عملية " الوعد الصادق ...والعدوان الإسرائيلي الغادر
ملاحظات ... ونتائج ...وآفاق
محمود جديد
1
نشرت جريدة الديار اللبنانية بتاريخ 9-7-2006 مقالاً للكاتب / ياسر الحريري / ، ذكر فيه أنّ / كوناليزا رايس في زيارتها الأخيرة للبنان قبل العدوان الإسرائيلي النازي المستمر بأنّها :" صارحت بعض قيادات 14 آذار التي التقتهم ، وقالت لهم : إنّ الفترة الكافية التي طلبتموها للتغيير لم تستفيدوا منها ، إذ أخرجنا لكم السوريين بقوّة القرار 1559 ، وتكفّلتم بإسقاط إميل لحّود ثمّ الضغط وسحب سلاح حزب الله ، ثمّ سحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ، وبدأتم تطلبون تمديد الفرص إلى أن وصلنا معكم في لبنان إلى الحائط المسدود ، فلم تُسقٍطوا لحّود ، ولم تسحبوا سلاح حزب الله وكذلك السلاح الفلسطيني ، ونحن مضطرون لدخول مفاوضات مع إيران قد تفضي إلى تسوية محدّدة ، وستشمل العراق وسورية ولبنان ، وإذا ما حصل هذا الأمر فإنّ متغيّرات شتّى ستحصل ..." هذا وقد اعتمدت الفهم المباشرلهذه المعلومة وقتذاك ....ولكن بعد بدء العدوان الإسرائيلي الوحشي على لبنان ، وهمجيته ونازيته ، واتساع وتعدّد أهدافه ، وابتعاده عن ذرائعه المباشرة تبيّن لي بوضوح بعد تفحّص كلام /رايس / ثانية ً أنّ مخطط العدوان وقراره كانا جاهزين قبل بدء عملية " الوعد الصادق " لحزب الله التي أسر فيها جنديّين إسرائليين ، باعتبار أنّ قوى 14 آذار أثبتت عجزها في تنفيذ القرار 1559 ، هذا القرار الذي يستهدف تطبيقه إنجاز الخطوة الأساسية التي لاغنى عنها لإعادة صياغة المنطقة وترتيبها ضمن شرق أوسطي جديد بدءاً ببوّابته الرئيسية في سورية ولبنان ، وإزالة ركن أساسي من أركان المقاومة والممانعة للمخطط الإمبريالي – الصهيوني ، وإزالة عقبة كأداء من أمام الكيان الإسرائيلي الذي وقف بقوة وراء إصدار القرار 1559 بهدف إعادة ترتيب لبنان بأيدٍ لبنانية ، وبغطاء ( الشرعية الدولية )، ممّا يسهّل إطلاق يد هذا الكيان في المنطقة ، ليستأنف دوره المعهود الذي أُنشٍئ من أجله ، بعد أن اختلّ هذا الدور نتيجة الضربات الاستنزافية التي تلقّاها من المقاومة اللبنانية خلال حقبة التسعينات من القرن الماضي على الخصوص ، وتُوّجَت بتحرير الجنوب عام 2000 دون قيد أو شرط ، كسابقة لم يشهدلها تاريخ الصراع العربي – الصهيوني مثيلاً ، ولاستنزافه بانتفاضة الأقصى لفترة طويلة ،وبعبارة أخرى ، فإنّ الكيان الإسرائيلي يريد تغيير قواعد اللعبة في لبنان بعد التطورات الداخلية بعد جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري ، وإعادة إحياء حلفاء وأتباع ، وعملاء ( إسرائيل ) في لبنان ، وخروج بعض القوى اللبنانية من جلدها المعروف ، والقفز عمليّاً إلى خندق التحالف الأمريكي – الصهيوني سواء شاؤوا أم أبوا القبول بهذا التوصيف ، غير أن الأكثرية النيابية المزيّفة بقيت عاجزة على الصعيد الشعبي القيام بعملية التغيير المطلوبة أمريكيّاً وإسرائيليّاً ، ولذلك كان كلام / رايس / الذي أشرت إليه سابقاً عبارة عن تجميد الوكالة لحلفائها في لبنان بانتظار تعليمات جديدة لما بعد قيام القوات الإسرائيلية بتنفيذ القرار 1559 ، وتصفية حساب قديم مع حزب الله ... أمّا الشقّ المتعلّق بالحديث عن وجود صفقة مع إيران فكان الهدف منه التمويه على المخطط الأمريكي – الإسرائيلي لتنفيذ العدوان الراهن على لبنان ، وتخويف تكتل 14 آذارمن أيّ دور جديد للنظام السوري في لبنان لإبقائهم تحت المظلة الأمريكية ....وتأكيداً لهذا الفهم فإنّ مصادر إعلامية أفادت بأنّ قرار العدوان قد اُتخٍذ في اللقاء الذي تمّ بين بوش وأولمرت عند زيارة الأخير لواشنطن بعد تشكيل حكومته ، كما أنّ الصحافة الإسرائلية أشارت إلى أنّ خطة العدوان كان مُعَدّة منذ عام 2002 ومصادق عليها من قبل وزير الدفاع السابق /موفاز / ، وبناء على ذلك استدعي ليكون مستشاراً عسكريّاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي عند بدء العدوان ...وقد ذكرت بعض المصادر أن رئيس الأركان السابق أجرى عليها تمرين قيادة وأركان داخل القاعة في عام 2004 ، وقد تضمّن ما جرى ، ويجري في هذه الأيام ...
