أسيرة فلسطينية إلى المستشفى مكبّلة بالأغلال.. لتلد طفلها!?

(<السفير>، <وفا>، ا ف ب)

 

 

المشهد كان مأساوياً بما فيه الكفاية.
أسيرة فلسطينية حامل اقتيدت وهي مقيدة اليدين والرجلين من سجنها في تلموند الى مستشفى مئير كفار داخل اراضي ال.48 ولم ترفع عنها الأصفاد إلا عند دخولها غرفة الولادة حيث وضعت طفلها البكر <براء>، من دون السماح لزوجها الأسير ايضا أو لأي من أقاربها بحضور الولادة التي تمت بعملية قيصرية.
كانت الأسيرة صبيح، وهي من قطاع غزة وتقطن في مدينة طولكرم في الضفة الغربية، قد اعتقلت وهي حامل، مع زوجها رسمي صبيح في 29 أيلول ,2005 وحكم عليها بالسجن لمدة 28 شهراً وغرامة مالية قدرها الفا شيكل، في حين تم تحويل زوجها للاعتقال الإداري المتجدد في سجن النقب الصحراوي.
وقال صبيح إن سلطات الاحتلال في المستشفى أخضعت زوجته سمر (23 عاماً) صباح امس لفحص ما قبل الولادة، وهي مقيدة اليدين والقدمين، ولم يتم نزع قيودها إلا أثناء العملية القيصرية. أضاف إنه تابع الولادة عبر الهاتف مع المحامية بثينة دقماق، التي تتولى متابعة قضية الاسيرة وشهدت عملية الولادة، مشيراً إلى أن زوجته وضعت مولودها تحت ظروف مأساوية، وفي ظل إجراءات أمنية مشددة.
وأكدت دقماق هذه الوقائع وقالت إن ذلك <يتناقض مع ابسط الحقوق الانسانية>.
واستنكر صبيح عدم السماح له أو لأي من أقارب زوجته بحضور عملية الولادة، برغم حاجة زوجته الماسة لحضورهم. وقال إنه تقدم بطلب عن طريق <مؤسسة مانديلا> الفلسطينية التي تعنى بشؤون الاسرى الفلسطينيين، إلى مصلحة السجون، من أجل السماح له بحضور العملية أو زيارة زوجته، موضحاً أنه برغم موافقة مصلحة السجون على الطلب، إلا أن إدارة سجن النقب ماطلت في منحه التصريح المطلوب.
أضاف متسائلاً <هل هناك قانون في العالم يحرمني من الانتقال من سجن لآخر من أجل حضور ولادة زوجتي الأسيرة والاطمئنان عليها>؟. وطالب الهيئات الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتدخل العاجل للسماح له برؤية زوجته.
وقالت مصادر في <مؤسسة مانديلا> إن المؤسسة لا تزال تبحث مع القضاء الاسرائيلي امكان ان يزور الاب طفله الوليد في المستشفى.
وحاولت شقيقة الأسيرة صبيح الوصول إلى المستشفى، بعدما أبلغها <نادي الأسير> استصدار تصريح خاص بها للزيارة، إلا أن سلطات الاحتلال تركتها تنتظر على حاجز الطيبة قرب طولكرم لمدة 4 ساعات، ومن ثم رفضت السماح لها بالمرور.
وطالب وزير شؤون الأسرى والمحررين وصفي قبها، الهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بالعمل الفوري والسريع على إقفال ملف الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال، ووقف مأساة ولادتهن في السجون. وقال إن هناك أكثر من 18 أم يقبعن في زنازين الاحتلال، ويحرمن من متابعة أبنائهن، وعدد منهن يحرمن من زيارتهم أيضا.
اضاف إن 3 أسيرات وضعن أبناءهن في الأسر، وهن ميرفت طه التي وضعت طفلها وائل، ومنال غانم التي وضعت طفلها نور وما زالت تقبع معه في سجن تلموند، وأخيرا سمر صبيح حيث من المقرر أن تعيدها سلطات الاحتلال إلى زنازين العزل في تلموند مع طفلها لتكمل بقية مدة حكمها المقررة 28 شهرا في ظروف صحية وإنسانية غير لائقة.
وإشار قبها إلى أن عدد الأسيرات الفلسطينيات ارتفع إلى 145 أسيرة، بعد حملة الاعتقالات التي طالت في الأسبوع الأخير عددا من أمهات وشقيقات وزوجات مقاومين، وخصوصاً في نابلس وشمالي الضفة.
الطفل أياد عفانة
الى ذلك، بعث النائب العربي في الكنيست محمد بركة برسالة عاجلة الى وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز، أشار فيها الى إن الطفل اياد عفانة (6 اشهر) يعالج منذ نهاية آذار الماضي في مستشفى دانا في تل ابيب، وهو يعاني من مرض عضال، إلا ان سلطات الاحتلال ترفض طلب والدته امانة عفانة الخروج من قطاع غزة، والمكوث قرب سرير رضيعها في المستشفى، برغم انه بحاجة الى عناية يومية على مدار الساعة.
(<السفير>، <وفا>، ا ف ب)