أبطال واسخريوطيّون

شارل أيوب.


ضجّ الكون وارتعدت ركاب رجالٍ، وسأل قادة هل الشرق أمام افق جديد ام انها ومضة من شجاعة فتيان لن تلبث ان تنتهي

ضجّ الكون وسأل هل هي مقاومة انطلقت ليبزغ منها فجرٌ جديدٌ ام ان لبنان الضعيف عائد بفعل التركيبة السياسية اللبنانية، التي لا تعرف الاّ الجبن والعمالة وارضاء المستعمر والمستبدّ.

ضجّ الكون وسأل من مارون الراس الى بنت جبيل الى بلدة الحيصة الشهيدة في عكار الى أقاصي الهرمل في البقاع الشرقي يسأل عن فتيان ما هابوا ولا ارتعبوا بل ذهبوا للشهادة في سبيل لبنان القوي وفي مواجهة وحشية اسرائيلية اعطاها العالم العربي ضوءاً اخضر.

تدمير لبنان أعطى الشهادة الدامغة على أن واشنطن واوروبا تخلتا عن اخلاقهما، وان اخلاق الامم اصبحت في سوق النخاسة.

مجموعة وحشية في تل ابيب امتلكت اسلحة دمار أميركية فأطلقت العنان لقتل الشعب اللبناني وتدميره وأعطت الضوء الأخضر لضرب لبنان الجميل عنوان جمال الطبيعة وعنوان نشاط شعب لا يريد الاّ السلام والعمران والخير لكل الناس.

اي صهيونية هي تلك الصهيونية الجارة لنا، تلك التي اغتصبت فلسطين، ودمارها يأتيك بالمرارة لأن أخلاق اميركا واوروبا سقطت، ويأتيك بالمرارة اكثر لأن قسماً من الكتّاب ومن شعبك عن جهل او سوء نيّة عن معرفة او عن تآمر أو عن غباوة يطلق العنان لمقالاته يتحدث فيها عن الخسائر وينسى الكرامات، يبيع الشرف ويتحدث عن مصالح مذهبية منها المارونية والسنية والدرزية ومنها الشيعية لا يدرك ان الاوطان تبنى بالكرامة وبالعزّ ولا يدرك ان القوة هي سياج الوطن وان دور البومة والجيفة والإذلال والضعف وكل ما جاء الى ذلك لا يحمي لبنان بل تحميه سواعد فتيان أبوا ان ينهزموا في الجنوب، فقاتلوا حتى الاستشهاد وهزَموا العدوّ الاكبر والوحشي وهو اسرائيل.

تأتيك المرارة من رفاق اعتبرتهم رفاقاً، فاذا بهم عبيد لدى يهوه، فاذا بهم رفاق ليهوذا الاسخريوطي فاذا بهم يتحدثون عن مسيحية وهم رفاق يوضاس الذي باع المسيح بثلاثين من فضّة ولم يعد ينقصهم الاّ بيع المسيح مجدداً في لبنان من أجل ان ينتصر الاسخريوطي في الشرق.

ولا يُختصر الأمر على هؤلاء بل يريد سعد الحريري مواصلة الحصار ويريد سعد الحريري السقوط في المذهبية السنية ويريد دروز وموارنة وسنّة وبعض الشيعة ان ينتصر أولمرت الاسرائيلي على هنيبعل المشرقي.

قل لهؤلاء اخجلوا على الأقل واخجلوا من الشهداء الذين ما زالوا تحت الركام، واخجلوا من بطولات الأبطال الذين هزموا اسرائيل بشهادة قادتها واخجلوا من الدم الأحمر القاني يزهر في الجنوب ياسمينا ووروداً تكتب اسماء الشهداء في عيتا الشعب وبنت جبيل ومارون الراس وكفركلا وسهل الخيام وتبنين وبعلبك والهرمل وعكار وجسر الفيدار والمعاملتين وحالات والممرّ من جبل لبنان الى البقاع عبر جسر المديرج.

قد لا يخجلون لأنهم عبيد يهوذا الاسخريوطي باعوا لبنان من زمان، قدّموه الى بن غوريون اورثوه الى بيغين وسلّموه الى شارون في بيروت وقرروا تسليم المفتاح الى اولمرت، ولكن هؤلاء هم خونة أذلاء جبينهم ممروغ بالتراب ولا يعرفون قيمة التراب الوطني ووحدهم فتيان المقاومة وفتيان لبنان يعرفون قيمة الأرز وشموخ الأرز وعنفوان الأرز، ولذلك هؤلاء الفتيان لا يخضعون ولا يهابون فيما الاسخريوطيون يغرقون في ذلّهم واذلالهم من قبل اسرائيل.

لهؤلاء الاسخريوطيين نقول عاركم على جبينكم وعندما ننظر اليكم فاننا نبصق وانتم لا تحدقون الاّ بالأرض ونحو الأدنى، وأما نحن فلا نحدق الاّ الى الشمس.