كما أشارت الصحافة الإسرائيلية إلى أنّ بوش هو الذي طلب من أولمرت القيام بهذا العدوان الواسع خدمة لأهداف إدارته ، وقد اعتبرها بعض الصحفيين والسياسيين الإسرائيليين حرباً بالوكالة لمصلحة الأمريكيين بعد أن اكتوى مستوطنو القاطنين في شمال فلسطين بنيرانها الموجعة ...
وبالتالي فإنّ عملية حزب الله " الوعد الصادق " في 12/7/2006 ليست هي السبب الحقيقي للعدوان ، وإنّما كانت ذريعة إسرائيلية مضلّلة ، حيث كان بإمكان القيادة الإسرائيلية استغلال أيّة حادثة أخرى أو أن تختلق أيّ سبب آخر كعادتها المعروفة ...
وحتى نحيط ونفهم الجوانب الأساسية للعدوان الإسرائيلي النازي الواسع على لبنان لابدّ من إلقاء الضوء أوّلاً على أهداف أطراف الصراع المتفجّر القائم ...
ا – الأهداف المحتملة لحزب الله من عملية "الوعد الصادق ":
- لم يُخفِ حزب الله استهدافه لجنود إسرائيليين وأسرهم لتأمين مبادلتهم مع الأسرى اللبنانيين الذين امتنعت الحكومة الإسرائيلية عن إطلاق سراحهم ، وخاصة بعد أن عجز رئيس الوزراء اللبناني من تحريرهم من سجون الاحتلال عن الطريق الأمريكي ، بالرغم من إلحاحه على هذا الموضوع عند زيارته لواشنطن ، وزيادة الضغط المعنوي والإنساني من قبل ذوي هؤلاء الأسرى على قيادة حزب الله ، والآمال العريضة التي علّقوها على السيّدالمناضل : حسن نصر الله الذي أعلنها صراحة ، وعلى رؤوس الأشهاد ، وفي أكثر من مناسبة عن قرار حزب الله بأسر جنود إسرائيليين لهذه الغاية ، كما جاهر بذلك على طاولة الحوار الوطني ولم يعترض أحد على ذلك ، وللشعور بالمسؤولية الإنسانية والنضالية من قبل حزب الله تجاه الأسرى اللبنانيين من الأساس ...
- دعم نضال وصمود الشعب الفلسطيني العظيم في تصدّيه وحيداً للاحتلال ، وخاصة بعد همجية آلة الحرب الإسرائيلية في غزّة عقب أسر جندي إسرائيلي بعملية بطولية رائعة ، وتصعيد إرهاب الكيان الصهيوني ضدّ الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ، وضدّ حكومة حماس الوطنية والشرعية وأعضاء المجلس التشريعي الفلسطينيي من حركة حماس ... وتجسيد الإحساس الثابت والدائم لقيادة حزب الله بالواجب القومي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية ، واستجابتها لصرخات العشرات من نساء وشيوخ الشعب الفلسطيني التي استنجدت بالعرب عامة ، وبالسيّدحسن نصر الله خاصة ... وهنا أزعم أنّ توقيت العملية كان له ارتباط مباشر وأكيد بما يجري في فلسطين المحتلة من جرائم ومآسٍ ، ولكنّ نصر الله لم يعلن عن ذلك صراحة لاعتبارات داخلية لبنانية ضاغطة ...
- شعور وتقدير حزب الله بأنّ الحوار الوطني قد وصل إلى طريق مسدود ، وأنّ المخطط الأمريكي الصهيوني مستمرّ في استهدافه ، وقد ينزلق بعض اللبنانيين بعيداً في هذا المخطط ، ويوصلوا لبنان إلى حرب أهلية جديدة وقد يكون لديه معلومات حول المدى الخطير الذي وصلوا إليه على هذا الطريق ....
ب : دوافع وأهداف الحكومة الإسرائلية :
- استغلال الأوضاع الدولية المؤاتية لها داخل مجلس الأمن وخارجه نتيجة الهيمنة الأمريكية على السياسة الدولية إلى حدّ كبير ، وذلك من أجل تصفية الحساب القديم مع حزب الله في عام 2000 عندما أجبرها على الانسحاب المذلّ من جنوب لبنان ، واسترجاع بعضاً من الحقوق اللبنانية المائية ، ودخوله كورقة ردع في حساباتها الاستراتيجية تجاه التعامل مع سورية وإيران ...
