت الدولة القطرية الهشّة عرضة لمزيد التذرية والتفريخ على أسس عرقية، أو مذهبية طائفية، أو عشائرية ، وجهوية، وعائلية وغيرها.. في ظل مناخات الاستبداد، ومصادرة الحريات الديمقراطية، وتغييب الشعب وتقزيمه زإرعابه، وتكريس العائلية والتوريث وعصب المافيا : طغماً ضيقة متسلطة تنهب ثروات البلاد وتحولها إلى مماك للرعب والنهب والاستثمار الخاص ..
وأن المخرج الطبيعي يتجاوز " القمم العربية"، أو الجامعة العربية واجتماعاتها وقراراتها، حيث يكمن في وجوب التغيير الشامل لهذه النظم، تغييراً تأتي به نضالات الشعب وقواه السياسية عبر العمل السياسي المنظم، وبالوسائل الحضارية المعروفة.
وفي هذا المجال فإن القوى السياسية العربية : المعارضة ، وأشباهها.. تتحمل مسؤولية كبرى في إدمان أوضاع التشتت والضعف والوهن، والعجز عن تحريك الشارع ووضعه في مواجهة العدو المشترك، وفي تشكيل وممارسة البديل، وبما يمكنه من انتزاع حقوقه الشاملة .
4 ـ إن المقاومة : بكل أشكالها، وتلاوينها.. وصولاً إلى أرقاها، وأكثرها فعالية وتطوراً، ونقصد بها : المقاومة المسلحة، هي الخيار الوحيد المتاح لشعبنا وقواه الحية لمواجهة تكتل الأعداء، وكسر تفوقهم . ولتقويض استراتيجياتهم العدائية .
وفي هذا المجال، فإن المقاومة العراقية الباسلة، ومن قبلها : المقاومة الفلسطينية البطلة، واللبنانية الوطنية والإسلامية..
تؤكد بالوقائع والتضحية، والشجاعة والإقدام أن الأمة العربية قادرة على ممارسة أرقى أنواع الكفاح، وعلى توجيه ضربات محكمة لأعدائها تجبرهم على التراجع ، وإعادة حساباتهم، وربما هزيمتهم هزيمة شاملة . وصولاً إلى انتزاع حرية قرارها وإرادتها، وتحقيق ذاتها .. وذلك شرط توفر الإرادة، والمناخات الديمقراطية.
لقد أربكت المقاومة العراقية جحافل الغزاة ومخططات أمريكا : الدولة العظمى، وصدّرت لها أزمات مستفحلة عرّت مشروعاتهم التقسيمية ـ التفتيتية، وفتحت الأفق لإمكانية هزيمتهم وانسحابهم من أرض العراق، هم والعملاء الذين جاؤوا بهم.. وكشف الحجر الفلسطيني، والإيمان بالقضية جوهر العدو، وإمكانية إلحاق الهزيمة به.. وها هو " حزب الله" يسطّر ملحمة بطولية أخرى، تعلن للملأ أن " لجيش الذي لا يقهر" يتمرغ في جريمة الإبادة والتدمير، ويتلطّخ عارياً بدماء الأطفال والنساء والمدنيين، بينما يدفع ثمناً غالياً لتحقيق بعض أهدافه التي أعلنها في حربه المبيتة ضد حزب الله ..
5 ـ لم تنتعش حركات المقاومة، وتستمر وتتصاعد إلا عند توفر هوامش ديمقراطية، أو عبر ضعف قبضة النظم الحاكمة، أو بانتزاعها في البلد الذي تتواجد فيه.. بينما تكشف نظم الاستبداد هشاشتها في مواجهة الأعداء، وتبرز دعاويها عارية.. هي الجبانة، المرعوبة من النهوض بواجبها الوطني وتحرير الأرض المحتلة في الجولان المنسي، وغيره .
وفي هذا المجال فإن كثير الأسئلة تطرح حول خلفيات وتوجهات النظام السوري مما يجري، بدءاً من مصلحته في اشتعال الساحة اللبنانية وتقديمها وقوداً لصالح حمايته، وفي مقايضات يظن أنه ما يزال قادراً على إجرائها.. ووصولاً إلى محاولته استثمار تضحيات وصمود وبطولات الشعب اللبناني ومقاومته الإسلامية وتوظيفها في رصيده.. بينما تصمت جبهة الجولان، مثلما تصمت التصريحات العنترية في الممانعة، وقابلية الرد" إذا ما اقتربت القوات الإسرائيلية من الحدود السورية"!!..
6 ـ بالمقابل : فإن النضال الديمقراطي، وصولاً إلى إقامة النظام الوطني ، الديمقراطي، التعددي ليس نتاج هدنة، أو مقايضة بين القوى الديمقراطية والأعداء الرئيسيين، أو أنه يعني التخلي عن خطّ المقاومة، وعن قضايا الأمة الأساس .
إن النضال ضد نظام الاستبداد الأسدي المتسلط في سورية هو بالتأكيد، والضرورة نضال في سبيل تحرير إرادة بلدنا العزيز ليقوم بدوره التاريخي المنوط به : قلب العروبة النابض، وتحمّل مسؤولياته في أمته كما كان شأنه، وكما هو واجبه وقدره ..وبما يحقق نمو وحرية قراره في جميع الميادين .