- استغلال الأوضاع العربية المتردية ، واستلاب إرادة معظم الأنظمة العربية ،وارتهانها للولايات المتحدة ، سواء عن طريق التحالف أم التبعية ، أو وصول بعضها إلى درجة العمالة .... والاستخفاف الإسرائيلي بردّ فعل الجماهير العربية التي أصبحت مخدّرة ومشلولة نتيجة القهر الداخلي الذي تعانيه من هذه الأنظمة ، وتأثير الحرب النفسية التي يشنّها المركّب الإعلامي الضخم للأنظمة الخليجية ، والنظام المصري ، إضافة إلى وسائل الإعلام الغربية والإسرائلية ...ونشرها ثقافة الهزيمة والاستسلام للتحالف الامبريالي – الصهيوني ( القدرالذي لايُردّ) ولايمكن مقاومته ، وفقاً لرؤاهم وسمومهم التي ينشرونها ....
- استغلال التحالفات والاصطفافات داخل الساحة اللبنانية لصالح أمريكا و( إسرائيل ) بعد صدور القرار 1559 ، والانسحاب السوري منها ، وبعد جريمة اغتيال الشهيد الحريري ( التي تعتبر إسرائيل المتهم الأول بتنفيذها) ، وغدر قوى 14 آذار بالتفاهمات الانتخابية مع حزب الله ، والتي قطفت من ورائها 14 نائباً في دائرة بعبدا، والبقاع الغربي وأعطاها هذه الأكثرية المزيّفة ... وبعد ذلك أدارت ظهرها للوعود المقطوعة له بحماية المقاومة وسلاحها في لبنان ، ووضعها خارج دائرة القرار 1559 ، وبمعنى آخر إنّ شبه الإجماع الشعبي حول المقاومة قد تضرّر بخروج الحزب التقدمي الاشتراكي بوضوح وجلاء منه ، وانصياع القوى النافذة في تيّار الحريري للرغبات الأمريكية – الفرنسية المتفاعلة مع التأثيرات السعودية عليه ...
إنّ هذا كلّه شجّع الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ قرار العدوان ، والردّ غير المتناسب مع حجم وأهداف عملية "الوعد الصادق " بهدف تحقيق الأهداف المباشرة التالية :
1 – استعادة هيبة الجيش الإسرائيلي لكرامته المهدورة على أيدي المقاومة الفلسطينية التي أسرت جندياً اسرائيلياً بعملية دقيقة وناجحة ، وعلى أيدي المقاومة اللبنانية في عملية " الوعد الصادق " وأسرها جنديين إسرائيليين .
2 – تدمير البنية التحتية والخدماتيةلحزب الله ، وشبكة صواريخه ، وتكبيد قياداته و مقاتليه أفدح الخسائر ، ومعاقبة الشعب اللبناني على تأييد معظمه للمقاومة ، وخلق الظروف والذرائع الملائمة للتخلي عنه وسحب سلاحه من قبل الحكومة اللبنانية مستقبلاً ، وعزله ، ومحاصرته وشلّه عن العمل المقاوم ، وذلك عن طريق تدير البنية التحتية اللبنانية دون اعتبار لطائفة أو مذهب أوفئة .
3 –ترميم قدرة الردع الإسرائلية في لبنان ، وتحديد قواعد لعب جديدة عن طريق إضعاف حزب الله ، وإبعاده عن الحدود الإسرائلية وتكليف الجيش اللبناني أو قوات دولية بأعداد كبيرة ، ومسلّحة تسليحاً جيّداً لحماية أمن (إسرائيل) ، ومراقبة وضبط الحدود السورية اللبنانية لمنع وصول الإمدادات إلى حزب الله ...
4 – تجريد إيران وسورية من قوة ردع مهمة ذات جاهزية وفعالية عالية في ساحة الصراع في المنطقة .
5 شطب الإنجاز التارخي لحزب الله بتحرير الحنوب عام 2000 من ذاكرة الأجيال اللبنانية والعربية القادمة ...
6 – توسيع دائرة المؤيدين لقوى 14 آذار ، وخلق المبررات مستقبلاً لمزيد من الضغوط على حزب الله لنزع سلاحه ، ومحاولة الوصول إلى حرب أهلية جديدة تستنزف قدرات المقاومة وتحرف الصراع عن وجهته الحقيقية ..
ج – الأهداف الأمريكية :
- إنّ السير الجدّي ببناء شرق أوسط جديد متأمرك يتطلّب ضرب حزب الله كطليعة متقدمة ممانعة للنفوذ الأمريكي – الصهيوني ، كما يضعف القوى الممانعة الأخرى ، ويسهّل استهداف سورية وإيران ويحرمهما من حليف مقاوم يشكّل قوّة ردع لزجّ طاقات إسرائيل أكثر فأكثر بشكل مباشر في أحداث المنطقة ، لأنّ الحاجة الأمريكية لهذا الدور أصبح ملحّاً بعد غرقها في المستنقعين العراقي والأفغاني ، والتحدّيات الهامة لها في إيران وكوريا الشمالية ...
- إنّ اقتراب موعد انتخابات تجديد الكونغرس الأمريكي في 7/11/2006 يجعل الإدارة الأمريكية بحاجة إلى إنجاز ما لتقليل أضرار انعكاسات احتلال العراق وخسائرها ، وما جرى فيه من فضائح وجرائم ومآسٍ على شعبية بوش وفريقه من المحافظين الجدد ، لأنّ خسارة الحزب الجمهوري للأكثرية سيعقّد عمل البيت الأبيض كثيراً في المستقبل ، وستكون مقدّمة لخسارة الرئاسة الأمريكية بعد عامين ...
- إزالة شاهد عربي عبّر عن شهادته ، وسمعها القاصي والداني بأنّ فصيلاً مقاوماً منسجماً مع أقواله وأفعاله استطاع أن يحرّر الأرض ، ويخلق ( توازن رعب )مع الكيان الإسرائيلي ، ولذلك فإنّ تصفية هذا الشاهد يعجّل في عملية استكمال التطويع والتركيع العربي ، وتصفية القضية الفلسطينية ،( لما يمثّله هذا الشاهد من احترام وتقدير في نفوس المناضلين الفلسطينيين ) ويسرّع في إعادة صياغة الوطن العربي بما يتلاءم مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية ...
- أصبح واضحا للعيان أنّ قوّة المحافظين الجدد ، ونفوذهم في الإدارة الأمريكية ، وهيمنتهم عليها ، وتوجيهها لخدمة الكيان الصهيوني أصبحت في شوطها الأخير ، وبالتالي فإنّهم سيحاولون دفع الأمور باتجاه تصفية الحساب مع كل قوى الممانعة العربية والإسلامية قبل انتهاء ولاية بوش ، واستغلال النفوذ الأمريكي الراهن في العالم ، وهيمنته على مجلس الأمن إلى أبعد الحدود في خدمة الأهداف والمشاريع الصهيونية المعروفة ...
موقف النظام العربي السائد من عملية " الوعد الصادق " ، والعدوان الإسرائيلي :
لقد ذكرت أكثرمن مرّة أنّ النظام المصري الذي يقود أكبر دولة عربية قد أصبحت ارتباطاته وعلاقاته مع الكيان الإسرائيلي بعد التوقيع على /اتفاقية كامب ديفد / أقوى وأمتن بكثير من روابطه مع أمته ، علماً أنّ موقف الشعب المصري العظيم ، ومستوى وعيه الوطني والقومي والإسلامي لم يكن في يوم من الأيام أفضل ممّا هو عليه الآن ، ولو استطاع أن يفرز رئاسة معبّرة عنه تعبيراً حقيقياً لتغيّر الميزان الاستراتيجي في المنطقة بشكل جوهري، ولدخلت الأمة العربية في مرحلة نهوض كبير ، ولكنّ الواقع الراهن الذي أصبح فيه هذا النظام – مع الأسف – يمثّل وكالة سمسرة للإدارة الأمريكية ، وتعريب لقراراتها وأوامرها ، ممّا جعل النظام العربي مشلولا نظراًً لحاجته الماسّة إلى عمود فقري متين صالح لأن يشكّل محوراً صلباً لتجميع والتفاف القوى العربية حوله لمواجهة التحديات الخارجية ... ولهذا فإنّ التحالف الإسرايلي – المصري – الأردني هو شكل مصغّر لصورة الشرق الأوسط الجديد الذي تلعب فيه (إسرائيل) الدور الأبرز والأهمّ ...
كما أنّ نقاط الضعف في بنية النظام السعودي ، واعتماده بشكل أساسي على عائلة واحدة ، وتصاعد معارضة بعض التيارات الإسلامية في المجتمع السعودي ، وارتهان هذه العائلة لمصالح أمريكا ونفوذها تحت تأثير ضغط عاملين أساسيين : الأول : الحرص على استمرار النظام السعودي الراهن بهيكليته المعروفة . والثاني : الخشية على الأموال السعودية في البنوك الغربية والأمريكية على الخصوص من المصادرة في حال تأزّم الموقف مع الإدارة الأمريكية ، وحرصها على وضع الدولار الأمريكي أكثر من حرصها على عملتها الوطنية حتى لاتتآكل مدخراتها الهائلة فيه ...كل هذه العوامل جعلتها مطواعة لرغبات البيت الأبيض ، ومنسجمة مع النظام المصري في توجهاته الاستراتيجية ...