وبالتالي : فإن القوى السورية المعارضة، وبغض النظر عن العلاقة بين "حزب الله" والنظام السوري، وعن محاولات هذا الأخير استثمار تضحيات ومعانات وبطولات الشعب اللبناني في المقايضة/ إن قبلت/، وفي فكّ الحصار عنه، وإدامة بقائه..
مطالبة أن تكون في خندق المعركة الواحدة، وأن تعلن مواقفها صريحة لا لبس ولا تردد فيها..بما في ذلك المطالبة بفتح جبهة الجولان لمقاومة شعبنا، وفتح جميع الجبهات العربية .
6 ـ إن النصر والهزيمة نسبيان في معركة من هذا المستوى، وذلك بغض النظر عن حجم التضحيات والدمار، والخسائر في الأرواح والممتلكات.. وعمّا يمكن أن تفعله "إسرائيل" من تدمير لبنية "حزب الله" العسكرية، أو ما يمكن فرضه من اشتراطات سياسية لاحقة تخصّ وجود قوات دولية بصلاحيات ردعية.. بما يستدعي مزيد التماسك بين الأطراف اللبنانية لتمتين الوحدة الوطنية، ورفض الانجرار إلى مخططات أمريكا الواضحة في ضرب قوى المقاومة.. كما يستدعي من جميع القوى الحيّة للأمة العربية التضامن والمساندة لحماية القرار السياسي وتحصينه من ضغوطات وإملاءات الخارج، وبما يبقي أبواب المقاومة المتنوعة الأشكال مشرعة أمام الشعب وأجياله المتعاقبة .
وبغض النظر عن مآل المعركة المفتوحة، وعمّا يمكن أن توقعه من نتائج في بنية " حزب الله" القتالية، وفي أسلحته، ودوره المستقبلي كقوة سياسية فاعلة في الحياة اللبنانية ...
فإن صموده هذه المدة في معركة من هذا العيار، وإلحاقه العديد من الخسائر بقوات العدوان، والتفاف الجماهير العربية، والإسلامية حوله، وانكشاف الطبيعة الإجرامية، التدميرية، التبعية/مرة أخرى/ للكيان الصهيوني، ومن خلفه : المواقف الأمريكية وما تحمله من مشاريع خبيثة لوطننا .. إنما يفتح أبواب المستقبل لمرحلة أخرى من المجابهات والنضال المتعدد الأشكال، خاصة تلك الموجهة ضد نظم الجبن والتخاذل والتواطؤ والصمت: كحجر رحى في تحرير إرادة الأمة، وتكريس الديمقراطية التي تضع شعبنا في موقع المشاركة وصناعة القرار والمصير .
7 ـ إن الخوف كبير من اللعب على نتائج المعركة وما أحدثته من دمار شامل، وما فعلته في نزوح مئات آلاف اللبنانيين.. الذين يعانون الكثير، وسيعانون أكثر كي يعودوا إلى أرضهم وبيوتهم المهدّمة.. بما يجعل الوضع : الحصيلة بمثابة القنبلة الموقوتة التي ستشتغل كثير الجهات الخارجية، وبعض الداخلية على توتيرها لتفجيرها.. خاصة تلك المتعلقة بالجانب المذهبي، وتحميل المسؤولية، واحتمالات ردود الفعل.. بما يستدعي وعياً عالياً من جميع القوى والفعاليات اللبنانية، ودعماً عربياً وإسلامياً كي ينهض لبنان ويعود إلى ممارسة دوره الريادي . خاصة وأنه، بما يمثله من تعايش بين عديد المذاهب والأديان، ومن حياة ديمقراطية مفتوحة، وتفتح وعطاء في جميع الميادين : الثقافية والعلمية والاقتصادية والسياحية والفنية وغيرها، كان هدفاً رئيساً في عملية التدمير المنهّجة .
8 ـ الذي لا شكّ فيه أن استراتيجية القوى المقاومة، ونخصّ منها، هنا، حزب الله تبدو غائبة، أو غامضة، أو غير معروفة. ونعني بها :
ـ حدود دوره كحزب سياسي، وحركة مقاومة في الدولة اللبنانية .
ـ أفق نظرته فيما يتعلق بالصراع العربي ـ الصهيوني.. وهل هو هنا يعمل لتحرير فلسطين مثلاً، أم يكتفي بدوره القطري ..
أم هو جزء من مشروع استراتيجي عربي ـ إسلامي ؟؟ ..
ـ حدود العلاقة بينه وبين النظام السوري من جهة، وبينه وبين النظام الإيراني من جهة أخرى ..
ـ استراتيجية القوى الإقليمية، خاصة النظام الإيراني، فيما يتعلق بالصراع مع الصهيونية وكيانها، ومع الإدارة الأمريكية واستراتيجيتها المعلنة..وبما يتعدى الشعارات، والمعلن.. إلى ترجمات على الأرض : بدءاً من العراق، ووصولاً إلى فلسطين، مروراً بلبنان وسورية ..
نقول ذلك لأن الجماهير العربية، وبغض النظر عن جميع الحساسيات، والانتقادات، والتعبئات.. ستكون في الموقع الصحيح عندما تطرح عليها استراتيجية واضحة، شاملة.. وعندما تلمس تجسيداتها في المفاصل والمواقع الرئيسة.. وحينها ستسقط المراهنات الطائفية، والعرقية، والحملات، والتخوفات ..