- إنّ الإنجاز التاريخي الذي حققه حزب الله في عام 2000وجّه صفعة على وجوه أطراف النظام العربي الرسمي الخانع ، وكشف عن سوءاته وعوراته ، وفضحه أمام الجماهير العربية ، ودحض توجهاته وخياراته ومشاريعه السياسية على المستوى القومي والإسلامي ، ولذلك فإنّ تصفية هذا الحزب تزيح عن صدورهم صورة أنموذج فصيل مناضل جدير بالاقتداء في الوطن العربي ...ولذلك ، واستناداً إلى مجمل ما تقدّم ذكره نجد تفسيراً للموقف المتخاذل والغادر واللاقومي للثلاثي : المصري – السعودي – الأردني في اجتماعات الجامعة العربية ، وإهداء هذا الموقف المشبوه إلى التحالف الأمريكي – الصهيوني ليكون غطاءً عربياً للعدوان الإسرائيلي الغادر على لبنان ، وورقة إضافية لأمريكا في دعمه وتبريره ، وتسويقه على الصعيد الدولي ...
في 14-7-2006 يتبع في حلقة ثانية
ملاحظة : لقد استخدمت عبارة 14 آذار للإشارة إلى القوى التي تدّعي الأكثرية في مجلس النواب اللبناني بالرغم من علمي بانسحاب التيار الوطني الحرّمنها وإقامته تفاهماً سياسياً مع حزب الله ، وذلك لأنّ هذه العبارة أصبحت أكثر شيوعاً وفهماً في الشارع اللبناني للقوى الحقيقية التي تمثّلها ...
2
- إنّ عملية " الوعد الصادق " لم تكن مفاجئة لأحد من حيث احتمال حدوثها ، لأنّ السيّد المناضل : حسن نصر الله أعلن جهاراً نهاراً بأنّ تعنّت الحكومة الإسرائيلية في موضوع الإفراج عن الأسرى اللبنانيين سيجعلنا نسعى جادّين لأسر جنود إسرائيليين ، أمّا مقولة تفرّده بقرارات من هذا القبيل لوحده ، واعتبار هذا التفرّدمحور تقييماتنا للمقاومة اللبنانية هوابتعاد عن الموضوعية ، وفيه الكثيرمن الإجحاف ، لأنّ نصر الله لايمكن أن يأخذ موافقة حكومة بهذه التركيبة الراهنة ،فعملية من هذا النوع عمادها الأساسي المحافظة على سريّة تنفيذها التي تعتبر الشرط الأساسي لنجاحها ، ولاسيّما نعرف جيّداً الماضي المشين لبعض المشاركين في هذه الحكومة ، وعلاقاتهم وارتباطاتهم السابقة بالكيان الإسرائيلي ، كما ندرك مدى جنوح البعض وخروجهم من دائرة الصواب السياسي ، والارتماء في أحضان أمريكا التي لايمكن لأيّ عاقل فصلها عن ( إسرائيل) مهما حسنت نواياه ...وعلى كل حال لقد كانت عملية أسر جنديّين إسرائيليين من حيث دقة التنفيذ وجرأته ومفاجأته وحصيلته وصمة عار في جبين الجيش الإسرائيلي ، وإهانة بالغة لحقت به نتيجة لذلك ، وقد أقرّ العديد من الكتاب والسياسيين الإسرائيليين بذلك ./ أنظر الملحق رقم 1 المرفق مع هذا المقال / .
- إنّ صمود حزب الله أمام ضربات العدو الإسرائيلي ، وقصفه لشمال فلسطين المحتلة بعمق 50 كم حتى الآن( مستوطنات – مطارات وقواعد ومقرّات عسكرية – وتدمير البارجة الإسرائيلية – وتكبيده خسائر فادحة برّاً ...الخ) خلق حالة متقدّمة من رفع معنويات الجماهير العربية والإسلامية في كلّ مكان ،ممّا أدّى إلى إنهاضها من سباتها وخدرها ، وجعل ردّ الفعل الشعبي أفضل ممّا توقعه الكثيرون ، وهو مرشّح للتصعيد مع استمرار المعارك والصمود ، وتحقيق مفجآت جديدة سارّة ، كما أذاب الكثير من التناقضات الطائفية والمذهبية في كل مكان ، ووحّد موقف الجماهير من الصراع المحتدم الراهن ، وأوجد حالة من الضغط الشعبي على الحكّام المتخاذلين أو المتواطئين ...غير أنّ هذا الانعكاس الإيجابي يجب استثماره وتفعيله وتنظيمه في كل ساحة حتى يشعر أولئك الحكام بسخونته وتهديده لكراسيهم ، وإلاّ سيتبدّد في المنعطفات الحادّة والخطرة ،ويذهب هباءً، وهنا أشير على وجه الخصوص والأهمية إلى الساحتين المصرية والعراقية ، لأنّ النظام المصري( جوهرة) لاتقدّر بثمن بالنسبة للتحالف الأمريكي – الصهيوني نظراً للدور الذي يقوم به لصالح تقبّل الهزيمة والاستسلام ، وتسهيل تسويقه وتبليعه للعرب والمسلمين ، ولذلك سيكون الضغط الشعبي المنظّم الهادف ورقة هامة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي ، أمّا بالنسبة للعراق فيعتبر الساحة الأكثر جدوى وفائدة للتأثير والضغط على إدارة العدوان في واشنطن ، وذلك من خلال زجّ قوى جديدة في مقاومة الاحتلال ، وخاصة في جنوب العراق من خلال موقف إيجابي فعّال تقدم عليه المراجع الشيعية العليا في النجف ، وعلى رأسهم السيد السيستاني ، أو على الأقلّ إطلاق يد الجماهير العراقية في مقاومة الاحتلال دون قيود وفتاوى مرجعية ، كما تتحمّل الحكومة الإيرانية جانباً مهمّاً في هذا المجال ، لأنّ تصعيد الكفاح ضد قوات الاحتلال وتوسيعه هو أسرع وأقصر الطرق وأجداها لإرباك المشروع الأمريكي – الصهيوني ، ثمّ إجباره على وقف العدوان النازي على لبنان ...
- لقد حدّدت الأوساط الإعلامية والسياسية والعسكرية الإسرائيلية الآثار الاستراتيجية المستقبلية لهذه الحرب العدوانية ، حيث أشار بعضهم إلى أنّها :" سوف تقرّر صورة دولة إسرائيل في السنوات المقبلة ." و" إذا تمكّن قادة حزب الله وحماس في نهاية هذه الجولة من رفع إشارة النصر وعن حقّ ، فسيبدأ العدّ التنازلي للمشروع الصهيوني برمّته ، ولذلك فالمعركة مصيرية للحيلولة دون انتصارهما هي فريضة واجبة غير قابلة للمساومة ." أمّا المعلّق العسكري المعروف في صحيفة " هآرتس " : زئيف شيف فقد قال :" إذا خسرت إسرائيل في هذه المواجهة فستتغيّر مكانتها الاستراتيجية والعسكرية في المنطقة وردعها حيال قتال العصابات والسلاح الصاروخي سيهتز ."
ولاشكّ فيه أنّ الحكومة الإسرائيلية لم تتصوّر أن يكون ردّ المقاومة اللبنانية بهذا العنف والعمق والاتساع ، ولا أن يصمد مقاتلو حزب الله وبنيته المقاومة بهذا الشكل أمام الضربات الجوية والبحرية والصاروخية والبرية ، ولهذا فإنّ الصمود الرائع لمقاتلي حزب الله ، وثبات وشجاعة قادته ، وردّه الموجع للكيان الصهيوني أربك القيادات الإسرائيلية وأصبحت " كبالع الموس على الحدّين " فلا هي تستطيع وقف إطلاق النار دون تحقيق أهدافها المعلنة تجاه حزب الله ولبنان ، ووفقاً لشروطها ، وخاصة أنها تتمتع بدعم دولي لتغطية عدوانها قلّ نظيره ...ولا هي قادرة على الحسم العسكري ، وإلحاق هزيمة حقيقية بحزب الله ، ولاسيّما أنّها استهلكت رصيداًزمنياً طويلاً ،وقسماً من التأييد الشعبي الإسرائيلي الكاسح لعدوانها المبني على أساس وعودها بتدمير حزب الله ، وإبعادمخاطره إلى الأبد ، إذ أنّ كلّ يوم قتال جديد يمرّ ستتقلّص دائرة التأييد فيه ، ويرفد الشارع الإسرائيلي بقوى رافضة لاستمرار الحرب ،والمطالبة بقبول تبادل الأسرى مع حزب الله ، كما أنّ الخسائر الاقتصادية والسياحية والاستثمارية ، وفي مجال الهجرة دخولاً وخروجاً إلى فلسطين سيزيد الطين بلّة ، ويجعل أوساط اجتماعية فاعلة تتحوّل من مساند إلى ضاغط عليها ...
وبناءً على هذا كلّه ،فإنّ الحكومة الإسرائيلية والقيادات العسكرية لن تغامر باحتلال واسع دائم للأراضي اللبنانية ، لأنّ علقمها ما زال عالقاً بين أسنانها ، وإنّما ستحاول تركيز ضرباتها النارية على البنية المقاومة لحزب الله مع إجراء استطلاع قتالي مدرّع نشط مدعوم بقوات خاصة على طول الحدود اللبنانية بهدف إيجاد المفاصل والثغرات التي تكلّفها خسائر بشرية أقلّ ، ومحاولة توسيع أيّ نجاح تحققه بغرض احتلال مساحات معتبرة من الجنوب اللبناني لاستخدامها في حفظ ما ءوجهها أمام جيشها والإسرائيليين والعالم ،وكورقة مساومة عندما ستقبل بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ، ومجيء قوات دولية بأعداد كبيرة مزوّدة بصلاحيات واسعة ...
- إنّ إلحاق هزيمة حقيقية شاملة بحزب الله شبه مستحيلة ، فتجارب النضال الفلسطيني يثبت صعوبة تحقيق ذلك ، فكلّنا يعرف ما جرى من اغتيالات للقيادات الفلسطينية ،وخاصة من حماس ، وإرهاب وبطش وتجويع للشعب الفلسطيني ، وبالرغم من ذلك كلّه لم تستطع الحكومة الإسرائيلية أن تكسر إرادة القتال والصمود لديه ، علماً أنّ الشروط القتالية في لبنان أقلّ صعوبة ، فغزّة قطاع جغرافي صغير ومحاصر من كل الجهات ، ومحروم من أيّ دعم خارجي ، بينما يتمتع حزب الله بقطاع جغرافي واسع نسبيّاً يشمل كامل الجنوب اللبناني والبقاع ، وله حدود مشتركة طويلة مع سورية ، ولذلك فإنّه يمتلك رئة عربية يتنفّس منها لوجستيّاً وإنسانياً ومعنويّاً وسياسيّاً ، ورئة إسلامية (إيران) تقدّم له دعماً مادّياً وعتادا عسكريّاً ، وهذا لايعيبه بشيء ، فقيادة حزب الله لم ترفض في يوم من الأيام أيّ دعم عربي ، ولكنّ حكامنا العرب من أشباه الرجال فقدوا نخوتهم العربية ( إن كانت موجودة أصلاً في رؤوسهم ) ، كما ارتهنت ولاءاتهم وقراراتهم ، وثرواتهم لأعداء أمتنا ، وكم نتمنّى لوكان شرف دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية من نصيبهم بدلاً من أن يقطفه الآخرون ، وعلى كل حال عندما تقوم أية دولة عربية أو إسلامية ،أو أجنبية بدعم للمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق يجب أن نبارك ذلك على رؤوس الأشهاد ، وأن لانخشى قول كلمة الحق ، والعكس صحيح أيضاً ، حيث يجب فضح الأطراف المتآمرة والمتحالفة مع أعداء أمتنا ومحاسبتها، وعموماً فإنّ الموقف الإيراني تجاه القضية الفلسطينية والمسألة اللبنانية صائب وإيجابي ، بينما في العراق يشوبه الكثير من النقد والتساؤل والاستغراب ، والإدانة أحياناً ...كما أنّه من الغباء استعداء جيراننا ، وخاصة إيران وتركيا ، فإذا لم نستطع تحويلهما إلى حلفاء لنا ، فعلى الأقلّ السعي لتحييدهما ، لأنّ الطامة الكبرى عندما تتحولان إلى معسكر الأعداء ...
وهنا أعتبر أنّ بعض القوى والكتاب والسياسيين الذين يشيرون إلى أنّ حزب الله ينفّذ أجندة سورية وإيرانية قد ابتعدوا عن الحقيقة ، وأساؤوا إلى نضالية هذا الحزب ، وعكسوا الوقائع لأنّ استهدافه هو المدخل والمقدمةلاستهداف سورية وإيران ...كما يجب أن نمتلك الشجاعة السياسية لنقول :إنّ حزب الله يستفيد من سورية وإيران ويحتاج إلى دعمهما المستمر أكثر من حاجتهما لدعمه ، ولولا هذا الدعم ما استطاع أن يحرّر الجنوب في عام 2000 ، وأن يصمد في المعركة المحتدمة الآن بهذا الشكل الرائع ..
- إنّ التوأمة الكفاحية بين المقاومة اللبنانية والفلسطينية لاتقدّر بأيّ ثمن مادّي مهما بلغت فداحته ، فإنّ عملية " الوعد الصادق" جاءت في وقت كفرت فيه قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني بأمتهم العربية وعالمهم الإسلامي حكّاماً ومحكومين ، لأنّهم صمّوا آذانهم ، وأغمضوا عيونهم عن سماع ورؤية ما يجري من إرهاب إسرائيلي في فلسطين ، وما ينجم عنه من معاناة لم يتحمّل مثلها شعب في العالم على الإطلاق ، فكانت هذه العملية بمثابة حقنة دعم نضالي ومعنوي للجماهير الفلسطينية المكافحة تظهر ملامحها ونتائجهاعلى وجوه وألسنة الفلسطينيين ، وفي حرارة مظاهراتهم تحت القصف والاحتلال دعماً للمقاومة اللبنانية ، وإجماع كافة الفصائل على دعم الكفاح البطولي الذي يخوضه حزب الله في هذه الأيام ، ومن هنا أستطيع القول :إنّ استهداف استكمال تصفية القضية الفلسطينية سيتصاعد بوتيرة عالية إذا نجحت القوات الإسرائيلية في إلحاق الهزيمة بالمقاومة اللبنانية (لاسمح الله)...
- إنّ نعيق البوم والغربان الصادر عن المهزومين في أعماقهم حتى النخاع ، وبكاءهم على أطلال الخراب والتدمير الذي قامت به القوات الإسرائيلية في لبنان ، وتحميل حزب الله مسؤولية ذلك هو مظلّة التآمر الجديدة ، ومادّته المستعملة ضدّ المقاومة االبنانية حاضراً ومستقبلاً ، وتصبّ لصالح التحالف الأمريكي – الصهيوني شاؤوا أم أبوا ، وسواء عن جهل أم عن قصد ، ولديّ قناعة أنّ بعضهم يتمنّى النصر الساحق للعدو الصهيوني على مقاتلي حزب الله ، ويعبّر عن هذا في جلساته الخاصة الحميمية ، حتى لاتفضح وتعرّي إنجازات وبطولات هذا الحزب أفعال هؤلاء ومنطلقاتهم أمام الجماهير العربية ، فالحقد الطائفي والمذهبي عند البعض ، والشعور بالنقص تجاه نضاله ، والعجز الكامن في أعماقهم ليس له حدود ، و هذا كلّه قد يوصل البعض إلى الاصطفاف المباشر مع ذلك التحالف المعادي آجلاً أم عاجلاً ، إن لم يكن قد فعلها قبلاً ...
وعلى كل حال ، إنّ اختراق النفوس ، واستشراء وباء تقبّل الذلّ والخنوع والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد بعد وقف إطلاق النار ، هي أشدّ خطراً من الاحتلال نفسه ،بالرغم من مرارته وخطورته ، لأنّ الظروف ستكون ملائمة في لبنان لاستغلال ما جرى ويجري لإحداث فتنة داخلية قد توصل إلى حرب أهلية ( لاسمح الله) ، وإنّني أزعم أنّ بعض قيادات 14 آذار لديهم الاستعداد لاستغلال تنفيذ عملية "الوعد الصادق" ، والعدوان الإسرائيلي النازي ونتائجه التدميرية للدخول على المكشوف في التنفيذ العملي للمخطط الأمريكي – الصهيوني ، وقد تساعدها بعض الظروف لجرّ شرائح من قواعدها لمثل هذه الجريمة النكراء ... ومن هنا ، يجب على كافة الوطنيين المخلصين من أبناء لبنان الشقيق تكثيف الجهود وتوحيدها لقطع الطريق على ذلك ، وإفشال الفصل الداخلي من ذلك المخطط لأنّه سيكون طامة كبرى على لبنان وأمته في حال نجاحه ....
وأخيراً : إنّ العلوم العسكرية ، وعبر ودروس الحروب علّمتنا أنّ أيّة قوات مدرّعة في العالم مدعومة جوّاً وبحراً ، وتتفوّق على عدوّها بالقوى والوسائط قادرة على التقدّم وا ختراق دفاعاته ...ولكنّ السؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل هذه القوات المخترقة قادرة على التمسك بالأرض المحتلة ، وتحمّل عبء الاستنزاف اللاحق ؟، وخاصة في أرض ذات طبيعة طبوغرافية صالحة لأعمال الكمائن والإغارات ، مع الأخذ بعين الاعتبار في الحالة اللبنانية أنّ العدوّ هو نفسه ، والأرض هي نفسها ، والمقاومةاللبنانية البطلة هي نفسها وصاحبة الأرض ، ولذلك ستتكرّر التجربة ، وسيكون الجواب نفسه والنتائج في النهاية ذاتها هي دحر العدو ، مهما بلغت قوّته وجبروته ،لأنّ إرادة القتال متوفرة لدى المقاومة ، وإيمانها لم يتزعزع ، ولن يتزعزع بحتمية النصر والحمد لله ، وسيكون هنالك عيد تحرير ثان لكل شبر محتلّ ، أو يمكن أن يُحتَل من أرض لبنان مهما تغطرس العدو الإسرائيلي وطغا وتجبّر ...
والنصر دائماً حليف الشعوب المكافحة الصامدة والصابرة ...
27-7-2006
**********************************************************************
ملحق المقال :
عرض المراسل العسكري لجريدة / معاريف / الإسرائلية ( عمير رافبورت) صورة عن مجريات عملية "الوعد الصادق " فذكر :" طوال سبع ساعات من هجوم عناصر حزب الله لم يتمكّن الجيش الإسرائيلي من الاقتراب من موقع العملية ، الجنود الذين كانوا يرقبون مركبة الهامر المحترقة ، ظلّوا يراقبون من بين الأشجار لساعات ، وهم يخشون الوصول إليها لفحص حالة رفاقهم هناك ، حيث كانت قذائف الهاون التابعة لحزب الله تقصف تلك المنطقة وتمنع الوصول إليها ، خسائر كبيرة خسرها الجيش في ساعة واحدة من يوم قتالي واحد ، واختطف اثنان من جنوده ، وما تزال قوات حزب الله تحاصر الموقع وتمنع جنود الجيش من الاقتراب من هناك ، هذا هو سبب الشعور بالخجل ، فجيش كبير وقويّ دبابته محترقة ، فيها بقايا جنوده يقف لساعات طويلة لايقوى على التقدّم " .واعتبر الكاتب إنّ هذه " كانت فعليّاً سياسة إذلال للجيش الإسرائلي ."
وحسب متابعتي الصحفية لما جرى فإنّ الجيش الإسرائيلي وحتى اليوم العاشر من القتال لم يتمكّن من سحب مركبته المحترقة ، ويخلي جثامين جنوده القتلى ...ولاأعلم ماذا حدث بعد هذا التاريخ...